* : محمد شريف (الكاتـب : loaie al-sayem - آخر مشاركة : اسامة عبد الحميد - - الوقت: 23h50 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سعاد محاسن (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 19h25 - التاريخ: 27/03/2024)           »          الشيخ محمد صلاح الدين كباره (الكاتـب : احمد البنهاوي - آخر مشاركة : kabh01 - - الوقت: 09h52 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سلمى (الكاتـب : حماد مزيد - آخر مشاركة : عطية لزهر - - الوقت: 09h18 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سمير غانم- 15 يناير 1937 - 20 مايو 2021 (الكاتـب : محمد البتيتى - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 01h14 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سلوى رشدي - مونولجست (الكاتـب : حازم فودة - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h43 - التاريخ: 27/03/2024)           »          الثنائي سعد و اكرام (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h09 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سعاد وجدي (الكاتـب : نور عسكر - - الوقت: 23h25 - التاريخ: 26/03/2024)           »          خالد عبدالله (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 23h11 - التاريخ: 26/03/2024)           »          علي سعيد كتوع (الكاتـب : abuaseem - - الوقت: 22h03 - التاريخ: 26/03/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ألبوم منتدى سماعي

ألبوم منتدى سماعي نوادر الصور


رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 20/11/2012, 14h46
الصورة الرمزية محمد أحمد 5500
محمد أحمد 5500 محمد أحمد 5500 غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:439492
 
تاريخ التسجيل: juin 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 211
افتراضي جنتلمان السينما صاحب العزة سليمان بك نجيب



سليمان نجيب






هو أحد أعمدة المسرح المصري وفرسان شاشة السينما ، الذين جاهدوا طيلة حياتهم من أجل إقامة دعائم فن التمثيل ، وبعث الوعي الفني لدى الجماهير العريضة .. عرف واشتهر بأداء شخصية الباشا الطيب الشهم ، الذي يتعامل مع الناس ببساطة وأخلاق أولاد البلد ..وهي صورة شديدة القرب من شخصيته في الواقع ، حيث اتسمت بالصدق والعفوية الشديدة التي جعلته يدخل قلوب الناس .. فضلاً عن أناقته وشياكته ولباقته وتعليقاته المرحة .. حتى أنهم أطلقوا عليه لقب " جنتلمان الوسط الفني " .. كما كان أول فنان مصري يخلع عليه الملك فاروق لقب البكوية ، ليصبح اسمه حتى على الشاشة " سليمان بك نجيب " !..
ممثل مصري ولد فى 21 يونيو 1892 م ولد فى اسرة أنجبت العديد من الشخصيات ، المرموقه فهو ابن الأديب الكبير مصطفى نجيب الذى عني بتربيته وتثقيفه، فنشأ وفي روحه نزعة فطرية نحو الفن والتمثيل ، وخاله هو أحمد زيوار باشا من روساء وزراء مصر قبل الثورة بدأ حياته الفنية بكتابة المقالات في مجلة الكشكول الأدبية تحت عنوان مذكرات عربجي منتقدا متسلقى ثورة 1919 وقد صعد المسرح في عهد كان يتعذر على أمثاله من الاسرة المحافظة العمل في ميدانه، تخرج من كلية الحقوق وعمل موظفاً ويشتغل في الوقت ذاته في المسرح التمثيلي إرضاء لنزعته الفنية الجامحة، وأشغل سكرتارية وزارة الأوقاف، ثم نقل إلى السلك الدبلوماسى وعمل قنصلا لمصر في السفارة المصرية باستانبول، إلا أنه عاد إلى مصر والتحق بوزارة العدل وعين سكرتيراً فيها، وكان مزمعاً إخراج مذكراته عما يعلم عن الوزارة الذين تقلبوا في عهده بوزارتي الأوقاف والعدل، إلا إن المنية فاجأته فماتت هذه الذكريات في صدره. وكان يتنبأ أنه سوف لا يتخطى الستين من عمره وقد صدق بما تنبأ. شغل ايضا رئيس لدار الاوبرا المصريه فى القاهره (دار الأوبرا الملكية )، وكان أول مصري يتولى هذا المنصب ، وقد أدارها بكل حزم ووجه أعمالها نحو الغاية المثلى. حصل على لقب " بك " من الملك فاروق لم يفكر يوماً في الزواج، وقد فضّل ان يعيش برفاهية وأن يفعل ما يريد دون أن يسبب لشريكة حياته أي نكد، لأنه يعتقد أن كل النساء مخالفات ومناكفات، كما وأن فقره إلى المادة فى بداية حياته كانت من العوامل على نفوره من الزواج كيلا ينجب أولاداً يعيشون في جو من الفقر والفاقة.

عمل في المسرح وفي السينما وتألق نجمه وكان بطلا في كل الأدوار التي مثلها، ورغم أن مرتبه كان كبيراً وارباحه كثيرة فإنه لم يدخر شيئاً.

كان جريئاً صادقاً وفياً أديباً فصيح اللسان، عالي التهذيب ، وكان صديقا للزعيم مصطفى كامل. من أشهر ادواره كان في فيلم غزل البنات عام 1949م وكان دوره سعادة الباشا مراد وقد أدى هذه الشخصيه بكل ارستقراطيتها مع خليط من طيبة القلب وخفة الدم الفطريه لديه فلم يكن متشدقا ولا مبالغا في الأداء مما يطيح بعذوبة الشخصيه فاستحق بذلك النجوميه الفذه في ذلك الفيلم وافاه الأجل وتوفي 18 يناير 1955 م . وكتب وصيه بان تركته تذهب كلها للاوبرا ، كما كتب ما ورثه من ارض للفلاحين ، والفيلا للخدم ، والسيارة لسائقه.. كان جريئاً صادقاً وفياً أديبا فصيح اللسان، عالي التهذيب رحمه الله رحمة واسعة







الصور المرفقة
نوع الملف: jpg س.jpg‏ (119.9 كيلوبايت, المشاهدات 166)
نوع الملف: jpg 2e316350b2f711e1b2fe1231380205bf_7.jpg‏ (120.8 كيلوبايت, المشاهدات 169)
نوع الملف: jpg 6256789169_3c09e9364e_b.jpg‏ (465.1 كيلوبايت, المشاهدات 169)
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21/11/2012, 13h37
الصورة الرمزية محمد أحمد 5500
محمد أحمد 5500 محمد أحمد 5500 غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:439492
 
تاريخ التسجيل: juin 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 211
افتراضي رد: جنتلمان السينما صاحب العزة سليمان بك نجيب



مواقف و محطات فى حياة الفنان الرائع سليمان نجيب








الجنتلمان والدبلوماسى سليمان بك نجيب‏.! لقد عاش سليمان نجيب‏..‏ القاسم المشترك في حياة مصر الاجتماعية ممثلا مسرحيا وسينمائيا ورئيسا لجمعية أنصار التمثيل وكاتبا صحفيا ومؤلفا وشاعرا ومقتبسا للروايات العالمية‏,‏ المتمكن من الإنجليزية والفرنسية‏,‏ الذي يسافر كل عام لأوروبا لمشاهدة أحدث عروض المسرح العالمية ويعود بعد أن ينفق آخر مليم في جيبه حاملا معه إلي أصدقائه الهدايا وعلي رأسها الكرافتات ماركة سولكا‏.‏
أبوه الأديب مصطفى نجيب وخاله أحمد زيوار باشا ،من مواليد‏21‏ يونيو‏1892 ومن منا يغفل تلك الجمله - مرزوق أفندي إديله حاجة‏..‏ مرزوق أفندي ماتديلوش حاجة‏..‏ جملتان لهما نكهة التعالي والسيادة‏,‏ وتنازل الطبقة العليوي لمستوي الناس اللي تحت عند المنح أو المنع‏,‏ بطريقة غير مباشرة لا تهز المقامات ولا تتعدي الحدود ولا تساوي بين الرؤوس ولا تلوث الأيدي أو تنقل جراثيم العدوي‏,‏ وتضع كل حي في حجمه الطبيعي‏..‏ جملتان بالغتا الدلالة حفرتهما الموهبة الفذة في الأداء علي جدران تاريخ الحوار السينمائي المصري عندما وجههما سعادة الباشا ( سليمان نجيب ) مرتديا الأوفرول والصندل والقميص الكاروهات والبرنيطة الخوص حاملا في يده سبت الفاكهة ـ لسكرتيره الخاص عبدالوارث عسر بالبدلة الردنجوت والطربوش في أبلغ مشهد للمفارقة الكوميدية في فيلم غزل البنات ليضيف بتعالي الجهلاء لكان وأخواتها شقيقة غير شرعية من عندياته‏..‏ ويثور سليمان نجيب ويهدأ في ثوان في الحياة علي الطبيعة وفي الشاشة علي مدي‏60‏ فيلما بداية من الوردة البيضاء عام‏1932‏ حتي أحلام الربيع عام‏1955‏ مرورا بدور جعفر بن يحيي البرمكي في دنانير والباشا في فاطمة والجد المرح في لهاليبو‏,‏ وصاحب اسطبل الخيول في ورد الغرام‏,‏ وضابط البوليس في قطار الليل وساقط البكوية في الآنسة حنفي‏..‏ وأبدا لا تشعر لحظة أنك أمام ممثل يؤدي دورا تمليه الأوراق‏,‏ وإنما هو من يملي علي أي دور طريقة أدائه ومنهجه الخاص ليكتسب صفات صاحبه‏:‏ الروح الثائرة‏,‏ والشخصية المنبسطة‏,‏ والقلب الأخضر الطيب‏,‏ والتفاؤل المشرق‏,‏ والعواطف الجياشة‏,‏ وخفة الروح والظل والدم والبديهة الحاضرة و‏..‏ الفن العظيم‏..‏ سواء أكان دور صاحب القصر الفخيم أو المعلم أبو لاسة الواقع في غرام رداحة الحارة زينات صدقي‏..‏ وفي الأوبرا المصرية لوحة كاريكاتيرية خالدة للفنان محمد حسن تمثل الجنتلمان مدير الدار مستقبلا علي الباب بنت البلد بملاءتها اللف منحنيا يقبل يدها كإحدي أميرات الأسرة المالكة

هو سليمان بك مصطفى نجيب‏..‏ أول فنان مصري يخلع عليه الملك فاروق لقب البكوية وإن ظل يشاكسه مستمتعا بهزاره الثقيل ليهرع سليمان نجيب إلي صديقه الحميم احمد حسنين باشا رئيس الديوان يلوذ بحماه‏,‏ وربما كان أشرس هزار ملكي يوم اندفع فاروق بسيارته الحمراء مسرعا تجاهه وسط فناء سراي عابدين‏,‏ فقفز سليمان نجيب بكل ما استطاع من قوة لينجو من صدام محقق كاد يودي بحياته‏,‏ وعندما استدار ناحية السيارة لمح فاروق المتهور مقهقها ساخرا من مظاهر الذعر البالغ التي بدت علي وجه الهارب من الموت‏..‏ ويلحق سليمان نجيب بثورة يوليو‏,‏ حيث أحيل إلي المعاش في نفس السنة‏1952,‏ فقامت حكومة الثورة تقديرا لخدماته بمد فترة خدمته مديرا لدار الأوبرا لمدة عامين‏,‏ وقبل نهاية السنة الأولي انبري أحد الكتاب ــ من أقرب الأصدقاء ــ موجها إليه أبشع اتهام ــ في تلك الأيام ــ بأنه كان من أشد المخلصين للعرش الملكى والعهد البائد‏,‏ ولذا لا يستحق من رجالات الثورة المباركة أية مراعاة أو تكريم‏..‏ وبلغ من تأثر سليمان نجيب بتلك الوقيعة تقديم استقالته في حفل حضره رجال الثورة‏,‏ وأصر علي الاستقالة‏,‏ وعاد إلي شقته في عمارة شويكار بشارع قصر العيني مضمرا الانتقام‏,‏ ليقضي أياما جمع فيها ما كتبه نفس الكاتب في مديح الفاروق وتقبيل الأعتاب الملكية‏,‏ إلا أنه في النهاية ألقي بجميع ما جمع في النار مرددا‏:‏ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء‏..‏ خرج سليمان نجيب من الأوبرا لتتخطفه عدة وظائف اختار منها أن يكون سكرتيرا لنادي الفرسان المصري الجوكي كلوب الوظيفة الخارجة من رحم السباق الذي عشقه ليعيش حياة الرهان‏..‏ يخسر فلا تهزمه خسارة‏,‏ ويكسب فيشرك الآخرين معه في مكسبه‏..‏ وحدث ‏و قبل الاستقالة والمد الوظيفى وثورة يوليو ومغادرة المليك البلاد علي ظهر المحروسة بملابس البحرية‏..‏ قبلها‏..‏ جلس سليمان نجيب في‏21‏ يونيو عام‏48‏ يحصي الأيام والليالي الباقيات علي موعد إحالته علي المعاش من منصب مدير دار الأوبرا‏,‏ فوجدها أربعة أيام بالضبط أي في عام‏1952‏ عندما يبلغ الستين فهو من مواليد‏21‏ يونيو‏1892..‏ ويقول عن تاريخ حياته كموظف حكومي منذ أن لامس جبينه للمرة الأولي تراب الميري‏:‏ في شهر يوليو‏1917‏ في مدينة قنا الساخنة كنا ثلاثة نمثل علي مسرحها‏:‏ عبدالرحمن رشدي ومحمد عبدالقدوس وسليمان نجيب ‏,‏ وحمل إلي ساعي البريد برقية تنعي عمته‏,‏ وكانت والدته قد سبقتها بشهرين فاختفي عنصر الأمومة من حياته‏,‏ وسارع ليشارك في العزاء وتلقي منذ البداية أوامر الأهل بضرورة الدخول في السلك الدوار‏..‏ الحكومي‏..‏ وكان علي رأس القائمين علي أمره خاله العزيز أحمد زيوار باشا رئيس الوزراء ذواقة الفن المدرك بانجذاب الواقعين في هواه‏:‏ و قال له اسمع يا ابني أنا معاك إن التمثيل صناعة لذيذة وشريفة وأحبها‏..‏ لكن هل في مصر كثيرون مثلي يقولون ذلك؟‏!..‏ لا أظن‏..‏ لهذا أفضل لك العمل الحكومي‏.. ويصبح سليمان أفندي نجيب سكرتيرا لوزير الأوقاف حسين درويش باشا ثم توفيق نسيم باشا الذي أعطاه الإنذار الوحيد في حياته الحكومية‏,‏ ويأتي من بعده مدحت يكن باشا في عهده كان نصيبه مرمطة يهون بجانبها ألف إنذار‏,‏ وليس هناك أفظع عما نزل علي أم راسه من أنه مسح به وبكرامته الأرض ولم يكن هو المقصود‏,‏ فقد كان بين يكن باشا ووكيله فتحي زغلول باشا صراع دام‏,‏ وكان هو الملطشة للاثنين معا‏,‏ ويسرد سليمان نجيب و يقول إحدي وقائع الخلاف بينه وبين زغلول باشا شخصيا عندما وقف أمام مكتبي مارد أسود ألقي في وجهي بورقة تظلم كبيرة‏. ‏اكتفيت بقراءة سطورها الأخيرة وبناء علي هذه الأسباب ألتمس صرف شيء من الأموال الخيرية ألقيت بالورقة لأقول له في سخرية‏:‏ بدلا يا أخي من مد إيدك لطلب إحسان روح اشتغل وانت زي الشحط‏,‏ ثم إن من يطلب الصدقة يطلبها بأدب‏..‏ ولم أكد أفرغ من جملتي حتي هاج المارد وماج واستطعت بصعوبة أن أتبين جملا عابرة من قذائفة تناول فيها والدي ووالد معالي الوزير ووالد الوزارة ووالد أكبر راس عاقدا بين الجميع وبين فصائل الحيوانات مقارنات بذيئة‏, ‏ فصعد الدم إلي رأسي وصرخت بكل قوتي‏:‏ بتشتمني يا قليل الأ‏دب وفوجئت بالمارد الأسود يصرخ صرخة مدوية يقفز بعدها فوق المكتب مسددا لموقعي حربته المدببة‏,‏ فكنت أسرع منه للغوص تحت المكتب‏,‏ وأتي السعاة للقبض عليه‏,‏ وبعدها جاءني أحد الحجاب يجري‏:‏ سعادة وكيل الوزارة عايزك حالا‏..‏ فأسرعت إليه‏,‏ وكان محمد زغلول باشا كابتن فريق مصر الأول وأعظم اللاعبين قبل عهد حجازي‏,‏ وكان رياضيا شديد السمرة إلي حد السواد‏,‏ وسألني‏:‏ إيه الضجة دي يا سليمان؟ وبدأت في فورة الحماس أروي له ما وقع‏:‏ حتة عبد تنتون‏..‏ وفجأة تجمدت العبارة علي لساني وأنا أتأمل وجه زغلول باشا الذي كان هو الآخر أسود اللون‏..‏ وطال صمتي ‏!‏ وكانت هذه أكبر غلطة اقترفتها في حياتي‏,‏ فقد ساد الصمت طويلا بعدها ليقطعه زغلول باشا متسائلا‏:‏ وعمل لك إيه العبد التنتون يا سي سليمان؟‏!..