* : فى يوم .. فى شهر .. فى سنة (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 03h52 - التاريخ: 27/04/2024)           »          جوزيف عازار (الكاتـب : اسامة عبد الحميد - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h03 - التاريخ: 27/04/2024)           »          عبد اللطيف حويل (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 23h09 - التاريخ: 26/04/2024)           »          مُحيي الدين بعيون (الكاتـب : sol - آخر مشاركة : الكرملي - - الوقت: 21h45 - التاريخ: 26/04/2024)           »          نوت الأستاذ الهائف (الكاتـب : الهائف - - الوقت: 21h36 - التاريخ: 26/04/2024)           »          هدى سلطان- 15 أغسطس 1925 - 5 مايو 2006 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : ديمتري ميشال مل - - الوقت: 17h36 - التاريخ: 26/04/2024)           »          إعلانات زمان (الكاتـب : سامية - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 17h15 - التاريخ: 26/04/2024)           »          يوسف دهان (الكاتـب : محمد الساكني - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 16h09 - التاريخ: 26/04/2024)           »          احسان صادق (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h40 - التاريخ: 25/04/2024)           »          التخت العربى (الكاتـب : عصمت النمر - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 23h18 - التاريخ: 25/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > كلام في الأدب و الشِعر ( رؤى أدبية و نقدية )

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 30/01/2017, 14h12
caesar waleed caesar waleed غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:778295
 
تاريخ التسجيل: janvier 2017
الجنسية: سودانية
الإقامة: ليبيا
المشاركات: 19
Lightbulb حقيبة الفن السودانية

يسعدني ان يكون اول موضوع لي في منتداكم العامر عن حقيبة الفن السودانية
يتبادر الي ذهنكم من الوهلة الاولي ماذاء تعني حقيبة الفن ؟؟؟؟
للاسم قصة وسوف اسردها لكم.


محاولة لمعرفة حقيقة اغنية الحقيبة ولماذا سميت بحقيبة الفن

من عام 1918م الي اواسط الاربعينات قد عرفت بهذا الاسم الخالد نسبة للحقيبه التي كان يحملها الاعلامي المرحوم احمد محمد صالح
وبداخلها الاسطوانات التي كانت تحوي هذه الاغنيات ليعمل علي تقديمها عبر الاذاعه السودانيه *** هنا امدرمان***
وليس كماهو مغلوط وكثير من الناس بان كلمة الحقيبه قد اطلقت علي هذا الون من الغناء في فتره لاحقه وحديثه نسبة لتاريخ هذا الفن وان مصدرها في الغالب هو كلمة حقبه من الزمن

ونجد ان حقيبة الفن مليئة بي رواد الكلمه ورواد الغناء ونجد انهم هم الاساس بالنسبه للغناء السوداني او حجر الاساس للاغنيه السودانيه

ومن رواد الكلمه الذين اضافوا الي الاغنيه السودانيه الكلمه والاحساس الراقي والتعبير الجميل كثيرون ومنهم ود الرضي *ابو صلاح * ابراهيم العبادي * عبدالرحمن الريح *عبيد عبدالرحمن *عتيق *العمرابي * خليل فرح *الامي*حميدة ابوعشر


ونجد ايضا من رواد النغم غناء الحقيبه مثالا لا الحصر* كرومه اولاد توتي *سرور* خليل فرح *عمر البنا* عوض شمبات* ابراهيم عبد الجليل* التوم عبد الجليل*

ولابد هنا من الاشاره الي انه في البدايات الاولي للغناء السوداني كان هناك عازف من منطقة الشماليه وهو بشير الرباطابي وله تسجيل في اذاعة امدرمان وهي كانت قصيده للشاعر ابو صلاح ولها السبق في انها اول اغنيه حقيبة بصحبة الطمبور وهي:-

لوتجازي لوتسمحي *مني ريدك مابتمحي
بي خيول الشوق أرحمي *واروي دمعي البطمحي
بس عشوقك لاتقمحي *بي طريف العين المحي
بريض فاهم سر الوحي* الفي حواجبك بتلوحي
تمسي هجة ونور تصبحي *وفي قلوب الناس تربحي
ياالحمامة البتصبحي *بي فريعك بتميحي
كيف عزولك لاتروحي *وانت جنة ونار تقدحي
يازهير الروض فتحي *والنسيم بالطيب كتحي
من غصونك ماتبرحي *يوم تبكي ويوم تفرحي
المبكم بتنصحي *وبي نغيمك بتفصحي
هاك عقلي الطاش انصحي*وكان مغيب والان صحي


وكانت هذه الاغنيه من اوائل الاغاني لتي تسجل في الاذاعه السودانيه انذاك
ومن هنا ان شا الله ستكون لنا بقيه مع اغاني الحقيبه السودانيه ونماذج من الاشعار والشعراء باذن الله تعالى


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30/01/2017, 14h19
caesar waleed caesar waleed غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:778295
 
تاريخ التسجيل: janvier 2017
الجنسية: سودانية
الإقامة: ليبيا
المشاركات: 19
افتراضي رد: حقيبة الفن السودانية

سر خلود اغاني الحقيبة -

في هذه المساحة يتكلم الاستاذ/ اسامة احمد نور الدائم ويقول:

سوف نتحدث في هذا المقال عن أسباب خلود حقيبة الفن سواء من حيث تناول شعراء الحقيبة و الأدباء و المهتمين لهذه الأسباب أو لتناولنا لها نحن بالتحليل من حيث أساسيات الإبداع.

* نبدأ بسؤال أنفسنا هل كان لأي من هذا الثلاثي الشعر (الشاعر)، اللحن (الملحن) أو الأداء (المطرب) تأثير على خلود أغنية الحقيبة؟ و أيهما يغلب تأثيره على الآخرين؟ و ما تأثير التداخل بينهما؟ سوف نحاول الإجابة على هذه التساؤلات في الفقرة التالية:

الشعر صورة صادقة عن الذات أولاً ثم المحيط الذي تتصل به الذات اتصالاً وثيقاً حتى يعكس كل منهما الآخر وحتى يصعب إيجاد ذلك الفاصل أو ذلك الاتصال .

وعليه كان الشعر الجاهلي ولا يزال وثيقة ومرجع تاريخياً يفصل في الكثير من المسائل العالقة و المتعلقة ، ولذلك عندما يقدم الشاعر نصه فانه ينضح بما فيه من غصات وآهات ، فعلى الشاعر أن يكون نفسه أولاً ولا يدعي بما ليس فيه وألا كان مسخاً مشوهاً ولكل مبدع مفرداته التي هي حديقته الخاصة التي منها يقتات ومنها يشرب ومنها أيضاً يعطي ويبدع. و لهذه المفردة أكثر من معنى و قراءة و تأويل.

يذهب هذا المذهب عبد القاهر البغدادي (دلائل الإعجاز) حيث يذهب إلى شبيه ما ذهبت إليه بعض النظريات الغربية في النقد من أنه لا معنى أحادي ومحدد في الشعر، وإنما الشعر الجيد الذي لا يستطيع القارئ الإمساك بالمعنى فيه, أو لا يكون أحادي المعنى، بقدر ما يكون معناه ذا وجوه مختلفة، فيستطيع كل قارئ تفسيره تفسيرًا خاصًا به، ومختلفًا عن غيره، ولكنه يظل تفسيرًا صحيحًا في آن، يقول عبد القاهر:"وإنك لتُتعِبُ في الشيء نفسَك، وَتكُدُّ فيه فكرك، وتجهد فيه جَهْدَك, حتى إذا قلت قتلتُه علمًا, وأحكمتُه فهمًا، كُنْت الذي لا يزالُ يتراءَى لك فيه شُبْهة، ويَعرِض فيه من شك... وإِنَّك لتنظرُ في البيت دهرًا طويلاً وتُفَسِّره، ولا ترى أنَّ فيه شيئًا لم تَعْلَمه, ثم يبدو لك فيه أمرٌ خفي لم تكن قد علمته.

يذكرك بقول أبو صلاح:

فوق الجمال وقلنا وصابنا رمش العيــــــــــــن
شفنا السيوف تتجرد من عيون واسعيـــــــن
صاح وهبه فاقد عقله وكم جريح وطعيــــــــن
الناس جروحهم تسعه وأنا بي جروح تسعين
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30/01/2017, 14h23
caesar waleed caesar waleed غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:778295
 
تاريخ التسجيل: janvier 2017
الجنسية: سودانية
الإقامة: ليبيا
المشاركات: 19
افتراضي رد: حقيبة الفن السودانية

و مهما أختلف الرأي في شاعرية شاعر، فأن القارئ ليبحث عن شخصية شعرية واضحة المعالم عن طابع خاص، عن ملامح دفقة ممتزجة بحس رهيف، عن قصيدة لا تخسر شيئاً من جمالية الفن الشعري. ويعزف عن النظم التقليدي الباهت بحثاً عن القصيدة الأحفل بالوضوح والبساطة والأغنى بالحركة والتوهج والخصب في الرؤيا والتكوين ).

في المرحلة مابين بداية العشرينيات و منتصف الثلاثينيات و التي ننسبها إلى المدرسة الفنية الأولي (حقيبة الفن) احتلت الأغنية الفنية مكانا بارزا في بنية الثقافة الموسيقية القومية لبساطة شكلها الذي ميزها و شاعرية المضمون و وضوح الميلوديا مما ساعدها على الانتشار السريع بين كافة الأوساط الاجتماعية في المدن السودانية.

يتساءل البعض أين تكمن الصفات التي شكلت الجمالية الجديدة في الفن الغنائي؟ من الواضح أن ذلك يكمن في الأهمية الخاصة للنص الشعري الذي تضمنته الأغنية و في المقاييس المحددة لنوعية الموسيقى و في مستوى أداء المطرب)

لقد أصبح النص الشعري على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة لاغاني المدرسة الفنية الأولى (حقيبة الفن) الأمر الذي كان انعكاسا لعلاقة الثقافات المستخدمة باللغة العربية كعامل مهم في البناء الثقافي بما فيه الموسيقى.

كان الشاعر يلعب دائما الدور الأهم في ثلاثية : الشاعر – الملحن – المطرب، فقد كان الأكثر ثقافة، مع انه وجد بين شعراء هذه المدرسة بعض الشعراء الموهوبين و لكنهم أميون مثل محمد على عبد الله الأمي و على المساح و غيرهما، و يأتي الملحن في الدرجة الثانية مقارنة مع الشاعر فهو يجسد بالأصوات الموسيقية بناء و معاني و انفعالات مضمون النص الشعري. لقد جمع الموسيقيون الأكثر موهبة من حقيبة الفن بين وظيفة المطرب و وظيفة الملحن مثل كرومه و سرور أو بين وظيفة الشاعر و الملحن مثل عبد الرحمن الريح و أحيانا بين الشاعر و الملحن و المطرب مثل عمر البنا و خليل فرح الذي كان أيضا يعزف على العود بمهارة)

و لقد حدث صدام ما بين اصحاب هذه العناصر الثلاثة نتيجة للتنافس و لافتخار كل فرد بما يقدمه مما اثر فى كثير من الاحيان على درجة التعاون بين العناصر الثلاثة. يقول الموسيقار العالمى موتسارت بخصوص التعاون مابين الشاعر من ناحية و الملحن و المغنى من ناحية أخرى "يجب و بالضرورة ان يكون الشعر مطيعا للموسيقى فى الغناء" و لقد كانت هناك مدرستان نقيضتان احدهما تقول بما قال به موتسارت و الاخرى تقول بالعكس تماما. و لقد نشبت حرب ضلروس بين شاعر الحقيبة الفحل ابراهيم العبادى و الموسيقار اسماعيل عبد المعين إذ يقول العبادى " لولا شعرنا لما وجدتم ما تتغنون به" و يرد عليه اسماعيل بقوله " لولا موسيقانا و غنائنا لما سمع بشعركم احدا". و على نفس المنوال حدث تصادم مابين الشاعر اسماعيل حسن و الفنان محمد وردى)

يحلل الأستاذ عبد الحليم أبو قصيصة هذه العناصر الثلاثة فيقول"طبيعة العمل الفني الغنائي هي طبيعة إنتاج جماعي، حيث أنه عادة ما يتداخل في إنتاج العمل الفني الغنائي شخصين فأكثر، ورغم أنه في تاريخ الإنتاج الغنائي السوداني تجارب إنتاج كامل بواسطة شخص واحد، إلا أن ذلك لم يكن القاعدة بل الاستثناء، فضلا عن أن ذلك لم يعد ممكنا في الوقت الراهن بطبيعة الاتجاه نحو التخصص، وأيضا مع تطور وتعدد عناصر العمل الفني والتي كانت تقتصر سابقا علي الكلمة واللحن والأداء الصوتي. طبيعة تعدد عناصر العمل الفني الغنائي، وبالتالي تعدد المبدعين المشاركين في إنتاج العمل، تحرم العمل الغنائي من أن يخلق داخل مخيلة واحدة -مثل اللوحة أو القصيدة- وبالتالي فأنه ليس بمقدور أحد من المشاركين في إنتاج العمل الفني الغنائي تصور العمل بكامله من العدم داخل مخيلته منفردا. هذه الطبيعة تجعل تفاعل وتناسق وتكامل عناصر العمل الفني الغنائي مهمة صعبة بتعدد المشاركة فيه واختلاف طبيعتها ودرجتها ولكن هذا في النهاية ما يكسب العمل الفني الغنائي طعمه كعمل متكامل (أغنية) وليس كقالب يحتل فيه كل عنصر مكانا مستقلا داخل هذا القالب المشترك. لذلك في اعتقادي أن جودة عناصر العمل الغنائي منفردة لا تنتج بالضرورة عملا غنائيا جيدا، فالعمل الغنائي الجيد توليفة منسجمة ومتكاملة من جميع العناصر حتى ولو لم تكن أيا من العناصر بدرجة متفوقة من الجودة في الحالة المنفردة."
أثر أغنية الحقيبة على الغناء الحديث

الأغنية الحديثة اعتمدت في بناءها الشعري والموسيقى على حقيبة الفن و ما تأثرت به من الحان التم تم و إيقاعات النقرزان و اعتمادها في الأساس على الأصول السودانية المتجذرة في النفوس مما كان له أعمق الأثر في نجاحها و تقبل الشعب السوداني لها.

يقول المطرب عثمان حسين (: " أغنية الحقيبة أغنية حكم عليها الجمهور بالنجاح لأنها لا تزال تردد و تغني و الإقبال عليها كثير لأنها المرجع و الأصل و الهوية للأغنية السودانية.

فعندما بدأت الأغنية الحديثة كانت مبنية تماما علي أسس و قواعد أغنية الحقيبة شكلا و مضمونا مع التخلي عن النظام الذي كان سائدا و هو نظام الكورس. و كان الناتج أن خرجنا بأغنية متعددة المقاطع و اللونية و بالتالي استطعنا الحفاظ علي أغنية الحقيبة مع تطويرها فكان أن طرحت علي الساحة أعمال جديدة الألوان قريبة المضامين من أغنية الحقيبة"
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30/01/2017, 14h26
caesar waleed caesar waleed غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:778295
 
تاريخ التسجيل: janvier 2017
الجنسية: سودانية
الإقامة: ليبيا
المشاركات: 19
افتراضي رد: حقيبة الفن السودانية

و من هنا أقول إن نقل الأغنية من الحقيبة إلي الحديث عمل علي تطوير الأغنية مع الاحتفاظ بجانب مضمونها. و يظهر ذلك جليا في الجيل المتمثل في أحمد المصطفي ، الكاشف ، أبو داود، الشفيع، حسن عطية و عائشة الفلاتية".

و يقول إبراهيم احمد عبد الكريم في مقاله "تراثنا غير قابل للتحنيط" (جريدة سنابل- العدد 4- 10/6/96) :" لم يفرض أحد أغاني الحقيبة علي جهابذة الغناء الحديث و لكن جميع الذين أحدثوا النقلة إلي الغناء الحديث أمثال إبراهيم الكاشف و حسن عطية و احمد المصطفي و عثمان حسين و عثمان الشفيع و عبد العزيز محمد داود، تغنوا بأغاني الحقيبة و كبار الفنانين الذين جاءوا بعدهم أمثال عبد الكريم الكابلي و محمد وردي و محمد الأمين لم ينصرفوا عن أغاني الحقيبة. و حتى فرق الشباب المنتشرة في الأحياء تعتمد إلي حدود متفاوتة علي أغاني الحقيبة لا لشيء إلا لأنها تجد القبول عند المستمع السوداني و يستقبلها بارتياح تام". )

و يؤيد ذلك الدكتور الفاتح الطاهر بقوله إن أغاني الحقيبة جعلت من المواطن السوداني يشعر باتصاله مع تاريخ وطنه و مجتمعه و أن يشعر بالاعتزاز بثراء الإرث الثقافي للشعب السوداني.

أما الاستاذ عبد الحليم أبو قصيصة فيرجع أسباب الخلود إلى جودة و تكامل العمل الفني فيقول: "أنا لم أعاصر خليل فرح، لم أعاصر الكاشف، وليس لدي فكرة كافية عن تفاصيل حياتهم، أو حتى ملامح شخصياتهم، ولكنهم بداخلي في موقع القلب بسبب فنهم الذي تركوه لنا والذي ما فتئ يدهشنا، ومازال في الواجهة ليس فقط لأننا أمة مجترة فنيا، ولكن لأنه يمتلك مقومات البقاء، ولا أشك في أنهم سيعيشون في وجدان الجيل القادم والأجيال التي تليه لذات السبب؛ فنهم، إنه جودة وتكامل الأعمال التي قدموها، ووضوح وسطوع مشاريعهم الفنية ومقدرتها على الخلود، وهنا تبدو المفارقة، فالكثيرين ممن عاصرتهم (لا داعي لذكرهم)، ومنهم من لم يكن سيئا على المستوى الإنساني ولم يكن عابثا على المستوى الفني، لم ينجحوا – رغم ميزة المعاصرة - في خلق أي وجود بداخلي فنيا، ولن ينجحوا في ذلك، حتى الأحياء منهم، لأن مشروعهم الفني افتقر ويفتقر إلى الرؤية أو التجويد أو كلاهما."
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30/01/2017, 14h32
caesar waleed caesar waleed غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:778295
 
تاريخ التسجيل: janvier 2017
الجنسية: سودانية
الإقامة: ليبيا
المشاركات: 19
افتراضي رد: حقيبة الفن السودانية

خلود أغنية الحقيبة اعتمد علي عدة عوامل أسهمت بقوة في تثبيت أقدامه و غرس أشعاره و ألحانه عميقا في وجدان الأمة السودانية، هذه العوامل:

1- البلاغة و البناء الشعري
2- العامل الديني
2- العامل البيئي
3- العامل الثقافي و الاجتماعي
4- عامل الاحتكاك

البلاغة و البناء الشعري:
تركيب أغنية الحقيبة ):

ذكر الدكتور صلاح الدين المليك في كتابه ( فصول في الأدب والنقد ) أن بعض ما تمتاز به الأغنية السودانية القديمة من حيث الشكل هو إختلاف المطالع فبعضها يبدا بمناجاة الحبيب وبعضها بالشكوى من الهجر وتباريح الهوى والشوق وبعض منها يأخذ في تعداد محاسن الحبيب مباشرة ..مما ذكره الدكتور المليك يتضح أن شعراء تلك الأغنية لم يكن لهم نهج واحد مثلما كان عرب الجاهلية يفعلون بذكرهم الاطلال. وأوضح الدكتور مليك في كتابة المذكور: يختتم الشاعر أغنيته بالتحية والسلام يرسلها محسوبين حسابا مقوما باعداد لا يمكن حصرها بل يستحيل ويرسل معهما شوقه المتزايد وتعلقه الثابت الذي لا يحول ولا يتحول , المتجدد الذي لا يبلى وربما يصحب كل ذلك أحيانا دعاء الحبيب واعلانه عن التمسك به رغم الصد والجفاء وقد يتبعه جهر بقبول العذاب واستحلاء ألام الهجر واستعذاب حرقة النوى ولواعج الهوى من أجل حبه وتقديرا لجماله الفذ... وفي بعض الخواتم يعلن الشاعر عن قبوله الموت والرضا بالفناء شهيد حبه وهواه ...وواصل الدكتور المليك في كتابه ذاك قائلا : فالأغنية القديمة حينئذ تناولت أو تركبت من أجزاء ثلاثة :

(1) وصف الجمال الحسي والمعنوي.
(2) وصف الوجد وحرقة الجوى وألام النوى ونيرانه وبعبارة أخرى الهيام.
(3) تمجيد عفة المرأة واحتشامها وغيرة أهلها عليها وحفاظهم على سيرتها وسلوكها.

ونأخذ مثالا لكل واحد من الأجزاء الثلاثة أو مثالين:

الجزء الاول:
يقول خليل فرح بدري :
أمتى أراك يا الفريـــــــع الــــــــــــــوارف ضـــــــــراك
هل يصح يا غصين الأراك يا خزامنا الفايح شــــذاك
هل يصح يا الجل البراك أن امـــــوت وأن لا أراك

ويقول عتيق في قصيدته : ( ياروحي العزيزة )
لحن وأداء عبد الحميد يوسف :
قسما بي عيونك ما أستهواني دونـــــــــك
يا روحي العزيزة
كيــــــــــــــــــــــــــــــف يعجبني دونــــــــــك
وانا من بدري شاعر قلبي رهين سجونــــك
من آيات محاسنك استلهم فنـــــــــــــــونك
ومن يـــــــوم مـــــــــــــــــــا رأيتـــــــــــــــــك
أغويتــــــــــــــــــــــــــني وهويتــــــــــــــــــــك
في البرهة الوجيـــــــــــــزة يا روحي العزيزة
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30/01/2017, 14h40
caesar waleed caesar waleed غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:778295
 
تاريخ التسجيل: janvier 2017
الجنسية: سودانية
الإقامة: ليبيا
المشاركات: 19
افتراضي رد: حقيبة الفن السودانية

الجزء الثانى:
يقول الشاعر محمد على عثمان بدرى
مرضان باكي فاقد......فيكى علاج طبيبي
قالوا ترك سكونك .....يادار وين حبيبي

ويقول عتيق أيضا في قصيدة ( جسمي المنحول )
كتبها بكسلاعام 1930 ويغنيها اولاد شمبات :


جسمي المنحول براه جفاك يا مليــــــــح الزي
كيف حبى يحول و فؤادى معاك يا زينة الحي
حلمك يا جميــــــــــــــــــل أنا داني رحـــــــول
تركني هواك بين ميـــــــــــــــــــــت وحـــــــي

الجزء الثالث:
ويقول عتيق رحمه الله في قصيدته : ( من بعيد لي بعيد )
غناء عوض الجاك :

من بعيد لي بعيد وري العــــــين جمالك
لو لحظـــــــــــــــــــــــات قليلـة
من بعيد لبعيد لو سمحت ظروفـــــك
اسمــــــــــــــــــــــح لي أشوفــــــــــــــك
ومايكـــــــــــــــــــــــــــــون مني خوفك
أنا عاشق الفضيلة والمثل النبيلة
الحســـــــــــــــــن الاكيــــــــــــــــد
والحب المنزه عن اغراض وكيــــد
الروح والجمــــــال
والسحر الحــــلال
مع حسن الخلال
هم اعظم نفيلة - بل اكرم خصيلة في السودان اصيلة
بس بالله فيد - من حرماني ظلما ماذا تستفيد؟
يا اروع... مثال في الحيا والخصال
وعلى كل حال حرمانك وصـــــــــــال
روحك روح جميلة وللأخلاق زميله
ويقول ود الرضي :
محمي حيك ضاريات أسودك
كم غضنفر فاتكابو سودك
أنت هيبة ومين اليسودك
رغم أنف العازل حسودك
المها بتهواك يا خشيــــــف

اتصفت أغنية الحقيبة بالبلاغة حيث التزمت "لزوم ما لا يلزم" (القافية ذات الثلاثة أحرف) رغم صعوبته. و الدليل علي هذه الصعوبة هو ما تم اختلاقه حاليا من ما يطلق عليه "شعر نثري" بواسطة "الشعراء النثريين" الذين امتلاء بهم المكان و ذلك لعدم المقدرة على خلق القصيدة المقفاة التي تلتزم لزوم ما لا يلزم. و هذا الشعر النثري يفتقد لأدني مقومات الشعر و أرفض أن أطلق عليه شعرا.

يقول عبد الرحمن الريح في تفسيره لسر خلود أغاني الحقيبة " منذ عام 1910 و حتى نهاية 1940 كان من لا يعمل بالقانون الشعري لابو العلاء المعري "لزوم ما لا يلزم" لا يعد شاعرا مهما نظم و بالغ في النظم لان متانة القافية في رأيهم -خصوصا في الشعر الغنائي- تجعله قويا ذا جرس موسيقي يساعد علي إبراز الكلمات بواسطة اللحن و الأداء كما أنها تتيح للملحن الإتيان بلحن جياش يناسب قيمة الكلمة الشعرية الجيدة و هذا هو الطرف الخفي في أسباب بقاء أغنية الحقيبة و خلودها"

و التزم شعراء الحقيبة بالقافية "لزوم ما لا يلزم" ذات الثلاثة أحرف و ذهب بعضهم إلى ابعد من ذلك بالتزامهم القافية ذات الأربعة حروف مما يبين علو كعبهم و تمكنهم من اللغة. و كان الشعراء ينظمون قصائدهم و يحاولون جعلها أكثر صعوبة و ذلك بالتزام قافية ذات ثلاثة أحرف أو أكثر حتى يصعّب من مجاراتها أو لاختبار قدرات الشعراء الآخرين في المجاراة على نفس القافية.
و لقد ذكر الأستاذ عمر البنا في مقدمة ديوانه "الجوهر الناضر في الماضي و الحاضر" إن بداياته كانت في مجاراة الشعراء وكانت كل الأشعار مربوطة باللزوميات ولقد سبقهم في هذا المجال الشاعر يوسف حسب الله سلطان العاشقين والشاعر الفحل عثمان دوبيت وكان يجاريهم هو و أبو صلاح ..

"وكان الشعراء يلجئون للزوم ما لا يلزم الذي تنتهي القافية فيه بأربعة أحرف أو ثلاثة أحرف على الأقل، "وكان مبتدئ المجاراة يختار القافية الضيقة بغرض تعجيز الآخرين في المجاراة" وكانت تتم هذه الأبيات في منزل احد الأدباء والذي يقوم بدور الحكم ومن الأمثلة التي ذكرها عمر البنا إن الأستاذ محمد على عثمان بدري قال يصف محبوبته بالتدلل وإذا قابلها لا ترد عليه ).
ماحت بالصدود قلبي وحشاي ذوابه
زى صيدة الخلا المن الرصد هوابه
وسط القامه مقسومة وضميرها هوابه
تتبختر ابت ماترد على جوابــــــــه
ولقد رد عليه ابوصلاح مجاريا هذا البيت بالقافية والمعنى حيث قال ..
نيران الصدود لازلت اتكوابـــــــــه
وأنوار الخدود ليل هجري ما ضوابه
يلعب قلبي زى هبابه تتهوابــــــــــه
مقنية الضرى البى الحله ما لوابـــــه
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30/01/2017, 14h50
caesar waleed caesar waleed غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:778295
 
تاريخ التسجيل: janvier 2017
الجنسية: سودانية
الإقامة: ليبيا
المشاركات: 19
افتراضي رد: حقيبة الفن السودانية

وكانت مجاراة الشاعر عمر البنا ...
حليفة العفه الدايماً ملازمه صوابـــــــــه

مستورة القناع الخايفه من تـــوابـــــــه
أصلها من نشت ما اجتازت البوابـــــه
محال تنظر خدودها وتسمع استجوابه

كما جارى الشاعر العملاق ابو صلاح التي يقول فيها ):

وافر جيده ضاوى خديده حاجبــــه مقّرن
طرفه كحيل ثناياه الـــبروق لو فــــــرّن
ضامر و ردفه عالى صديره قطن التــرّن
كالهضليم غزير ديسه الضفاير جرن
فقال عمر البنا:

على قتل النفوس سيف لحظه حاد و ممـــــرّن
اما لهيجه احلى من سكر مصفى مـــــــــــدرّن
لو لاقاك باسم أو غاضب حواجبه انصـــــــرن
في كلا الحالتين تشوف منظر ملامحه يســــرّن

من القصائد الصعبة الملتزمة قافية الأربعة حروف مثل قصيدة احمد حسين العمرابى "اندب حظي أم امالى":

اندب حظي أم امالى.....دهري قصدني ماله ومالي
شوف الخيره يارمالى....أظن كاتبني عن عمالـــــــــي
عارض يعترض اعمالى.....أبنى وأملى ما تمالـــــــــــي
لا تقول ضعت من اهمالى ..أنا عامل الحزم رأس مالي
بس ايامى ما با سمالى......همومي الزايدة متقاسمالى
بين الناس حميدة افعالى....أصلى من الجناب العالي
حبك وحبي مانافعالى........يوم ينعوني لا تنـــعالى
قلبي المن الوساوس خالي.......اليوم انشغل ياخالى
لو كان في اللحد ادخالى....أحلى من العذاب ياخالى
دوام آيات محاسنك تالي......زيد في هجري لا ترتالى
مقسم عن هواك ما تالي..... طرفك بالهلاك أفتى لي
حبك كاتمه زاد انحالى......من فرطه الدموع فاضحالى
الشاقنى ومغير حالي..........حسنك واللهيج الحالي
هاك شكواي لو تصغالى..........العدو حن لي رقالى
سهران والدموع راشقالى.......وحياة حبي ليك يا غالى

شعراء الحقيبة في سعيهم الدءوب لاختراع المعاني البليغة و الألفاظ الجزلة لم يتوانوا عن تثقيف أنفسهم بدرسة القرآن الكريم أو مجالسة الذين درسوه كما أطلعوا على التراث الأدبي العربي والأوربي و قاموا بقراءة أمهات الكتب و أصول اللغة و البلاغة و الثقافة العامة مما جعل الفاظ وتعابير اغنية الحقيبة جيدة السبك و عالية اللغة رغم أنها مأخوذة من القاموس الشعبي لهذه الأمة وكمثال لأغنية حقيبة، قصيدة خليل فرح ) :

شوف عناقيد ديسا تقول عنب في كروم
شوف وريدا الماثل زي زجاجـــــــة روم
القوام اللادن والحشــــــا المبـــــــــــــــروم
والصدير الطامع زي خليج الـــــــــــــروم

عرف خليج الروم وشبه به ... وقد ذكر المرحوم علي المك في كتابه ديوان خليل فرح كلمة ( روم ) وقام بشرحها حيث ذكر روم هنا هي Rum ضرب من الخمرة ووضح بذلك أن الخليل كان على علم بلغة أجنبية غير العربية وهي الانجليزية واستفاد منها وأستخدم ألفاظها في قصائده مما يدل على إطلاعه الواسع وتمكنه من ناصية اللغة العربية.

كما كان الشاعر سيد عبد العزيز يغشى مجالس العلم و اللغة العربية فى حلقات المعهد العلمى و كان كثير الاطلاع حاد الذكاء فجاء شعره لوحة بارعة من الاتقان اللفظى و المعنوى. و تتجلى ثقافته و أطلاعه على التراث و التاريخ فى هذه الامثلة:


ما بهم كلام ناس زيد .. قلبى الهلالى ابو زيد
و كذلك

سيدة وجمالها فريد ... خلقوها زى ماتريد

وماتريد هذه ملكة جمال اليونان(البعض يقول بانها ملكة جمال اثيوبيا) في ذلك الزمان و هو لايعنى المعنى القريب الذي يتبادر إلى الذهن أنها خلقت كما تريد و لكن انها خلقت كملكة جمال اليونان. و يفسر البعض عجز البيت هذا بمعناه القريب.


و لا نعرف كيف عرف أن مياه مضيق البسفور تتدفق على الشاطئ أن زادت السفن في سرعتها

فريد حسنك و دلك موفور *** و انا دمعى يجر مجرى البسفور

و كذلك:

لحاظها تخيف قائد المليون *** و ترهب عنتر و نابليون
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 30/01/2017, 14h55
caesar waleed caesar waleed غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:778295
 
تاريخ التسجيل: janvier 2017
الجنسية: سودانية
الإقامة: ليبيا
المشاركات: 19
افتراضي رد: حقيبة الفن السودانية

معظم شعراء الحقيبة بدؤوا أشعارهم – ما عدا قليل منهم- بالمجاراة و هو ما أطلق عليه ابن رشيق "التوليد" سواء بالمعنى فقط أو بالمعنى و القافية ثم تطوروا إلى اختراع المعاني الجديدة غير المسبوقة و الألفاظ البديعة.

كان أبو صلاح على رأس المدرسة التشكيلية في الشعر الغنائي السوداني فتجريده للأشياء هو إضافة للحقائق وكل حسناء وصفها دلت بحسنها عن نفسها . ولا يفتن أبو صلاح بتكرار الألفاظ فمعجمه واسع وكأنه ينسي اللغة فهو أقرب إلي شكسبير الذي لا يكرر ألفاظه لذا يقولون عن شكسبير أنه أشخاصا كثيرين لأنه لا يكرر رواياته ولكل رواية لغتها الخاصة وهكذا كانت أغنيات وقصائد أبو صلاح. )

يقول ابن رشيق القيرواني في كتابه "العمدة في محاسن الشعر وآدابه": "التّوليد هو أن يستخرج الشّاعر معنى من معنى شاعر تقدّمه؛ أو يزيد فيه زيادة, ... والاختراع خلق المعاني التي لم يُسبق إليها... والإبداع إتيان الشاعر باللفظ المستظرف الذي لم تجر العادة بمثله... فصار الاختراع للمعنى والإبداع للّفظ، فإذا تم للشاعر أن يأتي بمعنى مخترعٍ في لفظ بديعٍ، فقد استولى على الأمد"

و يقول الأستاذ الحسين الحسن: " أغنية الحقيبة تعبير عن قيمنا و أصالتنا و موروثاتنا و جمالياتنا. فهي الأساس لكل ألوان الغناء السوداني و هو كشعر لا يقل عن قصائد المعلقات من ناحية الوزن و القافية. و أغنية الحقيبة توافرت فيها عناصر الإبداع، فهي متجددة عميقة الأثر نفاذة الصدى." )

إن العامل المؤثر في لغة أي شاعر هي روح الكلمة، والقدرة اللغوية تظهر عند الشاعر المبدع ركيزة ثقافية ذات قدرة بنائية خلاقة في اختيار الألفاظ المناسبة والحرص على تفجير روح الكلمة فتحس وأنت تقرأ قصائده أنه أمتلك ناصية اللغة التي تحمل التعابير غير المستنزفة والمفردات المتصلة بصميم تجربته الحياتية والشعرية كما تمتلك رهافتها بحيث تشعر أن الأداء اللغوي للقصيدة يثير فيك استجابات فنية وعاطفية بفعل اللغة الطيعة وتعاملها الرهيف مع الكلمات وان الذي يحدد قيمة الألفاظ في تقدير الناقدة – إليزابيث درو- ليست بساطتها أو جلالها وإنما الطاقة أو العاطفة أو الحركة التي يسبغها الشاعر عليها مثال لذلك قصيدة "خمرة هواك" للعبادى
خمرة هواك يا مي صافية وجلية.....هي اللاعبة بالألباب لا البابلية
دقة الوصف وجمال التعبير و تجسيد الرؤية هذه سبكها أبو صلاح في قصيدته "لحظك الجراح". و لقد عبر فيها بصدق و أحاسيس دافقة عن ما يراه و يجسد معاني تجربته و رؤيته الوجدانية بألفاظ غاية في الدقة و البلاغة و عند قراءة قصيدته تكاد تقسم انك كنت معه حينما خاض تجربته تلك و تحس إحساس حقيقي بالنظرة الجانبية السريعة اللماحة من هذه الجميلة و ما تحدثه من جرح.

لحظ الـجراح أذاي فـيــه *** وفــيه الـطــــــرب والــــــــراح
مــنـــــــــــــايـا زهــرة الأفـراح *** للـــقــلــوب ســــــــــــــرّاح
مبتعد شي عجيب مسجـون وعنده سراح *** بيّ ضاق الكون لا أجد له براح
مـني فـارق وشال نوم عــيوني وراح *** عـمـري أضحي مـبــــــاح
في الغـرام لا اقـصد غير لـقاك إرباح *** سـرّي لـيــك يـُـبــــــــــاح
وفي الظـلام تتـبسم وليـلي يبقي صباح *** لـيــك مــغـرم صـــــــاح
يا خـلاصة حـسن العـجم والفــصّـاح *** بــي جـنــون يـا صـــــاح
مـن بـعادك هـل بي قربـك القي نصاح *** جــيــش غــرامـك زاح
هـدّ حـصـن المـهجة ولي دماي نزّاح *** عـقـلــي كــاد يـنــــــــزاح
وقولـّي هــجرك جـد يا جافي ولاّ مزاح *** لـيــك مــحـيّ وضّــــاح
وليك جـبين بي نـور ماء الجمال نضّاح *** والـــدمــع فــضّـــــــــــاح
بي سـر غرامي البي تعلمبو دون ايضاح *** تــعـبـت الاصــفـــــــاح
وطرفي جافي النوم من طيب عبيره الفاح *** بـيــن جــفـونه صفاح
وفي بسيمو عقـــــــد الـــــــــــــــــــــدر *** في صـدره جوز تفـــــاح


و كذلك قصيدة "أنا في التمني" الذي عند قراءتها ترى أمامك ما وصفه الشاعر و تحس انك حاضر في جلال المناسبة و لا تستطيع أن تمنع نفسك من الإحساس بوجود كل الوقائع من حولك و أن تتلمسها وتحسها بل تستطيع أن تتنسم عبق المكان.

أسود شعره حالك أما صفاره فاقــع *** تتلاصف خدوده لا حجاب لا براقــع
يفر خيط بسمه يشبه برقا ليله هاجـع *** اقيس الفم بودعة و القى الودع واسع
أقيس الليل بشعره وألقى الفرق شاسع *** أشوف لعسه ونواعسه جل الباري صانع
يرفع ناعساته و يسبل نظـره واقــع *** أشوف في خده شخصي وفي صدره المصارع
داير أشوفه غافل داير أشوفه جازع *** محنن بدون قنلّة وحد و توبــه واقــــع
يتغطى بسواعد و يحنو كأنه واجـع *** يلتجئ بي مرافقه..وأطـراف المضاجع

كما يرتفع الشعر في قصائد الشاعر الحقيقي إلى درجة توضح قدرته الأصلية على الخلق الشعري والرؤية المركزة وقدرته على توليد الصور ببصيرة حساسة تستخدم رموزها وبدلالة قيمة في بلاغة القصيدة ذات التعبيرية العالية .فان قدرة ود الرضي و كثير من شعراء الحقيبة على خلق الصور و تجسيدها في قالب بسيط و سهل إلى درجة خلق تجسيد حسي في نفس القارئ تجعل منهم شعراء حقيقيون متميزون.

و القصيدة السابقة جاءت مليئة بالمعاني العميقة و الألفاظ الجزلة وكما جاءت موزونة و مقفاة. و نجد أن هذه العناصرالأربعة التي أتى بها ود الرضي توصف عند علماء الشعر باساسيات الشعر.

فيُعرِّف ابن رشيق القيرواني الشعر في الإطار ذاته الذي وضعه ابن قتيبة من قبل، قائلاً: "الشعر يقوم من بعد النية من أربعة أشياء، وهي: اللفظ, والمعنى, والوزن، والقافية.

يقول ابن طباطبا العلوي في كتابه "عيار الشعر" متحدثا عن أهمية المعنى في الشعر "فمن الأشعِار أشعارٌ محكمةٌ متقنةٌ, أنيقَةُ الألفاظِ، حكيمةُ المعاني، عجيبةٌ التأليف، إذا نُقِضَتْ وجُعِلت نثرًا لم تُبْطلْ جودةُ مَعَانيها، ولم تفقد جزالة ألفاظها. ومنها أشعارٌ مموهةٌ مزخرفةٌ عذبةُ، تروقُ الأسماعَ والأفهامَ إذا مرت صَفْحًا, فإذا حُصِّلتْ وانتُقِدتْ بُهرِجَتْ معانيها، وزُيِّفَتْ ألفاظُها، ومُجَّتْ حلاوَتُها، ولم يَصْلُحْ نَقْضُها لبناءٍ يُسْتَأَنَفُ منه ..." و يسلك د.عبد الله الطيب مسلك ابن طباطبا في نقد الشعر.

و قصيدة "انا في التمنى" - من ناحية المعنى- أذا حللّتها و فككت أسرها من البناء الشعري و جردتها من الصياغة الفنية اى أصبحت نثرا فلا تزال تشدك حلاوتها و جمال صياغتها و معناها.

وفي السانحة الاخري سوف انشر لكم اشعار شعراء الحقيبة واتمني ان اكون قد عرفتكم بشعر الحقيبة
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 30/01/2017, 20h52
رضوان حسن عبد الحليم رضوان حسن عبد الحليم غير متصل  
مواطـن مسـاهم
رقم العضوية:502847
 
تاريخ التسجيل: mars 2010
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 255
افتراضي رد: حقيبة الفن السودانية

انت عايز قاعده على روقان بعد كاس الأمم استمتع بما كتبته و بما تناقشه فهو رائع المحتوى جميل المستوى ذدنا بالله عليك
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 01/02/2017, 05h42
Mohammed sidik Mohammed sidik غير متصل  
مواطـن مسـاهـم
رقم العضوية:770255
 
تاريخ التسجيل: juillet 2016
الجنسية: سودانية
الإقامة: الإمارات
المشاركات: 1
افتراضي رد: حقيبة الفن السودانية

جميل جدا أن نشاهد هذه الإطلالة البديعة عن تاريخ الفن في السودان و لا شك بأن حقيبة القيصر مليئة بالنفيس و القيم من هذا الفن.و كم أتمنى من كل عشاق حقيبة الفن أن يبرزوا في هذه المساحة كل بما لديه من معلومة أو اغنية أو قصيدة لنعرف بها و نستمتع بعبقها الجميل
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 08h30.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd