أنَا الَّذِي حَازَ في تَارِيخِهِ الغَلَبَا = كَسَرْتُ رُمْحَ العِدَا وَ الغِمْدَ وَ القُضُبا
وَ غرَّدَ الطَّيْرُ بِاسْمِي فِي مَوَاكِبِهِ = خَضَّبْتُ بالنَّصرِ فَجْرًا قَدْ سَمَا قُشُبَا
أنَا الإبَاءُ وَ مِصْرِيٌ فِدَى وَطَنِي = شَمْسُ العُرُوبةِ تَمْحُو الغَيْمَ وَ الحُجُبَا
مَشَيْتُ وَحْدِي إلَى الأمْجَادِ أَحْصُدُهَا = هَيهَاتَ يَذْهَبُ مَجدُ الأَمْسِ مُحْتَجِبَا
إِنِّي أنَا النِّيلُ وَ الشُّطآنُ عَاشِقَةٌ = مِصْرُ الَّتِي قَصَمَتْ غَدْرًا وَ مُغتَصِبَا
إِنِّي لَهَا اليَومَ مَهمَا حَاوَلُوا عَبَثًا = وَ إنَّ لِلشَّعبِ -لَا لِلْفِتنَةِ- الْغَلَبَا
أُوتِيْتُ جُندَ الوَغَى وَ الحَقُّ رَائِدُهُمْ = مُرَادُهُمْ أَرضُهُمْ تَزهِي بِهِمْ طَلَبَا
مَشِيئَةُ اللهِ إنَّي دَولَةٌ جَمَعَتْ = شَعبًا أَبيًّا ، قَوَيَّ العَزْمِ مُنْتَخَبَا
قد خَصَّنِي اللهُ فِي القُرآنِ مَنزِلَةً = دَارَ السَّلامِ ، فَحُزتُ الفَضْلَ وَ الحَسَبَا
دَحَرْتُ بِالأَمْسِ أَهْوَالاً وَ لَيسَ لَهَا = غَيْرُ اللُّيُوثِ وقَوْمٌ قَد عَلُوا قُطُبَا
مِنْ أجْلِ أَعْلامِ مَجْدٍ كَي تَعُودَ لَنَا = حَمَلْتُ بَينَ الضُّلُوعِ الحَقَّ مُلَتَهِبَا
لَمَّا رَمَوا ذَاتَ يَومٍ حِقْدَهَمْ – ضَحِكُوا - = وَ قَد بَكَوا حِينَ قَامَ الحَقُ مُنْتَصِبَا
وَالشُّمْسُ فِي ثَبَجِ الأَفْلاكِ سَاطِعَةٌ = طَوَت ظَلامًا ، وَ أضْحَى الغَدرُ مُعْتَطِبَا
فَكَمْ أَرَادُوا لِيَ الأدْوَاءَ نَاخِرَةً= وَ اللهُ كَانَ لَهُمْ بِالكَيْدِ مُرْتَقِبَا
(مَحْرُوسَةٌ ) ( مِصْرُنَا ) مِنْ كُلِّ عَادِيَةٍ = بِالعزم ، وَ الحِلْمِ مَهْمَا أَيْقَظُوا الرُّقَبَا
يَا أُمَّةً فِي عَمِيقِ الرُّوحِ قَد نَقَشَتْ = دَينَ الوَرَى وَ الُهُدَى قَد جَاوَزَ السُّحًبَا
عُودِي إِلَى وِحدَةٍ بِالأَمسِ تَذْكُرُنَا = سَلْوَى العِدَا أنْ يَصِيرَ الَمجْدُ مُغْتَرِبَا
إنَّ العُرُوبَةَ لَو مَا الصِدْقُ جَمَّلَهَا = لُقْيَا سَرَابٍ دَهَى الآمَالَ وَ العَرَبَا
شعر : عصام كمال ( مراد الساعي )