لا مش أنا إللى أبكى

[Adham Osman]

ياصباح النغمات والكلمات
هو ده ياجماعة اللى إحنا داخلين علشانه - الغذا - طبعا مش لازم يكون غذاء بطون لكن لو موجود مع غذاء الأرواح يبقى تمام يعنى اللى يعزم على أغنية يعمل أوردر ديليفرى مع حاجة ساقعة أو فوار علشان نهضم الغذاء التقليدى وشاى بالنعناع علشان نمخمخ فى غذاء الروح.
كمان عايزين عناوين الأخوة الموسيقيين علشان نديهم كل واحد طريحة أغانى يقوموا بتحليلها بجانب عمنا أبو حسام وبالنسبة للأخوة الداعين إحنا نعمل جمعية واللى يقبض الأول ندخل أغنيتة.
نيجى للجد أولا هذا موضوع جميل جدا وكما قال أخونا محمد سماعى هناك أغنية أو عمل موسيقى فى حياة كل منا كان لها تأثير عظيم أو تحويل فى مجرى حياته وقد يكون أكثر من عمل.
بالنسبة لى أنا أدعوكم (فى دورى علشان الأخت بيبو ماتزعلش) على رائعة محمد عبدالوهاب

لأ مش أنا اللى أبكى
هنا بيتهيألى هيكون فيه كلام عن شكل الموسيقى الغربية فى أعمال الفنان محمد عبد الوهاب

[الألآتى]

بسم الله نبدأ فى تحليل أغنية ( لا مش أنا إللى أبكى ) .. التى طلبها الأستاذ ( أدهم عثمان ) ..

الكلمات للشاعر ( حسين السيد ) ..

منذ البداية .. نجد أنفسنا أمام عاشق متمرد .. كرامته بتنقح عليه .. واجعاه ..

( لأ مش أنا إللى أبكى ... ولاّ أنا إللى أشكى .... لو جار عليا هواك )

( ومش أنا إللى أجرى ... وأقول عشان خاطرى ... وأنا ليا حق معاك )

الكلام واضح .. واحد مش عاجبه الحال .. بيرفض المعامله القاسية من المحبوب ..

المهم إن صاحبنا بيكمل على نفس الوتيرة .. ( وفاكرنى حاترجاك )

وبعدين بيعلن قراره ( أنا قلتها كلمة ... وكل شئ قسمة ... ودى قسمتى وياك ) ..

فى الكوبليه الثانى .. يستمر مسلسل العتاب ويحكى لنا العاشق :

( من كام سنة لما ... دار الهوى بينا ... فاكر إحنا قلنا إيه )

( مش دى راحة قلبى ... ولا ده أمل حبى ... إللى إتفقنا عليه )

يعنى من الأخر .. المحبوب طلع عيل .. ولم يحافظ على العهد ..

وبعدين ( أنا راح زمانى هدر ... ولا كانش عندك خبر )

وعايزنى أرجع تانى ... لا ..

المسألة واضحة ياجماعة .. مافيش حد حايقدر يحل المشكلة .. صاحبنا راكب دماغة .. ومافيش قوة حاتخليه يغير رأيه ..

نيجى بقى لأخر كوبليه .. وأطول كوبليه .. هو فى الحقيقة مجموعة كوبليهات فى بعض .. لكنها مرتبطة ببعضها ..

بيقول إيه صاحبنا .. هل يستمر فى عناده ؟ .. نشوف ..

نفاجأ هنا .. أن الأخ بيتراجع .. بيدى ( مارشادير ) لورا ..

( أنا موش باعاتبك دلوقت ... أنا بدى أقول ليه ده يحصل )

( علشان نهايتك ونهايتى ... كان يجرى إيه لو كانت أطول )

الله .. إيه لعب العيال ده .. إيه التماحيك دى .. بترجع فى كلامك ياعيل .. مش قادر تستمر على موقفك ..

لأ وإيه كمان .. بيلتمس العذر للمحبوب .. بيدعى إنه مش هو السبب .. السبب هما .. هما مين ؟

العوازل طبعاً .. بيقول له :

( غيروك علموك ... تنسى وتبيع إللى كان )

( بعته ليه تنسى ليه ... فين حبيبى بتاع زمان )

ويتحول الموقف إلى النقيض تماماً .. ويبدأ العاشق فى المحلسة .. فى التمسح .. فى الرجاء ..

( فين قلبك من حبى ليه ... ليه ماسكنش جنبى )

( كان مشاركنى ف عمرى ... ونسى يشارك قلبى )

و ( ماقدرش يعرفنى ... ماعرفش يفهمنى ... وعشان إيه ماعرفش ... ده ذنبك مش ذنبى )

المسألة بقت عتاب رقيق مش كرامة بقى وكبرياء .. وعايزنى أرجع لك تانى .. لا ..


المهم إن عمنا حسين السيد .. أعطانا وجبة كاملة ودرس لكل عاشق مهجور .. علمنا أن الحب ليس فيه كبرياء .. لازم نتنازل شوية ونطاطى .. علشان مانقعدش جنب الحيطة ونسمع الزيطة ..

[الألآتى]

نيجى بقى للحن ...

الأغنية موزعة توزيع أوركسترالى هارمونى .. مش عارف بصراحة الموزع .. لكن ممكن يكون أندريا رايدر .. أو أى موزع أجنبى من إللى كان بيتعامل معاهم عبد الوهاب فى هذه الفترة ..


سنجد الألآت الغربية ( بيانو ، خشب ، وتريات ) بجانب الألآت الشرقية مثل القانون والناى .. فى تناغم جميل ..


تبدأ الأغنية بنبضات من الكونترباص مع البتسيكاتو ( النقر على الأوتار للكمانجات ) تعقبها جملة من الوتريات بعرضها .. وبعدها تبادليات من الخشب ( فلوت ، بيكالو ) مع مجموعة التشيللو .. ونسمع ( الكلارنيت والباصون والأبوا ) وكلها ألات نفخية ..

ويدخل عبد الوهاب ليغنى .. من مقام العجم ( الميجور ) .. ليه مقام العجم ؟

علشان يدى لنفسه حرية فى الإنتقال بين المقامات .. إستخدم عبد الوهاب الكروماتيك بطريقة بديعة .. والكروماتيك ياسادة .. هو إستعمال أنصاف النغمات المتجاورة .. وتسمى السلالم الملونة .. يعنى لو عندك بيانو .. حاتستخدم الأصابع البيضاء والسوداء على السواء .. هو ده الكروماتيك ..


حانلاحظ كمان .. الجمل المتعارضه ( الكونتربوينت ) .. تسمع جملة من مجموعة من الوتريات .. وتسمع فى نفس الوقت جملة أخرى من مجموعة أخرى من الوتريات .. جملة مختلفة .. وتتلاقى الجملتان فى النهاية .. شغل هارمونيات ..

الخشب عامل عمايلة .. إسمعوا الصفافير طول الأغنية ..( الفلوت والبيكالو ) .. بيصرخوا .. بيزأططوا .. عاملين فرح .. وخصوصاً فى الكوبليه الأخير ..

تعمد عبد الوهاب فى الجزء الأخير من الأغنية أن يقسم هذا الجزء .. إلى شطرات .. وكل شطرة بشكل مختلف ومقام مختلف .. حسب طبيعة الكلمات وما تعبر عنه من مشاعر وأحاسيس ..

إسمعوا الردود بعد كل إنتقالة .. ردود تهيئ المستمع للمقطع التالى ..

أما عبد الوهاب .. فقد نجح أن يتقمص دور العاشق الذى يرفض الهجر .. ويقنعنا أيضاً بتحوله إلى معاتب رقيق .. يتمنى عودة الوصال ..

ملاحظة أخيرة قبل أن ننهى التحليل ..

إسمعوا البيانو مع القانون أثناء الغناء .. بيصاحبوا عبد الوهاب وهو بيغنى .. البيانو آلة غربية مع القانون .. آلة شرقية ..

مش حاسين بأى مشكلة ..

وإلى تحليل أخر لأغنية أخرى ..

[Adham Osman]

الله ينور ياعم محمد أبو حسام ياجميل
إسمحلى أرفع الكلمات لسبب وهو إن حضرتك سبق وقلت إن الفتوة بيغنى 3 شطرات مش 2 ولا 4 علشان هو فتوة ودى موجودة بقوة هنا كمان الإعادات وهنا لى سؤال لماذا فى اللزمة عند جملة " وكفاية قلبى إنشغل ... على قلب خالى الأمل" عادها مرتين أول مرة وقالها مرة واحدة فى الأخر علما بأنى راجعت الأغنية من مصدرين علشان أتأكد:

لأ مش أنا اللى أبكى ... واللا أنا اللى أشكى ... لو جار عليا هواك
ومش أنا اللى أجرى ... وأقول عشان خاطرى ... ولا ليا حق معاك

تبقى إنت هاجرنى ... وإنت اللى ظالمنى ... وفاكرنى هأترجاك
أنا قلتها كلمة ... وكل شىء قسمة ... ودى قسمتى وياك

وكفاية قلبى إنشغل ... على قلب خالى الأمل
وعايزنى أرجع تانى لا ... أرجعلك تانى لا ... لا لا لا

من كام سنة لما ... دار الهوى بيننا ... فاكر إحنا قولنا إيه
مش دى راحة قلبى ... ولا ده أمل حبى ... اللى إتفقنا عليه

إشمعنى أنا عهدك ... صنته وراعيت ودك ... والعمر داب حواليه
لكن اللى بيحبك ... مالوش تمن عندك ... والغالى يرخص ليه؟
أنا راح زمانى هدر ... ولاكانش عندك خبر
وعايزنى أرجع تانى لا ... أرجعلك تانى لا ... لا لا لا
أنا مش بأعاتبك دلوقتى ... أنا بدى أقول ليه ليه ده يحصل؟
علشان نهايتك ونهايتى ... كان يجرى إيه إيه لو كانت أطول؟
غيروك علموك تنسى وتبيع اللى كان
بعته ليه؟ تنسى ليه؟ فين حبيبى بتاع زمان
فين قلبك من حبى ليه ليه ... ليه ماسكنشى جنبى؟
كان مشاركنى فى عمرى ... ونسى يشارك قلبى
ماقدرشى يعرفنى ... ماعرفشى يفهمنى
وعشان إيه ماعرفشى؟ ... ده ذنبك مش ذنبى
ده ذنبك ... ده ذنبك ... مش ذنبى
تبقى إنت هاجرنى ... وإنت اللى ظالمنى ... وفاكرنى هأترجاك
أنا قلتها كلمة ... وكل شىء قسمة ... ودى قسمتى وياك
وكفاية قلبى إنشغل ... على قلب خالى الأمل
وعايزنى أرجع تانى لا ... أرجعلك تانى لا ... لا لا لا

[الألآتى]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Adham Osman

وهنا لى سؤال لماذا فى اللزمة عند جملة " وكفاية قلبى إنشغل ... على قلب خالى الأمل" عادها مرتين أول مرة وقالها مرة واحدة فى الأخر علما بأنى راجعت الأغنية من مصدرين علشان أتأكد:

لأ .. هو عادها مرتين فى الأول ومرتين فى الأخر ياأستاذ أدهم .. التسجيل الموجود عندى يؤكد ذلك .. أما النسخة الموجودة فى المنتدى .. فهى ناقصة الإعادة الثانية فى الأخر .. ولو لاحظت .. ستجد أن هناك قطع أو مونتاج للإعادة الأخيرة ..

وعموماً .. عبد الوهاب عودنا على ألا نسألة فى أى شئ يفعله .. ولكن كتحليل شخصى للسبب .. سنجد أن طبيعة الجملة الكلامية تحتم عليه ذلك .. لأنه يقول ( وكفاية قلبى إنشغل ) يعنى كفاية عليكم مرتين بس .. وستلاحظ أنه أعاد نفس الجملة اللحنية فى الكوبليه الثانى برغم تغير الكلمات ( أنا راح زمانى هدر ... ولا كانش عندك خبر ) .. تقريباً .. هذه هى الخطة التى وضعها للأغنية .. وبصراحة .. عبد الوهاب يعمل إللى هو عايزة .. يعنى .. كلنا نتوقع أن يعيد الثالثة .. لكنه لا يعيد .. إنه يعمل بنظرية ( خالف تُعرف ) .. هذا هو عبد الوهاب ..


وشكراً جزيلاً على الهدية الجميلة .. أخجلتم تواضعنا ياعم أدهم ..

ازف لكم خبر جميل جدا
الفنان القدير عمار الشريعي يتابع منتدنا ومرتاح جدا من مستوى الأعضاء والشغل الي في الموقع
هذا من مصدر موثوق به
وقريبا اقتراحاته لتطوير بعض الأقسام ستظهر في المنتدى
لا اعلم إن كان سيدخل بإسمه الحقيقي ام لا
لقاء سيقع مع احد مشرفينا في خلال ايام

[matar]

عمنا الكبير الفنان الآلاتي
انحني احتراما وتقديرا لأدبك الجم ..واسجل هنا اعجابي الكبير بصدرك الرحب في تقبل النقد وممكن ان يكون هناك الف عضو يحللوا الكلمات ولكن لن تجد الا عمنا الآلاتي الفنان قادرا على تحليل اللحن دمت لنا ذخرا وعطاء فنيا بلا حدود وجزاك الله عنا الف خير .. مع خالص حبي للجميع:AW04:

[الألآتى]

طيب .. أوكيه .. ماشى .. أنا معاك طبعاً فى كل ماذكرته ..

لكن .. هل تقصد بكلامك التحليل الموسيقى .. أم تحليل الكلمات ؟؟ ..

وعموماً : أحب أن أوضح شيئاً .. لعل ذلك يفسر أسلوبى فى التحليل ..

لقد درست الموسيقى ذاتياً وبكل ماأوتيت من تصميم وإصرار على التعلم .. عبر سنوات طويلة .. لذا أعتبر نفسى فاشل إلى حد كبير فى ( النحت ) .. لأن صاحب بالين كداب ..

ولقد لاحظت من طول تجوالى فى المنتديات والمواقع المختلفة .. أن دروس وشروحات وكذلك تحليلات الموسيقى .. تتجه أكثر إلى الأكاديمية .. لدرجة أن بعضهم وضع أجزاء من المناهج الدراسية كما هى ( نقل مسطرة ) .. وإذا تابعت منهج التحليل الموسيقى .. وبعض التحليلات التى يقدمها الدارسون .. ستجد نفسك أمام طلاسم ( لغير المتخصصين ) ..

لذا قررت بينى وبين نفسى .. أن أحاول تبسيط هذا العلم لأقصى حد .. وتقديمه فى أبسط صورة للمتلقى .. ليس بالضرورة أن يكون هذا المتلقى دارساً للموسيقى أو حتى يريد دراستها .. ولكن هناك فئة كبيرة تريد أن تتذوق وتستمع مع بعض الفهم .. ومن الظلم أن نعمل على تعقيد المسائل أمام هؤلاء .. بغرض إستعراض معلوماتنا أمامهم ..

وأنا شخصياً لا أحب إستعراض المعلومات .. كما لا أحبذ وضع البيض كله فى سلة واحدة ..

من السهل عليا أن أكتب كلاماً أكاديمياً يحتوى على مصطلحات ورموز .. قد لا يحتاجها المتلقى العادى .. بالرغم من أن هذه الطريقة تعطى القارئ إنطباع أنه أمام جهبذ من جهابذ الموسيقى .. وأستاذ كبير لا ينبغى مناقشته ..

ولكنى تنازلت عن كل هذا فى سبيل توصيل المعلومة من أقصر طريق ..

ولعلمك ياعم أدهم .. أن طريقتى هذه طالماً نالت من النقد والمناقشات من الأكاديميين وحاملى الشهادات ( بعضهم وليس كلهم بالطبع ) .. وبالرغم من ذلك .. فإنى لم ولن أتنازل عن أسلوبى وطريقتى فى عرض المعلومة .. وكل شيخ وله طريقة ..

أما عن تحليل الكلمات .. فلقد قررت ( عن إقتناع ) التنازل عن هذا الشرف لمن هو أجدر منى فى هذا المجال .. وأعتقد أن المنتدى به العديد من الأخوة الأفاضل دارسى الشعر وبحوره وتفعيلاته .. لأننى وبكل بساطة لن أستطيع مجاراة أو مناقشة هؤلاء فى تخصصهم .. أما عن الموسيقى .. فأنا لها ومستعد لمناقشة أى متخصص فيما ذكرته من تحليلات ..

تقبل كل تقديرى أخى العزيز لإتاحتك الفرصة لى لعرض وجهة نظرى ..

[mokhtar haider]

سمعت من هذه الأغنية أن لها تسجيلين

و أفصل بينهما في مقطع

غيروك علموك تنسى و تبيع اللي كان

في تسجيل أول يقولها مرتين فقط
أما في تسجيل ثاني فيقولها ثلاث مرات... و المرة الثالة سمبوقة بعبارة... آه.... قصيرة جدا... و جننت بهذه اللقطة... و لا زلت أجن في سماعها

أحببت هذه الأغنية كنت اسمعها و عمري 14-15 سنة (1960-1961) في أحد المسابح أيام أواخر االفترة الاستعمارية... كان معظم معتادي هذاالمسبح فرنسيين... و كم كنت فخورا بهذا الروعة التي لا تقارن بجمالها أمام ما كان يدور من أغاني فرنسية و غربية... و اقتنعت نهائيا من يومها أن صوت عبد الوهاب أجمل و أدق الأصوات في البشرية و في كل الأزمان... و لا زلت مقتنعا بهذا

و مما يقوله محمد عبد الوهاب في مذكراته أنه جمع في هذه الأغنية كل ما تعلم من مناهج و اتخذ من علوم موسيقية و أخذ من خبرة طيلة حياته الفنية منذ بداياته