أعود هنا لأخي بشير عياد مع رجاء المعذرة للتأخر قليلاً..
في السادس من مايو 1944 وفي عيد جلوس الملك فاروق كانت الصحف المصرية تتبارى في نشر الشعر والزجل وكلمات الأغاني الجديدة التي ستذاع في هذه المناسبة على موجات الإذاعة المصرية. وكان للشاعر محمود حسن اسماعيل نصيب في ذلك فبالإضافة إلى البرنامج الشعري الذي أذيع مساء ذلك اليوم وألقى فيه تحيته الشعرية لمليك البلاد قدم له المطرب عزيز عثمان قصيدة من تلحين رياض السنباطي ويقول مطلعها :
يا أيها التاج الذي حملته راحات النجوم
أما أم كلثوم فكان لقاؤه معها ومع ألحان رياض السنباطي أيضاً في تحية الربيع والتي تقول كلماتها :
تغنى بحبك موج النهر
وعطر الربيع وحلم الزهر
وهزت لك الطير قلب الوتر
تلفت! تر النور فوق النخيل
يحييك منه الضحى والأصيل
ويهواك سحر الصباح الجميل!
سبقت خطا الشمس للبائسين
وسقت الأماني للعاثرين
فكنت كفجر يشق السنين
ويمحو من الأرض خطو الظلام!
مسحت بكفيك فوق السقام
فلم يغد في الكوخ شاك عليل
أفاروق أنت عزاء الوجود
وأنت على كل قلب نشيد
هفا مستجيرا إليك الصعيد
فمزقت عنه ثياب المحن
وعلمته كيف يلقى الزمن
ويعلو على الشمس في كل جيل
هذه كلمات تلك القصيدة التي أذيعت في يوم السادس من مايو 1944 من الإذاعة المصرية ونشرتها الصحافة المصرية في ذلك اليوم ..وقد تكون قد أذيعت بعض المرات في الأيام التي تلته ..ومن ثم أصبحت في طي النسيان.