(رحيل الحارس الامين للاغنية العراقية الحديثة)
_____________________
نعت اخبار عمان في الاسبوع الماضي وفاة احد اهم الموسيقيين والملحنيين العراقيين الذي صاغ الاغنية العراقية الحديثة لا سيما الاغنية البغدادية وما يعرف كذلك بالاغنية السبعينيةوالذي سما بالذائقة الفنية للاغنية العراقية في عقود الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن المنصرم
واعني به الراحل الكبير الفنان المبدع( وديع خوندة )او ما عرف باسمه الفني (سمير بغدادي).
ويقول ملخص سيرته الذاتيةانه من مواليد عام 1920،
عام 1941 دخل كلية الحقوق ولم يكملها حيث تحول لدراسة الموسيقى في معهد الفنون الجميلةلفترة معينة وعمل خلالها مذيعا في اذاعة بغداد ثم مراقبا لقسم الموسيقى فيها
وفي اواخر الاربعينات وبداية الخمسينات تحول الى مطرب ذي صوت متميز وقام بغناء اغنيات من الحانه في تلك الاعوام ومنها قصيدة شهرزاد وخمرة الربيع وكذلك قصيدة المصطفىوالذي اتذكره عنه في اول اعوام الخمسينات ان الجهات المسؤولة عن الموسيقى والالحان كانت تقدمه للمستمعبن تحت مسمى مطرب الاذاعة وقد حظي بهذا اللقب دون غيره لحلاوة صوته
وفي منتصف الخمسينات نقل نشاطه الفني الى بيروت حيث اختير مساعدا لمراقب الموسيقى في اذاعة الشرق الادني التي كانت تبث من قبرص وخلال تواجده هنالك قام بوضع الحان لمطربين عرب ومنهم وديع الصافي الذي غنى من الحانهاغنية( مع غياب الشمس جابوالي الخبر ---انو حبيب القلب ناوي ع السفر)
اما الشحرورة صباح فقد غنت من الحانه اغنية
(ليش بتزعل ليش بتغار
ومن كلمة بتحتار
قلنالك الفين مرة انت الجنة وانت النار)
اما المطربة المتألقة نور الهدى فقد غنت من الحانه اغنية (مش زيي عواديك ليه)
وكذلك لحن لنصري شمس الدين ولفنانين عرب آخرين وبعد العدوان الثلاثي على مصر في نهاية عام 1956، اغلقت محطة الشرق الادنى
عندئذ رجع عام 1957 الى بغداد وعين مراقب الموسيقى في اذاعتها
وهو الذي وقتها اقنع الفنانة الكبيرة مائدة نزهت بالعودة الى الغناء فانطلقت كالصاروخ باغنيتها الشهيرة( أصيحن آه والتوبة) من الحان الفنان احمد الخليل
وعندئذ تقوت علاقته بها وانتهت الى زواجه منها فصنع لها الحانا مهمة في مسيرتها الفنية من اشهرها( يا ام الفستان الاحمر) وكذلك اشهر اغنية صباحية في نهاية الخمسينات وما بعدها واعني بها اغنية (نسمات من عطر الفجر هلت على بلادي )واغنيات أخرى.
بالاضافة الى انه احدث نهضة فنية في اذاعة بغداد بمعاونة بعض الاساتذة من الذين انتقلوا معه من اذاعة الشرق الادنى كمعدي برامج مثل (صبحي ابو لغد وعبد المجيد ابو لبن والموسيقار فرح دخيل وآخرون)
فظهرت اغنية( الماجينة) لسلامة وفرقة الانشاد واغنيات اخرى عن المشاريع العمرانية التي نهض بها مجلس الاعمار قبل ثورة 14 تموز عام 58وكذلك لحن للراحل الكبير ناظم الغزالي اول اغنية عرفته الى الجمهور وهي اغنية( وين الگه الراح مني وانا المضيع ذهب )واستمر على عمله في متابعة تطور الاغنية العراقية الحديثة نتيجة للموقع الفني الذي يشغله كمراقب عام لقسم الموسيقى والغناء في اذاعة بغداد ومن اهم ما احدثه هو النقلة الكبيرة في الاغنية العراقية واعني بها اغنية السبعينات حيث بكل حرص وجدية سمح للاصوات الشابة وقتها والتي توسم فيها المقدرة والكفاءة بان تعتلي مسرح الغناء فظهرت اصوات( د. فاضل عواد وياس خضر وسعدون جابر وحسين نعمة وحميد منصور وفؤاد سالم وآخرون) وكذلك تعاون مع ملحنين اكفاء كطالب القرغولي وكوكب حمزة وكمال السيد وآخرون فتعاون معهم في رفد الاغنية العراقية بكلمات ومفردات زاوجت مابين المدينة والريف فظهرت في عهده اغنيات (لاخبر والمگير ويا طيور الطايرة وليل البنفسج ويم داركم ...الخ )والتي لازال صداها يتكرر عند كل اذن عراقية غرفت من حنين تلك الايام
فتحية اكبار واجلال للراحل الكبير وديع خونده الذي قاد النهضة الفنية للاغنية العراقية