في مثل هذا اليوم من سنة 1936شهدت تونس حدثا فنيا خطيرا غير مسبوق شكل ثورة في عالم الموسيقى والغناء ببلادنا من ذلك أن شابا سليل أسرة محافظة أقدم على إقامة حفل غنائي بقصر الجمعيات الفرنسية دار الثقافة ابن رشيق حاليا متحديا انتماءه الاجتماعي .لم يكن هذا الأخرق سوى علي الرياحي حفيد الشيخ ابراهيم الرياحي الولي الصالح صاحب الزاوية الشهيرة العالم الفقيه الصوفي كبير المفتين المالكيين والإمام الأول لجامع الزيتونة كان الإقبال على هذا الحفل من جميع الطباقت لالشى سوى دافع الفضول ليس إلا. وغنى يومئذ علي الرياحي باكورة إنتاجه في ضوء القميرة ذات النفس الشرقي ولم يكفه الغناء فحسب وهو لوحده مجلبة للمتاعب والمحن بل برز للناس في قيافة مخصوصة وهيئة غير مألوفة . وكانت البداية . بداية مسير ة فنية لا نظيرلها تواصلت على مدى 34سنة دونما انقطاع توجت برحيله وهو يشدو على إيقاع . البوليرو الجنائزي رائعته قتلتني من غير سلاح وكان الفاتح لم يسبقه احد من بني جلدته فهو لا ريب رائد النضال الفني غير مدافع بربوع الخضراء. وللحديث بقية.