عدنا بعد الفاصل ..
نسمع لازمة موسيقية جديدة .. من الحجاز
وتغنى أم كلثوم من الحجاز ( لا توحش النفس بخوف الظنون ) وتظل معه لنهاية المقطع
وهنا يحدث الجديد فى اسلوب اللحن .. إنتقل السنباطى مباشراً للمقطع التالى ( أطفئ لظى القلب بشهد الرضاب )
لم تعزف الفرقة لازمة موسيقية قبل المقطع .. برغم التحويل لمقام الراست
ولكن السنباطى لجأ لأم كلثوم نفسها .. لتنتقل للمقام الجديد
إسمعوا نهاية المقطع ( وماضى من ألوف السنين ) إسمعوا ( السنين )
سنجدها إستقرت وأطالت فى ( السنين ) .. لماذا ؟
لأن هذا الركوز جاء على درجة جواب الراست .. وذلك بغرض الإنتقال للراست بكل بساطة
لتغنى ( أطفئ لظى القلب بشهد الرضاب ) ..
ويلجأ السنباطى لتنوع الجملة اللحنية .. فيستخدم مقام السوزناك مرة أخرى عند ( وعيشنا طيف خيال .. فنل حظك منه قبل فوت الشباب )
نسمع لازمة موسيقية جديدة من الراست
وتغنى أم كلثوم ( لبست ثوب العيش لم استشر ) من الراست
وكالعادة .. لا يكتفى السنباطى بالراست وحده .. دون المرور ببعض النغمات خارج حيز المقام
ونحن نسميها ( عُرب ) لأنها لا تتعدى النغمة الواحدة .. أى لا يمكن أن نعتبرها نقلة مقامية
المهم أنه ينهى المقطع بالراست ..
يتوقف الإيقاع مرة أخرى .. وتغنى أم كلثوم ( فالت )
تغنى ( يامن يحار الفهم فى قدرتك ) من الهزام ..
ونسمع لازمة قصيرة من نفس المقام ( الهزام ) .. لتغنى الست ( إن لم أكن أخلصت فى طاعتك ) من الهزام
وتظل مع الهزام لنهاية المقطع ..
ونسمع نفس اللازمة الموسيقية السابقة من الهزام
لتغنى الست ( تخفى عن الناس سنى طلعتك ) من الهزام أيضاً
ويظهر أن الهزام أعجب السنباطى .. فإستقر عليه طويلاً .. ونفس اللازمة الموسيقية ..
وتغنى أم كلثوم ( إن تفصل القطرة من بحرها ) من مقام السوزناك
وتظل معه لنهاية المقطع ..
ولمن يريد أن يعرف السوزناك .. فهو مقام يجمع بين الراست والحجاز .. وإستقراره على درجة الراست
ويستعمل للعودة للراست بعد اللف والدوران بين المقامات
وأخيراً .. يعود السنباطى للتيمة الموسيقية الرئيسية .. والتى سبق وأن إستخدمها فى بدايات اللحن
لتغنى أم كلثوم ( ياعالم الأسرار علم اليقين ) .. من الراست .. بطريقة الفالت ( الغناء الحر )
ويدخل الإيقاع عند ( ياقابل الأعذار .. عدنا إلى ظلك .. فاقبل توبة التائبين ) وتنتهى القصيدة وينتهى اللحن
أرجو أن أكون وُفقت فى هذا التحليل المتواضع
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .