* : طلبات نوتة أ / عادل صموئيل الجزء الثانى (الكاتـب : عادل صموئيل - آخر مشاركة : تراحيب - - الوقت: 11h02 - التاريخ: 19/04/2024)           »          الفنان حامد النعمة (الكاتـب : loaie al-sayem - - الوقت: 08h57 - التاريخ: 19/04/2024)           »          متري أفندي المر 1880-1969 (الكاتـب : نور عسكر - آخر مشاركة : riad assoum - - الوقت: 07h39 - التاريخ: 19/04/2024)           »          إسماعيل شبانة- 6 ديسمبر 1919 - 28 فبراير 1985 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : كويتى - - الوقت: 07h08 - التاريخ: 19/04/2024)           »          محمد ثروت- 25 مارس 1954 (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 01h00 - التاريخ: 19/04/2024)           »          علي الحجار- 4 إبريل 1954 (الكاتـب : سيادة الرئيس - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 22h36 - التاريخ: 18/04/2024)           »          أم كلثوم (نوتة) ‏ (الكاتـب : semsem - آخر مشاركة : يوسف قاسمي جمال - - الوقت: 21h44 - التاريخ: 18/04/2024)           »          الفنان الراحل صالح الحريبي 1945-2016 (الكاتـب : بو بشار - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 18h40 - التاريخ: 18/04/2024)           »          أيام الشر - علي الحجار 1995 (الكاتـب : نور عسكر - - الوقت: 17h02 - التاريخ: 18/04/2024)           »          ليلى نظمى- 16 سبتمبر 1945 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 13h34 - التاريخ: 18/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 01/11/2008, 17h00
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,297
افتراضي عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

إخوانى وأخواتى الأعزاء


سأبدأ بعون من الله تعالى وحوله وقوته


فى رفع تلك الصفحات التى انتهيت من كتابتها
منذ أكثر من عشر سنوات
وظلت قابعة فى أدراج مكتبى سنوات
لم أجرؤ على الكشف عنها , ربما حياء أو خوفا
لكن ما أنا متأكد منه هو شعورى الدائم أن هذا العمل الدرامى دون المستوى وكنت أقول لنفسى ربما كانت نزوة تملكتنى فى زمن ما بعد عودتى من سنوات عمل فى ليبيا الشقيقه عام 1991 , وكنت أقول لنفسى أنت حققت ما كنت تريده من وضع سيرة روائية لذلك الإمام الجليل , فما الداعى لإخراجه للعلن , وربما تسمع مايسوءك خاصة وأنها أول تجربة لى
فلنغلق عليها الأدراج كأنها لم تكن
وأخيرا وبعد تردد شديد سمحت لى نفسى بأن أعرض على حضراتكم أوراق تلك الملحمه تباعا , وأعدكم بأن أتوقف لو نبهنى أحد الزملاء الى ذلك
وسأبدأ اليوم فى رفع الغلاف ورسالة اعتذار لصاحب السيره أفتتح بها الكتاب , وبعد ذلك سأرفع التمهيد والمقدمه قبل أن نبدأ فى عرض صفحات الملحمه التاريخيه لمولانا الامام الشافعى ساكن مصر المحروسه

د أنس البن
................
__________________
إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن
ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفن
نجيب سرور

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 18/05/2011 الساعة 12h07
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01/11/2008, 17h00
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,297
افتراضي عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

عالـم قـريش

السـيرة الشافعـيه


تأليف … دكتور أنس عبد الحليم البن

.............

بسم الله الرحمن الرحيم

قال رسول الله [صلى الله عليه وسلم ] : لا تسبوا قريشا فإن عالمها يملأ أطباق الأرض علما .. صدق رسول الله [صلى الله عليه وسلم ] ..
وقال الإمام أحمد بن حنبل : كان الشافعى للناس كالشمس للدنيا وكالعافية للبدن فهل لهذين من عوض !.
وقال : ما مس عالم محبرة . إلا وللشافعى فى رقبته منه ..

*********

هو ابن إدريس ابن عم محمد
سما منه نور فى دجى الكون لامع

أبـى الله إلا رفعـه وعلوه
وليس لما يعليه ذو العرش واضع

الشـافعى إمـام كل معلـم
آثـاره فيـنا نجوم طـوالـع

......................


رسالة اعتذار إلى صاحب السيره ..

شيخنا الجليل صاحب السيرة الزكيه ..................
أتصور أنى تجاوزت كثيرا مما حد لى ولأمثالى إذ تجرأت وسمحت لنفسى بكل ما تحويه من نقصان وتقصير وعجز ومعصيه . أن أدلف بها داخل تلك الرحاب الطاهرة وأن أفتش فى دفاترك وأقلب فى صفحات حياتك وأنت الحبر الجليل الطاهر والعالم القرشى الفذ سليل بيت النبوه وعالم قريش الذى ملأ الدنيا علوما . الذى أخبر عنك رسول الله [صلى الله عليه وسلم ] بالإشارة التى تغنى عن العباره وبشر بمقدمك إلى الدنيا وسطوع نجمك قبل مائة وخمسين عاما من مولدك ..
حضرة الإمام التقى الورع صاحب العلوم والمواهب : علمنا بما وصل إلى أيدينا من سيرتك الزكية ومناقبك العطره أنك عملت بما علمت فعلمك الله علم ما لم تكن تعلم وكنت عبدا من عباده آتاه رحمة من عنده وعلمه من لدنه علما . سخر له ربه دقائق معانى الألفاظ وفتح له مغاليق أبواب العلوم حتى صارت ملك يمينه كالريح تجرى رخاء بأمره حيث أصاب وأجرى ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه فتفجرت جداول وأنهارا من مأثور القول ولباب الحكم ..
لا أدرى كيف سمحت لنفسى أن أرجع عشرات القرون إلى الوراء حيث زمن التابعين وتابعى التابعين وعصر الأئمة العظام وأدخل هكذا على غير استحياء تلك الرحاب الطاهرة لعالم جليل شريف مثلك . فمعذرة شيخنا الجليل إن كنت قد قصرت وأظننى كذلك لكن يشفع لى أن تعلم أن هذا مبلغ علمى ومنتهى فهم أمثالى من المقصرين . إنى وإن حاولت تقديمك على قدر معرفتى القاصره ومبلغ علمى القليل فذلك لأنى لا أستطيع أن أقدمك أبدا على قدرك ..

.. المؤلـــف ..
يتبع .. إن شاء الله........................
__________________
إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن
ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفن
نجيب سرور

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 18/05/2011 الساعة 12h09
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01/11/2008, 18h09
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,297
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

.. تمهيد ..


كتاب [ المواعظ والإعتبار بمعرفة الخطط والآثار ] المعروف بين كتب التاريخ بالخطط المقريزيه للشيخ العلامة الجليل تقى الدين المقريزى المؤرخ المصرى المولد والنشأة والمقام . الذى يصف فيه ديار مصر وربوعها ويحكى تاريخها وأحوالها بصورة عامة وعلى وجه خاص تلك الفترة التى تقع ما بين الفتح الإسلامى للبلاد إلى نهاية القرن الثامن الهجرى . ورد قرب نهاية الجزء الثانى منه تحت عنوان ( أشهر مزارات القرافه ) ما نصه :
أن الوزير نظام الملك أبا على الحسن لما بنى المدرسة النظامية ببغداد سنة 474 هجريه . أحب أن ينقل رفات الإمام الشافعى من مقبرته بمصر إلى مدرسته . وكتب إلى أمير الجيوش بدر الجمالى وزير الإمام المستنصر بالله يسأله فى ذلك وجهز له هدية جليله . فركب أمير الجيوش فى موكبه ومعه أعيان الدوله ووجوه المصريين من العلماء وغيرهم وقد اجتمع الناس لرؤيته .
فلما نبش القبر شق ذلك على الناس وماجوا وكثر اللغط وارتفعت الأصوات وهموا برجم أمير الجيوش والثورة بهم فأسكتهم وبعث يعلم الخليفة أمير المؤمنين المستنصر بصورة الحال . أعاد جوابه بإمضاء ما أراد نظام الملك فقرئ كتابه بذلك على الناس عند القبر وطردت العامة والغوغاء من حوله ووقع الحفر حتى انتهوا إلى اللحد . وعندما أرادوا قلع ما عليه من اللبن خرج من اللحد رائحة عطرة أسكرت من حضر فوق القبر حتى وقعوا صرعى فما أفاقوا إلا بعد ساعة فاستغفروا مما كان منهم وأعادوا ردم القبر كما كان وانصرفوا . وكان يوما من الأيام المذكوره وتزاحم الناس على قبر الشافعى يزورونه أربعين يوما بلياليها حتى كان من شدة الزحام لا يتوصل إليه إلا بعناء ومشقة زائده .
كتب أمير الجيوش محضرا بما وقع وبعث به وبهدية عظيمة مع كتابه إلى نظام الملك فقرئ هذا المحضر والكتاب بالنظاميه ببغداد وقد اجتمع العالم على اختلاف طبقاتهم لسماع ذلك وكان يوما مشهودا ببغداد . وكتب نظام الملك إلى عامة بلدان المشرق من حدود الفرات إلى ما وراء النهر بذلك وبعث مع كتبه بالمحضر وكتاب أمير الجيوش فقرئت فى تلك الممالك بأسرها .. إ . هـ ..

وبعـــــــد …..

كانت تلك الواقعة التى اطلعت عليها هى البداية التى فتقت رتقا فى سماء عقلى وقدحت عندى شرارة الإنطلاق الأولى ودفعتنى دفعا لأن أبحث وأنقب فى سيرة ذلك الشيخ الجليل . وأن أقرأ فى نهم وأمحص فى دأب كل ما أمكننى الحصول عليه مما كتب عنه فى كتب السير والمناقب وعن كل من التقى بهم أو ورد ذكرهم فى سيرته ولو عرضا وعن المرحلة الزمنية التى عاشها بكل ما فيها من صراعات وأحداث جسام وعن البلدان والأماكن التى حملته قدماه إليها .
حتى خرجت فى النهايه هذه الصفحات المتواضعه لأحداث السيرة الذاتية لهذا الشيخ الجليل والعالم الشريف الحسيب النسيب سليل الدوحة النبوية المطهره . وذلك من خلال قالب روائى تاريخى يمتزج فى أحداثه واقع التاريخ المجرد بخيال الروائى المنطلق ..
وفى هذا النص الذى هو أقرب إلى السيرة الذاتية منه إلى الرواية القصصية ببنائها وهيكلها الدرامى القائم على محور واحد أصيل تدور من خلاله أحداثا مختلفة لم تقع إلا فى خيال مبدعها . راعيت الثوابت التاريخية والنقل الأمين للوقائع والأحداث كما اطلعت عليها من أصولها ومراجعها الصحيحه مع خيط رفيع من الخيال فى صورة أحداث هامشية لا مندوحة عنها لزوم الحبكة القصصية وربط الأحداث الموثقة بعضها البعض ومن ثم إعادة صياغتها بأسلوب قصصى لا يخلو من روح التشويق والإثاره مع إضافة بعض الشخصيات التى لا وجود لها فى كتب التاريخ بتلك الأسماء تحديدا . غير أنى تصورت من خلال اطلاعى على سياق حياة صاحب السيرة رضى الله عنه ومعايشتى الدائمة له أنه قد تعرض فى حياته لأمثالهم ولابد . ومع هذا حاولت قدر الإمكان ألا أتوسع فى مساحة الخيال حتى لا يأخذنى تياره الجارف بعيدا عن واقع التاريخ وأصالته وأن أعيد صياغة هذا الواقع روائيا كما هو مدون فى كتب التاريخ والفقه والسير والمناقب .
هى حكاية عالم عبقرى فذ قل أن تجود بمثله الأزمان ونجم ساطع بزغ فى سماء العلم فى النصف الأخير من القرن الثانى للهجره . واهبا حياته فى خدمة أسمى العلوم وأعلى المعارف فكان بحق ناصرا للسنة النبوية المطهره وواضعا لعلوم الأصول ومجتهدا ملأ الدنيا علوما وأراء وأتباعا ومجددا للدين الحنيف على رأس المائة الثانية للهجرة كما قال عنه فيما بعد تلميذه العظيم الإمام الرابع فى عقد الأئمة العظام أحمد بن حنبل ..
إنه الإمام الجليل محمد بن إدريس الشافعى القرشى المطلبى درة تاج مملكة علوم الفقه والحديث وشمس سمائها المشرقه . واسطة عقد الأئمة العظام وصاحب المذهب الفقهى الكبير المسمى بإسمه .
عاش حياة حافلة بالأحداث والمواقف الرائعه بدأت فى مدينة غزة التى ولد وعاش فيها أولى أيام حياته . ثم فى وديان مكة وشعابها حيث أقام هنالك بين ربوعها وتخومها وحول فناء زمزم يتنسم سنوات عمره الأولى أريج الكعبة والحجر والمقام . وانتهاء بأرض مصر التى عاش فى أحضانها الدافئة وعلى ضفاف نيلها العظيم يدون مذهبه الفقهى الجديد فى أخريات أيامه إلى أن لقى ربه راضيا مرضيا وهو فى الرابعة والخمسين من عمره .
وما بين البداية والنهايه كانت رحلة الحياة الحافلة بالأحداث والصراعات هنا وهناك . لا تكاد تستقر له قدم فى مصر من الأمصار حتى ينتقل إلى آخر عبر أقطار العالم الإسلامى الكبير ساعيا سعيا حثيثا مطمئنا وباحثا فى دأب لا ينقطع وهمة لا تلين عن ينابيع العلم وعيون المعرفه . ثم بعد ذلك نشرا لمذهبه الفقهى الكبير فكان إمام عصره بحق والإمام الهادى لما تلا من قرون ..
كما تعرض أحداث هذه السيرة الروائية لحقبة هامة من أهم حقب التاريخ الإسلامى وعصر من أزهى وأخصب عصوره وتتناول أيضا فى سياقها بعض الأحداث المهمة التى جرت على أرض الخلافه التى عاصرها الشافعى فى تلك السنوات البعيده . إنه عصر الخلفاء العباسيين العظام أبناء عمومة النبى [صلى الله عليه وسلم ] وأحفاد فقيه الأمه عبد الله بن عباس رضى الله عنهما أمراء المؤمنين : أبى جعفر المنصور ومحمد المهدى ومن بعدهما هارون الرشيد وولديه محمد الأمين وعبد الله المأمون . والذين على أكتافهم قامت الدولة العباسية الكبرى واستمرت عدة قرون من الزمان .
وتقع أحداث هذه السيره فى خمسة فصول كل فصل منها يمثل مرحلة زمنية من مراحل عمر صاحبها قسمته إلى عدة أبواب وجعلت لكل باب عنوان يشير إلى أهم حدث فيه والله يقول الحق وهو يهدى السبيل والحمد لله رب العالمين ..

***
دكـتور أنس عبد الحليم البن ..
الجماليه .. فى 10 / يناير / 1995

يتبع .. إن شاء الله...................
__________________
إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن
ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفن
نجيب سرور
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01/11/2008, 23h03
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

اقتباس:
وكنت أقول لنفسى ربما كانت نزوة تملكتنى فى زمن ما بعد عودتى من سنوات عمل فى ليبيا الشقيقه عام 1991 , وكنت أقول لنفسى أنت حققت ما كنت تريده من وضع سيرة روائية لذلك الإمام الجليل , فما الداعى لإخراجه للعلن , وربما تسمع مايسوءك خاصة وأنها أول تجربة لى



جناب الدكتور أنس ، الموقر

ما تقدم ، كلام من تجاوز البدايات منذ نصف قرن مضى.


ســــــــــــؤال



أفإن كان هذا "إعتذارٌ و تمهيد" فماذا أنت فاعل بنا في "المتن" ؟



خذنا إلى أنوار الشافعي ياسيدنا ، علَّ الذين يرون في أنفسهم "كواكبا"

- من عابري السبيل - يهديهم ربهم إلى التضاؤل فتخبو الأكاذيب






هِمَّ بالرَكبِ يا حَادي
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02/11/2008, 00h35
الصورة الرمزية وليدابراهيم
وليدابراهيم وليدابراهيم غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:253980
 
تاريخ التسجيل: juin 2008
الجنسية: مصرى
الإقامة: مصر
المشاركات: 284
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

استحلفك بصاحب السيرة وربه ان تخبرنى عن سر هذا الجمال فى المنطق والروعة التى خالجت روحى من صدق خشيتك وانت ترسم فى روحى اروع التعابير حقا لقد تفردت عنا يا دكتورنا الحبيب واعرف انك من القلة القليلة التى واقع شخصيتها اكبر بكثير من مسميات الوظائف والدرجات فيها انت من ينطبق عليه المصرى الشريف الاصيل اين بقية الناس من انصاف ارباع صفائك
__________________
أتُرى من أفتاك بالصد عنى ،،، ولغيرى بالود من أفتاك
بإنكسارى بذلتى بخضوعى ،،، بإفتقارى بفـــــاقتى بغناك

https://www.facebook.com/pages/%D8%A...83993678374487
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02/11/2008, 09h07
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,297
افتراضي

أساتذتى الأجلاء وأصدقائى الأعزاء
سيد أبو زهده
وليد إبراهيم
رائد المصرى .. الذى راسلنى على الخاص
من المنطقى أن يذهب الروع عنى
بعد كلماتكم الطيبه المشجعه الراقيه ..
لكنها فى الحقيقه زادت من خوفى
وجعلتنى أشعر بضخامة المسئوليه والورطة
التى أورطت نفسى فيها ..
لكنى رغم ذلك سأستمر وأسأل الله تعالى
المدد والتوفيق
..................................
__________________
إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن
ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفن
نجيب سرور

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 18/05/2011 الساعة 12h11
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02/11/2008, 09h07
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,297
افتراضي

مقدمـة تاريخيـه
مدينــة غـزه .. ســنة 150 هجريــه ..
تبدأ الوقائع الأولى لأحداث هذه السيرة الذاتيه فى قلب مدينة غزه ثغر فلسطين الباسم ودرة تاجها ..
هنا ولد محمد بن إدريس الشافعى .. فى أحضانها وعلى ضفاف بحر الروم ( البحر الأبيض ) .. عاش فيها عامين بعد مولده .. رحل بعدهما مع أمه وجده إلى موطن آبائه وأجداده .. فى وديان مكه ..
لمدينة غزه أهمية خاصة للمشتغلين بالتجاره لموقعها المتميز بين مصر والشام كما أنها كانت فى تلك الأيام المحطة الرئيسية وملتقى المسافرين من وإلى الجزيرة العربيه .. لم يكن لأهل الحجاز فى ذلك الحين من حرفة أو صناعة يجيدونها بخلاف رعى الأغنام وبعض الصناعات الصغيرة إلا حرفة التجارة وأمور البيع والشراء فضلا عن الترحال هنا أو هناك بحثا عن منابع الرزق ولقمة العيش الحلال ..
ويضم ثرى غزه قبر صاحب الشوكة والمهابة فى قريش .. هاشم بن عبد مناف جد رسول الله [صلى الله عليه وسلم ] وشقيق المطلب الجد التاسع للشافعى . وكما تحدثنا كتب التاريخ هو أول من سن رحلتى الشتاء والصيف التى ورد ذكرها فى القرآن الكريم .. لذلك إشتهرت هذه المدينه وعرفت على مر الزمان باسم غزة هاشم ..
وكان للمطلب ولدا أثيرا إلى قلبه أسماه هاشم تخليدا لذكرى أخيه الراحل . زوجه الشفاء إبنة عمه هاشم فأنجبت منه عبد يزيد القرشى الخالص أبا وأما .. والعرب للمناسبة كانت تولى مسألة الأنساب تلك أهمية كبرى ..
أنجب عبد يزيد ولده عبيد الذى أنجب السائب وهو من كبار الصحابه .. دخل فى الإسلام بعد ما أسر فى غزوة بدر وقيل إنه كان يشبه النبى [صلى الله عليه وسلم ] . وكان للسائب ولدان هما شافع وعبد الله والأخير كان واليا على مكه أيام خلافة الفاروق عمر بن الخطاب .. أما شافع فهو جد العباس الذى أنجب إدريس والد الإمام محمد بن إدريس صاحب هذه السيرة الزكيه ..
وكان إدريس يسكن قبل رحيله إلى غزه فى دار ورثها عن أجداده بمكان يعرف بشعب الخيف بالثنية أسفل مكه فيها تزوج أم حبيبه بنت عبيد الله الأزدى الذى ينتمى لقبائل الأزد اليمنيه . سكن كثيرا منهم أرض فلسطين وآخرين سكنوا مصر بعد ذلك .. وانتقل أهلها إلى هذه الدار بعد رحيلها مع زوجها إلى غزه .. وكان لإدريس راتبا فى بيت المال شأنه شأن آل البيت النبوى من الخمس الذى قرره النبى [صلى الله عليه وسلم ] لهم عوضا عن الصدقه ..
وفى عهد الخليفة العباسى الثانى أبى جعفر المنصور سافر إدريس إلى غزه مصطحبا معه أم حبيبه .. عاملا ضمن حراس الثغور الذين أرسلهم والى مكه الهيثم بن معاويه لتأمين حدود الدولة وثغورها من الفتن والقلاقل التى كان يثيرها أعداء الحكم .. سواء كانوا من العرب الذين ينتمون للبيت العلوى الطالبى .. أو من فلول الأمويين فى الغرب أو من الفرس وغيرهم من بلاد العجم ..
وفى قلب مدينة غزه إستقرا حوالى عشر سنوات فى دار صغيرة متواضعة لا تزيد عن ردهة صغيرة على يمينها باب الغرفة التى لم يكن بالدار سواها . وكان للدار باب خشبى متهالك يفتح مباشرة على زقاق ضيق من أزقة المدينه فى حى يعرف باسم حى اليمنيين .
كانت دارا تحدث من يدخلها برقة حال ساكنيها وضيق معيشتهم وما يعانونه من مسغبه . ولم تكن تضم من متاع الحياة إلا الضرورى اليسير . عاش فيها الرجل وامرأته حياة أقرب للعسر والضيق لم يتذوقا خلالها طعما لليسر والسعه . ذلك أنه برحيل إدريس عن أرض مكه إنقطع نصيبه من الدراهم الزهيدة المقررة لآل البيت التى كانت تأتيه من بيت المال .. كانت رغم قلتها إلا تعينهما بعض الشئ على مواجهة أعباء الحياة وقسوتها . أما راتبه من وظيفته فلم يكن سوى دراهم معدودة لا تفى حتى بقوت يومهما . ورغم ذلك العسر والضيق كانا قانعين راضيين بما قسمه الله لهما من رزق وهما يعيشان وحدهما تحت مظلة من القناعة والرضا والسكينه ودثار من المودة والرحمة والأمن ..


***
يتبع .. إن شاء الله.......................
__________________
إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن
ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفن
نجيب سرور

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 19/05/2011 الساعة 10h01
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02/11/2008, 18h42
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,297
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

الفصل


الأول




(1)



الـرؤيـا والمولود

تسعة أعوام مضت بحلوها ومرها على زواج إدريس لم تنجب خلالها أم حبيبه .. بدأت تظهر عليها علامات غريبة وتعتريها أشياء لم تعهدها لها من قبل . كانت تعاودها بين الحين والآخر نوبات دوار وغثيان لم تعرف لها فى البداية سببـا . حاولت جاهدة أن تخفيها عن عين زوجها على أنها وعكة صحية لا تلبث أن تزول كغيرها . لم تحدثها نفسها أبدا أن تقص عليه من نبأها شيئا .. كانت تعلم أنه لن يدخر جهدا فى إحضار الطبيب لها وهذا يكلفه الكثير مما لا يتحمله راتبه الضئيل .
لم تجد أمامها أخيرا إلا جارتها خديجه أم عبد الرحمن وزوجة الأنبارى زميل إدريس فى عمله فى الثغر .. كانت صديقتها الوحيدة فى تلك البلاد التى كتب عليها أن تعيش فيها سنوات من عمرها . فزعت إليها وقصت عليها ما تعانى منه وما حل ببدنها من تغيرات لا تدرى لها سببا . سألتها صاحبتها سؤالا بعد الآخر واستفسرت منها عن أشياء .. لم تلبث بعدها إلا أن ابتسمت ابتسامة عريضة وهى تحتضنها قائلة : أبشرى يا أم حبيبه ..
قاطعتها فى دهشة قبل أن تكمل : ماذا دهاك يا أم عبد الرحمن أشكو إليك علتى فتضحكين منى وتقولين لى أبشرى ؟!.
ردت والإبتسامة لا تزال ملئ فمها : أجل أبشرى .. ألم أقل لك إن الله لن يخيب رجاءكما ..
ردت والدهشة لم تفارقها غير مصدقة بعد أن أدركت ما ترمى إليه : ماذا تقصدين أتريدين أن تقولى أنـى ….
قالتها وهى ترنو إلى بطنها . قاطعتها فى لهجة مرحه وهى تحتضنها : أجل هو ذاك أيتها الحبيبه . الولد الذى طال انتظاركما له آت عما قريب بإذن الله . بضعة أشهر ويملأ الدار صراخا وضجيجا .. لكن إياك أن تنسى البشاره ..
أخذت أعراض الحمل تظهر واضحة جلية عليها مع الأيام بعد أن استجاب الله تعالى دعاء زوجها أن يهبهما قرة العين . كانت تلك أمنيته الوحيدة التى صبت إليها نفسه من كل متاع الدنيا وزينتها . لم يطلب من ربه سواها .. كم تمنى أن يحققها لهما قبل أن يفارق الدنيا . ظل يلح عليها كثيرا وهو يدعو ربه فى كل صلاة شاعرا فى قرارة نفسه أنه لن يعمر كثيرا وأن أيامه لن تطول ..
أمنية جاءت بعد طول انتظار وشوق .. لكن زادته مشقة وجعلت ظهره ينوء بأثقاله وهى تتراكم عليه واحة تلو أخرى .. وما حيلة الرجل وهو معتل الصحة سقيم البدن يعانى من نوبات سعال وضيق فى صدره لأقل جهد بدنى .. كان فى أحيان كثيرة يبدو غير قادر على مواصلة العمل المكلف به وفى أخرى يمنعه من مجرد الحركة اليومية العاديه ..
ورغم المعاناة والضيق والمشقه لم يكن يدخر جهدا أثناء الليل أو فى أوقات فراغه . كان يتحامل كثيرا على نفسه ليمارس بعض الأعمال اليدوية الخفيفة إلى جانب وظيفته بالثغر . كل ذلك فى سبيل الفوز بقليل من الدراهم حتى يوفر لامرأته بعضا من الأطعمة الضرورية التى تحتاجها المرأة فى حملها ..
وذات يوم من أيام شهر المحرم للعام الهجرى الخمسين بعد المائه فى بداية موسم الصيف والحرارة على أشدها والهواء الساخن يلفح الوجوه . كان إدريس فى طريقه إلى الدار بعد أن انتهى من نوبة عمله فى حراسة الثغر بصحبته زميله وصديقه أبو عبد الرحمن الأنبارى الذى يرافقه فى وردية العمل ..
كان عراقيا من أعمال الموصل نقل منذ ثلاث سنوات من موقعه السابق فى عسقلان إلى ثغر غزه . ومنذ ذلك الحين صارت بينهما صداقة وموده بحكم تواجدهما فى مكان واحد وتلازمهما نصف ساعات اليوم إلى أن ينتهيا من وردية العمل ويتسلم إثنان آخران منهما موقعهما فى الحراسه وعلى ذلك يتناوب الحراس عملهم فى الثغر كل يوم وليله ..
مكثا يتبادلان حديثا ذا شجون وهما فى طريقهما إلى دارهما . كانا يسكنان فى دارين متقاربتين فى زقاق واحد . أخذ كل واحد منهما يبث الآخر شكواه وهمومه وما يضيق به صدره ويتناولان معا الأحداث الجسام التى كانت تجرى فى دار الخلافه وفى الأقطار المجاورة التى كان يأتيهم ذكرها من القادمين من تلك البلدان للتجاره ..
وبينما كانا فى طريقهما عرجا على السوق .. لم ينس إدريس أن يشترى بعضا من التمر الشامى اشتهته أم حبيبه فيما يقال عنه وحم الحمل . ترددت أياما أن تبوح له برغبتها فى بعض منه وهى تعلم رقة حاله وندرة الدراهم فى جيبه . وأخيرا لم تجد بدا أن توصيه قبل خروجه أن يحضر لها قليلا منه من السوق عند عودته . مد يده فى جيبه وناول البائع ثمن التمر بعد أن وضعه فى زنبيل صغير من خوص النخيل معد لهذا الغرض . ثم مضيا بعد ذلك لحالهما يقطعان الطريق على مهل إلى داريهما بالقرب من السوق وأخيرا إفترق الصاحبان أمام دار أبى عبد الرحمن ..


يتبع إن شاء الله ........................
__________________
إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن
ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفن
نجيب سرور
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 02/11/2008, 19h01
الصورة الرمزية رائد عبد السلام
رائد عبد السلام رائد عبد السلام غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:79058
 
تاريخ التسجيل: septembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 737
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

أستاذنا الكبير وعالمنا الجليل
د: أنس
راسلتك علي الخاص حتي لا أقطع ذلك السلسبيل العذب
ولك أن تتخيل يادكتور أن هذه السيرة العطرة التي نقرأها
قد ُسردت بإحساس يليق بقلبك الطيب
وأيضا بحرفية عالية تليق بثقافتك السامقة
كلنا أعين ناظرة
و آذان صاغية
تفضل يادكتور .
وآسف علي المداخلة..
__________________
.



" اللهمَ إنكَ عَفُوٌّ كريمٌ تحبُ العفوَ فاعفُ عنَّا "
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 02/11/2008, 19h01
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,297
افتراضي

.. فى دار إدريس كانت أم حبيبه جالسة وحدها على حصير فى ركن الردهة الخارجية .. تسند ظهرها على حاشية من الليف وهى شبه نائمة تنظر بعينين نصف مفتوحتين إلى السقف وعلى جبينها وخديها تتحدر حبات باردة من العرق .. وبينما هى على تلك الحال من الوهن والجهد إذ دخل عليها إدريس وهو يحمل فى يمناه زنبيل التمر وعلى وجهه بدت علامات التعب والارهاق من سهر الليل الطويل فى موقع الحراسه بينما يتساقط العرق غزيرا على جبهته .. كان يحاول جاهدا ما استطاع أن يخفى أمامها ما يعانيه جسده النحيل من ضعف ووهن وأن يحجب عنها ما سطرته الأيام بجفائها وقسوتها على صفحة وجهه من هموم وأحزان . خفف منها بعض الشئ وأزاحها من حياته قليلا فرحته وترقبه للمولود القادم الذى ظلا ينتظرانه معا فى شغف ولهفة تسعة أعوام كامله ..
أخذ يتلفت من حوله باحثا عنها .. لم تقع عينه عليها فى بادئ الأمر .. النافذة مغلقة والمكان شبه معتم .. ما الحكاية يا ترى !. إعتاد أن يأتى من عمله كل يوم فى هذا الميعاد ليجدها دائما فى استقباله وعلى شفتيها ابتسامتها الحانية الدافئه التى يجد فيها الدواء والبلسم لما يعانيه وهى تنتظره ليتناولا معا طعام الغداء .. لم يكن إلا طعاما زهيدا لا يزيد عن كسرات من الخبز اليابس وقليلا من الإدام يقيمان به أودهما ..
مد يده إلى النافذة باحثا عن مصدر للضوء . فتحها قليلا حتى يسمح لبعض شعاعات النهار أن تتسلل إلى قلب المكان المعتم .. وأخيرا لمحها فى هذا المكان الذى لم يعتد من قبل أن يراها فيه . كانت على غير عادتها المعهودة فى ركن الدار على هذه الحال . لم يستيقن من هيئتها وهو يتفرس فيها محملقا إن كانت نائمة أم أنها مستلقية فحسب ..
أخذ يحدث نفسه وهو يتأمل ملامحها ........ ما بال المرأه .. يبدو أنها متعبه !. أجل إنها تبدو كذلك . هل أوقظها يا ترى أم أتركها على حالها !. بل سأتركها على حالها ربما تنتبه بنفسها لوجودى ..
كان حريصا فى قرارة نفسه أن يتركها وشأنها .. وأخيرا حزم أمره وقرر أن يقطع الشك باليقين مستطلعا حقيقة أمرها . تقدم منها خطوات . نادى عليها بصوت خافت مرتعش حرص فيه ألا يزعجها ......... أم حبيبه .. أم حبيبه .. أنائمة أنت ؟!.
ما إن تناهى صوته الخافت إلى مسامعها حتى فتحت عينيها وهى تحاول أن تعتدل فى جلستها . إعتدلت قليلا لتراه واقفا أمامها يحملق فيها بعينين كليلتين بينما يحمل فى يمناه زنبيل التمر . أجابته متثائبة فى وهن وتكاسل وقد بدا على نبرات صوتها الإعياء والوهن .......
ــ من !. إدريس ؟!.

أجابها فى لهجة باسمة لم تخل من روح الود والدعابه ......
ــ أجل أيتها الكسولة .. إدريس .. زوجك .. إيه هل أفسدت عليك نومتك .. أم ضيعت عليك راحتك .. أرجو ألا أكون فعلت ؟!.

ردت متكاسلة وهى تتثاءب ،بينما تفرك عينيها وجبهتها براحتيها .......
ــ لا أبدا .. لكن ... متى قدمت ؟!.

أخذت تلتقط أنفاسها بين كل كلمة وأخرى قبل أن يرد عليها ......
ــ جئت منذ لحظات قليلة .. غير أنى وجدتك على تلك الحال وفى هذا المكان . لم أتأكد بعد إن كنت مستغرقة فى النوم أم أنك مستلقية فحسب .. صدقينى .. كنت على وشك ألا أوقظك من رقادك ..

ــ لا عليك يا زوجى العزيز آثرت أن أنتظرك فى الردهة الخارجية حتى ترانى عند قدومك من عملك . أدركنى التعب فاستلقيت فى مكانى هذا ..
أردفت متسائلة وهى تشير بيمناها ناحيته ......
ــ ما هذا الذى تحمله فـى يمناك ؟!.

ــ إيه .. هل نسيت طلب الأمس منى قبل أن أخرج لعملى ؟!.
ــ آه تذكرت لابد أنه التمر الذى كنت أشتهيه .. وطلبت إليك أن تشترى لنا بعضا منه . شكرا لك يا إدريس على اهتمامك بى .. هكذا عهدى بك دائما .. أيها الزوج الوفى .. لا تنسى شيئا أبدا .. ولا تكاد ترد لى طلبا !.
ــ وبمن أهتم إذن أيتها الأزدية السمراء ؟!.
سكت قليلا ثم استأنف كلامه مبتسما ومداعبا للمرة الثانيه .....
ــ لكن ... لكن مالى أراك مستلقية هكذا .. كسل يا ترى أم ،تكاسل ؟!.

لم ينتظر إجابتها .. أردف قائلا وهو يضع الزنبيل إلى جواره على الأرض جالسا قبالتها وبينهما طاولة خشبية أعدت عليها طعام الغداء .....
ــ على أية حال تلك آثار الحمل ومتاعبه ..

ــ أجل .. صدقت والله يا إدريس .. كنت أشعر حقيقة ولا زلت بشئ من الكسل والتراخى مع رغبة فى النوم .. لم أستطع مقاومتها فغفوت إغفاءة قصيرة غير أنـى .…..
صمتت قليلا فاستحثها قائلا .....
ــ غير أنك ماذا يا أزديه ؟!.

ــ آه . غير أنى رأيت أثناءها ما حيرنى . كان أمرا عجيبا ذلك الذى رأيته والله !.
ــ ماذا تقولين !. رأيت أمرا عجيبا ؟!.
ــ أجل والله ما أعجب ما رأيت ؟!.
ــ أى أمر عجيب هذا رؤيا أم أحلام يقظه ؟!.
ــ بل رؤيا . أجل والله رأيتها واضحة جلية .. كما أراك الآن جالسـا أمامى !.
ــ هيا إذن قصى علينا رؤياك لعلنا نجد فى تأويلها ما تنشرح له صدورنا إن شاء الله تعالى ..
راح إدريس ينظر إليها منتبها وقد أعارها كل سمعه وهى ترجع برأسها قليلا إلى الوراء تحاول أن تستعيد رؤياها ثم أخذت تقول فى صوت حالم وعلى شفتيها إبتسامة ملائكيه .....
ــ رأيت كأنى جالسة فى ضوء خافت هنا . أجل هنا فى هذا المكان إذ انفتحت نافذة الردهة مرة واحده . هذه النافذه ( وأشارت بيدها ) . ما لبث أن خرج منها كوكب درى كبير له نور يخطف الأبصار ويخلب الألباب . تعلق به بصرى وأخذت أتبعه وهو يخرج من النافذه حتى رأيته يدور دورة كاملة حول مكه كل ذلك وأنا لا أزال أتابعه بعينى هاتين .. ثم رأيت ما هو أعجب من ذلك ..

زادت دهشته وهو يهز رأسه منصتا ...........
ــ رأيت .. كأن بعض الشظايا المضيئة خرجت منه .. نزل بعضها فى اليمن والعراق .. والبعض الأخر فى يثرب والشام وأخيرا حط الكوكب فـى .............
صمتت برهة أخذت خلالها نفسا عميقا وأردفـت .....
ــ أتدرى أيـن يا إدريـس ؟!.

ــ أين يا أزدية بالله عليك .. تكلمى ؟!.


يتبع إن شاء الله ........................
__________________
إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن
ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفن
نجيب سرور

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 24/02/2010 الساعة 15h49
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 13h00.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd