حسن حفار فنان نادر وجوده في العالم الموسيقي والفني وهو بحر زاخر في الصناعة الفنية , وشخصية لا تتكرر ...
لكنه وبرأيي (ملوان في شخصيته الفنية ) كمحطات الراديو .. يتقلب بين خمسين موجة ومحطة , وضمن أدائه... منها ما هو ردئ العرض ومنها ما هو متوسط ومعظمها جيد ومطرب ..
ومن هو مثلي , فله عنده وضمن الخمسين محطة تلك ( محطة قصيرة المدى ) أستمع وأطرب لها ثم لا تلبث لدقائق حتى تغيب ..
أحيانا .. يكون هو على موجة العجم عشيران والذي يحتاج هذا المقام إلى صوت مثل صوته , يمتاز بعرض الحزمة الصوتية وثخنها وامتلائها .. و يكون المستمع معه في غاية الإنسجام والتلاحم الحسي والشعوري .. ومن عذوبة أدائه وعظم سلطنته في العجم عشيران حيث يكون المستمع , لم يتشبع إحساسه بعد أو يكتفي ويقتنع .. فيذهب عمنا حسن حفار لينتقل منه وبأسلوب فجائي إلى بيات النوى (القاسي والجلف ) ليقول موالا أو سبعاويا ( إي .. إيه .. وين كنا ووين صرنا ) هذا التصرف هو أكثر ما يزعجني فيه ..
في هذا التسجيل والذي عرضه الأخ ( عمر البطش ) ..
نلاحظ جودة أدائه في البداية وعظم تفننه وهو يحاكي شخصية القراء .. ثم ينتقل انتقالية غير فنية أبدا ( تختلف فيه الطبقة وتنكسر , والإنسان ليس بمعصوم ) إلى محطات إذاعية أخرى .. كمحاكاته لجو ( الأذكار والزوايا ) ( ولون أهل المدينة المنورة في المديح ) ثم يأتي بجهاركاه لطيف يحاكي فيه محمد عبد الوهاب في بعض ما اشتهر عنه من مقاطعه وضمن هذا المقام ..ثم ..وثم .. إلى كوكتيلات وألوان مختلفة أخرى
حسن حفار هوبرأيي وبتقيمي له ( جَمْعُ الجَمْع ) لكن ليس له شخصية فنية موحدة بمعنى ( أنه يختص في الفن بتأديته لشيء عن كل شيء , ولا يختص بتأدية كل شيء عن شيء ) فهو يرضي كل الأذواق والشرائح , ولا يرضي مدرسة بعينها
************************************************** **
كان أستاذي في سنة 1988 , حيث تلقيت عنه عشرات الموشحات والمدائح , أمد الله في عمره وأبقاه ذخرا للفن وأهله