‏ وانتهي سليمان من روايته وإذا بزغلول باشا ينهض للمارد الأسود في الخارج يربت علي كتفه معتذرا ويدخل به علي الوزير ليخرجا وقد حصلا علي تأشيرة مائة جنيه من أموال الخيرات تصرف حالا ليناول التأشيرة لسليمان قائلا‏:‏ نفذ الإمضاء وفورا‏..‏ وظهر أن المارد الأسود هو نجل ملك كردفان والذى لجأ إلي مصر أخيرا‏,‏ وذهب سليمان نجيب يشكو لخاله زيوار باشا الذي قال له‏:‏ كانت أكبر غلطة في حياتك‏..‏ لو أنك واصلت كلامك دون أن تلفت نظر زغلول باشا بقولك ماتأخذناش يا سعادة الباشا‏,‏ لمر كل شيء بسلام‏.‏ ومن النار للنار انتقل سليمان نجيب من الأوقاف ليعين نائبا لقنصل مصر في استانبول حداية باشا الذي يصفه بقوله‏:‏ رجل محافظ صلب حاد الطباع يجرح كل ما يمسه رغم أن التمثيل السياسي يحتاج إلي نفوس ناعمة وألسنة يتساقط منها العسل‏,‏ وقد منحه الله نعمة الغلط في بحبحة‏,‏ وتتدفق كلمات الرصاص من فمه كالسيل من عل‏,‏ ولقد مثلنا مصر في تركيا أو مثلنا بمصر علي وجه أصح عامين كاملين لأعود من منصبي بقرار فصل لأن دولة ثروت باشا وزير الخارجية الجديد في وزارة عدلي يكن باشا قام بعملية تنظيف‏,‏ وكنت أنا بين القاذورات التي أخرجتها مقشة الوزير الداهية الذي ألقي بي في ستين داهية‏..‏ وقد جاء في خطاب فصل سليمان من السلك الدبلوماسي في‏11‏ ديسمبر‏1936:‏ حضرة سليمان نجيب أفندي‏..‏ بما أنه تقرر فصلكم من خدمة الوزارة ابتداء من التاريخ المبين بهذا للأسباب الواضحة‏,‏ وعلي رأسها شهادة حداية باشا واستمرار علاقتكم بالفن وأهله فقد كتب هذا لحضرتكم إعلانا بذلك والمرجو تسليم ما بعهدتكم إلي من كلف بذلك‏..‏ وإذا ما كان العمل الدبلوماسي مع حداية كله أشواك فقد كان لسليمان الدبلوماسي فيه ذكريات ملساء منها لقاؤه بالرئيس أتاتورك في إحدي الحفلات ليبدي سروره بالق بعة التي ارتداها سليمان بدلا من الطربوش الذي ألغاه فعقب الدبلوماسي المصري بقوله‏:‏ إنني أعمل بالمثل القائل حينما تكون في روما أفعل ما يفعله الرومان فضحك أتاتورك واسترسل معه في الحديث ليسأله عن أصدقائه من المصريين وعلي رأسهم محمد الشريعي باشا والشاعر أحمد شوقي والمطربة صاحبة البحة الذهبية منيرة المهدية‏..‏ و‏..‏ يعود المفصول من استانبول ليتلقي نبأ تعيينه سكرتيرا لوزير الحقانية مع نزول درجته من الرابعة إلي السادسة ليعمل مع ثمانية وزراء علي الترتيب‏:‏ زكي أبوالسعود وأحمد خشبة والغرابلي وعبدالفتاح يحيي وعلي ماهر وأحمد علي ومحمود غالب وصبري أبوعلم‏,‏ وكان عهده معهم جميعا وفاقا وسلاما حتي إن أحد الصحفيين سأله عام‏1937‏ كيف وفق مع كل هؤلاء فكان جوابه‏:‏ اللي يجوز أمي أقول له يا عمي‏,‏ وأمي هي حجرة الوزير‏,‏ وعمي معالي الوزير‏,‏ وشخصيا لم أسمح للسياسة أن تتدخل في عملي ولا في حياتي‏,‏ ولم أهتف طول عمري إلا في عام‏1917‏ عندما كان الهتاف لمصر وحدها‏..‏ و‏..‏ من مكاتب الوزارة لدار الأوبرا‏.‏ سليمان بك نجيب‏..‏ مدير بروتوكولات فاروق الجالس علي العرش الذي جلس ذات ليلة في صدر مقصورته بالأوبرا التي شيدها جده الخديوي إسماعيل يحيطه طاقم الحاشية‏,‏ ليدور متجولا كعادته بالمنظار المكبر علي الألواج والبناوير يستعرض فاتناتها من ربيبات الحسن والحسب والنسب‏,‏ وقد يتلكأ عند إحداها ليسأل عن صاحبة الفراء المنك في البنوار البعيد‏,‏ أو صاحبة اليشمك في اللوج القريب‏,‏ فيرفع لأسماع جلالته الرد الفوري مدعما بكافة التفاصيل المتضمنة السن والسلالة ولون العينين والبشرة ونسب القوام والعنوان والحجر الكريم المفضل في قطع الإكسسوار‏,‏ وذلك تبعا لمقتضيات الأمور الملكية بأن السؤال الملكي يحمل في طيه دوافعه ودلالاته‏..‏ فإذا ما عقب المليك مؤمنا علي السرد الخفي بهزة من رأسه فذلك معناه دعوة عاجلة لاستضافة الحسناء لمشاهدة العرض في المقصورة المباركة مع انسحاب الحاشية للانضمام لطاقم الحراسة في الخارج تاركة مكانها هناك شاغرا بجوار الزوج أو الخطيب المكتوب عليه التصنم‏,‏ أي أن يغدو صنما متجها كلية إلي الأمام للمشاهدة فقط لا غير دونما ململة أو استراق النظر إلي مكان ذي مكانة آلت إليه حرمه المصون‏..‏ وقد يهبط الملك المفدي بمنظاره لأرض الصا لة لمسح مقاعد المتفرجين فربما‏..‏ وربما‏..‏ وكانت الطامة الكبري في ليلة عرض أوبرا لاترافياتا عندما نظر فرصد فغضب فأرسل في استدعاء سليمان المدير مناولا إياه المنظار المكبر‏,‏ مشيرا إلي المقعد الخامس من الصف الثالث في الصالة‏,‏ حيث خلع صاحبه الجاكتة ووضعها علي ساقية مكتفيا بالقميص الأبيض المضيء وسط ملابس السهرة السوداء ضاربا بذلك قواعد البروتوكول عرض الحائط‏:‏ سليمان انت شايف اللي أنا شايفه؟‏!‏ ولم يكن المليك في حاجة لأي استرسال ليهرول سليمان المكلوم للمتفرج المتهور الذي أتي أمرا إدا وذنبا لا يغتفر وخروجا عن القانون الأوبرالي ليهمس محذرا مؤنبا لائما راجيا مهددا يا ابني إلبس الجاكتة الله يرضي عليك وعلينا‏..‏ ولم يكن الملك فاروق وحده من يراعي صرامة بروتوكول حضور عروض الأوبرا‏,‏ وإنما جميع أحداث القصر الملكي‏,‏ وكانت الأميرة فايزة تحجز دائما أحد البناوير في أيام معينة من الأسبوع وتدفع ثمن اشتراك الموسم كله‏,‏ وتحرص علي الحضور في المواعيد المخصصة‏..‏ وفي إحدي الليالي اخبرواسليمان نجيب إن صاحبة السمو الملكي تجلس الآن في بنوارها‏,‏ فوقع في مأزق حرج لأن أصحاب البنوار في تلك الليلة لابد حاضرون‏,‏ فتوجه متأدبا لسموها يستأذنها بالانتقال إلي بنوار آخر فأدركت خطأها لتهب واقفة في خجل تقول ببساطة لزوجها‏:‏ رؤوف لقد أخطأنا وجئنا في يوم غير يومنا ونعتذر لسليمان بك بشدة‏,‏ ومن هنا لابد وأن نعاقب أنفسنا بقضاء سهرتنا في البيت‏..‏ ذلك ما كان من أولاد الملوك لأصول البروتوكول علي عكس صلف وغتاتة أبناء الإنجليز وحتي الدبلوماسيين منهم‏,‏ ولكن في صباح الأحد‏6‏ مارس دق جرس التليفون في مكتبه وكان المتحدث أحد سكرتيري اللورد كيلرن السفير البريطاني ليخبر بأن سيادة السفير يريد الحضور الليلة لمشاهدة الممثل الإنجليزي العظيم جون جيلوجود في دور هاملت‏,‏ وكان الرد إن سيادة السفير يشرف علي الرحب والسعة في البنوار رقم‏10‏ يمين المحجوز للدبلوماسيين الأجانب‏,‏ وانتهت المحادثة ليعود التليفون يدق ظهرا والمتحدث ياور السفير و يرفض البنوار رقم‏10‏ يمين ويريد الجلوس في البنوار رقم‏1,‏ ولكن البنوار رقم‏1‏ مخصص للسادة الوزراء ولا يستطيع احد أن يمنع أيا منهم من الحضور إذا شاء لأعطي البنوار للسفير‏,‏ وكان الرد قاطعا باترا آمرا مستعمرا‏:‏ آسف هذه هي الأوامر التي تلقيتها منه مع إبلاغك أيضا أنه إذا لم يتم إعداد البنوار رقم‏1‏ لاستقباله فلن يحضر إلي الأوبرا لا الليلة ولا أي ليلة أخري‏..‏ وانتهت المحادثة وعاش سليمان نجيب في بحر من الحرج ليلوذ برأي أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الذي أجابه بهدوء‏:‏ اتصل الآن بدولة رئيس الوزراء‏..‏ واتصل سليمان بدولة النقراشي باشا الذي قال بحزم‏:‏ تعال لي فورا‏..‏ وذهب سليمان ليروي الواقعة بالتفصيل‏,‏ فإذا بالنقراشي باشا يمسك بسماعة التليفون ليقول للسير والتر سمارت بلهجة أقطع من السيف‏:‏ اسمع يا سير والتر أبلغ السفير أنني أدعوه الليلة للجلوس في بنواري بجواري‏,‏ مع ضرورة اطلاعه أن هذه الدعوة لمرة واحدة فقط‏,‏ وأحب أن يفهم ما أعني‏..‏ و‏..‏ بعد أربعة أيام فقط خرج اللورد كليرن من بيته لا للبنوار رقم‏1‏ ولا للبنوار‏10‏ يمين وإنما كان خروجه للأبد بعد نقله من مصر كلها‏..‏ سليمان نجيب هو الكاتب الذي بدأ مشوار القلم بمقالات سياسية ساخرة بعنوان مذكرات عربجي في مجلة الكشكول‏..‏ عاشق جبن الماعز التي يقطعها مكعبات يوزعها علي ضيوفه ويقيم في رمضان ثلاثين مأدبة إفطار يعد أصنافها مع طباخه الخاص ـ عمي شاذلي ـ ويحدد أسماء مدعويها قبل حلول الشهر الكريم ثم يتصل بالأصدقاء واحدا واحدا يذكر له اليوم المحدد له وأصناف الطعام المقترحة وأسماء الشلة المدعوة معه تاركا مساحة لتعديل قائمة الإفطار أو قائمة المدعوين‏..‏ صاحب الروايات التي دأبت علي نشرها مكتبة الآداب بدرب الجماميز ‏ وذلك في مطبعة المتوكل والذي أهدي في عام‏1944‏ روايته في بيوت الناس المقتبسة عن الأصل الفرنسي الغيرة للكاتب ساشا جيتري والتي شاهد تمثيلها علي مسرح المارينيه بباريس في صيف عام‏1935,‏ أهداها لصديقه معالي أحمد حسنين باشا بمقدمة نقدية لعبدالوارث عسر عندما كان وكيلا لجمعية أنصار التمثيل وضع فيها سليمان نجيب في المرتبة الأولي بين كتابنا الروائيين مقررا‏:‏ ولعله لم يمنعه من الانفراد بالتأليف إلا موانع ليست من ذات نفسه ولكنها من ذات نفس حياته التي لا تستطيع أن تعتمد في العيش علي الأدب والفن‏..‏ سليمان نجيب هو مكتشف النجوم‏:‏ السيد بدير وسعيد أبوبكر وأمينة وزوزو شكيب‏..‏ الصديق للصغير والكبير من أول رئيس الديوان احمد حسنين والسير جون جيلوجود ولوي جوفيه عميد التمثيل في فرنسا وجان كوكتو وطه حسين وتوفيق الحكيم وإسماعيل ياسين‏..‏ حاضر النكتة الذي ما أن رأي السيد بدير بحجمه الكبير يملأ العربة الحنطور حتي هتف بالسائق‏:‏ كرباج جوه يا أسطي‏..‏ سليمان نجيب هاوي الفن مريد السيدة الذي كان قبل البدء في أي لقطة يطلق صيحته المدوية‏:‏ يا سيدة زينب مدد يا أم هاشم‏,‏ ويسأل المخرج محمد كريم عن دوره في فيلم جنون الحب فيقول له‏:‏ هذا الفيلم ليس فيه دور لك يا سولي‏..‏ فيرد سليمان نجيب غاضبا‏:‏ لابد وأن يكون لي دور حتي لو دخلت في أحد المشاهد من باب وخرجت من الباب الآخر‏..‏ وبالفعل يرسل محمد كريم بالسيناريو له في بيته ليختار الدور الذي يراه مناسبا‏,‏ وبعد ثلاثة أيام دق جرس محمد كريم ليلقي سليمان نجيب أمامه صائحا‏:‏ دور ناظر المحطة يا سيدي‏….‏ وبالفعل ظهر سليمان نجيب في الفيلم يضرب جرس المحطة لمدة ثوان فيتحرك القطار‏..!‏ سليمان نجيب هو ابن الأصول الذي أدي أدوار الارستقراطي علي خشبة المسرح والشاشة فلم يرهقه الأداء لأنه يجسد دوره الحقيقي في الحياة‏,‏ فقد كان واحدا من كوكبة أبناء القصور التي أكلت بالملعقة الذهب ودعتها نداهة الفن فألقت بالملعقة وهجرت القصر لتعيش علي باب الله بقلب مرتاح يتمدد علي أرض براح والخيمة الزرقاء ستر وغطاء مادامت تتنفس فنا وتخرج مكبوت الفن ليمرح في الهواء الطلق علي خشبة مسرح أو شاشة سينما أو أوتار كمان أو لوحة ألوان‏..‏كوكبة كبيره منهم محمد تيمور ابن أحمد باشا تيمور وفؤاد رشيد وعبدالخالق صابر ومصطفي رضا ويوسف وهبي ولا نغفل سليمان نجيب وما حدث من والدته التى ارتدت ملابس الحداد عندما استحوذ شيطان الفن علي ابنها الحبيب صارخة بلوعة‏:‏ ضاع الولد‏..‏ الولد الذي نشأ في عائلة من علية القوم لكن الفن فيها كان متجزرا فالأب القاضي الأديب مصطفي بك نجيب مدير الإدارة العربية بسراي عابدين بالديوان السلطاني في ميعة الخديوي عباس حلمي الثاني وكان صديقا للزعيم مصطفي كامل اشتهر بكتابة الشعر والأدوار لعبده الحامولي ومنها دور حماة الإسلام وأحلام الأحلام ويا دايق النوم اوصف لي أماراته والدور الذى غناه موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب ( الليل أهو طال وعرف الجرح ميعاده‏ ) ‏ ولا ننسى ان شقيقه ايضا حسني بك نجيب مدير الإذاعة وستوديو مصر‏.. ‏ والعم محمود شكري باشا رئيس الديوان‏..‏ والخال أحمد زيوار باشا رئيس الوزراء‏..‏ وابن العمة الدكتور أحمد زكي أبوشادي عميد طب جامعة الإسكندرية مؤلف عشرات الدواوين من الشعر المقفي والمرسل وصاحب مدرسة أبوللو للشعر ومترجم رباعيات الخيام عن الإنجليزية عن فنز جرالد وعن الزهاوي من الأصل الفارسي‏,‏ والذي هاجر إلي أمريكا بعد أن كتب‏:‏ إذا استشري الفساد فكل خيريذم‏,‏ وكل مذموم حميد وكان لسليمان نجيب ثلاثية فى حياته ‏:‏ الحب والإخلاص والصراحة‏..‏ الحب إلي درجة الجنون‏,‏ والإخلاص إلي حد الهوس‏,‏ والصراحة إلي درجة الصدمة‏..‏ وإذا ما كان فكري أباظة ملك العازبين فقد كان أميرهم سليمان نجيب وشاعرهم خليل مطران القائل‏:‏ سررت في العمرة مرة وكــــنـت أنـت المـســــرة - قـد كـــان قــلبي روضا وكنت في الروض زهرة فعندما رحلت حبيبة شاعر القطرين آل علي نفسه أن يظل وفيا لها بقية العمر وعاش أعزب حتي لقي وجه ربه‏,‏ وكان سليمان نجيب يردد أبياته ليعقب‏:‏ وأنا أيضا سررت في العمر مرة‏..‏ وتلك المسرة لم تدم بسليمان نجيب فيوم أن اتخذ قراره بالارتباط بحبيبته سبقه إليه نعيها ليظل وفيا ويواظب علي زيارة قبرها قبل صلاة الجمعة كل أسبوع‏,‏ وعندما تستغرقه الذكريات إلي حد البكاء لا يفيق إلي نفسه إلا بعد أن يربت حارس القبر علي كتفه‏..‏ ويسأله خليل مطران نثرا‏:‏ لماذا لا تتزوج يا سليمان فيجيب عليه شعرا‏:‏ يا خـليلا وأنت خــير خـليل لا تـلــم راهـــبا بغـــير دليــــل أنا ليل‏..‏ وكل حسناء شمس فاجتماعي بها من المستحيل‏!‏ وسليمان نجيب وحكاية الحب العذرى وسنينه يغدو الحي أبقي من الميت‏,‏ ومن هنا طرقت زميلة الفن زينب صدقي باب القلب والتي وصفها سليمان بأن ملامحها الارستقراطية تجبرك علي أن تناديها بـزينب هانم‏,‏ ولكن لم تبلغ قصة الحب نهايتها السعيدة‏,‏ فقد شاركه في حبها الشاعر صالح جودت ليتغني فيها أشعارا أمطارا من بينها‏:‏ عجـبت ومـن مـنك لا يعـجب؟أقاسي العذاب وأستعذب وهل دفعتني لحمل الصبابة إلا عــــــيـونــك يـــا زيـنـب أنا قيسك العـاشق المستباح ومجنونك الشاعر المعجب وتشيد أواصر قلاع الصداقة فوق أطلال الحب المخترق ليتعاهد سليمان وزينب علي أن يتولي أي منهما مهمة العناية بالآخر حتي يواريه التراب إذا ما قضي الله أمرا كان مفعولا‏..‏ ومات سليمان نجيب في‏18‏ يناير‏1955‏ لتهب زينب هانم مندفعة إليه‏..‏ علي فين يا هانم؟‏!..‏ فتجيب‏:‏ نحن علي موعد مسبق‏.‏ وفي قلب سليمان نجيب كانت الثالثة التي دخلت بجواز مرور نافذ المفعول مختوم بختم صينية الكبيبة‏,‏ تلك الطباخة الماهرة التي أضاع عليها تحويشة العمر في ترميم بيتها لتبلغ التكاليف‏300‏ جنيه‏,‏ وعندما ثار زميل العمر والعمل شكري راغب علي تبذيره ظل صامتا أمام قذائف ثورته التي تناولت الكبيبة ليعقب أخيرا وبهدوء شديد‏:‏ انت مغفل يا شكري‏..‏ هي الحياة إيه غير لقمة نظيفة وقعدة حلوة‏..‏ ويستدعي الجنتلمان سليمان نجيب صديقه شكري راغب قبل النهاية بيوم واحد ليطلب منه نقل جميع تحفه وهداياه وصوره إلي دار الأوبرا صاحبة الفضل في كل تلك الهدايا والذكريات‏..‏ ويرحل سليمان مخلفا تركة بلغت‏269‏ جنيها وشملت جميع مصاريف الجنازة‏..‏ يرحل لتترك آخر قفشاته المرحة أصداءها المحببة عندما قام لآخر مرة بالتمثيل علي خشبة المسرح أمام علوية جميل التي كان عليها أن تخنقه بيديها تبعا لدورها‏,‏ لكنها كانت كلما مدت يديها نحو عنقه هتف‏:‏ يا سلام يا علوية لو خنقتيني بجد وطلعت روحي في إيدك‏..‏ فتختنق علوية بالضحك لتتخاذل يداها ليدخلا في حوار خارج النص‏:‏ يا راجل حرام عليك‏..‏ فيرد سليمان‏:‏ ماتعرفيش إن الموت يبقي لذيذ موت لما يكون علي ايدين النواعم‏!! رحمه الله
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg n11s.netd3b40e70e2.jpg‏ (44.3 كيلوبايت, المشاهدات 149)
نوع الملف: jpg n11s.netf73546a5c4.jpg‏ (35.7 كيلوبايت, المشاهدات 153)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30/11/2012, 07h37
الصورة الرمزية seifbl
seifbl seifbl غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:341279
 
تاريخ التسجيل: novembre 2008
الجنسية: مصرى
الإقامة: مصر
المشاركات: 51
افتراضي رد: جنتلمان السينما صاحب العزة سليمان بك نجيب

موضوع رائع وشيق وتوثيق اكثر من مبهر لسليمان بك نجيب وسوف ارفع الان موضوع متواضع لى عن زمن سليمان بك نجيب نشر على بوابة الفجر تحياتى لشخكم الجميل يا استاذ احمد
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30/11/2012, 07h48
الصورة الرمزية seifbl
seifbl seifbl غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:341279
 
تاريخ التسجيل: novembre 2008
الجنسية: مصرى
الإقامة: مصر
المشاركات: 51
افتراضي رد: جنتلمان السينما صاحب العزة سليمان بك نجيب

الجمعة, 06 أبريل 2012 16:47

البحث عن زمن سليمان بك نجيب الضائع بين الفن وصعاليكة والقصور وباشواتها

كتب:نبيل سيف




شاهد المحتوى الأصلي علي بوابة الفجر الاليكترونية - البحث عن زمن سليمان بك نجيب الضائع بين الفن وصعاليكة والقصور وباشواتها


قد لايعرف الكثيريين ان الفنان سليمان نجيب مدير دار الاوبرا السابق اسمة الحقيقى "اسماعيل نجيب مصطفى نجيب" وبحسب الاعلام الشرعى الذى ننفرد بنشرة لاول مرة فى حياة سليمان بك نجيب بعد 115 عاما من مولدة عام 1897 وبعد 57 عاما على رحيلة فان هذا اسمة الحقيقى بشهادة الهود الذين حضروا وقتها استخراج الاعلام الشرعى لة من الشهر العقارى.




هو سليمان نجيب بن مصطفى نجيب وهو من أسرة مصرية كريمة، كان والده أديباً كبيراً فعني بتربيته وتثقيفه،ولد سنة 1897م وقد نشأ وفي روحه نزعة فطرية نحو الفن والتمثيل. وقد صعد المسرح في عهد كان يتعذر على أمثاله من الآسرة المحافظة والعمل في ميدانه، كان موظفاً حكوميا ويشتغل في الوقت ذاته في المسرح التمثيلي إرضاء لنزعته الفنية الجامحة ،وأشتغل أولا بسكرتارية وزير الأوقاف ، ثم نقل إلى التمثل السياسي، إلا أنه عاد إلى مصر والتحق بوزارة العدل وعين سكرتيراً فيها.وكان مزمعاً إخراج مذكراته عما يعلم عن الوزراء الذين تقلبوا في عهده بوزارتي الأوقاف والعدل، إلا إن المنية فاجأته فمات وهذه الذكريات في صدره.


عاش سليمان بك نجيب زمننا رائعا فى الفن والثقافة والسياسة نحاول ان نستعيدة اليوم بعد 115 عاما من مولدة من وثائق رسمية عن حياة سليمان بك نجيب لم تنشر من قبل فقد كان يتنبأ أنه سوف لا يتخطى الستين من عمره وقد صدق بما تنبأ ويعترف سليمان نجيب أن أحسن وظيفة اشغلها هي مدير دار الأوبرا الملكية، وقد أدارها بكل حزم ووجه أعمالها نحو الغاية المثلى..وكانت سبب تعرفه وصداقته بالملك فاروق الذي منحه لقب البكويه،فلم يفكر يوماً في الزواج، وقد فضّل أن يعيش برفاهية وإن يفعل ما يريد دون أن يسبب لشريكة حياته أي نكد، لانه يعتقد أن كل النساء مخالفات ومناكفات، كما وان محدودية دخله المادي من وجهة نظره، برغم كبره بمقاييس ذلك الزمان، كانت من العوامل على نفوره من الزواج كيلا ينجب أولادا يعيشون في جو من الفقر والفاقة.


سليمان بك نجيب‏..‏ أول فنان مصري يخلع عليه الملك فاروق لقب البكوية وإن ظل يشاكسه مستمتعا بهزاره الثقيل ليهرع سليمان إلي صديقه الحميم محمد حسنين باشا رئيس الديوان يلوذ بحماه‏,‏ وربما كان أشرس هزار ملكي يوم اندفع فاروق بسيارته الحمراء مسرعا تجاهه وسط فناء سراي عابدين‏,‏ فقفز سليمان بكل ما استطاع من قوة لينجو من صدام محقق كاد يودي بحياته‏,‏ وعندما استدار ناحية السيارة لمح فاروق المتهور مقهقها ساخرا من مظاهر الذعر البالغ التي بدت علي وجه الهارب من الموت‏..‏ ويلحق سليمان بثورة يوليو‏,‏ حيث أحيل إلي المعاش في نفس السنة‏1952,‏ فقامت حكومة الثورة تقديرا لخدماته بمد فترة خدمته مديرا لدار الأوبرا لمدة عامين‏,‏ وقبل نهاية السنة الأولي انبري أحد الكتاب ــ من أقرب الأصدقاء ــ موجها إليه أبشع اتهام ــ في تلك الأيام ــ بأنه كان من أشد المخلصين للعرش في العهد البائد‏,‏ ولذا لا يستحق من رجالات الثورة المباركة أية مراعاة أو تكريم‏..‏ وبلغ من تأثر سليمان بتلك الوقيعة تقديم استقالته في حفل حضره رجال الثورة‏,‏ وأصر علي الاستقالة‏,‏ليعود إلي شقته في عمارة شويكار بشارع قصر العيني مضمرا الانتقام‏,‏ ليقضي أياما جمع فيها ما كتبه نفس ا لكاتب في مديح الفاروق وتقبيل الأعتاب الملكية‏,‏ إلا أنه في النهاية ألقي بجميع ما جمع في النار مرددا‏:‏ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء‏..‏ خرج سليمان من الأوبرا لتتخطفه عدة وظائف اختار منها أن يكون سكرتيرا لنادي الفرسان المصري الجوكي كلوب الوظيفة الخارجة من رحم السباق الذي عشقه ليعيش حياة الرهان‏..‏ يخسر فلا تهزمه خسارة‏,‏ ويكسب فيشرك الآخرين معه في مكسبه‏..


‏ سليمان بك نجيب ابن الأصول الذي أدي أدوار الارستقراطي علي خشبة المسرح والشاشة فلم يرهقه الأداء لأنه يجسد دوره الحقيقي في الحياة‏,‏ فقد كان واحدا من كوكبة أبناء القصور التي أكلت بالملعقة الذهب ودعتها نداهة الفن فألقت بالملعقة وهجرت القصر لتعيش علي باب الله بقلب مرتاح يتمدد علي أرض براح والخيمة الزرقاء ستر وغطاء مادامت تتنفس فنا وتخرج مكبوت الفن ليمرح في الهواء الطلق علي خشبة مسرح أو شاشة سينما أو أوتار كمان أو لوحة ألوان‏..‏ كوكبة كان منها محمد تيمور ابن أحمد باشا تيمور وفؤاد رشيد وعبدالخالق صابر ومصطفي رضا ويوسف وهبي وسليمان نجيب الذي ارتدت والدته ملابس الحداد عندما استحوذ شيطان الفن علي ابنها الحبيب صارخة بلوعة‏:‏ ضاع الولد‏..‏ الولد الذي نشأ في عائلة من علية القوم لكن الفن فيها كان متجزرا فالأب القاضي الأديب مصطفي بك نجيب مدير الإدارة العربية بسراي عابدين بالديوان السلطاني في ميعة الخديوي عباس حلمي الثاني وكان صديقا للزعيم مصطفي كامل اشتهر بكتابة الشعر والأدوار لعبده الحامولي ومنها دور حماة الإسلام وأحلام الأحلام ويا دايق النوم اوصف لي أماراته والليل أهو طال وعرف الجرح ميعاده‏.
ويستدعي سليمان بك نجيب صديقه شكري قبل النهاية بيوم واحد ليطلب منه نقل جميع تحفه وهداياه وصوره إلي دار الأوبرا صاحبة الفضل في كل تلك الهدايا والذكريات‏..‏ ويرحل سليمان مخلفا تركة بلغت‏269‏ جنيها شملت جميع مصاريف الجنازة‏..‏ يرحل لتترك آخر قفشاته المرحة أصداءها المحببة عندما قام لآخر مرة بالتمثيل علي خشبة المسرح أمام علوية جميل التي كان عليها أن تخنقه بيديها تبعا لدورها‏,‏ لكنها كانت كلما مدت يديها نحو عنقه هتف‏:‏ يا سلام يا علوية لو خنقتيني بجد وطلعت روحي في إيدك‏..‏ فتختنق علوية بالضحك لتتخاذل يداها ليدخلا في حوار خارج النص‏:‏ يا راجل حرام عليك‏..‏ فيرد سليمان‏:‏ ماتعرفيش إن الموت يبقي لذيذ موت لما يكون علي ايدين النواعم‏



شاهد المحتوى الأصلي علي بوابة الفجر الاليكترونية - البحث عن زمن سليمان بك نجيب الضائع بين الفن وصعاليكة والقصور وباشواتها http://www.elfagr.org/index.php?opti...7%D9%81%D8%A9#
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 1.jpg‏ (42.0 كيلوبايت, المشاهدات 37)
نوع الملف: jpg 2.jpg‏ (18.5 كيلوبايت, المشاهدات 39)
نوع الملف: jpg 3.jpg‏ (33.6 كيلوبايت, المشاهدات 36)
نوع الملف: jpg 4.jpg‏ (30.6 كيلوبايت, المشاهدات 44)
نوع الملف: jpg 5.jpg‏ (32.5 كيلوبايت, المشاهدات 22)
نوع الملف: jpg 6.jpg‏ (31.6 كيلوبايت, المشاهدات 21)
نوع الملف: jpg 7.jpg‏ (34.6 كيلوبايت, المشاهدات 24)
نوع الملف: jpg 8.jpg‏ (38.5 كيلوبايت, المشاهدات 17)
نوع الملف: jpg 9.jpg‏ (20.1 كيلوبايت, المشاهدات 18)
نوع الملف: jpg 10.jpg‏ (29.1 كيلوبايت, المشاهدات 15)
نوع الملف: jpg 11.jpg‏ (38.6 كيلوبايت, المشاهدات 16)
نوع الملف: jpg 12.jpg‏ (40.8 كيلوبايت, المشاهدات 15)
نوع الملف: jpg 13.jpg‏ (31.5 كيلوبايت, المشاهدات 12)
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 08h26.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd