* : طلبات نوتة أ / عادل صموئيل الجزء الثانى (الكاتـب : عادل صموئيل - - الوقت: 01h22 - التاريخ: 19/04/2024)           »          محمد ثروت- 25 مارس 1954 (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 01h00 - التاريخ: 19/04/2024)           »          متري أفندي المر 1880-1969 (الكاتـب : نور عسكر - آخر مشاركة : الكرملي - - الوقت: 22h43 - التاريخ: 18/04/2024)           »          علي الحجار- 4 إبريل 1954 (الكاتـب : سيادة الرئيس - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 22h36 - التاريخ: 18/04/2024)           »          أم كلثوم (نوتة) ‏ (الكاتـب : semsem - آخر مشاركة : يوسف قاسمي جمال - - الوقت: 21h44 - التاريخ: 18/04/2024)           »          الفنان الراحل صالح الحريبي 1945-2016 (الكاتـب : بو بشار - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 18h40 - التاريخ: 18/04/2024)           »          أيام الشر - علي الحجار 1995 (الكاتـب : نور عسكر - - الوقت: 17h02 - التاريخ: 18/04/2024)           »          ليلى نظمى- 16 سبتمبر 1945 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 13h34 - التاريخ: 18/04/2024)           »          نوت الأستاذ الهائف (الكاتـب : الهائف - - الوقت: 09h17 - التاريخ: 18/04/2024)           »          تترات المسلسلات التلفزيونية (الكاتـب : راضى - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 00h31 - التاريخ: 18/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > الموروث الشعبي والتراث الغنائي العربي > العراق > الدراسات و البحوث و المقالات

الدراسات و البحوث و المقالات المتعلقة بالغناء و الموسيقى العراقية و خصائصها

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 31/01/2014, 07h35
الصورة الرمزية الفنان عبدالله المسيليم
الفنان عبدالله المسيليم الفنان عبدالله المسيليم غير متصل  
مواطـن مسـاهـم
رقم العضوية:15314
 
تاريخ التسجيل: février 2007
الجنسية: كويتية
الإقامة: الكويت
العمر: 71
المشاركات: 106
افتراضي فوق النخل فوق

السلام عليكم ,,,
دار نقاش حاد بيننا فى الكويت حول اغنيه الفنان الراحل صاحب الحنجره الذهبيه

ناظم الغزالى رحمه الله ,,
فوق النخل فوق ,,
حيث اختلف البعض فى كلمه النخل ,,
البعض يقول " النا خل "
والاخر يقول " انه خل "
كما يقال ان للاغنيه قصه ,,, فارجوا من اساتذنا الفن العراقى واساتذنا الكرام ,,
تزويدنا بالحقيقه
مع جزيل الشكر
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31/01/2014, 15h16
جابر المراغي جابر المراغي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:488067
 
تاريخ التسجيل: janvier 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 210
افتراضي رد: فوق النخل فوق

القول الاقرب هو فوق النا خل لأنه بالعقل عند سرد كلمات الأغنيهالتى تقول حسب ماغناها سفير الأغنيه العراقى ناظم الغزالى لايستقيم المعنى ولايعقل ادراكه الأغنيه تأليف الشاعر / جبورى النجار والتى يقول فيها فوك النخل فوك فوك النخل فوك مدرى لمع خده مدرى لمع طوك والله سابينى بعيونه الحلوة خدك لمع يهواى واضوه أعلى بغداد مكدر أصبر الروح وأتحمل بعاد والله ماريده بالينى بلوه كل السنون اعظام بس سنو ليلو جاكم وسيع العين عن دربه ميلو والله ساحرنى ماعنده مروه
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 31/01/2014, 15h22
الصورة الرمزية احمد عيدان
احمد عيدان احمد عيدان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:495011
 
تاريخ التسجيل: février 2010
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 423
افتراضي رد: فوق النخل فوق

فوك النخل ...هي الاصح اخي العزيز وواضح من اللفظ ومن معنى الكلمات من خلال التشبيه بالقمر الذي يتلامع فوق النخلات الباسقة....اما فوك النة خل فهي ظهرت اثر ما قيل عن ان الاغنية سورية وليست عراقية ..!! المهم اخي العزيز انا سمعت هذه الاغنية وباصوات عراقية كثيرة وجميعهم يغنونها بلفظ فوك النخل ...
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 31/01/2014, 20h23
الصورة الرمزية الفنان عبدالله المسيليم
الفنان عبدالله المسيليم الفنان عبدالله المسيليم غير متصل  
مواطـن مسـاهـم
رقم العضوية:15314
 
تاريخ التسجيل: février 2007
الجنسية: كويتية
الإقامة: الكويت
العمر: 71
المشاركات: 106
افتراضي رد: فوق النخل فوق

نعم كما ذكرت اخى من عمرنا وعمر الاغنيه نسمعها " فوق النخل .. فوق " ... حتى ظهر مثل يقال ,, عندما تسأل عن احوال الشخص ,, يجاوبك الحمد الله فوق النخل ,, اى الامور طيبه ,, ولكن نريد ان نصل الى حقيقه هذه الاغنيه الجزله والمشهوره عربيا وحتى عالميا ,, وقصتها
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12/02/2014, 10h37
iraqioud iraqioud غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:595302
 
تاريخ التسجيل: octobre 2011
الجنسية: عراقية
الإقامة: قطر
المشاركات: 30
افتراضي رد: فوق النخل فوق

اغنية فوق النخل بالاصل للفنان الملا عثمان الموصلي
وكان يغنيها فوق العرش فوق
حتى جاء الفنان ناظم الغزالي وحورها الى فوق النخل فوق
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12/02/2014, 15h27
الصورة الرمزية نور عسكر
نور عسكر نور عسكر غير متصل  
طاقـم الإشـراف
رقم العضوية:348516
 
تاريخ التسجيل: décembre 2008
الجنسية: .
الإقامة: .
المشاركات: 14,778
افتراضي رد: فوق النخل فوق

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة iraqioud مشاهدة المشاركة
اغنية فوق النخل بالاصل للفنان الملا عثمان الموصلي
وكان يغنيها فوق العرش فوق
حتى جاء الفنان ناظم الغزالي وحورها الى فوق النخل فوق
تحية طيبة

هنـــا
أيضاً أوردنا سابقاً حول بعض التنزيلات للملا عثمان الموصلي والتي أصبحت وتحولت الى أغاني حديثة ، سواء في آواخر حياته ، أو بعد ذلك ، وفي العشرينات غنى المطرب المصري ( نسيم مراد ) وهو عم المطربة ( ليلى مراد ) وشقيق المطرب ( زكي مراد ) بعض الأغاني العراقية والمسجلة على إسطوانات ، منها دزني وإعرف مرامي .. و ..فوق النخل ، والأغنية عرفت طريقها قبل ناظم الغزالي بعقود من الزمن وكانت تتردد على شفاه المغنين في بغداد وغيرها ، وكلمات الأغنية المدونة من قبل الراحل عبد الفتاح حلمي ، تختلف أو قسم منها لاتتناسب مع اللحن ..أخي الفاضل ، ربما نستطيع القول بأن أغنية - فوق النخل - إشتهرت بصوت الغزالي ، مع التحيات .


الصور المرفقة
نوع الملف: jpg كلمات فوكَ النخل - مقام الحجاز.jpg‏ (77.5 كيلوبايت, المشاهدات 268)
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16/06/2022, 11h15
إبراهيم عبد الم إبراهيم عبد الم غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:714336
 
تاريخ التسجيل: mars 2014
الجنسية: عراقية
الإقامة: السويد
المشاركات: 5
افتراضي رد: فوق النخل فوق

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد عيدان مشاهدة المشاركة
فوك النخل ...هي الاصح اخي العزيز وواضح من اللفظ ومن معنى الكلمات من خلال التشبيه بالقمر الذي يتلامع فوق النخلات الباسقة....اما فوك النة خل فهي ظهرت اثر ما قيل عن ان الاغنية سورية وليست عراقية ..!! المهم اخي العزيز انا سمعت هذه الاغنية وباصوات عراقية كثيرة وجميعهم يغنونها بلفظ فوك النخل ...
أحسنت عزيزي.. أوجزت فأنجزت..
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23/06/2022, 08h02
إبراهيم عبد الم إبراهيم عبد الم غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:714336
 
تاريخ التسجيل: mars 2014
الجنسية: عراقية
الإقامة: السويد
المشاركات: 5
افتراضي رد: فوق النخل فوق

أغنية "فوگ النَّخَل“، وبِدْعَة ”إلنا خِل“

بقلم: إبراهيم عبد الملك 


*مقالة منشورة في جريدة الصباح العراقية بتاريخ الثلاثاء 21/6/2022


لَمْ يَخطُرْ على قلب أحدٍ من الفنّانينَ والنّقادِ وعموم الكُتّاب، طوال ما يقارب السبعين عاماً، أنَّه سيحتاجُ يوماً إلى أدلَّةِ إثباتٍ تدعم ما هو ثابتٌ أصلاً ومُتَّفَقٌ عليه، بين القاصي والدّاني منهم،*بشأنِ أغنيةٍ يحبها كلُّ من يسمعها، وأعني هنا أغنية ”فوگ النَّخَل“. فقد غنّاها من غنّاها وتحدّثَ عنها من تحدّث وذكرها من ذكرها في كِتابٍ أو مقالةٍ أو دراسةٍ، دون التباسٍ في ما يخص كلامَها ومعانيه، أو أصلَها و“تاريخه“، أو تسميتَها، أو نسبتَها. لكنَّ الحالَ تَغَيَّرَ في العشرين عاماً الأخيرة فظهرت أقاويل وقصص ولغطٌ كثير عن كلِّ ذلك، التَبَس بعدها ما كان جليَّ الوضوح وغايةً في البساطة، ليصيرَ أمراً معقداً وشائكاً وحسّاساً حتى، و"اعتقاداً راسخاً" له مريدوه ومؤيدوه بين البسطاء من عامة الناس الذين يثقون بكلمةٍ يُطلقها أحد ”المشاهير“، حتّى وإن كانت بلا سنَدٍ أو أساسٍ ، تكفيهم لتصبح على ألسنتهم بعدها حكايةً لها أصلُها وفروعُها و“مرجعيَّتُها". وهنا تكمن خطورة الأمر لأن نتيجة ما سبق هي ضياعُ الحقيقة وتحريفها.
فقد كَثُرَتْ في السنين العشر الأخيرة تحديداً المقالات الصحافية واللقاءات والحوارات التلفزيونية، والڤيديوهات التي ينشرها ”اليوتيوبرز“ و“الڤلوگرز“ في مختلف وسائل وتطبيقات ”التواصل الاجتماعي“، ليناقشوا حيناً، ولِيحاولوا في أغلب الأحيانِ إثباتَ بِدْعَةِ أن عنوانَ الأغنية هو ”فوگ إلنا خِل“، حتّى وَصَلَ الأمر إلى ظهور فتاةٍ مصرية في ڤيديو تتكلم فيه (بمحبةٍ وإخلاص لا أُشَكِّكُ للحظةٍ في صدقهما) عن الفنّان ناظم الغزالي (1921- 1963) وأغانيه. وحين بَلَغ حديثها أغنيةَ ”فوگ النَّخَل“، وظهر ناظم الغزالي في الڤيديو وهو يغنيها كما هي، علَّقَت الفتاةُ كي تُصَحِّحَ للغزالي (!!!) لفظَه، ثُمَّ أعادت ”التصحيح“ مع شرحٍ موجَزٍ وبابتسامة الواثق. والذنبُ طبعاً ليسَ ذنبَها، المسكينة، فقد سبَقَها كثيرون من ”مشاهير“ العربِ والعراقيين ممن روّجوا لبِدعَة ”إلنا خِل“. وأبرزُ حوادث الترويج لهذه التسمية و“حدّوتَتِها“ ما كان من سرد الفنّان العراقي إلهام المدفعي لما اعتبره ”حقيقة“ تخص تاريخ الأغنية وأصلَها ومعنى كلامها، مستنداً في ”فهمه“ على تلك ”الحدّوتة“ المُفَبرَكة عن ”الشاب العازب الذي كانَ يحب فتاةً تسكنُ بيتاً بغدادياً عالياً فألَّفَ من أجلها الأغنيةَ وهو يقصد منها ”أنَّ لَهُ خِلّاً فوق“ إلى آخر القصَّةِ المُخْتَلَقة، والتي لم تكن قبل ذلك اللقاء سوى منشورٍ مجهول المُؤلِّف، انتشرَ بين مجموعةٍ من المواقع الإلكترونية على الانترنت، وتَلَقَّفَه ”البُسَطاء“ من العراقيين، المغتربينَ تحديداً، وأعجبَهم لمجرّد أنَّ فيه ذكراً للبيوتِ البغدادية وشناشيلِها وما إلى ذلك من ”بهارات“ القصة التي لا علاقة لها من قريبٍ أو بعيد بالأغنية. ثمَّ زاد انتشار المنشور والحدّوتة طبعاً مع ظهور الفيسبوك، وتمضي الأيامُ حتّى ظهرت البدعةُ سافرةً ”بفضلِ“ إلهام المدفعي الذي أعلنَها وصرَّح بها عِبرَ ذلكَ اللقاء الذي جمعه بالموسيقار نصير شمة في برنامج صولا الذي قَدّمته الفنّانة السورية أصالة نصري وبحضور الفنانة المصرية بُشرى، عام 2012. وإذا ببدْعَةِ ”إلنا خِل“، التي كان الحديث عنها محدوداً وخافِتاً، تُصبِحُ بعد ذلك اللقاء على كُلِّ لسان، نقاشاً وجدلاً وتثبيتاً. وصار مَنْ يقول بأن الأصل هو ”فوگ النخل“ مُطالَباً بمصادر وحُجَج تُثبِتُ ”ادِّعاءه“ (سنأتي على الحجج وتفاصيل بناء الأغنية ومعنى كلامها وصورها الشعرية لاحقاً).
ولهذه المهزلة أسبابٌ يمكن اختزالُها بعدة نقاط:
طول المدّة وقِدَم العهد: فهناك ما يقارب السبعين عاماً تفصل ما بيننا وبين زمن ظهور وشهرة الأغنية مطلع خمسينيات القرن العشرين.
رحيلُ شاعرِها وأهمِّ المطربينَ الذينَ غنّوها، عدا عن الموسيقيين والفنانين الذين شهدوا وواكبوا ظهورَها. وذلك رغمَ أنفِ حقيقةِ وجود العديد من الحوارات الصحافية التلفزيونية والإذاعية والورقية مع أغلبِهم وهم يذكرون اسمَها كما هو، إضافةً للعديد من المؤلَّفاتِ والدراسات والمقالاتِ التي تتناولُها لسببٍ أو لآخر وتُقِرُّ بأن عنوانَ الأغنية هو ”فوگ النَّخَل“.
حقيقة انتشارِ الأغنية على مرِّ الزَّمَن وأدائها بأصواتٍ عربيَّةٍ تلفظ لام كلمة ”النخل“ مُخَفَّفَةً، (لا مُفَخَّمَةً كما يلفظها أهل العراق في لهجتهم المحكية). وكان لبعض المتأخرين من مطربي بلدانِ الشام (سوريا ولبنان تحديداً) أثرُهُم البالغ في ”سوء الفهم“ هذا، وهم يغنونها باللام المُخَفَّفَة التي يسبقها كسر الخاء.
”مَدُّ المقصور“ الحاصل مع ”الفتحة“ على نون كلمة ”النَّخَل“، بسببِ تنغيم الكلمة الذي حَوَّل ”النَّـ“ إلى ”النّا“ لفظاً، مما سهَّلَ لقليلي الفَهمِ الظنَّ بأن الفتحةَ الممدودة هنا هي ألِف.
كلُّ ما رافق ظهور الانترنت وانتشاره في البلدان العربية بعد عام 2000. منذ أيامِ استسهال الكتابة ونشر الآراء العجيبة في مختلف المواقِعِ الإلكترونية، حتى أيّامنا هذه، التي يمكن فيها لكلِّ من يمتلك ”هاتفاً ذكياً“ أن يُصبِحَ إعلامياً وأن ”يظهرَ“ للناس ويشتهرَ ويُصَرِّحَ ويقول ما يشاء، دون الحاجةِ للالتزامِ بأي معيارٍ لمصداقيّة ما يطرحه.
كلُّ ما مَضى من الأسباب يمكن أن يُبَرِّرَ للمستمع العربيِّ التباس الفهم لا مع ما يخص هذه الأغنية وحسب، بل مع لهجةٍ تصعُبُ عليه أساساً ويحتاجُ إلى ”ترجمة“ معاني كلماتها حتى اذا استمات المطربُ والشاعر العراقيان في تخفيف حدَّتِها في نصوص الأغاني، أملاً في فهمها وقبولها وانتشارها. ولكن.. لا يمكن لكل ما مضى أن يُبَرِّرَ للمستمع العراقيِّ سوءَ وقلَّةَ فهمِه، خصوصاً مَنْ يدّعي كونَهُ مُثَقَّفاً. فضحالةُ وسطحيّةُ ثقافةِ البعض من العراقيين (وهم بالملايين، مع الأسف) أهم أسباب انتشار ”بدعة إلنا خِل“.

أما ما يخص الأغنيةَ نفسَها، فسأحاول هنا تلخيص الأمر، وحكاية أصل الأغنية، في نقاطٍ مُحَدَّدة:

أولاً: مَنشأ الأغنية وأصل لحنها.

أغنية ”فوگ النَّخَل“ عراقيّة. قولاً واحداً. بُنِيَت على لحن ”تنزيلة“ مشهورة للمُلّا عثمان الموصلي (1854 - 1923 م.)، واسم هذه التنزيلة/الإنشاد: ”فوگ العَرِشْ فوگ“، نظم الموصلي كلماتِها باللهجة المحكية العراقية، ولحَّنها على مقام الحجاز. وما زالت فِرَقُ الإنشاد الديني العراقية تنشدها حتى يومنا هذا كلَّما مَرَّت مناسبة ”الإسراء والمعراج“، تحديداً، وهي المناسبة التي ألَّفَ عثمان الموصلي من أجلها هذه”التنزيلة“ التي يقول مذهبها:
فوگ العَرِشْ فوگ فوگ العَرِش فوگ 

معراج ابو ابراهيم فوگ العَرِش فوگ

هادي للأكوان كشّاف البلوى..

وهي موجودة على اليوتيوب بصوت المنشِد مصطفى الزيدي.


ثانياً: الكلمات. لُبّ الخلاف.

1. بناء الأغنية:
مذهب الأغنية يحاكي بالطبع مذهب ”تنزيلة“ الموصلي، برباعيّةٍ تعتمد تكرار الشطر الأول (الذي تغيرت فيه كلمة ”العرش“ إلى ”النخل“)، مضافاً إلى الرباعية ”بيت الربّاط“ ختاماً للمذهب:

فوگ النَّخل فوگ فوگ النَّخَل فوگ
مدري لَـمِع خدَّه مدري الگمر فوگ
والله ماريده باليني ببلوة..


ثم تأتي مقاطع الأغنية التي نُظِمَت على شكل دارميّاتٍ، يلتحق بها ”بيت الربّاط“، وأوَّلُ تلكَ المقاطع: 


خَدَّكْ لِـمَعْ يا هواي واضوى اعله بغداد

مِتْمَعْني رَبَّك بِيْك وِبْخِلْقِتَكْ جاد
والله سابيني بعيونه الحلوة

وتستمر الأغنية في مقطعين إضافيين، في المعنى نفسه. ننطلق هنا طبعاً من النسخة “الرسمية” التي تم تسجيلها على اسطوانةٍ بصوت الفنان ناظم الغزالي، والتي ألَّفَ كلماتِها الشاعر جبّوري النجّار واسمه الكامل عبد الجبار أحمد المشايخي النجّار (1917- 1976 والذي ألَّفَ لناظم الغزالي مجموعةً من أشهر أغانيه) وأعدَّ موسيقاها ووزَّعها الموسيقار جميل بشير (1921- 1977) اقتباساً من لحن ”تنزيلة“ الموصلي. 
ورَبَّما يُلاحظ المرء اختلاف كلامِ المقاطِع، بين نسخةٍ وأخرى من تسجيلاتِ الأغنية، لا باختلافِ المطرب الذي غنّاها وَحَسْب، بل وحتى لدى ناظم الغزالي نفسه، صاحب الأغنية الأشهر، حيث كان يغنيها في الحفلات بإضافة أبياتٍ من الدارمي يدور معناها في فلك ”المعاناة“ مما لَمْ يُضِرَّ بالمعنى العام للأغنية ولم يُشَوِّه الصورَ الشعرية في كلماتها. فعلى سبيل المثال، وفي كتاب الفَنّان عبد الفتّاح حلمي الذي عنوانه ”أنغام من التراث العراقي“ (إصدارات دار نقابة الفنانين العراقيين، 1984) تَمَّت نسبةُ الأغنية للفنان يوسف عمر (1918- 1986) وبِكلماتٍ تختَلِفُ تماماً عن النسخة المُسَجَّلَةِ بصوت ناظم الغزالي، خصوصاً في المقاطع مع بقاء مذهب الأغنية نفسه. والواقع والمعروف أنَّ يوسف عمر اشتُهِرَ بأداء أغاني سواه من المطربين، إضافةً إلى ما أدّاه من أغانيه هو شخصياً، وخصوصاً في الحفلات. هذا أولاً. أما ثانياً، فقد اشتهر أيضاً بغناء أبياتٍ بعينها على أكثر من لحنٍ وفي أكثر من ”بَسْتَة“ وأغنية (خصوصاً حين تكون الأغنية مُكَوَّنَةً من ”الدّارميّات“، حيث يسهل استبدال الدّارمي بغيره، دون تأثيرٍ على إيقاعِ أو لحنِ الأغنية). ومن أشهر الأمثلة على ذلك بيت الدارمي الذي يقول: 
ياللي وگعت بالبير ناوشني اصبعك 
لو ما حَچايا الناس لانزل واطلعك
الذي يُرَدِّدُه يوسف عمر في أغنية ”گلبك صخر جلمود“ [وهي من أغاني سليمة مراد (1905- 1974)، زوجة ناظم الغزالي] كما يردده في أغنية ”هاجَن جنوني، لْوِلْفي ودّوني“ وغيرهما. وكان غناء أغاني الغير مع تغيير بعض كلامها، أو الإضافة إليه، أمراً شائعاً ووارداً ولا اختلاف على حدوثه وقبوله. 
ويمكن هنا الرجوع إلى عدد من المراجع الرصينة، من مؤلَّفات تضمَّنت كلام ”فوگ النَّخَل“ وسمَّتها باسمِها وهي عديدة، كما يمكن الاستماع إلى النسخة التي يغنيها ناظم الغزالي، بتسجيل استوديو، وهي نسخة صافية شديدة الوضوح في ما يخص نطق الكلام.

2. معنى كلماتها، وصورها الشعرية.. أهم ما في موضوعنا:
الصورة الشعرية العذبة في الأغنية غاية في البساطة (ولا أعرف سبب الصعوبة في إدراكها). ويكفي إيراد المذهب والمقطع الأول، لإيضاح الصورة التي يريد الشاعرُ إيصالَها.

فوگ النَّخل فوگ فوگ النَّخَل فوگ
مدري لمع خدَّه مدري الگمر فوگ
والله ماريده باليني ببلوة.. 

*** 

خَدَّكْ لِـمَعْ يا هواي واضوى اعله بغداد

مِتْمَعْني رَبَّك بِيْك وِبْخِلْقِتَكْ جاد
والله سابيني بعيونه الحلوة

فالشاعر يبدأ الأغنية بالتساؤل في مذهبها عن سرّ الضياء الذي يعلو النخيل بقوله:
"مدري لَـمِع خدَّه، مدري الگمر فوگ“، ليُجيبَ في المقطع الأول مباشرةً:
"خدَّك لِـمَعْ يَهواي.. واضوى اعْلَه بغداد.." كي يُنهي تساؤلََه ويبتَّ في الأمر ويقطع حيرتَه بأنَّ هذا الضوء المنتشر فوق بغداد ونخيلِها ليس ضوء القمر وإنما التماعة "خد الحبيب". (الصورة الشعرية السَّلِسَةُ البديعة هذه، وردت فيما بعد، بدايةَ السبعينيات، في أغنيةٍ شهيرة لفاضل عواد مطلعها: "ضوه خَدَّك، مدري ضوه الگمرة؟".. التساؤل نفسه، ومطلَعُ أغنية فاضل عواد في حقيقتهِ إحالة جميلة تحمل العرفان للأصل الوارد في "فوگ النخل"..

وفي ما عدا الصورة الشعرية، ولكل من يعرف أن أغنية "فوگ النخل" قد بُنِيَت على لحن "تنزيلة" الملا عثمان الموصلي "فوگ العرش فوگ"، فتغيير كلمة "العَرِشْ" تمَّ بكلمة على وزنها وهي "النَّخَل"، ببساطةٍ شديدة.. ولا يمكن لعاقل أن يتخيل شاعراً يفكر بتغيير كلمةٍ من ثلاثة أحرف، مُعَرَّفَةٍ بالألف واللام، إلى كلمتين تُسَبِّبان خللاً في الوزن، إضافةً إلى الإرباك في الصورة وتعقيدها.

باختصار: من المُضحِكِ المُبكي عدمُ تَقَبُّلِ البعض للصورة الشعرية في "فوگ النخل" رغم سهولةِ فهمِها ووضوحِها على مدى مقاطع الأغنية. بل وجدلُهم المعيب المبنيّ على تصوُّرِ أنَّ المتكلم في الأغنية يتحدث عن "حبيب يسكن في مكانٍ مرتفعٍ فوق النخيل"، وهو أمرٌ أبعد ما يكون عن القصد من كلام الأغنية وحالة عجيبةٌ أساسها سذاجة الفهم وسطحيَّتُه (وقد حاولت أن أكون دبلوماسياً جداً في الوصف هنا).

ثُمَّ.. وهذه أغرب ما في هذا الجدل برمَّتِه: لدى المستمع العربي، والعراقي خصوصاً، العديد من التسجيلات بصوت ناظم الغزالي ويوسف عمر وصباح فخري (1933-2021)، وهم أبرز من غناها من مطربي الأربعينيات والخمسينيات، دون ذكر عشراتٍ غيرهم من المطربين العراقيين والعرب، وهم يغنونها "فوگ النَّخَل“.. فهل يُعقَلُ أن يتم إهمالُ "رأيهم" واعتماد قصةٍ لا أصلَ لها، فبركها أحدهم ونشَرَها بعد ظهور الإنترنت واستسهال "النشر" عبر المواقع الإلكترونية؟ تلك القصة التي انتشرت لأن بَعضاً من العراقيين (المغتربين تحديداً أولَ الأمر) والعرب بعدهم، لا يستطيعون إدراك صورة شعرية بسيطةٍ في أغنية، وتأخذهم رومانسية ذكر ”البيوت البغدادية“ و“شناشيلها“ و“المحلّات الشعبية“ لترسيخ خرافةٍ كل ما فيها مبنيٌّ على فهمٍ خاطئٍ للكلام؟ ثم تشاء الصُّدَفُ المضحكة العمياء أن يتبنّى الحكايةَ المفبركة فنانٌ مثل إلهام المدفعي ويعتبرها ”حقيقة" ويصرّح بذلك في برنامجٍ فني له قاعدة جماهيرية واسعة ويصل ”رأيهُ“ هذا إلى عشراتِ أو مئات الملاين من العرب فيتبنّونَه. أيمكن أن يضع المستمع/ المتلقّي فنّاناً مثل ناظم الغزالي، باتساع ثقافته واطّلاعه وشدّة ذكائه وحرصهِ في كل ما غنّى، سواء أكانَ تراثاً أم أغنيةً جديدة، في كفّة تقابلها كفّةٌ تحمل فنّاناً مثل إلهام المدفعي؟ وهذا الأخير هو نفسه الذي حوَّلَ الكرخ والرصافة إلى "جسرَين" (بدل أن يقول "صوبين"، والفرق شاسع بين المعنَيَينِ)، حين غنّى أغنية "ما لي شغل بالسوگ“ وهي لِـمُطرِبٍ من جيلِه (حسين نعمة)، وتسجيلها موجود، يسمعه العرب والعراقيون ويرقصون على نغماته، دون إدراك الكارثة التي تَرَكها المدفعي في الأغنية.
هنا لا مكان إطلاقاً للمقارنة. ولا مجال أبداً لمقولة "فلانٌ اجتهد فأصاب، فله أجران: أجر الاجتهاد وأجر الإصابة. وفلانٌ اجتهد فأخطأ، فله أجر الاجتهاد.“ هنا ناظم الغزالي أو إلهام المدفعي. لونان فقط: أبيض وأسود، ولا مكان لتدرّجات اللون الرمادي بينهما. نهائياً. 


إبراهيم عبد الملك/
شاعر ومترجم عراقي مقيم في ستوكهولم



رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 05h17.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd