اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوإلياس
مع كل ما جرى ظل فريد الأطرش واحد من أكثر النجوم العرب شعبية في المغرب ، وسيغني أمام الحسن الثاني سنة 1963 أثناء زيارته للقاهرة وسيعود إلى المغرب سنة في 1971 في زيارة لم تكن أحسن من الأولى وسيلازمه نحس المغرب ، ترقبوا التفاصيل في موضوع مقبل .
|
أسطورة بطولات فريد الأطرش في إنقلاب المغرب
في 10 يوليوز 1971 وبمناسبة عيد ميلاده الرابع والأربعون أقام الملك الراحل الحسن الثاني حفل استقبال كبير بقصره بالصخيرات جنوب الرباط وأثناء التئام هذا الحفل الكبير وقعت محاولة انقلاب عسكري فاشل ؛ فقد اقتحم التلاميذ الضباط القصرالملكي تحث قيادة العقيد محمد عبابو مدير المدرسة العسكرية بأهرمومو ووقع إطلاق الرصاص وتقتيل كبير ، وصادف أن تواجدت بالمغرب بعثة من كبار فناني الشرق كان من ضمنها الموسيقار محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ومحمد قنديل ومحمد الموجي ووديع الصافي وفايزة أحمد ثم فريد الأطرش الذي نسبت إليه حكاية أسطورية في هذا الحدث نضعها في المحك ؛ فقد حكى عماد الأطرش ابن أخ الموسيقار غير الشقيق هذه الحكاية ، وقد كتب أخونا رضا المحمدي في إحدى الصفحات بهذا المنتدى أن فريد نفسه حكاها للإعلامي جورج إبراهيم الخوري يقول عماد الأطرش: في حادثة الهجوم على الملك الحسن كان فريد يجلس بجانبه وقال له إن أهلي علموني الشجاعة وسأخد السلاح وأدافع معك ..فقال له الملك الحسن : أنت ليس عليك أن تزعج نفسك فأنا في خلال ربع ساعة سأكون قد قمعت هذه الحركة كلها .. ثم أوصى الحرس أن يكونوا معه على طول.. وراح الملك ليقمع الانقلاب ...وكان عمي فريد في المغرب مع مجموعة من الفنانين هم : محمد عبد الوهاب .. أحمد فؤاد حسن ..عبد الحليم حافظ ..كل الفرقة الموسيقية ووديع الصافي ..سأل عمي بعد الذي حصل أين الجماعة؟ فأجابوه عبد الوهاب وعبد الحليم راحوا إلى الإذاعة .. وكذلك بقية الوفد المصري ..وكانت وقتها الإذاعة ساقطة في أيدي الانقلابين .. وكان الرصاص يلعلع ويستمر ..ولكن الأستاذ فريد أصر أنه لابد من الذهاب لينقذهم ويأتي بهم ..بأي شكل .. فراح والحرس معه وتوجهوا إلى الإذاعة والرصاص يتساقط .. ولم يرجع إلى الفندق إلا ومعه عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ .. وبعد فترة قصيرة تهدم المبنى كله ..فقد صار عليه هجوم . من حوار مع مجلة الموعد العدد 1932 بتاريخ 1 اكتوبر 2000.
تقصيت عن هذه القصة في كل المراجع التي عرضت لأحداث الصخيرات فتوقفت على الحقائق التالية :
- الذين كتبوا عن انقلاب الصخيرات لم يذكروا حضور فريد أثناء إطلاق الرصاص ، بل وذكرت المصادر أسماء من كانوا على المائدة الملكية وقت إطلاق النار ومنهم الأمير مولاي عبد الله شقيق الملك والوزير الأول أحمد العراقي والجنرال أوفقيروغيرهم ولامرجع واحد ذكر حضور فريد في المائدة الملكية ؛
- أحد الذين حضروا هذه الأحداث وهو صاحب الصورة المرفقة أسفله أكد في مذكراته لجريدة الصباح المغربية أن فريد غادر القصر قبل بداية الأحداث !؟ أنظر القصاصة المرفقة ؛
- يوم الحادث الموسيقار محمد عبد الوهاب أصيب بأنفلونزا نتيجة الحرارة والرطوبة العالية اللتين ميزتا جو الرباط يومها فلم يبرح الفندق بناء على تعليمات الطبيب والكل يعلم وسوسة عبد الوهاب وحرصه على صحته فتواجده بالإذاعة محض افتراء؛
- من المظاهر الأسطورية في هذه الرواية ما حكي أن فريد اصطحب فرقة عسكرية إلى الإذاعة لتحرير أعضاء الوفد المصري المحاصرين في الإذاعة ، أي نعم عبد الحليم كان محاصرا في قلب الإذاعة وله قصة عجيبة سأرويها قريبا بهذا المنتدى ، لكن كيف يعقل في ظل الفوضى العارمة والانفلات الأمني وحظر التجوال أن يقود فنان أجنبي فرقة عسكرية كاملة لتأتمر بأوامر شخص مدني ، عبد الحليم نفسه يحكي أنه أنسل من الإذاعة وقطع شوارع كثيرة تحث لعلعة الرصاص ؛
- من المعطيات التي تثبت أيضا زيف هذه القصة ما ذكر أن بناية الإذاعة تهدمت وصارت ركاما بعد تخليص أفراد البعثة المصرية والحقيقة أن بعض أقسام الإذاعة هي التي أصيبت بحريق تمت السيطرة عليه لاحقا .
إن السبب الذي جعلني تجشمت عناء الرد على هذه الرواية هي أن أثبت حقيقة هامة أن ليس كل ما تكتبه الصحافة عن الفنانين صحيحا وحتى ما يصرح به هؤلاء يجب أن يوضع في المحك.
صورة تحكي الأسطورة
هذه الصورة التقطت من داخل قصر الصخيرات ساعات قليلة قبل الأحداث ويحتمل أن تكون قد التقطت صبيحة يوم الحادث ويظهر من اليمين إلى اليسار الملك الحسن الثاني مرتديا قميص رياضي برتقالي وقبعة ثم الموسيقي المغربي ذو الأصل الجزائري الجيلالي بنسالم الذي ذكر مغادرة فريد قبل الأحداث ويظهر في الصورة وهو يصافح فريد الأطرش وعلى يمين الموسيقار شخصان سيسقطان صريعين ساعات بعد التقاط هذه الصورة برصاص الإنقلابين الأول بالبذلة السوداء وهو الدكتور بنعيش الطبيب الخاص للملك والثاني بقميص البولو وهو الجنرال الغرباوي قائد سلاح المدرعات في الجيش المغربي ولولا ألطاف الله للقي الموسيقار نفس مصيرهما لكن الإرادة الإلهية شاءت أن تمد أجله أربع سنوات أخرى دليل آخر يجب أن يعيه الذين يقولون لو أنقذ في 26/12/1974 لأمتد به العمر ولأمتعنا واذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون.