السبت 16 مارس 1968 كازينو السعدي مراكش فكروني ، أغثنا أدركنا يارسول الله
حفلة خاصة
إهداء مني إلى جميع عشاق السيدة أم كلثوم في العالم عبرمنتدى سماعي
بعيد نكسة 1967 أعلنت السيدة أم كلثوم أنها ستحي حفلات في بعض الأقطار العربية دعما منها للمجهود الحربي ، وجاءتها أول دعوة رسمية من المغرب ، وعلى عكس أغلب الدول العربية التي زارتها بتعاقد مع متعهدي الحفلات أشرفت على زيارتها للمغرب وزارة الأنباء المغربية ( وزارة الإعلام حاليا )، ووقع الاتفاق على إحياء ثلاث حفلات عامة بمسرح محمد الخامس بالرباط كالآتي :
الحفلة الأولى : يوم الإثنين 4 مارس ؛
الحفلة الثانية : يوم الجمعة 8 مارس ؛
الحفلة الثالثة والأخيرة : يوم الثلاثاء 12 مارس ؛
ومما اشترطته السيدة أم كلثوم على المنظمين أن يكون الدخول إلى جميع الحفلات من شباك التذاكر وأن لا توزع أية دعوات مساهمة رمزية من الشعب المغربي في المجهود الحربي بمصر ، لكنها وعدت أن تغني إما بمدينة فاس أو بمراكش وكثرت التكهنات عن الحفل المقبل للسيدة أم كلثوم وتحمس أهل مراكش وفاس كل يريد أن يحظى بشرف استقبال كوكب الشرق بمدينته ، وفي يوم 13 مارس 1968 أعلن التلفزيون المغربي أن الملك الحسن الثاني غادر ظهيرة نفس اليوم مدينة الرباط متوجها إلى مدينة مراكش على متن القطار ، فعلم الجميع أن الحفلة المقبلة ستكون لامحالة بمدينة مراكش لأن الملك حرص شخصيا على حضور جميع حفلاتها بمسرح محمد الخامس ، وبالفعل التحقت السيدة أم كلثوم بمراكش ونزلت بفندق المامونية الشهير في نفس الجناح الذي اعتاد أن ينزل فيه السير ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا ، أما فرقتها فنزلت بفندق السعدي الذي لم يكن يبعد عن فندق المامونية إلا بأمتار قليلة ، ولقد استقر الرأي أن تكون حفلة أم كلثوم خاصة وأن يكون الدخول إليها حصريا بدعوات خاصة وبدون تذاكر بحضور الملك وكبار رجال الدولة وبعض الأعضاء المميزين ، واستقر الرأي أيضا أن تنظم الحفلة بالكازينو التابع لفندق السعدي حيث نزلت فرقتها الموسيقية ، وقد تحكمت في اختيار هذا المكان الطبيعة الخاصة للحفلة وعدم وجود مسرح لائق بمدينة مراكش آنذاك يمكنه أن يستقبل الملك وسيدة الطرب العربي ، وفي اليوم الموعود غنت السيدة أم كلثوم حسب ما استقصيته ثلاثة أعمال هي : دعاء أغثنا أدركنا يارسول الله بمشاركة فرقة الكوال المغربية و رائعتي محمد عبد الوهاب فكروني وأنت عمري والتسجيل الأخير لم أتوفق في العثورعليه ، ومما حكي عن هذا الحفل أن الملك المرحوم الحسن الثاني كان يجلس في الصف الأمامي ويردد كلمات فكروني مع السيدة أم كلثوم ، وقد حكى الموسيقار صالح الشرقي في حديث مع جريدة الشرق الأوسط أن هذه الحفلة صورت للتلفزيون إلا أنه باتصال أجريته مع مصلحة الأرشيف بالتلفزيون المغربي تبين أن لاوجود لهذا التسجيل بأرشيف التلفزيون .
بقيت إشارة بسيطة هي أن هذه المساهمة كان من المفروض أن تنزل في احتفالية الذكرى 34 لوفاة أم كلثوم أو بعيدها بقليل ، إلا أن الأستاذ كمال عزمي طلب مني حينها جمع كافة المعلومات عن هذه الحفلة وبالذات ما يفيد أنها أقيمت بالفعل بكازينو السعدي ، اتصلت بمدير المؤسسة التي استضافت الحفل ووعدني بتقديم معلومات وصور ثم تلكأ ورفض الجواب عن مكالماتي الهاتفية ، وبعد بحث طويل عثرت على المطلوب وهي إشارة في قصاصة من جريدة العلم المغربية بتاريخ 24 مارس 1968 صفحة 7 من مراسلة بعثت بها الأديبة المغربية مليكة العاصمي من مراكش إلى الجريدة المذكورة وفيها تحدثت عن لقائها بمحمد عبده صالح رئيس فرقة أم كلثوم نوهت إلى إقامة الحفلة بكازينو السعدي.
****