* : تسجيلات أم كلثوم (حرف الغين) (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 15h12 - التاريخ: 28/04/2024)           »          سمير يزبك- 1939 - 8 أغسطس 2016 (الكاتـب : kabh01 - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 14h58 - التاريخ: 28/04/2024)           »          الفنان القطري فرج عبدالكريم 1949-1989 (الكاتـب : بو بشار - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 14h47 - التاريخ: 28/04/2024)           »          حلقات إذاعية نادرة (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 14h31 - التاريخ: 28/04/2024)           »          عزت عوض الله (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : oldisgold - - الوقت: 13h38 - التاريخ: 28/04/2024)           »          حســن غنــدور (الكاتـب : loaie al-sayem - - الوقت: 12h50 - التاريخ: 28/04/2024)           »          محمد أحمد(20 جانفي 1930 - 8 جانفي 2016 ) (الكاتـب : ramzy - آخر مشاركة : سماعي - - الوقت: 12h02 - التاريخ: 28/04/2024)           »          د. صالح المهدي 9 فيفري 1925- ١2 سبتمبر 2014 (الكاتـب : الشاذلي الفلاح - آخر مشاركة : سماعي - - الوقت: 11h55 - التاريخ: 28/04/2024)           »          مجموعة الاذاعة التونسية (الكاتـب : امحمد شعبان - آخر مشاركة : سماعي - - الوقت: 11h51 - التاريخ: 28/04/2024)           »          أحسن القصص (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 00h29 - التاريخ: 28/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > المغرب العربي الكبير > المغرب الأقصى > كلاسيكيات مغربية..الطرب الملحون

روابط سريعة طرب الملحون
أحمد العجيلة التهامي بنعمر المرحوم قويدر ديفيد الزيوني عبد العالي لـباركـي ماجدة اليحياوي محمد السوسي ملحون مراكش
إدريس بن جلون الجوق النسائي التطواني ثريا الحضراوي ديفيد بن عروش عبد الكريم كنون مجموعة السعادة - النزاهة محمد بوزوبع الابن منال القباج
أسماء الأزرق الحسين التولالي جمال الدين بنحدو رواد فن الملحون عزوز بناني مجموعة امنزو محمد بوستة مولاي المهدي العلوي
التهامي الهاروشي الحسين بن ادريس حياة بوخريص سناء مرحتي لطيفة أمال مجموعة سعيد المفتاحي ملحون تافيلالت نعيمة الطاهري

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #111  
قديم 15/09/2010, 22h09
الصورة الرمزية starziko
starziko starziko غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:510608
 
تاريخ التسجيل: avril 2010
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 129
Post أصل تسمية الملحون


أصل تسمية الملحون-الجزء الأول-a


بقلم: نورالدين شماس

تضاربت الآراء حول أصل تسمية هذا النمط من الأدب الشعبي المغربي الملحون،الجميل والغريب في أن واحد في الموضوع هو ان هذا التضارب تنباء به احد بناة المدرسة الملحو نة وهو عبد الله بن احساين في النص الذي أرخ به الدكتور ألجراري هذا التراث حيث قال :
حتى نقول ما قالوا عشاق النبي فكل ازمان
وانكون في اقْريضْ الملحون أنا المادحه حسان
اللوغى واللغا واللغوْ بـين اللها امــــع لَـلسـان
والْحُبْ دَا:الشفيع الشافع فالقلبْ وَالدخالْ اتْصان
يقول الأستاذ الفاسي معرفا أصل التسمية " إن لفظة الملحون هنا مشتقة من اللحن بمعنى الغناء لأن الفرق الأساسي بينه وبين الشعر العربي الفصيح أن الملحون ينظم قبل كل شئ ليتغنى به. "
أما الدكتور عباس الجرار ي فيقول : " نحن نرى على العكس من أن هذه التسمية اشتقت من اللحن بمعنى الخطأ النحوي."
في حين يقول الشيخ الأستاذ احمد سهو م: " إن القول الملحون هو القول البليغ الواصل المقنع."
هذه الآراء وأخص بالذكر منها الأول والثاني تبناها العديد من الباحثين والمهتمين فمنهم من نحى منحى الفاسي ومنهم من نحى منحى الجراري
فالأستاذ عبد الله الشليح يقول مرجحا قولة الدكتور الجراري : " إنه ذلك الكلام المقفى المصوغ في قوالب خاصة بلغة عربية سليمة في أغلبها ولكنها غير خاضعة لقواعد النحو والصرف ." (مجلة بن يوسف )
كذلك يقول الأستاذ عبد الجليل (وإني أستصوب الرأي القائل بأن تسمية الملحون اشتقت من اللحن بمعنى الخطأ اللغوي . "
وإلى هذا يذهب الدكتور المرزوق محمد حين قال:"إنها اشتقت -أي الملحون- من لحنَ يلحنُ في كلامه أي ينطق بلغةٍ غير معربة.(مجلة الفكر التونسي عدد 8 )
وفي الواجهة الثانية نجد الدكتور عبد الله شقر ون الذي يوضح رأي الأستاذ الفاسي قائلاً : " يقال الملحون باعتبار أن هذا الشعر الشعبي يوضع ليكون ملحنا ومنغما ومغنى ... وهذا اللون من النظم يعتمد عدد المقاطع سمعيا ويجد وزنه في الغناء ولذلك دعي باسم الملحون أي ملحن ومغنى ."
وقد كان الأستاذ سهو م من دعاة هذا الرأي قبل أن يستجوب القصيدة فتبوح له بأسرارها ويستنطق السرابة فتفصح له عن مكنوناتها حيث قال : " ولا أنكر أنني روجتُ له في مستهل حياتي العملية." (الملحون الغربي ص230)
أما الأستاذ عبد الرحمان الملحوني فيتأرجح بين المعنيين إذ يقول:"الملحون اسم مشتق من اللحن بمعنى الخطأ وقيل من اللحن بمعنى الموسيقى لأن الشاعر في نفس الوقت ناظم وملحن ."
ونختم هذا الجرد فيما قيل من تعاريف حول أصل التسمية بمقولة الشيخ الباحث الخزان الأستاذ دلال الحسيكة رحمة الله عليه:
"من أعرب في الملحون فقد لحن"
يقول الأستاذ الفاسي رحمه الله محللا رأيه:"إن أول ما يتبادر إلى الذهن انه شعر بلغة لا إعراب فيها فكأنه كلام فيه لحن، أي شعر منظوم في لغة ملحونة لأنه باللغة العامية التي تولدت عن الفصحى والتي تتميز بعدم الإعراب."وهذا اشتقاق باطل في نظر الأستاذ من عدة وجوه والتي يتضمنها قوله، " إننا لا نقابل الكلام الفصيح بالكلام الملحون وإنما باللهجات العامية ولم يرد هذا التعبير عند أحد من الكتاب القدامى لا بالمشرق ولا بالمغرب" ويدلي الأستاذ برأيه مع طرح لبعض التعـليلات مفاد هذا الرأي أن هذه اللفظة اشتقت من التلحين بمعنى التنغيم لا من اللحن أي الخطأ في القواعد الإعرابية وذلك أن اللغة التي يستعملها الملحون غير أعرابية و لكن تنفرد بخصائص مستقلة ولها أساليب وقواعد خاصة بها حيث يقول:" والذي أرى أنهم اشتقوا هذه اللفظة من التلحين بمعنى أن الأصل في هذا الشعر الملحون أنه ينظم ليتغنى به قبل كل شيء لأنه لا يعقل أن يلحن المتكلم في لغة يدركها حق الإدراك ثم يطلق هذا الخطأ على إنتاجه الشعري وإنما جاء الإلتباس في أذهان البعض من الموافقة الصوتية بين المعنيين اللذين يؤديهما لفظ اللحن في الغة العربية."
ولتوضيح وتدعيم رأيه يحيلنا الأستاذ الفاسي على ما ورد عـند ابن خلدون حيث قال :" ونجد ما يؤيد هذا النظر في قول ابن خلدون في المقدمة الفصل الخمسين" في أشعار العرب وأهل الأمصار لهذا العهد" بعد أن تكلم على الشعر باللغة العامية فقال:وربما يلحنون فيه ألحانا بسيطة لا على الصناعة الموسيقية
ومفاد هذه القولة أن الفرق الأساسي بينه وبين الشعر الفصيح أن الملحون ينظم قبل كل شيء لكي يتغنى به وبالتالي لا تدرج هذه الأشعار في الموازين الموسيقية المعروفة وإنما تخصص لها ألحانا منفردة وخاصة تخالف الألحان المعروفة والمتداولة من بسيط وبطا يحي .
انطلاقا من هذا الرأي تبدأ نقطة الخلاف بين الأستاذ الفاسي والدكتور الجراري لأن هذا الأخير يقف موقفا مناقضا للأول بحيث يقول أن أصل التسمية اشتقت من اللحن بمعنى الخطأ النحوي ويعلل ذلك مناقشا الأستاذ الفاسي من ثلاثة وجهات هي كالتالي:
1- أن هذا الشعر لم يكن ينظم أول الأمر ليتغنى به وان اتخاذه للغناء ثم في مرحلة تالية .
2- إننا لا نقابل الكلام الفصيح بالكلام الملحون لأن الفصاحة قد تكون في الملحون وغير الملحون .
3- إن استعمال التسميتين المعرب والملحون متعارف عليه عند كل الدين تعرضوا للونين.
ثم يأتي باستشهادات ليؤكد بها ما انتهى إليه فيقول هذا ابن سعيد متحدثا عن بعض الشعراء فيقول:" وله شعر ملحون على طريقة العامية "، ثم تطرق بعد ذلك إلى استدلال محمد الفاسي بكلام ابن خلدون ليطعن فيه من وجوه ثلاثة :
1- انه لا يرى في كلام ابن خلدون ما يشير إلى الشعر العامي المغربي فطرح القولة من جديد ليحيلنا على الوجه الأصوب في نظره فهو يقول أي ابن خلدون " أما العرب أهل هذا الجيل المستعجمون عن لغة سلفهم من مضر فيقرضون الشعر لهذا العهد في سائر الاعاريض على ما كان عليه سلفهم المستعربون ويأتون منه بالمطولات فأهل أمصار المغرب من العرب يسمون هذه القصائد بالأصمعيات وأهل المشرق يسمون هذا النوع من الشعر البدوي .
2- يدقق الدكتور الجراري في قولة ابن خلدون ويـبـيـن خطأ ما اعتمد عليه الأستاذ محمد الفاسي ليؤكد أن ابن خلدون لم يذهب إلى أن اللحن الموسيقي والغناء من خصائص هذا الشعر وإنما رأى انه قد يتخذ في بعض الأحيان للغناء وهذا مغزى قوله "ربما "
3- إن ابن خلدون حين تطرق إلى الحديث عن عروض البلد الذي استحسنه أهل الأمصار وساروا على منواله في أشعارهم الشعبية اقتصر على مسألة خلو هذه الأخيرة من الأعراب ، ولم يشر إلى أنها كانت تغنى ولو كانت كذلك لما غفل ابن خلدون عن هذه الإشارة حيث قال : " فاستحسنه أهل فاس وولعوا به ونظموا على طريقتهم وتركوا الأعراب الذي ليس من شأنهم وكثر سماعه بينهم واستفحل فيه كثير منهم ونوعوه أصنافا."
وفي تعريفه لأصل التسمية يفند الأستاذ أحمد سهو م كل ما جاء عند الأستاذ الفاسي والدكتور الجراري حيث يقول في الملحون المغربي ص 230 :=ذهب البعض إلى القول أن كلمة ملحون تعني الخطأ اللغوي فما دام غير خاضع لأصول النحو والصرف وقواعد الصرف فهو القول الملحون أي المغلوط أو القول المخطئ وأنا أرى أن الخطأ اللغوي لايمكن أن يظهر إلا من خلال الصواب اللغوي فنقرأ قصيدة شعرية فصيحة أو قطعة أدبية فصيحة ويكون في القراءة بعض الخطأ فذلك هو اللحن أما الملحون فلغة الخطاب فيه هي الدارجة المغربية وتلك طبيعتها.
ويضيف الأستاذ سهو م " نعم أن الدارجة هي البنت البكر للعربية الفصحى ولقد ورثت عن أمها سائر مقومات التعبـير العربي وقيمه وخصائصه وخصوصياته ، إلا أنها تحررت وبصفة نهائية من كل قيود النحو وأصبحت لا يحكمها إلا المنطق الذي ينبثق عنها في الاستعمال اليومي السريع والذي يمكن أن نعـتبره فقه الدارج المغربية ولغة هذه طبيعتها لا يستساغ أبدا أن نعتبر أدبها مغلوط أو مخطئ ."
ثم يعقب على ما ورد عند الفاسي في تعريفه لأصل التسمية فيقول : " وذهب البعض الأخر إلى أن كلمة ملحون أصلها من اللحن الموسيقي فهو القول الملحون أي الملحن بتشديد الحاء ولا أنكر أنني سبق وان اقـتـنعت بهذا الرأي بل روجت له في مستهل حياتي العملية ."
أما عن أصل التسمية فيقول :أول من وجدنا كلمة ملحون في بعض أثاره الشعرية هو مولاي عبد الله بن احساين ويرجع عهده إلى العصر السعدي نقرأ له الهدونة فنجده يقول في بعض أبياتها :
وَالْقُولْ قُولْ ملحون أو فَ النْظَامْ موزون
ويقول في ختام وصية له : ملحون فَ: الـْمْعاني موزون عْلَى ا نـْظامت النظام
وكلمة ملحون في البيت الأول كما في البيت الثاني لا تشير أبدا إلى الألحان الموسيقية وإنما تشير إلى ما في هذا القول من فصاحة وبلاغة وبيان ، وهكذا فإن القول الملحون هو القول البليغ والواصل المقـنع ، ومولاي عبد الله بن أحسا ين الذي ثبت أنه كان يفصل بين الناس في قضاياهم اليومية ، وأنه كان يفتيهم في شؤون دينهم ودنياهم ولا أضنه كان يجهل معنى الحديث النبوي الشريف"لعل أحدهم يكون ألحن بحجته من أخيه".الحديث الشريف الذي استشهد به الأستاذ سهو م رواه البخاري ومسلم عن الرسول علية الصلاة والسلام قال:إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو يتركها . "
ولفظة ألحن بحجته هنا أشد فهما وانتباها بها، وقد وردت عند الزمخشري في أساس البلاغة: وهو لَحِن بحجته : فهمُ فاطنُ بها بصرفها إلى أي وجه شاء، وفلان لسنُُ لقنُُ لحنُ، وفلان ألحن بحجته من صاحبه، وفلان يلاحن الناس، يفاطنهم ويغالبهم لفطنته ودهائه .
بعد حصرنا لما قيل في التعريف بأصل التسمية وقبل مناقشة وتحليل ما ذكر سالفا في هذا الباب أود أن أقف بالقارئ أمام لفظ اللحن .
- يقول الزمخشري في أساس البلاغة ص406 :" لحن في الكلام إذا مال به عن الإعراب إلى الخطأ أو صرفه عن موضعه إلى الألغاز ، ورجل لحان ولحانة ولحـنَـتـهُ : نسبته إلى اللحن ، وقلت له قد لَحَنتَ ولحنْتُ له لحناً : قلت له ما يفهمه عني ويخفى على غيره ، وعرفت ذلك من لَحْنِ كلامه : في فحواه وفيما صرف إليه من غير إفصاح به قال :
مَنْطقُ واضحُ وَ يَلْحَنُ أَحيا ناً وأَحْلى الحديث ما كان لَحْناً
أي تـكالم بما يخفى على الناس ، ولحن في قراءته تلحينا : طرب فيها، وقراء بألحان ولحون . ولحِنَ ذلك بكسر الحاء : فهمه، وهولحن بحجته : فهم فطن بها يصرفها الى أي وجه شاء. وفلان لسِنُُ لقِنُُ لحنُ.
قال لــبـيـد :
مُـتـعَودُُ لَحِنُُ يُعيد بكفه قلما على عُسُبٍ ذَبَـلـنَ وبانِ" .
وفلان ألحن بحجته من صاحبه، وفلان يلاحنُ الناس: يفاطنهم ويغالبهم لفطنته ودهائه.
-ويقول صاحب البستان في ج 2 ص2158 : " لحن القارئ في القراءة والمتكلم في كلامه يلحنُ لَحناً ولحوناً ولحناً أخطاء في الإعراب وخالف وجه الصواب ، وفلانُُ لفلان لحنا : قال له قولا يفهمه عنه ويخفى على غيره وإليه نواه وقصده ومال إليه وقوله فهمه ، لَحِنَ الرجل يلحنُ لحناً : فطن لحجته وانتبه - وقوله فهمه ، اللحن بالفتح مصدر ومن الأصوات المصوغة الموضوعة ج ألحان و لحون ، واللحن أيضا اللغة تقول - لحنت بلحن فلان- أي تكلمت بلغـته ، لَحْنُ الكلام : فحواه ومعناه ومعَاريضه ، واللحن محركة الفطنة قولهم هو ألحن من فلان أي أسبق فهما منه ، ألحن الناس : أحسنهم قراءة أو غناء ، وقولهم فلان لا يعرف لحن هذا الشعر : أي لا يعرف كيف يغنيه . "
إن دلالة لفظ اللحن على هذا المعنى متأخرة سبقتها دلالات أخرى ، وأغلب الظن أنه استعمل لأول مرة بهذا المعنى عندما تنبه العرب بعد اختلاطهم بالأعاجم إلى الفرق ما بين التعبير الصحيح والتعبير الملحون وفي هذا الصدد نجد أحمد بن الفارض يقول : "فأما اللحن بسكون الحاء فإمالة الكلام عن جهته الصحيحة ، في العربية يقال : لحن لحنا وهذا من كلام المولد لان اللحن محذت لم يكن في العرب العاربة الذين تكلموا بطباعهم السليمة ."
ولعل أول معنى لهذا اللفظ هو ما ذكره ابن فارض وهو إمالة الشيء عن جهته وبهذا تحددت دلالة هذا المعنى العام فكانت للفظ الدلالات الآتية :
-1 الغـنـاء : وترجيع الصوت والتطريب والمعنى العام ملحوظ في هذه الدلالة إذ هي إمالة الشيء عن جهته الصحيحة بالزيادة والنقصان في الترنيم
يقول الزمخشري في أساس البلاغة : لحن في قراءته تلحينا : طرب فيها بألحان ولحون ، ونجد عبد الله البستاني يقول : اللحن بالفتح مصدر من الأصوات المصوغة الموضوعة ج ألحان ولحون ، قولهم هو ألحن الناس أي أحسنهم قراءة أو غناء وقولهم فلان لا يعرف لحن هذا الشعر أي لا يعرف كيف يغنيه ، ولحن فلان في قراءته :طرب فيها وترنم .
ومن شواهد هذا المعنى قول يزيد بن النعمان:
لقد تركت فؤاد كمستجنا مطوقة على قـنن تغني
وقد استدرك أبو عبيد البكري على هذا الاستشهاد فقال : وهذا وهم من آبى علي وإنما المراد باللحن الذي هو ضرب من الأصوات الموصوفة للتغني والدليل على ذلك قوله :
مطوقة على فنن تغني يرددن لحونا ذات ألوان
-2الخطاء في اللغة : وهو راجع أيضا إلى المعنى العام الذي ذكرناه وهو إمالة الشيء عن جهته ، وقد أورد الزمخشري لفظ "مال" في تفسيره للحن بهذا المعنى حيث قال في أساس البلاغة : " لحن في كلامه إذا مال به عن الإعراب إلى الخطأ
-3 اللهجة الخاصة: وهذه الدلالة تدخل أيضا ضمن المعنى العام وهو الميل فاختلاف اللهجة عن اللغة المشتركة يعد ميلا عنها بوجه عام ، ومن شواهد هذا الدلالة قول عمر رضي الله عنه :" أبي اقرؤنا " قالوا إنا لنرغب من لحنه أي من لغته والمراد اللهجة ، وكذلك ما ورد عند الزمخشري:قال الطرماح :
وأدت الي القول عنهن زولة تلاحن أو ترنو لقول الملاحنِ
أي تكالم بما يخفى على الناس ، وعن ابي مهدية : ليس هذا من لحني ولا من لحن قومي : أي من نحوي ومذهبي الذي أميل إليه وأتكلم به : يعني لغـتـه .
بعد هذه الإطلالة على دلالات لفظة اللحن نعود إلى أصل تسمية هذا الأدب وإني لأرجح قولة الأستاذ الفاسي بأن أصل التسمية مشتقة من اللحن بمعنى الغناء وذلك لعدة أسباب :
-أولا: إن لفظة اللحن هنا ليس المقصود بها الخطأ اللغوي وذلك ما أشار إليه الأستاذ الفاسي حين قال أنه لايعقل أن يلحن المتكلم في لغة يدركها حق الإدراك ثم يطلق هذا الخطأ على إنتاجه الشعري، كما استبعدها الأستاذ سهو م حيث قال أن الخطأ اللغوي لايمكن أن يظهر إلا من خلال الصواب اللغوي أما الملحون فلغة الخطاب فيه هي الدارجة وتلك طبيعتها لأنها تحررت من قيود النحو وأصبحت لا يحكمها إلا المنطق الذي نْبتقَ عنها في الإستعمال ولغة هذه طبيعتها لا يستساغ أبدا أن نعتبر أدبها مغلوط أو مخطوء .
- تانية : جميع ما ورد عند الأستاذ الجراري من مصادر لاتشير صراحة إلى الملحون المغربي وإنما عن الشعر العامي.
-تالثـا: يقول الدكتورالجراري أن هذا الشعر لم يكن ينظم أول الأمر ليتغنى به وإنما اتخاده للغناء ثم في مرحلة تالية، مع العلم انه أول من رجح أن تكون الاغاني والمرددات والاناشيد الشعبية المحلية هي الاصل الاول للقصيدة التي نشأت محلية نابعة من البيئة ومتأترة بها كغيرها من الفنون.
هذه الأغاني والمرددات وإن لم تصلنا نصوص لها يقول الدكتور الجراري " فإنا لسنا بحاجة إليها لنتبت وجودها لأن المغرب ليس بدعا من الشعوب والمجتمعات فقد كانت له أغانيه ومردداته وأناشيده يتنغم بها في مختلف اللهجات المنتشرة فيه وبالعربية منذ أن ثم استعرابه في عهد الموحدين وربما قبل ذلك ." القصيدة ص556
وفي هذا الصدد يحليلنا الأستاذ سهو م على جانب من هذه المرددات في كتابه الملحون المغربي ص63 حيث يقول متسائلا : أعطي ألف قصيدة لمن يستطيع أن يجيب على هذا السؤال : هل الجيلالي امتيرد هو الذي فتنه وزن قبيلة بني حسن الذي يتغنى به على إيقاعات المقس والبندير
الصلات علىمحمد ونافي قلبي احـلات
من لا يبغيك يالهادي مولاك ايشْتتُ اشَتاتْ
اشْفراللي اعْليه سماواْالناس زمان بوشفر
اشفراللي اشحال من واحد شد عليه بالغدر
اشفراللي شحال يقتل واشحال يقصف العمر
ما نَامَنْ فيه ما نْحاديهْ من صغري تَ للكبر
قلت هل امتيرد هو الذي أعجبه هذا الوزن من بني احسن فختاره لقصيدة الطيرالتي تقول لازمتها :
طيرامْشالي اوْلااعرفته فين امشى صابغ الاشفار
تجمعني بيه يالمولى طالتْ بالشوقْ غيبْته
ويعيد الأستاذ التسائل: هل امتيرد هو الذي اختار وزن ابن حساين لقصيدة الطيرأم أن ابني حسن هم الذين اختاروا وزن الطير لشعرهم المحلي.
ويظيف أن جدور الوزن الذي أقام عليه الجيلالي امتيرد حرازه -هو من بحرالسوسي- هو من العيطة الحوزية ولاأقول المرساوية أو الحصباوية وإنما الحوزية "
واعود وأطرح قولة الدكتور الجراري والتي مفادها أن هذا الشعر لم يكن ينظم أول الامر ليتغنى به وإنما اتخاذه للغناء ثم في مرحلة تالية ، في حين أن نصوص الشيوخ الذين أرخ بهم الدكتور مرحلة النشاءة تشيرصراحة الى وجود عنصرالنغم في شعر الملحون، فالشيخ بوعمروهو من تلاميد بن احساين يقول في عبلة :
انْـظَمْ اوَانغني سعدي اسكامْ وانْقول ا فْحلتي اوْشعري وَاسْـجالي
فْ مَحرابْ لغرام هي القبلة
وفي زهرة يقول:
واشْ من اعيبْ علْ لشْطارْ وَالغنا بمحاسنْ لمرا
والشيخ الحاجْ اعمارة في رتاء بوعمر يقول :
النبيل الفد النشادْ سيد من غنى وَ اشْـدا
بوعمر المنيرْ الوقادْ الحبـيــبْ الا لـيـهْ افدا
ويقول في اخر قصيدة فاطمة:
ياراوي لبياتْ عني غني اوصول لاتخشى من عدياني
والشيخ محمد بن عبد الله بن احساين في قصيدة طامه يقول:
صوت العدرا امعَ انغامه اسرى فَمْفَاصَلْ الْجْسامْ
خمر داتي بلا امدام
ونجد الشيخ عبد العزيز المغراوي يقول :
من لا غَناوْا بالبسيط وَلا بغْميقْ الى تسْمعْ الْغاتهمْ اتقولْ اطيارْ
وفي قصيدة شفقة يقول :
والسلام على كل نَشادْ مثني عن جَمعْ لَجوادْ
وفي الربيعية يقول :
والجناح ايْبرقم والطرور والربايبْ واللغى يتبدلْ بنغايمه امدرج
وفي السلوانية له يقول :بغنا ايْدوبْ القلوبْ الصفوانْ مبالَكْ الهايمينْ
- رابعا : ان جميع التعاريف الواردة للزجل تشير صراحة إلى وجود عنصر النغم فيه فالحلي يقول: وأول ما نظموا الأزجال جعلوها قصائد مقصدة وأبيات مجردة على عروض العرب بقافية واحدة كالقريض لايغايره بغير اللحن واللفظ العامي وسموها القصائد الزجلية ."
وهذا ابن عباد الرندي يقول: أما مقطعات الششتري وأزجاله فلي فيها شهوة وإليها اشتياق وأما تحليها بالنغم والصوت الحسن فلا تسل فإن قدرتم أن تقيدوا منها ما وجدتموه فافعلوا ذلك ."
والحلي يقول : وإنما سمي هذا الفن زجلا لأنه لا يلتذ يه ويفهم مقاطع اوزانه ولزوم قوافيه حتى يغنى به ويصوت فيزول اللبس بذلك ."
وفي تعليقه على نص ورد في كتاب جميع نواميس الكنيسة والقانون المقدس يقول الدكتور عبد العزيز الاهواني "وهذا نص فيما نعتقد عظيم الأهمية ، وقيمته ليست في أن الزجل كان موجودا قبل ابن قزمان فحسب بل إنه كان شعبيا له مكانته في العرائس بين الموسيقى والرقص والأغاني .
وعند ترجمته لابن سبعين يقول الدكتور الجراري في القصيدة ص543 : أن أبا الحسن الششتري -610 . 668هـ - حين وفد إلى المغرب اتصل بابن سبعين وتتلمد عليه ، ويقال أن المتصوف المغربي أعطى تلميذه علما وطلب منه أن يتجول في السوق مغنيا ببيت زجلي يقول فيه :
أبديت بذكر الحبيب اوْ عَيْشي ايْطيبْ
ومضى الششتري يغني في الأسواق بهذا البيت وقضى يومين دون أن يستطيع إضافة شيء إليه حتى كان اليوم الثالث فأكمله وقال:
لما دارالكاس مابين الجلاس عنهم زال الباس
اسقاهم بكاس الرضا عفا الله عما امضى
ويضيف الدكتور الجراري قائلا : ومثل هذه الحكاية تـتبث لاشك أن بن سبعين كانت له معرفة بنظم الزجل وأن هذا الفن لم يكن غريبا على المغاربة إلى حد أنهم يسمعونه في الاسواق وأن الششتري كان ينتقل داخل المدن المغربية وينظم أزجالا يتغنى بها في الأسواق كهذا الزجل الذي يقول في مطلعه :
شْويخْ من أرض مكناس وسط الأسواق ايغني
اشْ عْليا من الناس واشْ على الناسِ مني
نفس المقطع الذي تغنى به الششتري نظم فيه محمد الشرقي قصيدة الفياشية :
أنا مالي فياش واشْ اعليا مني
نقنط من رزقي لاشْ والخالق يرزقني
كما نظم على غرارها الجيلالي امتيرد قصيدة حب احبيب الرحمان :
حب احبيب الرحمان خمرني يالخوان
وسقاني من جريان يامحلاه بجرجون
كما نظم على غرارها الزجال المبدع الحاج أحمد الطيب العلج قصيدة :
ما نا إلا بشر عندي قلب اونضـر
وانت كلك خطر متبقاشي اتحقق فيا
رد مع اقتباس
  #112  
قديم 15/09/2010, 22h15
الصورة الرمزية starziko
starziko starziko غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:510608
 
تاريخ التسجيل: avril 2010
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 129
Post الملحون نوع موسيقي يتميز به المغرب





a

الملحون نوع موسيقي يتميز به المغرب


الملحون طرب يرتبط بطقوس الحياة اليومية في المغرب
الباحث عبد المجيد فنيش: الملحون نوع موسيقي يتميز به المغرب عن باقي البلدان العربية
الرباط : «الشرق الأوسط»
بزيهم التقليدي، جلباب وطربوش أحمر، تراهم وآلاتهم الموسيقية باختلافها: الكمان و«التعريجة» (أداة صغيرة للايقاع) والعود والوتار يتوسطون المجمع في احتفال بهيج أو مناسبة عرس عزيزة. وبإيقاعاتهم الخاصة وحركات رؤوسهم المتمايلة وأنظامهم ومواويلهم الأصيلة تراهم يشدون أنظار الحضور إليهم، إنهم مجموعة أجواق طرب الآلة من أندلسي وغرناطي ملحون تميز بها المغرب عن باقي البلدان العربية. ويبقى الاقبال عليها والاستمتاع بجديد شرائطها دليلا قاطعا على تشبث المغاربة بموروث أجدادهم.
الملحون طرب يعتبر رافدا أساسيا من روافد الذاكرة الفنية المغربية بحكم تجذره في تاريخ الحضارة المغربية وارتباط مضامينه وأشكاله بطقوس الحياة اليومية في المغرب منذ أكثر من ستة قرون. لمعرفة تقنيات هذا الفن وأهم رجالاته وقضاياه ورهاناته المستقبلية التقت «الشرق الأوسط» مع عبد المجيد فنيش باحث في الملحون ومسؤول عن الجمعية السلاوية لنهضة الملحون وأحد المسؤولين عن هذا الفن في المسرح المغربي.
* الملحون، طرب مغربي أصيل فما هي قواعده وضوابطه؟
ـ الملحون نوع موسيقي يتميز به المغرب عن باقي البلدان العربية، وهو شعر عامي قريب إلى العربية الفصحى لكن من غير احترامه لقواعد الاعراب فقط. وقد سمي بهذا الاسم لأنه يلحن في اللغة العربية، أي أنه لا يحترم كل قواعدها وضوابطها، كما قيل إن أصل تسميته يعود إلى كونه شعراً يصدر عن صاحبه ملحنا بحكم وجود ضوابط عروضية وميزانية تحتم على الشاعر أن يقول على منوالها كلاما ملحنا منذ الوهلة الأولى.
والملحون هو فن قول أساسا قبل أن يكون فن غناء، فالجانب الموسيقي فيه بحكم أن قصيدته تؤدى في أحسن الأحوال على ثلاث جمل موسيقية، ولذا فإن الذي يؤدي قصيدة الملحون لا يسمى مغنيا وإنما منشدا.
بحور هذا الشعر الشعبي كثيرة من أبرزها المسمى المشرقي وهو الأقرب ببحوره إلى الشعر العربي الفصيح لأنه يبنى على صدر وعجز. في حين هناك بحور أخرى ذات جذور أندلسية قريبة في بنياتها إلى بنيات الموشحات، وأخرى تشابه في بنياتها بنيات المقامة النثرية المسجوعة، وهذا النوع ينقسم إلى قسمين، الأول يسمى مكسور الجناح والثاني يسمى السوسي الذي قد يكون اسمه الحقيقي هو السلوسي أي الكلام المتسلسل السلس الذي كما سبق شبيه بتسلسل كتابة المقامة العربية.
* من هي الأسماء التي طبعت مسيرة الملحون؟
ـ نشأ طرب الملحون في جنوب المغرب وبالضبط في منطقة تارودانت ثم عرف مرحلة ازدهاره ونموه الكبير في كل من مراكش وفاس ومكناس لينتقل بعد ذلك إلى الرباط وسلا. ومن أكبر شعرائه الذين تتم تسميتهم في حضيرة الملحون بالشيوخ فهناك التهامي المدغري وسيدي قدور العلمي والجيلالي متيرد ومحمد بن علي ولد الرزي ومحمد بن سليمان وأحمد الغربلي ومحمد الگندوز وإدريس بن علي.
* ما هي الأغراض التي نظم فيها شعراء هذا الطرب الأصيل؟
ـ شاعر الملحون ككل شاعر نظم في كل الاغراض مع اختلاف في تسمية هذه الأغراض حيث أنه عمد إلى تجزيء الغرض الشعري الواحد إلى أغراض متعددة، ففي الشعر الديني مثلا نجد شاعر الملحون قد ابتدع فرعا سماه «التوسل» وآخر «المحمديات» وآخر «صاح آل البيت».
وفي الغزل الذي سماه شاعر الملحون «العشاقي» (لفظ مشتق من العشق) نجد فروعا لهذا الغرض، منها ما أصبح يحمل اسم أنثى ذاعت قصيدة في اسمها وانتشرت في الارجاء، ومنه ما يحمل اسم مكان أو حتى زمان ارتبط بهما حدث مع ضرورة التأكيد على أن شاعر الملحون قد تفنن كثيرا في تفريع أغراض عن الغرض الرئيسي المشهور بشعر الطبيعة حيث وجدناه يخصص فروعا لمغيب الشمس وسماها بـ«الذهبية» وفروعا لحلول الربيع وسماها بـ«الربيعيات».. وهلم جرا.
* اهتمامات المنظمات الثقافية والفنية المغربية متعددة فأين الملحون منها؟ وما موقع الأصوات النسائية داخله؟
ـ عرفت العقود الأربعة الأخيرة من القرن العشرين حركة داخل الجمعيات والمنظمات الثقافية والفنية التي تهتم بالتراث الشعبي عامة وبالملحون خاصة.
وقد بادرت هذه التنظيمات إلى تأسيس فرق للملحون إلى جانب الجهد المتواضع الذي بذلته الدولة في بعض معاهد تكوين الموسيقى حيث خصصت برامج لتعليم الملحون، خاصة في مدينة مكناس. أما في الوسائل الإعلامية العمومية فإن الإذاعة الوطنية لعبت دورا كبيرا في صيانة هذا الثراث من خلال جوقها الذي يعود له الفضل في توفير كم هائل من الأشرطة الصوتية لهذا الفن. لكن للأسف لقد تم حل هذا الجوق بعد أن توفي جل أعضائه أو أحيلوا على المعاش، لكن من غير أن يتم التفكير في بعث هذا الجوق بطاقات شابة وما أكثرها.
ولقد دخل الملحون كمادة أدبية إلى الجامعة المغربية حيث ينجز الطلبة منذ عشرين سنة في مجموع كليات الآداب المغربية ما يفوق العشرين بحثا سنويا حول الملحون لنيل شهادة الإجازة أو الدكتوراه. ولقد ساهمت أكاديمية المملكة المغربية في توفير مرجع أساسي للملحون وهو كتاب «المعلمة» للأستاذ الكبير الراحل محمد الفاسي أكبر الباحثين في الملحون والمشجعين له والمدافعين عنه خاصة عندما كان وزير الشؤون الثقافية في الستينات.
ومواكبة لهذا الزخم النظري فإن مجموعة من التجارب حاولت الارتقاء بنوعية الأداء الفني للملحون حيث ظهرت مجموعة جيل جيلالة في بداية السبعينات والتي أعطت دفعة قوية للملحون من خلال إعادة تركيب الجمل الموسيقية واعتماد آلات عزف غير المستعملة تقليديا في الملحون، إضافة إلى اعتمادها الانشاد الجماعي والفصاحة في الالقاء. وقد تعززت هذه التجربة بالاضافات التي حققتها مجموعة ناس الغيوان في هذا المجال. وكان لعودة المرأة لإنشاد قصيدة الملحون أثر إيجابي في علاقته بالمتلقي، إذ شهدت فترة السبعينات اقدام المطربة بهيجة الإدريسي والمطربة المرحومة لطيفة أمل على إنشاد قصيدة الملحون في الوقت الذي كان فيه هذا النوع من الفن حكرا على الرجال. وجاءت التسعينات بأصوات نسائية جديدة منها على الخصوص ماجدة اليحياوي وثريا الحضراوي وغيرهما.
ويمكن اعتبار مدن مكناس وسلا وفاس ومراكش الآن مزودة أساسية للساحة الوطنية بأصوات جديدة خاصة أن هذه المدن لا تتوفر على مجموعة موسيقية بأصوات جديدة، خصوصا انها لا تتوفر على مجموعة موسيقية مختصة في هذا النوع من الطرب.
* ازدهر الملحون مع ظاهرة «نزهة شعبانة». هل مازال سكان العدوتين (الرباط وسلا) يحافظون على هذه العادة؟
ـ من مظاهر الاعتناء بالملحون حاليا إصرار بعض الجمعيات والمنظمات على تنظيم ملتقيات ومهرجانات خاصة بهذا الفن، سواء كانت ذات طابع رسمي كمهرجان سجلماسة للملحون الذي تنظمه سنويا وزارة الثقافة المغربية أو حفلات ولقاءات شعبية تقليدية كتلك الأمسيات الأسبوعية التي ينظمها المولعون بهذا الفن في بيوتهم بالتناوب ليلة كل جمعة. والسبب في اختيار ليلة الجمعة هو أن كل المنتمين لعائلة هذا الفن كانوا في الماضي من الحرفيين والصناع التقليديين الذين كان يوم عطلتهم الأسبوعية يوم الجمعة.
وتعتبر «نزهة شعبانة» تتويجا سنويا مهما لأنشطة عائلة الملحون في المغرب حيث دأبت هذه العائلة على استقبال شهر رمضان الكريم بتنظيم حفلات في الأسبوع الأخير من شعبان تسمى «شعبانة» قد تدوم يومين أو أكثر، وغالبا ما كانت تنظم خارج البيوت وخاصة في البساتين حيث يتفرغ المشاركون للغناء والترفيه والتمتع بملذات العيش في اشارة منهم إلى توديع هذه الملذات واستعدادهم لاستقبال رمضان بما يقتديه من صفاء ونقاء. وبحكم أن مدينتي الرباط وسلا تقعان على ضفتي نهر أبي رقراق فقد تميز حفل «شعبانة» بتنظيم خرجات في القوارب وقضاء يوم شعبانة فوق سطح الماء وإنشاد القصائد في جو طبيعي.
* أية علاقة تربط الملحون بالشعر والمسرح؟
ـ لقد تمت الاشارة إلى أن الملحون هو شعر شعبي، وأنه أقرب فنون القول الشعبي إلى الشعر العربي الفصيح، ورأينا كذلك أن له أغراضه وبحوره، كما أن له ارتباطاً وثيقاً بالمسرح حيث أنه تضمن من بين أغراضه غرضا يسمى «المحاورات»، أي القصائد التي تقوم على أساس الحوار بين شخصين أو أكثر. بل لقد توفق شاعر الملحون في أن يجعل هذا الحوار في قصيدته يتم بين عناصر غير أنسية حيث وجدنا قصائد المحاورات بين مظاهر الطبيعة كالليل والنهار، والشمس والقمر، وبين النبتات كمحاورات الورود والزهور وبين الحيوانات وخاصة الطيور.
وهناك محاورات بين الانسان ونفسه المجسدة في صورة شيء ما، غالبا ما يكون شمعة، وفي هذا المجال فقط أعطى فن الملحون روائع قصائد الشمعة الكثيرة والتي تعد قصيدة محمد بن علي ولد الرازين أفضلها وهي نفس القصيدة التي قدمتها مجموعة جيل جيلالة في السبعينات.
أما أقصى درجات المسرح في قصيدة الملحون وأروعها فإننا سنجدها في القصائد المسماة «الحراز» والتي تحكي قصة رجل تزوج من امرأة هي في نفس الوقت مغرمة بآخر، وهذا الآخر يعمل جاهدا لانتزاعها من زوجها بكل الوسائل والحيل. وقد سبق للطيب الصديقي أن أنجز عملا مهما في السبعينات وظف فيه كل أشكال الحراز في الملحون.
وهناك فرق مسرحية كثيرة استثمرت الملحون في تجاربها المسرحية سواء كمواضيع أو كمقامات موسيقية وإنشادات وخاصة في مدن سلا من خلال فرقة مسرح المبادرة ومراكش من خلال فرقة الوفاء المراكشية.
* الاندلسي الملحون في استقطاب الجمهور هل هو علاقة تكامل أو منافسة؟
ـ يجب التأكيد على أن دخول الطرب الأندلسي إلى المغرب ارتبط بدخول الموريسكيين، وقد تزامن مع ظهور شعر الملحون، وأن الطرب الأندلسي كان فن العائلات الارستقراطية ذات الأصول الموريسكية خصوصا في فاس وتطوان. أما الفئات المتوسطة المكونة من الحرفيين داخل المدن أساسا فقد كان الملحون هو فنهم. والعلاقة بين الفنين كانت علاقة تأثير وتأثر ولم تكن قطعا علاقة تنافر.
أما الآن فإن ظهور منشدين في الطرب الأندلسي يتمكنون بأصوات جميلة ويتقنون المواويل الشرقية التي ليست أندلسية طبعا، فقد ساعد على عودة الروح إلى هذا الفن وذيوعه أكثر وانتقاله نسبيا من فن العائلات التقليدية الأرستقراطية إلى فئات أوسع. أما الملحون فيمكن القول إنه لم يستفد من التكنولوجيات الحديثة في التسجيلات حيث مازال طابعه التقليدي في الإنشاد والعزف يحد من عينة جمهوره، مما يعني أن هذا الفن في حاجة ماسة الآن إلى تطوير شامل يأخذ بعين الاعتبار كل العناصر من عزف وصوت وإيقاعات.
* ماذا عن موقع الملحون داخل المعاهد الموسيقية؟
ـ يجب الاعتراف في البداية أن عدد المعاهد الموسيقية في المغرب قليل جدا وأنه من الصعب الحديث عن هذه المعاهد. وإن اختصاصات المعاهد ليست هي تعليم فن دون آخر وإنما تعليم المبادئ العامة للموسيقى. وبحكم أن الملحون هو كلام قبل كل شيء فإن المطلوب هو صيانة هذا الموروث وتوفيره في مطبوعات مرفوقة بتحقيقات وشروحات وتفسيرات. كما أنه من الضروري تقوية دور الجمعيات الأهلية في تعليم هذا الفن إلى جانب دور الدولة عموما.
* الملحون يدخل الألفية الثالثة، فماذا عن مناعته ومقاومته لاكتساح الأصناف العصرية الأخرى؟
ـ أعتقد أن الملحون الذي صمد أكثر من ستة قرون، لا يمكن إلا أن يواصل صموده قرونا أخرى. فهو جزء من الذاكرة المغربية والذاكرة بطبيعتها متواصلة، ولكن البقاء ليس هو الأهم وإنما الأهم هو البقاء بقوة وبتأثير كذلك ولضمان هذه القوة والتأثير فإن الملحون مطالب بأن يعصرن ذاته ويطورها ويجعلها قادرة على استيعاب الجديد تكنولوجياً ومعرفياً وأن يساير مجتمعه ويعبر عن قضاياه بأشكال ووسائل تتناسب مع كل ظرف على حدة.
رد مع اقتباس
  #113  
قديم 15/09/2010, 22h17
الصورة الرمزية starziko
starziko starziko غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:510608
 
تاريخ التسجيل: avril 2010
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 129
Post قصيدة الملحون وتأثيرها على الفنون الموسيقية المجاورة

قصيدة الملحون وتأثيرها على الفنون الموسيقية المجاورة


إنجازالطالبة الباحثة عزيزة البغدادي

مدخل: من نشأة الزجل إلى قصيدة الملحون.

لقد تعرض شعرنا العربي إلى أنواع من الهزات التجديدية التي نأت به عما عرفه الذوق العربي القديم، إن على مستوى الأغراض، أو على مستوى الإيقاع. ولا يسمح المقام بتفصيل المراحل التي مر منها ولكننا سنحاول فقط فرش أرضية نمهد بها إلى نشأة قصيدة الملحون. انطلاقا من عهد المرابطين والموحدين (462 – 541 – 613 هـ) هذا العهد الذي عرف نهضة موسيقية عظيمة، لمعت في سمائها أسماء ذاع صيتها في الآفاق، ولعل اسم "ابن باجة" مثبت في أعلى قائمتها. إذ أفضت جهوده في هذا المجال خاصة، "إلى خلق أجواء فنية حافلة بصنوف الإبداع، إن على مستوى النظم أو التلحين أو الغناء".

وتلبية لحاجات القوالب الموسيقية الجديدة المبتدعة، حاول الشعراء استحداث فن شعري يتناسب وهذا التجديد، فاخترعوا الموشحات بأوزان "أحفل بالغناء والتلحين، الذي كان ضروريا عند أهل الأندلس، من أوزان الشعر" فطوروها ونمقوها بدليل ما ذهب إليه ابن خلدون في سياق حديثه عن نشأة الموشحات حين قال: "وأما أهل الأندلس، فلما كثر الشعر في قطرهم، وتهذبت مناحيه وفنونه، وبلغ التنميق فيه الغاية، استحدث المتأخرون منهم فنا أسموه بالموشح، ينظمونه أسماطا أسماطا وأغصانا أغصانا ...".

ولم يكن الوشاح، حينذاك، يحترم غير الإيقاع بوجهيه؛ الموسيقي الأندلسي الذي يفرض عليه اختيار البحر الشعري الذي سيملأ اللحن ويلائمه، وكذا العروضي المنسجم مع وضع اللحن وإيقاعه.

وبعد الموشحات شاعت الأزجال في الأندلس باللغة المحلية، ويصف ابن خلدون هذا الانتقال من الموشحات إلى الأزجال قائلا: "ولما شاع فن التوشيح في الأندلس وأخذ به الجمهور لسلاسته وتنميق كلامه وترصيع أجزائه، نسجت العامة من أهل الأمصار على منواله ونظموا في طريقته بلغتهم الحضرية من غير أن يلتزموا فيها إعرابا، واستحدثوا فنا سموه بالزجل، والتزم النظم فيه على مناحيهم إلى هذا العهد"، "فاتخذه عدد جم من أهل الفن وسيلة للتعبير عن مشاعرهم ...، ووجد فيه كثير من الناس صورة حية لنفوسهم وللمجتمع الذي يحيط بهم، ... فبلغوا فيه الغاية، وأتقنوه إتقانا، وبثوا فيه حياة، وطوعوه لشتى الأغراض تطويعا".

وقد ظهر تأثر هذا الفن بالشعر المعرب ظهورا وجليا، إن من حيث شكله الخارجي، أو من حيث أخيلته، أو من حيث لغته، "فلم يكن شعرا شعبيا بالمعنى الدقيق لكلمة شعبي، لأنه كان من إنتاج طبقة على حظ غير قليل من الثقافة العربية القديمة، .... وكذلك الأمر فيما يتصل بلغته، فإنها لم تكن لغة عامية خالصة، بل كانت تزاحمها أحيانا لغة الكتابة، ولذلك كانت مفهومة أو شبه مفهومة".

ولما كانت السيادة والنفوذ المرابطيان تطالان كلا من المغرب والأندلس، كان انتقال الزجل إلى المغرب نتيجة طبيعية لتثاقف أهل العدوتين، خاصة بعد زوال الحواجز الجغرافية والسياسية والاقتصادية ، وهو ما شكل الإرهاصات الأولى لنشأة قصيدة الملحون..

I ـ قصيدة الملحون كلون من ألوان التراث الأدبي الشعبي

ـ مدخل: أ ـ التراث الشعبـي

ب ـ التراث الأدبي الشعبي: الملحون.

والملحون فن ستبوأ أولى مراتب الإبداع التراثي الأدبي الشعبي وأعلاها، ولا ضير في أن نتحدث قليلا عن التراث الأدبي الشعبي قبل نسبة فن الملحون إليه.

إن التراث الأدبي الشعبي، تراث "ينبعث من أعمال أجيال عديدة من البشرية، من ضرورات حياتها وعلاقاتها، من أفراحها وأحزانها" ، فهو يهتم بالذات فيعتني بها ويغوص إلى عمق ما هو حميمي فيها، وخاصة فيما يربط الإنسان بكينونته الممتدة في جذور الزمن، وليس المورقة في أغصان التاريخ فقط، أي في ما يدخل في نسيج النفسية الجماعية بكل تقاطعاتها الداخلية والخارجية، لأن التراث الأدبي الشعبي ما هو إلا ترجمة للروح الجماعية، إنه الحامل الأمثل والرافد الأقرب لتمثلات الجماعة وفلسفتها، ونظرتها للوجود بوجهيه الحسي والغيبـي.

والتراث الأدبي الشعبي المغربي ضروب وأنواع متعددة، يتبوأ الملحون فيها ـ كما سبق الذكر ـ أولى مراتب الإبداع، فهو "ديوان المغاربة وسجل حضارتهم، وهو ذو قيمة مزدوجة، فنية وجمالية، ثم ثقافية وحضارية".

وهو كذلك لأنه واكب الأمة المغربية، فعبر عن كل عواطفها، ووصف كل مظاهر حياتها.

1 ـ قصيدة الملحون:

وتشير المصادر إلى أن أول بواكير فن الملحون قد ظهرت في العهد الموحدي، أي في القرن السابع للهجرة، إذ تطورت عن قصيدة الزجل في إطار الانعتاق والتحرر من بحور الخليل وكذا من صرامة اللغة المعربة.

"فالملحون، إذن، كلمة أطلقت على القصية الزجلية بالمغرب".

ولم تكن هذه القصيدة على جانب من التعقيد، بل كانت بسيطة، إن في أسلوبها الشعري، أو في جانبها الشكلي، إذ لم يكن الزجالون ينظمون في غير "الميت" وبالأخص البحر "المثنى" منه.

ولم يعترف بقصيدة الملحون إلا بعد أن كمل نضجها، وأصبح فنانوها ومنشدوها يأتثون البلاط السلطاني على العهد السعدي، واعتبارا من هذا العهد، أضحت هذه القصيدة ظاهرة أدبية معترفا بها وبقدرة شعرائها الذين طوروا قوالبها الشعرية، ونوعوا الموضوعات التي عالجوها، كما تطور أسلوب الغناء والإيقاع، وتغيرت الآلات الموسيقية.

2 ـ أغراض قصيدة الملحون:

وقد واكبت قصيدة الملحون الأمة المغربية، فعبرت عن كل عواطفها، ووصفت كل مظاهر حياتها الاجتماعية، وخاضت في كل فنون الشعر، ما يجعلني أزعم ـ مع من سبقوني لطرق باب دراستها أنها موازية للشعر العربي الفصيح من حيث هي مواضيع وأغراض، بل تفوقها من حيث هي معان.

ونذكر من بين المواضيع التي اختارها الزجالون أغراض لقصائدهم، موضوع التوسل وهو موضوع يشمل قصائد الندم والتوبة، وقصائد التضرع والاستغفار، وقصائد التسبيح والحمد ... وتصطبغ مضامينه بالكثير من المناجاة الروحية العالية المطبوعة بخالص الصدق والإشراقات الروحانية التي تخترق الحدود وتحلق عالية فوق الوجود.

ومن القصائد الرائعة في هذا الغرض؛ قصيدة "التوسل" لسيدي قدور العلمي . يقول في "قسمها" الأول:

يا الواجد بالصرخا عن ضيقت الحال

جل مولانا عن شبه المثال عالـــي

غيثني يتفجى كربي نلوح لهـــوال

خاطري يتهنا قلبي يعود سالـــي

لين يركن من بارتلوا جميع لحيــال

عاد منزل ديوانو بلكدار مالـــي

ادخيلك يا سيدي بالأنبياء والارسال

ادخيلك يا سيدي بجاه كل والــي

ادخيلك بالسدات الصالحين لفضـال

ولقطاب ولجراس وساير البدالـــي


وجعل شاعر الملحون من الوصايا والحكم والمواعظ أساسا لشعره وغرضا من أغراضه، قصد ترسيخ القيم المثلى وتجنب الوقوع في مخالب الدنيا وشهواتها، فكانت بذلك "الوصيات" أو الوصايات"قصائد أنشدت في هذا الغرض، انطلقا من فكرة ".... ضرورة إعادة بناء الإنسان وصقل شخصيته وتنمية مواهبه وقدراته واستعداداته، وتطوير فكره وذهنه وتحريره من رواسب الماضي وشوائب الحضارة الغربية ... في سبيل الحفاظ على شخصيته، وكيان وطنه، والسعي الجاد لتحصيل أكبر قدر ممكن من العلم والثقافة مع تأصيل القيم الإنسانية".

ومن أمثلة هذه القصائد "الوصايا الصغيرة" لسيدي محمد بن علي ولد أرزيـن وجاء فيها:

بعض الناس احباب درتهوم نوجدهم عدايا

من عدالى كرهنا حصــــــل

وعييت نهادي فحيهوم ماداروا بهدايــا

كـل مادارونـــا وصــــل

....

إلى أن يقول:

عاشوا في تمثيل واهيات عالوجود سهايا

ما شافـو فيها اللي رحـــــــل

وين اللي كانوا قبلهم وعلى الموت سهايا

ساروا وبقاد الغا نقــــــــل

ومن المواضيع التي أبدع فيها شعراء الملحون، موضوع الغزل، العشاقي
، وما يدور في فلكه من أغراض شبيهة ومماثلة قد تتعدى النسيب، والغرام، إلى الطبيعة والتصوف، ثم الخواطر والخيال الجامح.

ويعد الشيخ التهامي المدغري، شاعر المرأة بامتياز، ومجدد الغزل أي العشاقي. وله قصائد كثيرة منها قصيدة "الكناوي" يقول في حربتها:

ألايم حالي محاوري عنك ما يخفاوا خدي في حالا وخد من نهواها راوي

وجنتها ناري وخالها مولاتي زهوا


ولم يترك شعراء الملحون موضوعا إلا ونظموا فيه قصائد تتعدد معانيها بتعدد عقلياتهم وأفكارهم، وفلسفات حياتهم، ولن يسمح المقام بذكر كل الأغراض الملحونية والتمثيل لها.

3 ـ الخصائص الشكلية والإيقاعية لقصيدة الملحون:

وأما شكل قصيدة الملحون، فلا يبتعد عما ألفناه في موروثنا الأدبي من أنماط شعرية مختلفة الأشكال. وقد ذكر ابن خلدون أن أهل الأمصار بالمغرب استحدثوا فنا على طريقة الموشح ونوعوه أصنافا إلى المزدوج ، والكاري، والملعبة ، والغزل ....

وتنقسم قصيدة الملحون من حيث التنميط الشعري إلى ثلاثة أنماط. أولها المبيت، وهو نمط يقابل القصيدة العمودية في الفصيح، مبدئيا، ولعل لفظ "المبيت" يوحي باشتقاقه من البيت بصيغة مفعول، ويعني الأبيات الشعرية التي تتكون منها القصيدة
رد مع اقتباس
  #114  
قديم 15/09/2010, 22h20
الصورة الرمزية starziko
starziko starziko غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:510608
 
تاريخ التسجيل: avril 2010
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 129
Lightbulb الفضاء في شعر الملحون


الفضاء في شعر الملحون

مولاي الحسن البويحياوي الإدريسي

توطئة :
أصبح مصطلح الفضاء يحتل حيزا واسعا في الدراسات والأبحاث النقدية المعاصرة حيث غدت هذه الدراسات تنصب على تحليل أبعاده ودلالاته وتكشف عن تقاطباته وعلاقاته وتعيد تجميعه بعد توزيعه وفق تقنيات خاصة. ويتميز الفضاء بهذه العناصر نظرا لخصوصية استعماله وتقنية توظيفه داخل العمل الأدبي اعتمادا على العنصر اللغوي الأداة الحيوية التي تنقل المكان المرجعي إلى علامات لغوية تطفح بشتى الدلالات والمشاعر والتصورات، علامات تعبر عن العلاقات الفضائية (المكان الفني) والحقائق الفضائية (المكان المرجعي) حيث تستخدم الأولى بوصفها رموزا واستعارات للثانية بركوب الانزياحات والاستعارات والتصوير... وإضفاء سمات الفضاء على الأشياء Spatialisé وبالتالي تتحقق "أفعال المعنى" على حد تعبير جيرار جينت(). بفعل هذا الاشتغال اللغوي صار المكان جمالية داخل نظرية الأدب ومحورا أساسيا مثل جمالية التلقي، التناص، ظاهرة الجسد... وليس الفضاء حكرا على الثقافة العالمة كالشعر الفصيح (قديما مع ابن جابر الغساني§ وابن عبدون© ... وحديثا مع عبد السلام الزيتون وعلال الحجام وبنسالم الدمناتي) والمقامة (مع محمد غريط المتوفى 1945م في المقامة المكناسية) والرواية (مع حميد لحميداني وميلودي شغموم ومحمد أمنصور) والقصة (عبد النبي كوارة) والمقالة وغيرها من الأجناس النثرية الأخرى ... وإنما ينسحب على الثقافة الشعبية بما تتوفر عليه من أجناس إبداعية منها شعر الملحون، ومن هنا ينبني اختيارنا لنظرية الفضاء أو جمالية المكان ومحاولة تطبيقها في شعر الملحون ومعالجته انطلاقا من زاوية خاصة هي زاوية التصنيف، حيث يستطيع القارئ تجميع الأمكنة الموزعة داخل نص ما ويعيد تصنيفها حسب مجالات وانتماءات نوعية خاصة، وسنحاول في هذا المقال مقاربة أنواع الأمكنة في الفضاء المكناسي من خلال قصيدتين في شعر الملحون هما المكناسيتان للشاعرين عبد العزيز العبدلاوي ومحمد لعناية
مكناس في شعر الملحون عامة :
تفاعل شعر الملحون مع الفضاء المكناسي وحاول مقاربته من جميع جوانبه وأنتج الشعراء في ذلك لوحات فنية غنية بمعطياتها الجمالية وأبعادها الاستعارية وتتكامل لها الأدوات التعبيرية التي تشف عن عبقرية وأصالة، فقد " انعكست جمالية الحضارة على شعر الملحون الذي تربى في أحضانها ورفدته بمقومات الوجود، فتنافس الشعراء في وصف معالمها، وتسابقوا إلى الإشادة بتاريخها الحافل والرافل في حلل قشيبة من المجد والتفوق"().
والمتأمل في هذا الشعر يلمس من حيث الانتشار الكاليغرافي (الخطي) أنه ينقسم إلى قسمين:
- فهناك بعض القصائد التي ورد فيها ذكر مكناسة عرضا كما هو الأمر في مرسول الجيلالي متيرد، وقصائد الذكر العيساوي خاصة عند الغرابلي والحاج ادريس بن علي السيناني الحنش، والمسفيوي...
- وهناك قصائد تستقل بموضوع مكناس وتروم الخوض فيه منفردا، حيث الفضاء المكناسي يهجس ذاكرة القصيدة ويغدو شغلها الشاغل، كما هو الشأن في قصائد سيدي سعيد المنداسي، وجمهور الأولياء لسيدي قدور العلمي، وجمهور الأولياء لبنعيسى الحداد، والخاتم لحمود بن إدريس، ومكناسيتي العبدلاوي ولعناية.
- ومن أمثلة النوع الأول نذكر نموذجا للجيلالي متيرد. ففي قصيدته "الورشان"() نراه يوجه خطابه لهذا المرسول الطائر الذي بعثه من مراكش إلى مدينة فاس قائلا:
واسبح وقطع "بهت" لحبيب واطلع "عقبة لبقر" بجواهر ؤعقياني
"عين عرمة" لعزيبها عزك واعلاه
ؤ"دار أم السلطان" دوزها وتبشر بالفرح والسرور ؤسلواني
يظهر لك " مكناس" لفريج مظنونك فيه وفاه
دوز للضراغم " سيدي سعيد" والماجد "بنعيسى" اقطاب سرا وعلاني
وادخل من "باب الجديد" راه قلب الزاير احياه
اصدر على الأوليا وطوف واسعى بحضور جوارحك واللب الهاني
بهم تسعى رب لورى وغيرو لاتستعطاه ()
فالنص كما يتضح يقدم جردا لبعض المواقع الجغرافية (وادي بهت، عقبة لبقر، عين عرمة، دار أم السلطان) وجردا لبعض الأعلام المقدسة (سيدي سعيد، بنعيسى الشيخ الكامل) مما يدل على أن الشاعر وإن كان مراكشيا فهو على بينة وإطلاع بالمكونات التي يتألف منها النسيج العمراني لمكناس.
ومن أمثلة النوع الثاني نذكر قصيدة أبي عثمان سعيد بن عبد الله المنداسي التلمساني التي يمدح فيها مكناس على عهد السلطان المولى اسماعيل مشيدا بالمدينة التي أحدثها السلطان المذكور بالقرب من مكناسة القديمة وهي مدينة "وجه عروس"، ومثنيا على بستان المشتهى"() ومفتخرا بطيب هوائها وعذوبة مائها. يقول المنداسي:
خليني فغربنا من كل عروس *** "وجه عروس" زكى لعرايس واشهاها
واتركني مما شتهات كل نفوس *** العين من "المشتهى" الحسن دعاها
تحساب الراحه على مكناس حبوس *** ما ينزل ضيق لحواضر مغناها
حكمتها ف كوثر ماها وهواها ().
ومما لاشك فيه أن قصيدة العبدلاوي وقصيدة محمد لعناية في مدينة مكناس تجسدان النموذج الحقيقي للقصائد المكناسية لأنهما نابعتان من وعي ناضج للشاعرين بخصوبة المكان وخصوصيته وتمثلان مجالا للمنافسة والقدرة على احتواء المكان وبلورته للملتقى في صورة إبداعية وهذا ما يروم الفصل الثاني مقاربته والاشتغال عليه..
*/ نوعية الأمكنة في المكناسيتين :
يشتغل المكان – بوصفه فضاء – بصور متعددة في نطاق مكناسيتي العبدلاوي ولعناية. إذ لكل منهما منظوره الخاص اتجاه فضاءات مكناس، حيث أن المرجعية المكانية تؤول إلى أصول طبيعية وعمرانية، ذات أبعاد ثقافية ونفسية وسوسيولوجية وانطروبولوجية، وبالتالي يمكن قراءتها ومن ثمة تأويلها من عدة وجوه. فالقصيدتان معا رحلة طويلة في الأمكنة وتأمل فاحص لتقسيمها وظلالها وإيحاءاتها وهكذا نجد الفضاء المفتوح والمغلق، الفسيح والضيق، الأخروي والدنيوي، السماوي والأرضي، كما نجد أمكنة مقدسة وأخرى جغرافية، وثالثة سياسية سلطوية ... فمن خلال هذه الفضاءات يتغنى الشاعر بمكناس ويحتفلان بهما بطريقة إبداعية.
تتسم الأمكنة بديناميتها، لأنها تتميز بالتنوع، فهي ليست أحادية الجانب بقدر ما هي متعددة ومركبة ومتفرعة إلى مجالات يمكن مقاربتها كما يلي :
1.الفضاء الطبيعي
سمي بالطبيعي لأن الإنسان لم يتدخل في تشكيله بالبناء والتعمير، وإنما بقي على حاله كما خلقه الله تعالى. وغالبا ما يمثل الفضاء الطبيعي الإطار الخارجي المحيط بالمدينة أوأشرطة خضراء تفصل بين المدينة القديمة والمدينة الحديثة. والجدير بالذكر أن هذا الفضاء يشمل الماء والتراب والنبات والحيوانات؛ وعلى هدا الأساس تكثر فيه أسماء الأودية وأسماء الطيور وبعض الأشكال التضاريسية.
لقد راهن الشاعر على عنصر الهواء والماء والبطائح الخضراء التي تزيد المجال فتنة وسحرا، كقول مولاي عبد العبدلاوي :
الهوا والما وبطايح اخضارك
وأشجار كعرايس ترقص بنسايم الهوى وتود بخيرات
من در نفيس معادن ترابك
بالكنز والذخاير والفلاحه مع لكسيبة نايل صولات
وحدايق من نوار مبهى لك
وجبال عاليه زهوة للنظرة، جمالها بسهول ؤربوات
ففي هذا الشاهد نلمس طموح الشاعر إلى إبراز العناصر الاستطيقية التي تخص الفضاء المكناسي باعتباره مكانا نفيسا، يتسم بطابع الفرادة والخصوصية، فمكناسة باعتبارها مجالا جغرافيا منحها الله تربة كريمة تختزن نفيس المعادن، تنبت مختلف أنواع الأشجار وتجود بأطيب المحاصيل والثمار، وتنعم بهواء صحي وماء سلسبيل، وتحيط بها الجبال والسهول والربوات من كل جانب. وعن هذا الاعتزاز بجمالية المكان وخصوبته يحدثنا الشاعر محمد لعناية بقوله مخاطبا المتلقي :
أجـي يا من لا زار بهجة مكناس، أجي تشوف زيد تمتع لبصار
ف حقايل وصفوف د الشجــــــــــر ـومياه دافقة يمينه ويسارو
متع عينيك فالسياج اللول باشجار باسقة وربيع ؤنوار
ف الحرجات() تمتع النظر بانواع مصنفه، زرابي يذكارو
ؤصحح نظرك فالسياج الثاني بعيون نابعه وعراصي واشجار
وجنانات تهيج لفكر بتفاكه ناعمة، اختلاف اشجارو
فالهاجس الذي يشغل النص يتمثل في المتعة المتحققة في غنى وثراء الفضاء الأخضر الذي ترتاح له العين وتنبسط له النفس. إنه استجلاء تصويري لمنظر طبيعي فاتن وموضب يضم ما هو نباتي (حقايل – الشجر – ربيع – نوار – الحرجات – عراصي – جنانا) وما هو مائي (مياه – عيون). والعلاقة بين الطرفين علاقة علية الماء فيها سبب وجود النبات.
وبعد هذا المدخل الذي ينحو فيه الشاعران منحى العموم ينتقلان بنا إلى تخصيص هذه الأمكنة وتحديدها، فبطريقة أو نوماستيكية() يرصد الشاعر أن أسماء البساتين والحقول والمزارع والعيون والأودية المحيطة بمدينة مكناس. حيث نجد مولاي عبد العزيز يقول :
وبساتن فيها ما على بالك
في تاوره مع ورزيغة شلا يصيف واصف دهري بنعات
وبني موسى بالزين ف قبالك
وكذلك عين حربل()، الراديا()، وزيد بويسحاق() ف لعنات
تانوت()، وباب كبيش() فشمالك
وزيد عين معزه، راحمرية مبهجة بتحاف الحرجات
فأسماء الأماكن تسيطر بشكل مطلق على النسيج المعجمي للنص. الأمر الذي فرض على الشاعر أن يكثر من واو العطف التي تعمل على تناسل الجمل، إذ في كل بيت تبرز أماكن جديدة لها أهميتها ودلالتها في ذاكرة المتلقي المكناسي أنها تحيل وظيفيا على مجالات المتعة والتسلية أيام النزه والتملي بجمال الطبيعة في فصل الربيع بينما الجيل الجديد يرى في سرد هذه الأمكنة نفسا توثيقا يسجل لزمن الأمكنة الذهبي. والأمر نفسه ينهجه الشاعر لعناية في تعامله مع أسماء البساتين والوديان حيث يقول :
ها بو يسحاق، هاعيون الحربل، هاواد لعويجة بقعة لخضار
هابو فكران سقاه ينهمر عين المعزة حداه تبعت أثارو
هاكيتان، هااليازيدية، هاقلب تاورة فيها ما يذكر
ببساتن مبنية على النمر حاطت بها اشجار زهو لنظارو
وبني موسى مجاورة ورزيغة، ولي دوزات من نزايه شلا يذكر
لبقا لدايم لكبر ولي غر سوه جدود، باقي أثارو
فهو يستعرض هذه الأمكنة بصورة مكثفة تتأرجخ بين المجاري المائية (بويسحاق – عيون الحربل – واد لعويجة – بوفكران – عين المعزه ) والبساتين والحقول التي كانت فضاء للتنزه (كيتان – اليازيديا – تاوره – بني موسى - ورزيغة ...).
ولعناية في استعراضه يتوقف ليعطي لبعض الأمكنة نوعا من الشرح والإضاءة حتى يوقف جريان الوصف السريع ومن ثمة نجد "لعويجة بقعة لخضار"، "بوفكران سقاه ينهمر"، و"تاورة فيها ما يذكر" ... فجمالية الفضاء تكتسب قيمتها من اللون (اللون الأخضر)، وتنوع المنظر البصري (بساتن - أشجار – أرض – أنهار – عيون)، الوظيفة (النزهة والتفسح)، والتاريخ (ما غرسه الأجداد لازال على حاله).

2.الفضاء السلطاني
ونقصد به الفضاء الذي كانت تصدر منه القرارات السياسية، سيما وأن مكناس كانت عاصمة للدولة العلوية انطلاقا من عهد السلطان المولى اسماعيل، وكانت قصورها الملكية مكانا لاستقبال السفراء الأجانب، ومنها كانت تنطلق الحركات للقضاء على التحرشات القبلية... إضافة إلى أنها توفرت على جميع المرافق الضرورية كالمسجد والمكتبة ودور الوضوء وقاعة استقبال السفراء (قاعة الخياطين)، والسجن (حبس قارة)، والأبواب (باب الرايس)، والأبراج (برج ابن القاري)، والقصور لإيواء الحريم والعائلة الملكية (الدار الكبيرة – قصر المحنشة...) والمشور، ورباط الخيل، وهري خزن الحبوب، والحدائق الملكية (البحراوية – الأترنجية)
وبطبيعة الحال فإن القصيدتين لاتستعرضان هذه التفاصيل وإنما تشير إليها على وجه الإجمال كقول لعناية :
ها دار الملك باقية بالهيبة بقصور عالية ومنازه وديار
والعسا في باب لقصر من داز وشافهم هيبة فسيارو
وقول العبدلاوي متحدثا عن هذا الفضاء وما يحدثه من هيبة ورعب في نفس الزائر لفخامة بنيابه وعلو ارتفاعه :
وتيقظ وزيد حضر اذهانك
وشوف هيبة لقصر ؤتشيادو ؤصولتو فرسانو تنعات
فالأمر هنا يتعلق بالتلقي / الزائر، إذ عليه، لكي يفهم هذا الفضاء أن يكون متيقظا حاضر البديهة، مدققا للنظر، وإلا فإن الدهشة تفوت عليه فرصة الفهم والاستيعاب.
3.الفضاء المقدس
يشمل الفضاء المقدس الأمكنة التي تحاط بالخشوع والتقدير من طرف الشرائح الاجتماعية، وتشكل مجالا لممارسة العبادة والطقوس والشعائر، كالمساجد والأضرحة والزوايا والمزارات المقدسة، ومن المتعارف عليه أن مدينة مكناس تعج بأوليائها (سيدي عبد الله الجزار – سيدي قدور العلمي – الشيخ الكامل...) وبمساجدها (المسجد الأعظم – مسجد النجارين – مسجد الروى...) وزواياها (الناصرية – الدرقاوية – التيجانية...)
ويتنوع المقدس في المكناسيتين ليشمل المقدس العمراني الديني المتمثل في المساجد والمآذن، كقوله لعناية :
" والصماعي كتبان تخبر باثروا "
وقوله :
" وزيد شوف باب المنصور وساحة الهديم وجامع لنوار"()
وقوله عن المسجد الأعظم :
وشوف ذيك الصابا مولات ساريا والجامع لكبير كيصول مخلد آثار
بتلامذ وعلوم مشتهر والعلما من كل أرض زاروا منبارو
ويتنوع أيضا المقدس الصلاحي الولائي الذي يضم أضرحة الأولياء. كقول العبدلاوي متحدثا عن الولي الصالح شاعر الملحون سيدي قدور العلمي :
وعرف بين راك فارض الأوليا الصالحين ودبات ؤسادات
منهم الفيلسوف من تايك
صوفي أديب، شاعر، والي، معروف ما خفى علمي ينعات
ويخصص محمد لعناية للاولياء حيزا أكبر، فيحفز متلقيه على زيارتهم والتماس البركة منهم:
ؤ زور دوك الصلاح لي مضاوا حسنوا بفعالهم كانوا للمجد انصار
ثم يشير إلى الأولياء المشهورين بمكناس كسيدي قدور العلمي
وزور الليث الشامخ لقدر العلمي ما اخفى مورخ ف اشعارو
وكمولاي عبد الله بن أحمد الشهير بالمكاوي، والهادي بنعيسى :
وفباب الثلث فحول، قابل الردايا وزيد لضريح تجدد لمزار
د المكاوي ليث لحضر الهادي عيسى حداه يكرم من زارو
ويجسد المقدس السياسي النوع الثالث، ويتمثل في ضريح السلطان مولاي اسماعيل، هذه الشخصية السلطوية التي جمعت في تصور الرأي العام بين السياسة والولاية، وقد أشار إلى هذا الضريح العبدلاوي قائلا :
اخضع وتواضع زيد تتبارك
سلطان غربنا مولاي اسماعيل ابن علي، وادعي بالرحمات
وأشاد بضريحه لعناية بقوله :
وزيد تشوف ضريح السلطان لي بناه، خلا مجدو أثار
بالشهامة والعز يفخر **** سبحان لي نشاه، عزو، واختارو
فالتجربة الشعرية تروم احتواء الفضاء بالمقدس لما له من حضور أكيد في الحياة الاجتماعية، ولأنه يعيش في ذهن الجماهير الشعبية ويحظى بالتجلي ويحاط بالخشوع والاحترام.
4.الفضاء الثقافي الإستيطيقي :
يتكون الفضاء الثقافي والاستيطيقي عند محمد لعناية من العناصر التالية :
-المسجد الأعظم : الذي يحمل وظيفة مزدوجة : القداسة / الثقافة. فبالإضافة إلى أنه مجال لممارسة العبادة فإنه كذلك مجال لممارسة التعليم، وهو في حقيقة الأمر الجامعة العلمية لمكناس التي حجت إليها الوفود من كل حدب وصوب للاستفادة من شيوخها، ولهذا فقد قرنه لعناية بالنشاط الثقافي حيث قال :
بتلامذ وعلوم مشتهر والعلما من كل أرض زاروا منبارو
-متحف رياض الجامعي : يستوعب هذا المتحف التحف النفسية التي تعود إلى أصول قديمة وتعبر عن الجماليات العربية والإسلامية. كما يضاف إلى هذا المتحف باب المنصور العلج الذي ينتصب في شموخ في ساحة الهديم بزخارفه ومنمنماته. وكذا السقايات المكناسية المؤثثة لفضاء المدينة وتجاور الأضرحة والمساجد وتعلوها النقوش والزخارف كسقاية سبع لويات وسقاية الهديم وسقاية التوتة:
وزيد شوف باب المنصور وساحة لهديم وجامع لنوار
والسقاقي بمياه تنهمر ورياض الجامعي متحف بثارو
• روى مزيل: كان هذا الفضاء يضم الروى الذي يحتفظ بالهدايا التي كان يتوصل بها السلطان مولاي اسماعيل من قبل الملوك والشخصيات المرموقة، وكان هذا الروى بالحي المعروف الآن بروامزين، وينسب إلى القيم على هذا الروى محمد مزيل الفاسي.
شارع روى مزيل لي بناه ماهر ولبيب، وحسبو الثالث مع سبع اسوار
سور على سور يفخر ولا لاعودا الجيش خيم فاسوارو
- الفضاء الجماهيري:
وهو الفضاء الذي يؤمه الناس يستخدمونه بكثرة كالشوارع والمنتزهات والساحات العمومية ...... وقد استهدفت القصيدتان هذا الفضاء واخترقتاه شعريا، إلا أنهما ركزتا على بعض المعالم فقط ولم تقدما مسحا لكل الفضاءات الجماهيرية.
الشوارع: يركز العبدلاوي على شارع دار السمن وروى مزيل
"دار السمن اللوصال"،
و"روى مولاي الزين سلسالو".
بينما يركز لعناية على حمرية المدينة الجديدة
"ورفع عينيك ها علو حمرية تنبا ملكوها لحرار"
الحدائق العمومية: ذكر منها لعناية حديقة الحبول الشهيرة:
وادخل على الحبول تشوف ساحتو البهيجة باشجار باسقة ومحصن باسوار بالشليات، ؤورد، والزهر وريام العز فكل يوم تعزم لمزاور
الساحات العمومية: استأثرت ساحة الهديم باهتمام الشاعرين أكثر من غيرها لما لهذه الساحة من مكانة في نفوس المكناسيين خاصة والمغاربة عامة، لأنها تذكرهم بانتفاضاتهم المجيدة ضد الاحتلال الفرنسي في معركة ماء بوفكران الشهيرة.
يقول محمد لعناية:
" وزيد شوف باب المنصور وساحة لهديم وجامع لنوار"
ويقول العبدلاوي موسطا ساحة لهديم في ملفوظ يعكس توسطها الموقعي:
دار السمن اللوصال ساحة لهديم كمال فيها باب المنصور بكمالو
6- الفضاء الدفاعي:
يعد الفضاء الدفاعي ملمحا بارزا في النسيج العمراني للعاصمة الإسماعيلية، ويشمل الأسوار، الأبواب، الحصون، القلاع، الأبراج، القصبات... من ذلك باب البرادعيين، باب الخميس، باب كبيش، برج الشافية، برج الماء، برج دردورة، برج مولاي عمر، البرج المشقوق، قصبة جناح الأمان، قصبة تيزمي، قصبة سيدس سعيد،....
وقد شكل هذا الفضاء هاجسا لذاكرة القصيدتين حيث عمل الشاعران على تقدسمنه في صورة تشع بالعظمة والشموخ، وفي هذا الشأن يقول لعناية عن الأبراج:
وانظر للسياج الثالث ببروج عاليا وشرارف واسوار
وطباق العسا على النمر للي جا يخون تمحي آثارو
ويقول عن الأبواب بصفة عامة:
" وشوف فوسط لبلاد بعينيك ابواب عالية ومنازل وديار"
ويقول عن باب البرادعيين:
"وفباب البرادعيين شوف ذاك المنظر "
ويقول عن باب الحجر :
" ها راس آغيل وباب لحجر"
ويقول عن الأسوار :
" سور على سور يفخر "
ويحظى باب المنصور بعناية فائقة من قبل العبدلاوي فيبرز جمالية نقوشه وتاريخ تجديده كما تحيل على ذلك كلمة "دمشق" (1144هـ)
دار السمن اللوصال ساحة لهديم كمال فيها باب المنصور بكمالو
بحسن النظر وجمال ينبا لك
رسام راسمو فلاسفي، دهري، البيب، ذوقي ، ماهر ينعات
وكتب تاريخ عليه يعطى لك
يا فاهم اللغا "دمشق" فابجد ما خفى لدهاة القراة
ألف وميا ونزيد يا سالك
نهج لحساب ربعين مع الربعة باش تم عدادو فنعات
وبصفة عامة فإن التجربة تنشد في مقاربتها للمكان استجلاء المظاهر الجغرافية. يقول مولاي عبد العزيز :
" بطايح خضارك"،
"وجبال عالية زهوة للنظرة جمالها بسهول ؤربوات"،
"مكناس وطا وجبال"،
ويقول لعناية :
" اجعل مكناس فوق بطحا خضرا بجبال عالية وبادي وقرار"،
وتنشد استجلاء العطاء النباتي كقول لعناية :
" فحقايل وصفوف د الشجر "
وقول العبدلاوي :
" وحدايق من نوار مبهى لك "،
واستجلاء الشكبة الهيدروغرافية (نهر بويسحاق، لعويجة، عين معزة...)، وكذا المكونات العمرانية (أبراج – أسوار – مساجد، سقايات – أبواب – ساحات...)
تلك كانت أهم الأمكنة في الفضاء المكناسي التي حملتها تجربتا العبدلاوي ولعناية، أمكنة شكلت جمال مكناس وجعلتها عروسا وصنعت إرثها الحضاري المتنوع، امكنة نمر بها يوميا مرور اللامبالاة كأننا غرباء عنها وهي التي قال عنها العبدلاوي :
"بهجة مكناس وقول بلسانك"
اللي ما شافها نحكيه غريب في حياتو مالو جولات
فهلا تحركت الأيدي المسؤولة بالعناية بهذه التراث الخالد لإنقاذه من الضياع./.

a
رد مع اقتباس
  #115  
قديم 18/12/2010, 11h57
رجاء القلب رجاء القلب غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:543355
 
تاريخ التسجيل: septembre 2010
الجنسية: جزائرية
الإقامة: الجزائر
المشاركات: 3
افتراضي رد: دراسة الملحون مرفوقة بالقصائد المكتوبة

سلام عليكم شكرا جزيلا لكم على هذا المجهود الطيب و الرائع

هل يمكنني الحصول على الأغنية الخاصة بالعرفاوية أعتقد أنه غناها كل من عمر الزاهي و الحاج الهاشمي و عبد القادر شاعو

فهل يمكنني الحصول على الأغنية
رد مع اقتباس
  #116  
قديم 20/12/2010, 12h19
بريكسي فريد بريكسي فريد غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:112594
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: فرنسية
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 398
افتراضي رد: دراسة الملحون مرفوقة بالقصائد المكتوبة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رجاء القلب مشاهدة المشاركة
سلام عليكم شكرا جزيلا لكم على هذا المجهود الطيب و الرائع

هل يمكنني الحصول على الأغنية الخاصة بالعرفاوية أعتقد أنه غناها كل من عمر الزاهي و الحاج الهاشمي و عبد القادر شاعو

فهل يمكنني الحصول على الأغنية


القصيدة مكتوبة في الصفحة 3 من هذا المثبت :
الصفحة 3 من دراسة الملحون مرفوقة بالقصائد المكتوبة.
اما الغناء فعلا يغنيها كل من الزاهي القروابي و شاعو.فان لم تكن متوفرة في سماعي الامر سهل للغاية في قوقل فيديو هي موجودة.
رد مع اقتباس
  #117  
قديم 01/01/2011, 14h00
yagami yagami غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:440291
 
تاريخ التسجيل: juin 2009
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 1
افتراضي رد: دراسة الملحون مرفوقة بالقصائد المكتوبة

انه لشرف لي بالانضمام الى اسرة المنتدى
و ارجو من الاخوان قصيدة غية للحاج محمد الثولالي
رد مع اقتباس
  #118  
قديم 09/02/2011, 19h29
يونس سريفي يونس سريفي غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:334383
 
تاريخ التسجيل: novembre 2008
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 1
افتراضي رد: دراسة الملحون مرفوقة بالقصائد المكتوبة

السلام عليكم
أبحث عن كلمات قصائد : معيار الباهيات، ورقة مول الحب ساقطة، عاري عليك آ محمد
أشكركم مسبقا، مع فائق إحترامي
رد مع اقتباس
  #119  
قديم 24/04/2011, 19h36
metaman metaman غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:502123
 
تاريخ التسجيل: mars 2010
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 17
افتراضي رد: دراسة الملحون مرفوقة بالقصائد المكتوبة

قصيدة المكناسية / سيدي قدور العلمي

بيت
كيف ما ينكد قلــــبـــــــــي من شفاية الناس ؟
كيف ما نحزن يــــــــا وعدي على المراسم ؟
كيف بعد خروجي من وطني نروم الاجناس ؟
حوز بوطيبة فيـــه ا دركت الغنــــــــايــــــم
شموس بصري الاشراف الطيبين الانفـــاس
والله رانـــــــــي علـــى فراقهم نـــــــــــــادم
كيف ينجى من خلاني ضحك للنـــــــــــاس ؟
كيف يسلم من خلاني تليف هايــــــــــــــــــم ؟
حمايتـــي و احبابــي و اهلـــي واعز الوناس
و فراقهم جاني على القلب شـــــــــــاتـــــم

رد:
آش ذا العار عليكم يا رجال مكناس
مشت داري في حماكم يا اهل الكرايم
سبتي وهلاكي الامان في بن آدم

***
صياح :
من كثرة ما صبرت عن فرقة رسمــــــي
حتان قـــــالوا هبلت مــــن كثرة الكلام
رسمي خويا الشقيق من بويــــــا و امي
آش يصبرني على فراق الأخوة الوحام
و آش فرحي ظهر للناس وحزني مكمي
فمي يضحك والساكن في القلب ظلام
صبري يصبر للعدا ونكتم همــــــــــي
و ندير كما يدير فــــــــي البحر العوام
نرخي الاعضا معاه و نساعف الاغشام

بيت:
هكذاك ساعفت بصبري صدود الايام
قل جهدي وكثر صمتي و صمت فمي
ما نطيق على صلح ولا نجمت الخصام
مشتغل بالدنيــــــــــــا الفانيـــــــا بهمي
من بغاني يعدنـــــــي من جميع الكرام
من يكرهني ما يبعد غير دون شاتمي
اخترتها قصيدة منسوجة من رميز قرطاس
بخط عجمي ما يدرك في اللغة النغايم
كغزالة حضرية من بنات اهل فاس
معانقة شي عبد قناوي من الصماصم

رد:
آش ذا العار عليكم يا رجال مكناس
مشت داري في حماكم يا اهل الكرايم
سبتي وهلاكي الامان في بن آدم

***
صياح :
ياسر من الناس من بغى لي ذا الجلية
وفرح قلبه على أحزانــي و كداري
ياسر من الناس من عطف قلبه لـــي
شفيته بحالتي و بكـــــــاه غيـــاري
ياسر من الناس ضحك و بهظ في
يوم فراقي مع احبابي و اوكــــاري
ياسر من الناس من افتى راي علي
و زين لي بالخروج من عتبة داري
و ضحيت في عشيتي عند الناس كاري

بيت :
لسونهم يجرحوا وعيونهم يكويوا
باصباعهم يشيروا بالخصام و الدعاوي
يا ويح من غاب عليهم يبقاوا فيه يدويوا
يقطعوا لحمه في ساعة بلا جناوي
يقيلوا ويباتوا كيف الذياب يعويوا
ملوكهم يطلعوا دغية بغير جاوي
عرفتني هذه الحزة بسيرة الناس
عرفت لي هذا الحزة بسيرة الناس
يوم اضحيت انا لا دار لا دراهم
اللي لقيته منهم كا يهز لي الراس
كانه عمرهم ما عيط لي باسم

رد:
آش ذا العار عليكم يا رجال مكناس
مشت داري في حماكم يا اهل الكرايم
سبتي وهلاكي الامان في بن آدم

***
صياح :
وين اصحابي وين الاولاف العشران ؟
وين احبابي وين هم صدقانـــــــــــي ؟
لا واحد منهم ساعة الحزة بـــــــــان
غطوا وجوههم و تدرقوا بالعانــــي
ما شفاوش للخير ما تفكروا احسان
كانـــــي جيت للمدينة برانـــــــــــي
البعض منهم ما تلا يلاغيني بلسان
و البعض منهم عند كل ساعة يلغاني
و يفكرني الخسيس عن ما في مكاني

بيت:
ما كثر باحبابي الا نكون في الخير
يظل رسمي ويبات بجمعهم عامر
آشحال من محبوب وجدته واشحال من عشير
كي يكون طعامي في كل وقت حاضر
بناوا بيت الخدعة والنقيب كالطير
والحوت المشرع يجري على الصنانر
هكذا اصحابي دارو جميع و الناس
يا ويح اللي ما بقاوا في مكاتبه دراهم
فلس احمر يكون من قرارط نحاس
خير ما تختار البعض من ابن آدم

رد:
آش ذا العار عليكم يا رجال مكناس
مشت داري في حماكم يا اهل الكرايم
سبتي وهلاكي الامان في بن آدم

***
صياح :
وين اصحاب اللي نضنهم يحشموا
اذا حوجني الزمان لهم يستروا عاري
ولوا في يخطيوا و يشتموا
بكلام اقسح من برازق الايباري
طويت القلب الحزين على همه
وصبرت لما قضى وقدر لي الباري
حدي وعزي وحرمتي إلا في داري
العين ميزان والقلب للقلب فازع
اللبيب تجلبو بالإحسان وتهربو بالمواجع

بيت:
كيف ننسى تلطامي في دروب مكنــــــاس
غربتي و مباتــــي فــي دكـــاكن المدارس
اعياوا بي الحوانت في اسواق الأبخـــاس
والبيوت والفنادق و حصاير المجالـــأأأأس
اعييت في الليل انبات على النجوم عساس
والصباح نصبح في باب الدراز جالــــس
كي استحسوا بي طابت لهـــــــم الجلاس
زودوا علــــــي بالنهرات و النقــــــــايم
المباتة بالشر ولا طعام عكاس
الفقر والغربة ولاصحبة شاتم

رد:
آش ذا العار عليكم يا رجال مكناس
مشت داري في حماكم يا اهل الكرايم
سبتي وهلاكي الامان في بن آدم

***
صياح :
اواه اليوم في اصحابي ظني خاب
اللي بهم كنت نفخر و انفــأيــــش
خلوا في سموم الاظفار والانياب
ونبحوا في جلايلي كمثل الهوارش
بلسونهم يقولوا مرحبا بمجي الاحباب
وخواطر مغشين لا تحمل نغاوش
قلوب اقسح من الحجر والوجوه صلاب
واقفال الهند لا انطرشت بمطارش
والله ما بقات حرمة للدراوش

بيت :
الله يرحم الاشياخ الفايزين الاحبار
كل شـــــي خلاوه للحادثين مذكور
ساعة الضيق هي توريك طبع العشار
يكون حبيبك ويولي عدوك مخبور
النكد يتفاجى وتزول ساعة الغيار
الافادة تغنم بهــــــا سنين وشهور
يستهل من يبني سوره بغير تلساس
يستهل من يدخل في الحرب دون صارم
يستهل من يدخل البحور دون رياس
يستهل من يطلع العلو بلا سلالم

رد:
آش ذا العار عليكم يا رجال مكناس
مشت داري في حماكم يا اهل الكرايم
سبتي وهلاكي الامان في بن آدم

***
صياح :
والله لا ضرني ولا عذب قلبي
الا شفاية الاعداء اللي نظنهم احباب
انا وين ما مشيت لي ربي
حاضر ناظر رحمته لي تنصاب
كم من واحد من الحاسدين يتمنى كربي
نحمد الله عمري سعدي من الخير لا خاب
بدل لي الكريم بالراحة تعبي
و رزقني في الحياة الأجر والثواب
وسلط عن عدانا الحساب والعقاب

بيت :
هكذاك الدنيا الغرارة تدير للقوم
هكذاك الدهر مشتت كل امة
يوم مالح يوم حلو يوم زقوم
يوم مستعدل بين الطيب والسلامة
يبات شمل المرو في حفظ الغني القيوم
و الصباح يطلب من مولاه السلامة
كل من شد في راس عدوه يكون قياس
اذا خطاه بضربة الثانية يعود عادم
يلتقي النشاشيب من كباب الاقواس
و تفيد دعوة المظلوم في الظالم
رد:
آش ذا العار عليكم يا رجال مكناس
مشت داري في حماكم يا اهل الكرايم
سبتي وهلاكي الامان في بن آدم

***
صياح:
اعظم عدايا ضنهم خلاص فنيت
ماعرفوش سلطة الله معايا
في سوق اهل الكمال بنظامي بعت وشريت
وبلغ قصدي مع سلاطن الولايا
فرحت لما هداني الكريم وتواليت
وحمدت الله وشكرته مولايا
والله ما بقات غمة في حشايا

بيت :
كيف تهنا يا من يرجاك سيف عزريل
القبر والملكوت ويوم السؤال
كيف تعلى ياللي مازال ترجع ذليل
ياللي قالت له نفسه انت المفضل ؟
آش ماقاسك يا بن آدم ترجع عطيل
في النعاش تترفد ولو تكون ذو مال
اول خلوقك للدنيا من تراب نسناس
وآخرتك لابد للحد يا ظالم
شوف ما تحت ثيابك ياكثير الادناس
لولا الثوب الساتر الحشايم

***
بيت الختام :
قال قدور العلمي اللبيب كياس
يا الحافظ اخشى لا تعود نادم
طعت للطلبة والاشياخ دون تعكاس
راه رب العزة بما في القلوب عالم
فلافسي دهقاني رباوني الكياس
معتبر وقاري شيخي حكيم ناجم
القضا صرفت احكامه صرت لا باس
حمدت ربي وشكرته باسط النعايم
رد مع اقتباس
  #120  
قديم 24/04/2011, 19h38
metaman metaman غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:502123
 
تاريخ التسجيل: mars 2010
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 17
افتراضي قصيدة في الشعر الملحون للشيخ:الحاج البقالي"غريبي نحكيهم"

السلام عليكم و رحمت الله و بركته
قوسي فوق النشاب انظمو يوصل للبعدي هاكذا إقولو أهل الغيوان ما لاقت صبرة
قصيدة : أغريبي نحكيهم
للشيخ الحاج البقالي
أنا لو أشتكيت لسماء يهطل بشيل بعد الجدب الطويل يتصرف من حالي
أنا لو أشتكيت للفلاك بهم طويل تنتظر من حالتي و تعبي و هوالـــــــي
أنا لو اشتكيت للنجوم حين تميل توقف من مسيرها و تسغى لمقالــــــــي
أنا في اللهيب و احبيبي سالـــــــــــي
غريبي نحكيهم لي قران بن علي و البغدادي مع المغراوي و النجار مول النعورة
و العميري و البري لبطل سيف المصمودي و الشريف العلمي صال بين بني عظرة
لخضر و المجدوب و العروسي و بن حمادي بن مسايب و بو لقطاب إشقو الحظرة
الموفق و برحو و الإمام البوزيدي و الغواطي عيسى خلى كتوبو إشارة
لحمر البلغي و الواهبي لمئني سعدي أصلو من ولاد سعيد كان شيخ الشعارة
بسويكت كان في ساعة الطراك من صحاب الوندي و المحال أسباهم لغرام كيف علي كورة
يا غزالي فالجاه جميع جبت ليك الأوتادي قصيتي يعلم بها غير عزيز القدرة
ما سباني و ملك عقلي غير مول الخد الوردي عارمي تهليل الصلطان لغزالة زهرة
سالف غزالي ريش نعام بربطة سودي و الحواجب نونين أمعرقين كي هلال الظارة
و العيون صرابة و الخان معطوف صرندي خانها يقوثة و على جبينها عملت شهرة
السنان جواهر و الخد ورد متلبد ديدي فمها خاتم سليمان يعجب لا يطرا
عنقها صافي قي قرصان جاء هدية للهادي جيدها جيد الظبي صغير سايح في قفرة


الصباع قلومة و الكف سابغ الحنة وردي والدروع سيوفا وزند و المراشف و الغرة
البطن شقة من لحرير و النوابغ من قصدي الصدر كثوب أهل العلم حق بلا فخرة
القدم أمخدلج و الساق عاج من نورو يقدي و الرفاق شوابل تحت الحزام ظهرة الإمارة
ما سباني و ملك عقلي غير مول الخد الوردي عارمي تهليل الصلطان لغزالة زهرة
لابسة حلة من لحرير حزامها مهدرب امسدي سقاتني بكاس الحب أحلى من كيوس الخمرة
بايتين ريام وشبان والخمر يجري وادي من شرب كاس من المدام يرجع للحظرة
بايتين في موسيقة و الغزال تنشد و تسدي باقية صفرتنا شحال من كاس مملي بالخمرة
النمورة انقسفة و الأسود من قلت سعدي بقيت بين ثعالب و دياب نشرب فالمرة
إذا اجتمعو جيش المغرب و المشارق في قصدي واش إوصف دواح الباهية المسرارة
واش من ليلة واش من انهار واش من ساعة نفدي واش من وقت إلاقيني بيك يا سود الدفرة
كيف نعمل واش عمالي معاك يا ضي اتمادي ثركتني بالهجرة و التيهان من بعد العشرة
الحمام امسلي و العقاب مجروح إصادي شحال من باز ضحى ميسور ما صايب نعرة
العلايل كترة و الوقت ضاع مضالي جهدي حازني الذهر مع المنافقين و الي سمسارة
أسمي الحاج البقالي قابض الجامي بيدي يا الله تمجيد المريد من كل عفــــــــــــــــــرة
و سلامي انهيبو للماهرين لشياخ سيادي أهل العلوم ألي هما فايزين في ذكر الورى
إذا ركبت جوادي من لبطال و سيفي في يدي كيف عنثر في يوم الحرب يبهض بالخزرة
قوسي فوق النشاب انظمو يوصل للبعدي هاكذا إقولو أهل الغيوان ما لاقت صبرة
ما سباني و ملك عقلي غير مول الخد الوردي عارمي تهليل الصلطان لغزالة زهرة
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 15h20.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd