Re: لماذا نفضل القديم والفن الاصيل؟
:حبيبي اسلام
أحب أن أضيف للسبب الذي ذكرته حضرتك سبب ثاني وهو أن الفن الشرقي الأصيل
و المطربين الذين يؤدون الفن الشرقي الأصيل سواء كانوا في الماضي أو الان
بعيدين كل البعد عن الابتذال والتصنع والأهداف المادية لأن الموسيقى شيء شفاف غير ملموس وانما يحس ولها مذاق رائع جدا ومن يتذوقه لا يستطيع تركه أو بالأحرى يدمنه
فمن يؤدي هذا الفن من المطربين القدامى أو حتى الحديثين فانه يؤديه بكل جوارحه و بصدق ويخرج من قلبه ولا يريد منه أي مكسب مادي .
ومن تجربتي الشخصية بما أني أعزف العود و أغني فأقول لك أني أداوي روحي ونفسي بالغناء وأنسى كل همومي عندما أختلي بالعود مع أني لست من المحترفين فما بالك عمالقة الغناء, فالموسيقى بالنسبة لي حاجة يومية كالماء و الهواء والطعام وصدقني أخي أقسم لك أنها ليست فقط متعة أو لذة و أني لا أبالغ عند قولي بأنها حاجة يومية عندي
فلا يمر يوم الا واستمع للموسيقى وأغني سواء كان,بالسيارة ,بالبيت , بالحمام بالشارع.
وأحيانا روحي تصل الى مراحل لا يمكن لجسدي أن يصلها وذلك يحصل عندما أجلس للغناء لساعات طويلة فهل تصدق أني أصل الليل بالنهار وأنا أغني ,فعند اجازتي من المدرسة أبدا بالغناء أول الليل وأنتهي ليس بالصباح بل في ظهر اليوم الثاني, أعرف أن هذا جنون ولكن الغناء متعة لروحي و أستمتع به فأنسى و أعتزل العالم ولا أقدرالوقت
لأن متعة الروح ليست كمتعة الجسد لدقائق معدودة ثم تنتهي كمتعة العطشان الذي شرب وارتوى وخلاص أو جائع فأكل وشبع أو المتعة الجنسية أو متعة اخرى بل انها تدوم لساعات طويلة و أظنك سمعت بأن الفنان صباح فخري دخل موسوعة جينيوس للأرقام القياسية بالغناء لمدة 12 ساعة على المسرح بدون استراحة أو جلوس فقد نسي أنه وصل الليل بالنهار وهو يغني ونسي أن أتعب أرجله وجسده بالوقوف لهذه الفترة الطويلة أو بالأحرى فقد الاحساس بهم وذلك لأنه تحت التخدير والبنج الموسيقي لأن الموسيقى تجري في دمه وعروقه.
أخي اسلام أنا لا أحب الفلسفة ولكن اكتشفت شيء في الموسيقى وهي أنه عند سماعي للموسيقى أو حتى غنائي و عندما أكون منسجم وفي حالة نشوة, أفقد القدرة على التركيز ولا أقدر على التفكير في أي شيء فأرمي الكتاب جانبا وانصت للموسيقى وأعتقد أن سبب هذا هو أن الموسيقى عند سماعها ترسل شحنات تخديرية الى الدماغ وهذا هو سبب ادمان أصحاب الذوق الراقي على سماعها وهو اللذة التي تحصل عندهم وكونها لذة روحية فانها تدوم ولا تذهب وبالتالي فتصبح حاجة يومية.
وعفوا على الاطالة .
__________________
حتى إشعارٍ آخر
|