حضرة جناب الوالى
أغلى الناس يا غالى
يا اللى ساكن فى العلاللى
يا اللى حالك من زمان
كان زىّْ حالى
زىّْ حالنا كلِّنا
كنت تمشى فى الشوارع زيِّنا
و تلبس هدومك زيِّنا
و تجوع و تعطش
و الهوى ...
يمكن يسهَّرَك الليالى
و بكره كان همَّك عشان دا هَمِّنا
أيه جرالك؟
و لا يمكن أيه جرالى؟
مابقاتشى بتهِمَّك حاجات بتهِمِّنا؟
ما بقيتش أبداً زيِّنا
وبقيت خيالى
أوهموك ولا إنت حابب تتوهم
بيخدعوك و لا إنت حابب تتخدع
مابقاش فـ جوفك أى عضو بيتوِجِع
بص فْـ عيون الناس و حِسْ
شايف القَهْر اللى ممكن يبقى عُهْرْ؟
شايف الجوع اللى أدى للخنوع؟
شايف الصبر اللى هوه نفسه قبر؟
بُص شوف العيون مليانه خوف
و المهانة فى الطابور
دمعة المظلوم تطيَّر من عنيك النوم
لو لسه فيه عندك شعور
و الأسى فِـ عْنين مريض بدموع تفيض
تروى اللى ساكن فى القبور
و اللى غِرِقْ فِـ البحر لَحْمَرْ حقه فين؟
بلعه السمك فى الليل
ماشافت عينه نور
و اللى باعه كان على كرسى الحصانة
وبالأمانة جه بصندوق كله زور
و فص ملح وداب و فاتهم فى الضباب
أهل اللى ماتوا تاهوا فى الدواوين
و تعبوا من شهور
ولما طال الإنتظار
و إنتهى بينَّا الحوار
و إكتشفنا فجأة إن الدنيا عتمة
و إتسرق منَّا النهار
و السحابة السودة سكنت فى العيون
و الرمال زحفت على لون الخضار
و الضياع على كل حيطة بيترسم
و هوه ده بكره بتاع كل الصِغار
جَىّْ تسأل و ببراءة و بجراءة
فين ضمير الناس؟
و حب الجار لجار؟!
جَىّْ تسأل أيه اللى خللى العيشة نار؟
قوللى إنت يا اللى فى إديك القرار:
أيه اللى خللى الحق زور؟
و الحلال بقى مستحيل؟
و الغلابة إستبدلوه من عجزهم
بحرام و عار؟
مش لاجل متعة أو فجور
لأ كمان لاجل سقف
و هدمة تحمى جسمهم م البرد
الغلابة فى إنتظار شمس النهار
و ياما ناس غلابة
دمهم قوت للديابة
و لحمهم من غير ثمن
بيعانوا قسوة لِ إنكسار
و الديابة بمكرهم
أوهموك إن البلد مافيهاش جياع
و بيصرفوا الملايين على الرنات
و اللوجوهات وبشكل مش معقول
طب هوه أيه معقول؟
و إحنا فـ زمن إتلخبطت فيه العقول
ما فيهوش قِيَمْ مافيهوش مبادئ أو أصول
نفسى تفوق ...
قبل ما تطلع عنده فوق
و هناك مافيش حاشية و خَلْقْ هَيِخدعوك
مافيش هناك واحد يقولك
إصبر إنت وبكره كله يروق
هناك حساب على كل كلمة فى الكتاب
فى يوم ماتعرفلوش نهاية أو شروق
و هاتِتْسِئِل ع اللى إنتهى عمره
فى بحر التيه غريق
و جُوَّهْ القلب شوق
لِلِّى فى قطر المحرومين
شاف الهوان
و برضه مات محروق
نفسى تفوق
لسه فيه فرصه لإيدك مِدَّها
هانشِدَّهَا
تلقى فـ إيدينا للنجاة
ييجى ألف طوق
بس إنت فوق