مرة كنا في سهرة مع مجموعة من الأصدقاء نلتف من حول شيخنا حسن الحفار الذي تعلم أصول الغناء في حلقات الذكر ثم تعب واجتهد حتى أتقن وأجاد فغدا ممتازاً.. وانتهت السهرة قبيل الفجر، فأراد أن يرجع ماشياً إلى بيته، وأحببت أن أرافقه، فمشينا معاً، لأنني قدرت أن لديه ما يقوله. وبالفعل فما إن ابتعدنا عن دار السهر حتى قال لي: لقد <<فتح>> صوتي، وإن لم أغنّ الآن فلسوف أختنق... اخترنا أن نتوجه نحو قلعة حلب. كان الهواء ندياً، والقمر بدراً، والسكون يلف الأمكنة، والقلعة تشمخ بكبر... ومهّدت للشيخ حسن بلحن أعرف أنه يحبه فانطلق يغني منتشياً وبأعلى صوته العريض، واكتفيت بدور الكورس... وظللنا ندور على الطريق الالتفافي الذي يطوّق حي القلعة، نغني ونغني ونغني حتى أذن لصلاة الصبح، فدخلنا المسجد وقد هدأت النفس منا، فصلينا جماعة، ثم عاد كل منا إلى منزله وقد ارتاح بعدما أطلق نشوته وهي في الذروة فحملتها نسائم الفجر إلى كل ناحية، هل عرفت حلب ومنشديها والغناء، يا سيدي؟
وصلة موشحات على مقام النهاوند من ألحان الشيخ عمر البطش
مُسجلة بصوت الفنان حسن حفّار وفرقته في معهد العالم العربي بباريس عام 1999
الموشحات:
١- رماني بسهم هواه رشا
٢- منيتي عز اصطباري
٣- سبحان من صور حسنك
٤- هات اسقنيها من يديك
٥- لما بدا يتثنى
٦- قلت لما غاب عني
٧- من يوم حبيت مابشوفش النوم