* : عبد الغني السيد- 16 يونيو 1908 - 9 ديسمبر 1962 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 09h53 - التاريخ: 16/04/2024)           »          محمد مرشان (الكاتـب : نوسة الفرجانى - آخر مشاركة : خالد القرقوري - - الوقت: 06h27 - التاريخ: 16/04/2024)           »          عادل عبد المجيد (الكاتـب : عادل النعاجي - آخر مشاركة : خالد القرقوري - - الوقت: 06h27 - التاريخ: 16/04/2024)           »          عطية محسن (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : خالد القرقوري - - الوقت: 06h25 - التاريخ: 16/04/2024)           »          مع الموسيقى - برنامج إذاعي (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 00h31 - التاريخ: 16/04/2024)           »          معانينا في أغانينا (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 22h40 - التاريخ: 15/04/2024)           »          عفاف راضي- 5 مايو 1954 (الكاتـب : الباشا - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 19h33 - التاريخ: 15/04/2024)           »          عصمت عبدالعليم- 15 فبراير 1923 - 19 يناير 1993 (الكاتـب : سيادة الرئيس - آخر مشاركة : benarbi - - الوقت: 19h23 - التاريخ: 15/04/2024)           »          كنعان وصفي 1932-2000 (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : غريب محمد - - الوقت: 17h52 - التاريخ: 15/04/2024)           »          أغنية مشهورة (الكاتـب : الأكاديمى - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 17h29 - التاريخ: 15/04/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #11  
قديم 02/11/2008, 22h58
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي مجالس العلم

أستاذنا الجليل ، الدكتور أنس ... المحترم
يمنعني شرط التأدب في مجالس العلم ، الإنصات ...
من التعليق هنا
أنت لست بحاجة ، إلى نافلة القول
زِدْ أزادك الله
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 03/11/2008, 05h20
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,297
افتراضي

أستاذى سيد بك أبو زهده
أخى حارس الفنار .. الذى راسلنى على الخاص
أخى رائد المصرى
لا أعرف طريقة أوفيكم بها ما لكم من حق على فى شكرى لحضراتكم .. فاعذرونى .. وأرجو أن تسامحونى على أى هفوة فى لفظ أو عبارة وسأكون سعيد بأى تصويب لكلمة أو عبارة تصلنى على الخاص ..

__________________
إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن
ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفن
نجيب سرور

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 19/05/2011 الساعة 10h09
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 03/11/2008, 05h20
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,297
افتراضي

قالت أم حبيبه ......
ــ فى مصر . نعم حط الكوكب هناك .. فى أرض الكنانه .. فى مصر .. ثم .. لم أشعر بعدها إلا وأنت تنادينى .. فانتبهت .. لأراك واقفا أمامى ..
ما كادت تنتهى من سرد رؤياها حتى ساد أرجاء المكان صمت عميق لم يكن يسمع فيه سوى صوت أنفاسهما وهى تتردد فى جنبات الردهة الضيقه .. راح إدريس فى تفكير عميق قطع الصمت بعده قائلا وقد لمعت عيناه وبدت على وجهه علامات الفرح والذهول معا وعلى شفتيه ابتسامة صافية تنبئ عن دخيلة نفسه وما يعتمل فيها من مشاعر البهجة والسرور
ــ ما شاء الله فهمت ورب الكعبة تأويل رؤياك ..
ــ ماذا فهمت يا رجل ؟!.
ــ أتدرين يا أم حبيبه تأويل رؤياك هذه ؟!.
هزت كتفيها قائلة ....
ــ أنى لى ذلك .. لا دراية عندى ..ولا معرفة لى بمثل هذه الأمور !.
ــ لكنى أعرف .. وسأخبرك بتأويلها إن شاء الله ..
ــ تكلم يا رجل ؟!.
ــ إن صدقت رؤياك .. فإنى أبشرك بأعظم بشرى ..
ــ أى بشرى يا رجل .. تكلم .. شوقتنى ؟!.
ــ الجنين الذى تحملينه بين أحشائك .....
ــ ماذا به ؟!.
ــ لا تنزعجى يا امرأه .. سيكون له شأن كبير ..
ــ ماذا تعنى ؟!.
ــ إنه عالم قريش .. أجل عالم قريش المنتظر .. إنه لم يظهر بعد حتى اليوم .. أتدرين يا أم حبيبه من يكون عالم قريش ؟!.
نظرت إليه ذاهلة لا تجد ما تقوله وقد عقدت الدهشة لسانها فأردف قائلا غير منتظر جوابها ......
ــ إنه عالم قريش الذى أنبأ به رسول الله [صلى الله عليه وسلم ] وأخبر عن مقدمه قبل مائة وخمسين عاما ..
ــ ما هذا الذى تقوله يا إدريس .. مالك اليوم تلغز فى كلامك هكذا !. لا أفهم شيئا مماتقول . ليتك تفصح عن قصدك .. أو تزيدنى فهما وإيضاحا ؟!.
ــ لا عليك .. سأشرح لك الأمر ..
ــ وأنا كلى آذان صاغيه ..
ــ كان بعض الصحابة على عهد النبى [صلى الله عليه وسلم ] يسبون قريشا لما يرونه من إيذائهم له .. فغضب من ذلك ونهاهم عنه قائلا لهم : " لا تسبوا قريشا فإن عالمهم يملأ أطباق الأرض علما . اللهم كما أذقتهم عذابا فأذقهم نوالا " ... أفهمت يا أم حبيبه قوله [صلى الله عليه وسلم ] " فإن عالمهم يملأ أطباق الأرض علما " . أفهمت ؟!.
ــ أبدا.. لم أفهم بعد !. ما علاقة هذا الذى تقوله .. بالرؤيا التى رأيتها ؟!.
قبل أن يجيبها أردفت وهى تسبح بعينيها إلى الفضاء البعيد وكانت امرأة ذكية لماحه
ــ آآآآآآآآآآآآه .. فهمت .. فهمت الآن ..
ــ هيه .. ماذا فهمت ؟!.
ــ تعنى بكلامك هذا أن الكوكب الذى رأيته فى منامى وهو يدور حول مكة وبلاد العرب .. ثم يحط فى مصر هو ذاك العالم القرشى الذى تنبأ بمقدمه النبى [صلى الله عليه وسلم ] والذى لم يظهر بعد ؟!.
ــ أجل هو ذاك تماما يا ابنة الأزدى ..
ــ يا ربى !. ما أعجب كلامك يا إدريس إنه لأمر عجيب والله . لا أكاد أصدق . حقا لا أكاد أصدق !.
ــ ستثبت لك الأيام صدق مقالتى باذن الله .. بل أقول لك ما هو أكثر من ذلك ..
ــ ماذا تعنى ؟!.
ــ لتعلمى يا أزديه أنه يوم يموت عالم يولد آخر .. تذكرى جيدا تلك الكلمات وإياك أن تنسيها .. يوم يموت عالم يولد آخر ....
فى اليوم التالى ذهب إدريس والسعادة تغمره إلى مكان عمله المكلف به فى الثغر شاعرا بالنشاط والقوة يدبان فى جسده النحيل . كان للرؤيا التى رأتها زوجته أثرها الكبير عليه وكأنما شرب بها إكسير الحياة .. بدا منتشيا على غير عادته حتى أن إخوانه لاحظوا تغير أحواله . أخذوا يداعبونه ظنا منهم أن سعادته بسبب المولود الذى ينتظر قدومه بعد طول انتظار وكان أكثرهم مداعبة له صديقه الأنبارى . كانوا يحبونه لدماثة خلقه وطيبته ويحفظون له قدره ومكانته لمعرفتهم بنسبه الشريف وقرابته لآل بيت رسول الله [صلى الله عليه وسلم ] . أخذ يجاريهم فى حديثهم مستسلما لمداعباتهم .. وقد كتم عنهم حكاية الرؤيا التى رأتها امرأته ..

.... خمسة شهور وبضعة أيام مضت بحلوها ومرها مذ رأت أم حبيبه هذا المنام العجيب . وفى ليلة الجمعة الأخيرة من شهر رجب للعام الخمسين بعد المائة الأولى للهجره بدأت تشعر بآلام المخاض التى أخذت تزداد وتتقارب ساعة بعد أخرى وهى تتحامل على نفسها وتكتم آلامها عن زوجها حتى لا تشق عليه أو ترهقه من أمره عسرا .. هى أكثر من يعلم رقة حاله وضعف صحته . كلما سألها عن أحوالها تجيبه كل مرة أنها بخير حال وأنها لا تعانى من أية آلام . إلا أنه أدرك أخيرا من هيئتها والعرق الغزير الذى كان يكسو وجهها ويتساقط تباعا على خديها أنها لا تصدقه القول . وأنها تحتال لكى تكتم عنه آلامها وتخبئ شكواها فى صمت نبيل بين ضلوعها ..
لم يحتمل أن يراها على تلك الحال تعانى آلام المخاض وحدها فى صمت وجلد دون معونة من أحد يشد من أزرها ويخفف عنها ما تعانيه . تسلل فى خفة خارج الدار دون أن تشعر به حتى إذا صار خارجها أخذ يهرول لاهثا فى الطريق والظلام الدامس يلف المكان بأستاره الداكنة السوداء باحثا عن إحدى جاراتهم لتكون معها فى تلك اللحظات العصيبة الحرجه تشد من أزرها وتخفف عنها آلامها . لم يجد أمامه إلا دار صاحبه وزميله أبو عبد الرحمن .
أخذ يطرق الباب على استحياء طرقات خفيفة حتى خرج إليه أخيرا يمسك فى يده مصباح ذو فتيل يخرج منه شعاع ضوء خافت . تفرس صاحبه فى وجهه وهو يفرك عينيه . أدرك من ملامحه أن وراءه أمرا مهما . سأله متلهفا وهو يغالب النعاس عما به . أخبره بالأمر وطلب إليه أن يأذن لام عبد الرحمن أن تأتى معه لتكون إلى جوار أم حبيبه فى تلك الساعات العصيبه ..
إستجاب له صديقه فى الحال . دخل إلى الدار وهو ينادى على امرأته التى كانت تغط فى نوم عميق ..
استيقظت أخيرا من نومها .
. طلب إليها وهى تفرك عينيها فى محاولة منها لطرد النوم عنها أن تعد نفسها على عجل للذهاب إلى جارتها أم حبيبه . لم تمض غير لحظات حتى كانت أم عبد الرحمن إلى جوار صاحبتها بعد أن أذن لها صديقه وهو يشد على يديه مهدئا من روعه داعيا الله له أن تقوم امرأته سالمه ..

أخذ الوقت يمضى حثيثا قاسيا عليه كأنما عجلة الزمان توقفت عن سيرها وهو لا يكاد يهدأ فى مكان أو تعى قدماه مكانهما من الأرض . تملكه شعور خفى أن الردهة الضيقة التى يتحرك فيها تضيق من حوله أكثر وأكثر وتزداد ضيقا على ضيقها . وأن حيطان الدار تتقارب وتتقارب حتى تكاد أن تخنقه وتكتم أنفاسه . قادته عيناه إلى النافذة الصغيرة مصدر الهواء الوحيد فى الدار . هرع إليها وهو يتعثر فى خطواته . إرتعشت يداه وهما تقبضان على المزلاج باحثا عن نسمة من الهواء شعر أنه يفتقدها . هبت عليه نسمة من نسمات الليل البارده . أخذ يمسح العرق المتراكم على جبهته رغم برودة الليل . أعاد غلق النافذة مرة ثانية وعاد يروح جيئة وذهابا فى الردهة مرة أخرى إلى أن غلبه التعب وأدركه النوم رغما عنه . إستسلم أخيرا وراح فى سبات عميق مسندا ظهره فى الردهة على باب الغرفة التى ترقد فيها زوجته ..
هب من سباته مرة واحدة وقد تملكه الذعر من صراخ زوجته الذى شق سكون المكان وملأ أذنيه .. ما كادت قدماه تستقران على الأرض وهو يفرك عينيه ذاهلا حتى سادت لحظة صمت عميق تبعها بكاء المولود المتواصل . تسارعت دقات قلبه وتلاحقت أنفاسه وبريق رؤيا زوجته يلمع أمام عينيه والأمانى تتراقص فى نفسه وقد تملكته مشاعر غامرة من الفرح والسرور ..
خر مكانه ساجدا لربه باكيا بكاء الفرح والسرور ولسانه يلهج بالثناء والشكر لمولاه مبتهلا ومتوسلا أن يكون المولود ذكرا يحقق رؤيا زوجته ويكون هو عالم قريش الذى لم يأت بعد والذى تنبأ بمقدمه رسول الله [صلى الله عليه وسلم ] . يجالس العلماء وهو ينهل من علومهم . يبحث عن الحكمه وينشر معارفه بين الناس حاملا لواء السنة ويخط بريشته علوم الأصول ..
لم يمض غير قليل من الزمن حتى جاءته أم عبد الرحمن مهرولة وعلى شفتيها ابتسامة عريضة والفرحة ملئ وجهها وهى تزف إليه البشرى .....
ــ أبشر أيها الجار الطيب جاءك الولد . سبحان الله كأنه قطعة منك ..
رد عليها بصوت متهدج باك .. خرج متقطعا من بين دموعه التى انثالت على خديه رغما عنه .. وهو لا يكاد يصدق ما تسمعه أذناه ....
ــ الحمد لله الذى عوضنى بعد طول انتظار .. وقرٌ به عينى ..
لم يلبث أن سألها متلهفا ...
ــ كيف حال أم حبيبه ؟!.
إبتسمت قائلة ....
ــ بخير حال إن شاء الله ..
ــ هل لى أن أراها الآن ؟!.
ــ لا ليس بعد .. لا تعجل .. إن هى إلا لحظات وتراها .. وتملأ عينيك من ولدك أيضا ..
وبينما هو يتمتم فى سره كلمات الحمد والثناء فوجئ بأم عبد الرحمن تسأله والبسمة لم تزل ملئ شفتيها ...
ــ هل يا ترى اخترت للمولود إسما ؟!.
سرح بخياله قليلا ثم أجابها ...
ــ نعم يا أم عبد الرحمن إخترت له خير الأسماء ..
ــ محمد .. أليس كذلك ؟!.
ــ أجل أجل .. محمد .. محمد بن إدريس .. الجيل التاسع لجدنا العظيم .. المطلب بن عبد مناف .. عم عبد المطلب جد النبى [صلى الله عليه وسلم ] ..
ثم أخذ يتمتم محدثا نفسه : لعله يكون عالم قريش الذى لم يأت بعد ..
نظرت إليه مستفسرة وهى فى عجب من كلامه ثم سألته وهى تهم بالخروج ....
ــ هل من خدمة أخرى أؤديها لكما قبل أن أعود إلى دارى يا أبا محمد ؟!.
ــ شكرا لك أيتها الجارة الطيبه .. بارك الله فيك وفى زوجك وولدك ..
ردت وهى فى طريقها إلى الباب ....
ــ بارك الله لكما فى ولدكما محمد وتصبحون على خير إن شاء الله ..


بضعة شهور مضت على مولد الشافعى والأمور تسير على ذات المنوال . يذهب الرجل إلى عمله فى الثغر وبعد أن تنتهى نوبته يعود إلى داره يمارس أعماله اليدوية الأخرى . وفى أيام راحته من وردية العمل يتوجه إلى السوق حاملا على ظهره ما صنعته يداه ليقوم ببيعه . لم يكن ذلك النتاج إلا قليلا من الحبال وأربطة الكتان مما يحتاجه الصيادون فى الثغر والتى كان يجدلها مستعملا أصابع قدميه ويديه ..
عاش الزوجان فى سعادة ورضا لا شئ يعكر صفو حياتهما بعد أن آنس وحدتهما وغربتهما ذلك المولود الذى ملأ حياتهما بهجة ومرحا وأيامهما فرحة وسعاده . لكن كما يقولون .. بعد صفو الليالى يحدث الكدر . بدأت معاناة إدريس تزداد مع آلام المرض شيئا فشيئا وأخذت ألامه المبرحة تتصاعد وتتقارب يوما عن يوم . لكنه أخذ يتحامل على نفسه وجاهد كثيرا ليكتم آلآمه مجدا فى السعى على الرزق لإطعام الأم ووليدها . والأيام تمضى تترى ومقاومته تضعف وصحته تخور يوما بعد يوم أمام قسوة المرض وضراوته .. حتى صار بعد بضعة أشهر من ميلاد ولده محمد جسدا نحيلا هزيلا أسير الفراش بلا حول ولا قوه ..
وفى ليلة قاتمة شعر أنه صار من الموت قاب قوسين أو أدنى وأن ساعة الرحيل قد قربت . أخذت أنفاسه تضطرب وتتلاحق وهو ينادى بصوت خافت واهن على أم ولده بينما هى راقدة فى سكون إلى جواره ..............
ــ أم حبيبه . أم حبيبه . يا أزديه ؟!.
فتحت فى الحال عينيها وردت فى وجل وإشفاق .........
ــ خيرا أبا محمد . كيف حالك الآن !. هل بك شكوى ؟!.
ــ الحمد لله على كل حال ..
ــ أتريد شيئا . هل أعد لك بعضا من تلك الأعشاب التى تريحك ؟!.
ــ شكرا لك يا أم حبيبه .. لا أريد شيئا من هذا . لكنى ....
توقفت الكلمات على لسانه فاستحثته قائلة ....
ــ إيه يا عمرى .. ماذا بك يا أبا محمد .. تكلم ؟!.
ــ أم حبيبه .. أشعر أن ساعة الرحيل قد دنت .. لألقى وجه ربى إنها النهايه .. أجل النهاية المحتومة التى لا فرار لأحد منها . ليتك تعيرينى سمعك .. ولا تقاطعينى بالله عليك ..
أجابته فزعة وهى تحاول أن تقاوم البكاء ....
ــ النهايه ؟!. ما هذا الذى تقوله يا إدريس .. إنك بخير حال .. سلمك الله من كل سوء وأبقاك لى ولولدك عمرا مديدا .. يا زوجى الحبيب ..
ــ يا أم ولدى ورفيقة عمرى .. إن الموت حق علينا جميعا .. إنه الحق الذى لا مفر منه " وما تدرى نفس بأى أرض تموت إن الله عليم خبير " صدق الله العظيم . منذ أيام وأنا أشعر أنى أقترب من النهاية يقينا .. وأن خطى الموت تدنو منى يوما بعد يوم .. وساعة بعد أخرى .. فاسمعى منى وصيتى أيتها الزوجة الوفيه .. وانتبهى جيدا لما أقول .. قبل أن ألقى وجه ربى .. أشعر أنها لحظات قليلة أرحل بعدها عن دار الفناء إلى دار الخلود والبقاء ..
نظرت إليه متسائلة وقد انهمرت من عينيها عبرات غزار احتبس لها صوتها فلم تقدر على الكلام . أكمل إدريس قائلا وهو يحاول أن يلتقط أنفاسه اللاهثة .. بعد أن شرب قليلا من الماء من قدح إلى جواره ....
ــ أم حبيبه .. بعد أن تودعونى مقرى الأخير .. إذهبى على الفور إلى أسواق غزة وترقبى وصول القوافل القادمة من أرض مكه . فاذا وصلت إحداها .. أطلبى من شيخ القافلة أن يحمل رسالة إلى أبيك عبيد الله الأزدى .. أعلميه فيها بكل شئ .. واطلبى إليه أن يأتى إلى هنا .. كى يعود بكما مرة أخرى إلى مكه .. لا تدخرى جهدا يا أم حبيبه فى إتمام هذا الأمر ..
أخذ فى صعوبة وعناء يلتقط أنفاسه المتسارعة المضطربه .. بينما كفيها تحيط كفيه فى حنان وإشفاق .. ودموعها تتردد بين مآقيها وشفتاها ترتعدان خوفا وإشفاقا وهى ترد باكية واجفه ....
ــ مهلا مهلا .. على رسلك أبا محمد .. إنك بخير .. وستقوم سالما بإذن الله .. صبيحة الغد إن شاء الله أحضر لك الطبيب ..
أسكتها بإشارة من يده قائلا لها مصطنعا
نبرة من الحزم معها ....
ــ إسمعى لى ولا تقاطعينى بالله عليك .. فلم يعد هناك وقت .. إجتهدى فى الرحيل إلى مكه كما طلبت منك .. حتى لا يضيع نسب ولدنا .. أفهمت يا أم حبيبه نسب ولدنا .. وكذلك حقه الذى فرضه رسول الله [
صلى الله عليه وسلم ] لآل البيت فى خمس الغنائم .. الخليفة أبو العباس السفاح .. حاول أن يخرجنا نحن بنوا المطلب منه .. إلا أن جدنا عثمان بن شافع تصدى له .. وأعاده إلينا مرة أخرى .. كما سبق وأخبرتك من قبل ..
ــ لكنه نزر يسير يا أبا محمد .. لا يكفى قوت أيام ولا يستحق أن نكابد أو نعانى من أجله !.
ــ أجل . أجل أعلم ذلك جيدا .. لكنه سهم قرره النبى [
صلى الله عليه وسلم ] لبنى هاشم وبنى المطلب من خيبر .. وقال فى ذلك : " إنما بنو هاشم وبنو المطلب شئ واحد " .. ولهذا الشرف وحده نتمسك بهذا السهم .. إن الله قد حرم علينا الصدقة وعوضنا به بدلا منها .. إياك أن تفرطى فى حقنا هذا .. أو تتخلى عنه مهما يكن زهيدا ..
ردت والبكاء يخنق صوتها ....
ــ كما ترى يا أبا محمد .. سأنفذ كل ما أوصيتنى به .. والله شهيد على ..
ما أتمت أم حبيبة كلامها حتى علت شفتى إدريس إبتسامة باهتة .. ثم قال لها وقد بدت أساريره وكأنه ألقى حملا ثقيلا عن كاهله .....
ــ بارك الله فيك يا أزديه .. لى وصية أخيره .. أوصيك بولدنا محمدا .. علميه القرآن مبكرا .. إدفعى به إلى كتاب الشيخ إسماعيل بن قسطنطين الكائن فى ساحة الحرم بمكه .. إن أباك الأزدى يعرفه جيدا .. وهو خير من يحفظه القرآن تلاوة وإملاء ..
ــ سأفعل يا إدريس . سأفعل إن شاء الله ..
إبتسم ابتسامة الرضى وهو يربت على يدها بيمناه ثم قال لها ....
ــ إحرصى على ولدنا يا أم حبيبه .. ضعيه دوما بين عينيك فلسوف يكون له شأن كبير إن شاء الله .. كما أخبرتك من قبل .. وسترين بعينيك عالم قريش وهو يملأ أقطار الدنيا علما . إنه عالم قريش .. أجل عالم قريش ..
راح إدريس فى غيبوبة طويلة .. وهو يردد فى صوت خافت : إن الأئمة من قريش . ظل يرددها مرات ومرات إلى أن أسلم الروح إلى بارئها راضيا مرضيا .. ثم رقد ساكنا تعلو وجهه مسحة من بهاء الايمان وجلاله .. والصمت يخيم أرجاء المكان بينما ولده يرقد فى مهده ساكنا .. لا يدرى عن شيئ مما يجرى حوله ..
أخذت دموع اللوعة والأسى تتحدر على خدى أم حبيبه .. متتابعات كحبات لؤلؤ نقى فى صمت وكبرياء وشموخ .. وبدا المكان فى جلاله وهيبته وكأن ملائكة السماء تبكى معها .. وهى تحاول أن تملأ عينيها الباكيتين منه قبل أن يفارقها إلى مثواه الأخير .. وبعد أن انتهت من تجهيز زوجها الراحل ووارت جسده تراب غزه إلى جوار جده هاشم .. رجعت إلى دارها برفقتها نفر من أهلها الأزديين الذين يسكنون أرض فلسطين وبعض المعارف والجيران من أهل غزه الذين أخذوا فى مواساتها والتخفيف عنها ..

يتبع إن شاء الله ........................
__________________
إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن
ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفن
نجيب سرور

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 19/05/2011 الساعة 10h13
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 03/11/2008, 18h30
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,297
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

(2)

قافلــة الحجازيين

أبت الأيام إلا أن تقسو عليها ويرهقها الزمان من أمرها عسرا .. راحت أم حبيبه تكابد فى دار الغربة وحدها رحلة الشقاء والمعاناة بعد رحيل شريك حياتها ورفيق عمرها وسندها فى تلك البلاد .. وركنها الشديد الذى كانت تأوى إليه وتلوذ به وهى بعيدة عن أهلها وعشيرتها .. ظلت شهرا وراء شهر فى تعب ونصب لا تعرف للراحة طعما ولا تجد إليها سبيلا .. وهى تذهب كل صباح إلى أسواق غزه تجوبها طولا وعرضا إما مترقبة وصول إحدى قوافل الحجاز .. أو ساعية على رزقها تشترى بعض الأشياء بالأجل من بعض الباعة ثم تبيعها بربح ضئيل .. حتى توفر قوت يومها وهى تحمل رضيعها بين يديها لا يفارقها لحظة واحدة .. حتى صارت وجها مألوفا للتجار والباعة ورواد السوق من كثرة ارتيادها وسؤالها لهم عن قوافل تجار الججاز ..
مضت أياما وشهور كلها كد ومعاناة إختلطت فيها آلام الفراق بآمال الإنتظار .. كانت الساعات تمضى بطيئة متثاقلة كأنها دهر فما أبطأ الأيام وما أطول الليالى عندما تقسو على إنسان .. إلى أن كان يوم بينما هى فى قلب السوق تبحث عن ضالتها .. إذ بصوت يأتيها من بعيد لشاب ينادى عليها من بين ضجيج أصوات الباعة ورواد السوق التى ملأت أرجاء المكان ............
ــ يا امرأه .. يا أزديه .. يا أم الرضيع !.
إلتفتت حواليها فى ترقب تبحث عن صاحب هذا النداء بين الوجوه الكثيرة من حولها .. لتجده شابا فتيا فى الثلاثين من عمره يشير إليها من بعيد , بينما يلوك فى فمه حبة من التمر الذى يحمل بعضا منه فى يمناه .. توجهت ناحيته فى الحال فإذا به يبتدرها مبتسما .....
ــ أجل أنا الذى أنادى عليك .. ألست أنت الحجازية التى تسأل كل يوم عن قوافل تجار الحجاز ؟!.
ردت فى لهفة وشوق ....
ــ بلى يا أخا العرب , هيه هل وصلت إحداها ؟!.
ــ نعم بالأمس رأيت قافلة تجار حجازيين وهى تدخل من بوابة السوق .. أجل فأنا أعرفهم وأعرف شيخهم .. تذكرتك لحظتها على الفور وتمنيت أن أراك لأخبرك .. وها أنا أعثر عليك أخيرا ..
ــ أين أجدها بالله عليك ؟!.
ــ فى سوق الحرير ..
ــ قافلة من هذه ؟!.
ــ قافلة المزنى .. إذهبى أنت هناك واسألى عن أبى سعيد المزنى ..
ــ أهو شيخ القافله ؟!.
ــ أجل .. إنه شيخ القافلة وكبير تجار الحرير . ألم أقل لك أنى أعرفهم ..
ــ شكرا لك يا سيدى على معروفك هذا ………………
إنطلقت من فورها لا تلوى على شئ فرحة مسرورة إلى سوق الحرير .. إنها لم تذق للسعادة طعما منذ رحيل زوجها إلا هذه اللحظة التى علمت فيها بوصول قافلة التجار .. سألت أول بائع صادفته فأشار لها على شيخ وقور يجلس غير بعيد فى الجهة المقابلة وإلى جواره شاب فى حوالى العشرين من عمره وأمامهما أكوام من البضائع بينما يحتسيان على مهل شرابا ساخنا من إبريــق أمامهما وضعاه فوق قطع من الخشب المتوهج والبخار يتصاعد من بين جنباته ..
بخطى أضناها التعب وأثقلتها الليالى والأيام عبرت الطريق إليهما .. لكن تهون الصعاب وتزول الآلام فى سبيل الرجوع إلى الديار والأهل .. إبتدرتهما قائلة ....
ــ السلام عليك يا سيدى ..
ــ وعليك السلام يا ابنتى .. تفضلى ؟!.
ــ الشيخ أبو سعيد المزنى .. تاجر الحرير .. أليس كذلك ؟!.
ــ بلى يا ابنتى أنا أبو سعيد المزنى وهذا ولدى يحي .. تفضلى إستريحى ههنا ..
ــ بارك الله فيك يا سيدى ..
ــ يبدو أنك متعبة يا بنيتى .. ما رأيك فى أن تحتسى بعضا من هذا الشراب الدافئ .. إنه شراب النعناع .. سيريحك بعض الشئ ويهدئ من روعك ..
قالها وهو يشير لولده الذى تناول كوبا فارغا بيده وراح يصب فيه النعناع فى سعادة من الإبريق الساخن ثم ناوله إليها وهى تقول له ......
ــ شكرا لك يا سيدى .. إنما أتيت إليك لتصنع لى معروفا ..
ــ على الرحب والسعه .. قولى ما تشائين وكلى آذان صاغيه ..
ردت قائلة بعد أن وضعت كوب النعناع إلى جوارها ....
ــ إنها رسالة أريد أن تبلغها لأبى فى مكه ..
ــ أمر هين يسير لا تشغلى بالك أنت .. ما عليك إلا أن تخبرينى باسم أبيك والمكان الذى يسكن فيه ؟!.
ــ أبى هو عبيد الله الأزدى ويسكن فى دار فى شعب الخيف بالثنيه أسفل مكه ..
رد عليها مبتسما قاصدا تهدئة روعها مؤنسا وحشتها .....
ــ أنت أزدية إذن .. ممن قال عنهم رسول الله [
صلى الله عليه وسلم ] : " الأزد هم أسد الله فى الأرض , يريد الناس أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم " صدق رسول الله .. لكنك لم تخبرينى بعد عن رسالتك التى تريدين إبلاغها لأبيك ؟!.
ــ أبلغه يا سيدى .. أبلغه أننى فى انتظار أن يأتينى إلى هنا على الفور ..
ــ لم يا ابنتى ؟!.
ــ ليعود بى أنا وولدى هذا إلى البلاد مرة ثانيه ..
ــ مرة ثانيه !. ما سبب ذلك يا ترى .. هل لى أن أسأل أم يكون تطفلا منى ؟!.
ــ عفوا سيدى إنها وصية زوجى الراحل ..
ــ وصية زوجك الراحل ؟!.
ــ أجل لقد توفى زوجى هنا منذ حوالى ثمانية أشهر .. بعد أن رزقنا الله بهذا الولد ولم يكن قد مضى على ولادته بضعة أشهر .. ومنذ ذلك اليوم وأنا أترقب القوافل القادمة من مكه لأبعث بهذه الرساله .. إلى أن علمت الآن بوصول قافلتكم بعد طول انتظار ..
ــ فعلا لقد تأخرت القافلة هذه المرة على غير العاده .. إننا نعانى من بعض الكساد فى سوق التجارة هذه الأيام ..
صمت برهة رشف خلالها رشفة من قدح النعناع ثم قال ....
ــ أخبرينى يا ابنتى .. لأى بطن من بطون مكة ينتمى زوجك الراحل ؟!.
ــ إنه مطلبى ..
ــ من بنى المطلب بن عبد مناف ؟!.
ــ أجل يا سيدى ..
ــ بخ بخ .. أهل السقاية والرفاده .. يرحم الله جده .. كان يسقى الحجيج الماء العذب ويطعمهم طوال الموسم .. إيــه يا ابنتى يا له من نسب رفيع وأصل شريف ..
أردف قائلا وهو يهز رأسه ............
قد ظمئ الحجيج بعد المطلب ؛ ليت قريشا بعده على نصب ..
مرت لحظات من الصمت والشيخ مطرق رأسه ينكت الأرض بعود فى يده .. لم يلبث بعدها أن رفع رأسه قائلا ...
ــ هل تسمحين لى فى سؤال يا ابنتى ؟!.
ــ تفضل سيدى .. على الرحب والسعه ..
ــ متى رحلتم عن مكه .. ولماذا ؟!.
ــ غادرناها منذ حوالى عشر سنوات عندما كلف زوجى أن يكون ضمن حراس الثغور .. يومها اختار أن يكون ضمن الجماعة المتجهة إلى غزه وعسقلان .. إن لأجداده ذكريات فيها ..
ــ أجل أجل “ غزة هاشم “ إن فى ترابها رفات جد آبائه " هاشم بن عبد مناف " .. على كل حال إهنئي بالا يا ابنتى وقرى عينا , سأبلغ رسالتك فور وصولنا بإذن الله . من يدرى ربما يأتى أباك معنا فى رحلتنا القادمه لترجعوا إلى البلاد فى حماية قافلتنا , فالطريق يا أزدية غير آمن كما أن السفر شاق وطويل .. كما تعلمين ..
حاول الشيخ قبل أن تنصرف أن يعطيها بعضا من الدراهم تعينها على أعباء الحياة فى الأيام القادمه لما رأى من رقة حالها .. لم ينس أن يؤكد لها أن هذه الدراهم ليست صدقة وأنها دين عليها سوف يستردها من أبيها الأزدى فور رجوعه إلى مكه .. غير أنها أبت فى إباء وشمم شاكرة له حسن صنيعه وجميل كرمه ..
يتبع إن شاء الله ........................

__________________
إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن
ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفن
نجيب سرور
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 03/11/2008, 19h23
الصورة الرمزية أبو مروان
أبو مروان أبو مروان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:256008
 
تاريخ التسجيل: juillet 2008
الجنسية: عربي
الإقامة: سماعي
المشاركات: 457
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

سيرة عطرة وسرد عطر من عالم وأديب وفقيه عطر أمتعك الله بالصحة والعافية كما امتعتنا بهذه السيرة المباركة ....ذكّرني هذا الأسلوب الشيّق الراقي بكتاب أحد أعلام الأدب والسيّر هو كتاب "بلال مؤذّن الرسول "للمرحوم عبد الحميد جوده السحار ...ربنا مايحرمنا منك أيها الأخ المعطاء.
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 03/11/2008, 20h16
الصورة الرمزية منال
منال منال غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:61078
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: سعودية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 276
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن



والدي الفاضل الكريم المحترم :

د.أنس البن

هكذا أنت والعطاء في نهر وهطول وفيض وجمال ، فما أجمل كلماتك يا أبت ِ ، وما أروع ترانيم قلمك وتراتيل فكرك وبوح كلمك ، أستوقفتني هذه السيرة العطرة الفواحة بنفحات وعبق الحياة الشافعية المميزة ، وبما أسبغت عليه من قطرات قلمك البديع وروحك الواسعة وما فيها من نقاء وصفاء وطيبة لا أمد وأنتهاء لها بهذه الإنسانية الزاخرة بالعطاء،مع هذا السرد الجميل المشوق والأفكار المرسلة المتوالية بكل رشاقة وإنسيابية والتعابير الراقية والوصف البديع الصادق بهذا الشعور المعبر ، حتى صرنا تنتظر هذه الومضات والإشراقات الكريمة بكل شوق وأنتظار ونحن نستغرق في جماليتها وأبداعاتها وروعتها .


فشكراً لكل كلمة وكل إبداع تقدمة لنا .
وشكراً لهذه الصفحات الراقية على
لجين سماعنا الأصيل ، وفي إنتظار
البقية مما يجول في أروقة هذه
السيرة المباركة الكريمة .


دمت نهراً ننهل من فيضه أبد الدهر
ودامت مدرستك في جمال وعطاء .

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 04/11/2008, 01h15
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

اقتباس:
دمت نهراً ننهل من فيضه أبد الدهر
ودامت مدرستك في جمال وعطاء .

آمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــين
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 04/11/2008, 09h15
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,297
افتراضي رد: عالـم قـريش ـ السـيرة الشافعـيه ـ أنس البن

أساتذتى الأجلاء
أبو مروان
منال هانم
سيد أبو زهده
كلماتكم دين فى عنقى . ولا أدرى حتى تلك اللحظه من أى واد من وديان فردوس الكلمات تقطف الإبنة منال تلك الثمرات النادرات وتنظم ذلك السلك الذهبى من لؤلؤ الكلمات
__________________
إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن
ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفن
نجيب سرور

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 19/05/2011 الساعة 10h20
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 04/11/2008, 09h15
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,297
افتراضي

(3)
بدايــة رحــلة العــوده
مرت الأيام بطيئة متثاقلة كأنها دهر وأم حبيبة تتذرع بحبائل الصبر وهى تنتظر الرحيل إلى ديار الأهل على أحر من الجمر .. لم يعد هناك ما يبقيها فى أرض الغربة بعيدا عن الأهل والأحباب بعد رحيل السند والظهر .. وبعد أن مضت أشهر ثلاثه وبضعة أيام , عرف اليأس خلالها طريقه إليها وانقطع بها الأمل وتبدد الرجاء . ظنت أن الشيخ المزنى نسى رسالتها ولم يبلغها لأبيها حتى أنها فكرت فى الرحيل بمفردها دون انتظار لقافلة التجار أو لوصول أبيها ..
وبينما هى راقدة فى فراشها ذات ليلة وقد غلبها التعب , إذ هبت فزعة من نومها وقد شق سكون الليل طارقا يطرق الباب طرقا شديدا متواصلا . قامت مسرعة وهى تتعثر فى ردائها , بينما الطارق لا يكف عن دق الباب بكلتى يديه مناديا بصوت عال .....
ــ أم حبيبه , أم حبيبه , إفتحى الباب يا ابنتى . ماذا دهاك , ما بالك , ألا تسمعين ؟!. ألهذا الحد أنت مستغرقة فى النوم ؟!.

راحت تحدث نفسها ......... يا ربى .. هذا الصوت ليس غريبا على مسامعى .. أجل .. إنه .. إنه صوت أبى ..
أسرعت إلى الباب وهى تتعثر فى ردائها , ولم تنس أن تلتقط وهى فى طريقها غطاء للرأس وضعته على عجل حول رأسها تحسبا .. فتحت الباب فى لهفة وشوق , لتجد أباها أمامها فاتحا لها ذراعيه فى حنان وعلى شفتيه ابتسامة عريضة ..
إرتمت فى أحضانه .. لم تجد ما تقوله غير نوبة بكاء عميق تملكتها وهى بين ذراعيه , بينما راح الشيخ يربت على ظهرها بيديه فى حنان أبوى .. وبعد أن هدأ بكاؤها التفت الشيخ إلى شاب ينتظر لدى الباب أتى معه ليدله على مكان البيت وخاطبه قائلا ............
ــ لا تؤاخذنى يا بنى أن تركتك تنتظر هكذا لدى الباب . تفضل بالدخول كى تستريح بعض الوقت . لقد أتعبتك معى كثيرا ..
ــ عفوا يا سيدى أنا ما فعلت شيئا . هل من خدمة أخرى أؤديها ؟!.
ــ بارك الله فيك يا ولدى . صحبتك السلامه ..
تركته ابنته يغط فى نوم عميق يوما كاملا بعد أن ألقى جسده المكدود على الفراش .. وقد أضناه التعب عقيب تلك الرحلة القاسية الطويلة وهو الشيخ الكبير . لم يكد يستيقظ من نومه فى اليوم التالى حتى أخذت أم حبيبة تلاحقه بالأسئلة تترى عن أهلها وأحوالهم . كانت فى شوق لمعرفة أخبارهم بعد أن طال الفراق وامتدت بها الغربة سنوات كثيره .....
ــ حدثنى يا أبت عن أحوال الأهل جميعا وما جرى لهم فى السنوات الماضيه .. حدثنى عن كل شئ ؟!.
ــ لا تؤاخذينى يا ابنتى لقد بلغ منى الجهد مبلغا كبيرا بعد تلك الرحلة الطويلة الشاقة , لم أقدر على مقاومة النوم بالأمس . على كل حال هم جميعا بخير ..
ــ كيف حال أمى .. كيف حال صحتها .. آه يا أبى كم اشتقت كثيرا إليها ؟!.
ــ أمك بخير حال كما تركتيها قبل سنوات غير أن آلآما بالرأس تعاودها بين الحين والحين , إلا أنى أعطيها خلاصة بعض الأعشاب التى تريحها بعض الشئ ..
ــ وماذا عن إخوتى جميعا .. عبد العزيز وسليم وعلى ؟!.
ــ كلهم جميعا بخير ..
ــ حدثنى عنهم يا أبت ؟!.
ــ أخاك الأكبر عبد العزيز رزقه الله بعد سفركما بولدين وبنت واحده واتخذ دارا وحده .. أما سليم فقد تزوج ابنة خاله عائشه منذ ثلاث سنوات لكنه لم ينجب بعد .. وأخوك على صار فتى فى العشرين من عمره الآن , وهو الذى يساعدنى فى حانوت العطاره ..
ــ حانوت العطاره !. أى حانوت يا أبت .. منذ متى وأنت تمارس تجارة الأعشاب ؟!.
ــ ليست تجارة واسعة كما تظنين إنه حانوت صغير اتخذته منذ سنوات بالقرب من ساحة البيت العتيق أمارس فيه تجارة الأعشاب والطيب والتمر ……

@ بعد أيام قلائل تحركت قافلة صغيرة من الأب وابنته وولدها الذى بلغ حد الفطام بعد أن أكمل عامه الثانى . وصلوا إلى المكان الذى ترابط فيه قافلة التجار وفيه إلتقوا بالشيخ أبى سعيد المزنى وولده يحي . وجداهما يتممان على القافلة وهى تتأهب لرحلة العودة إلى أرض الحجاز . رآهم أبو سعيد فابتدرهم مهللا فى بشاشة .....

ــ أهلا بأهل مكة العائدين إلى الديار . هل أنتم جاهزون للرحيل ؟!.
ــ نعم جاهزون تماما . أعددت دابة لى وأخرى لابنتى وولدها ..
ــ نحن أيضا جاهزون ومستعدون لبدأ الرحله ..
ــ متى نبدأ رحلتنا إن شاء الله ؟!.
ــ بعد صلاة العصر بإذن الله تعالى ..
ــ وأى طريق نسلك فى رحلة العوده ؟!.
ــ سوف نتحرك شمالا بمحاذاة بحر الروم إلى مدينة عسقلان .. وفيها سوف نحط خيامنا ثلاثة أيام للراحه وإنهاء بعض الصفقات التجاريه .. ثم نشد رحالنا جنوبا إلى أن نحاذى شاطئ بحر القلزم .. وآخر مكان نضع فيه خيامنا هو بدر للتزود بالماء والطعام والراحه .. ثم نواصل رحلتنا بعدها إلى مكة باذن الله حيث نترككم فيها ونمضى نحن فى طريقنا لنكمل رحلتنا إلى أرض اليمن ..
رد الأزدى قائلا ....
ــ على بركة الله ورحلة مباركة وآمنة إن شاء الله ..
@ فرغ جميع من فى القافلة من آداء صلاة العصر واستلم كل واحد راحلته وبدأ الركب فى التحرك على وقع أنغام حادى الإبل وهو يرفع عقيرته بالغناء منشدا بصوت عذب شجى والقافلة تردد من خلفه ......
يا أيها البيــت العتيق تعالى ؛ نــور لكــم بقــلوبنا يتلالا ..
أشكو إليك مفاوزا قد جبتها ؛ أرسلت فيها أدمعــى إرسالا ..
أمسى وأصبح لا ألذ براحة ؛ أصل البكور وأقطع الآصالا ..
وقبل أن تنفصل العير عن أرض غزه .. إلتفتت أم حبيبة من خلفها لتلقى نظرة وداع أخيرة على أبنية المدينة التى عاشت فى أحضانها وبين ربوعها عشرة أعوام .. راحت تملأ عينيها من ترابها الذى يضم فى أحضانه رفات زوجها وشريك حياتها .. وهى تردد فى صوت خفيض ملتاع والدموع تسيل على خديها فى أسى وشموخ ......
ــ آه من فراق أرض يرقد فى ثراها شريك حياتى وزوجى الحبيب الغالى .. والله لولا أنها وصيتك يا حبيبى ما فارقتها أبدا ..
إلتفت إليها أبوها وفى عينيه نظرة إشفاق وهو يرى الدموع تنثال على خديها محاولا سماع ما تقول .. ثم ما لبث أن سألها مشفقا ......
ــ ماذا كنت تقولين يا ابنتى .. لم أسمعك جيدا ؟!.
ردت وهى تمسح الدمع عن خديها ....
ــ لا شئ يا أبت لا شئ ..
بعد برهة صمت التفتت إليه قائلة بعد أن استجمعت نفسها ....
ــ أبت .. ليتك تقص على .. وأنا أسمع منك ؟!.
سألها متعجبا ....
ــ أقص عليك !. أى شئ أقصه عليك !. ما الذى تودين سماعه يا ابنتى ؟!.
ردت قائلة بينما عينيها تسبح فى الأفق البعيد .....
ــ ليتك يا أبت تحدثنى ونحن ماضون فى طريقنا .. عن أحوال البلاد عامة .. وما جرى فيها من أحداث .. كنت أسمع وأنا فى غزه أن أمورا جرت على أرض الخلافه .. وحدثت أحداثا مهمة .. ليتك تزيدنى معرفة عنها ؟!.
ــ أحوال البلاد ؟!. يااااه إنه حديث ذو شجون كما يقولون .. مالك أنت وأحوال البلاد .. ما الذى تريدين معرفته منها !. إنها أمور متشعبة كثيرة .. يطول الكلام فيها ..
ــ ليتك تحدثنى عن أهمها .. فأمامنا طريق طويل .. وزمن أكثر منه طولا ..
ــ صدقت والله يا ابنتى صدقت .. إن أمامنا مسيرة شهر أو يزيد .. حتى نصل إلى أرض مكه ..
ــ هى فرصة إذن لتهون علينا وحشة الطريق وطول السفر ..
ــ لقد وقعت أحداثا عظيمة فى العراق ومكة والمدينه .. أحداثا يشيب من هولها الولدان .. وتهتز من بشاعتها هذه الشم الرواسى .. ويشق على مثلك أن يستمع إليها ..
قال ذلك وأشار بيده إلى رؤوس جبال تبدو شامخة من بعيد .. أخذت أم حبيبة تنصت لحديث أبيها .. وقد بدا على وجهها الإهتمام وفى عينيها فضول للسماع .. بينما الشمس تجرجر أذيالها الشاحبة شيئا فشيئا ناحية الغروب وهو يسترجع أحداث الزمن القريب ..................
ــ تعلمين يا ابنتى ما جرى من أحداث دامية على أرض الخلافة فى العراق .. وانتهت بالقضاء على القائد الكبير أبى مسلم الخراسانى بعد أن استدرجه أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور إلى قصره بالهاشميه .. مستعينا بالحيلة والدهاء فى الوقت الذى كان كلاهما يتربص بالآخر ..
ردت معقبة ...
ــ على قدر علمى يا أبت أنه على أكتاف أبى مسلم قامت دولة بنى العباس .. ولولا بلاؤه وبأسه معهم .. لما تم لهم ذلك .. ولما قضى على آخر خلفاء بنى أميه ..
ــ أجل أجل هذا صحيح يا ابنتى .. لكنها الفتن والدسائس ومكائد القصــور ..
ــ مكائد القصور !. وقانا الله شرورها .. وحفظنا وحفظ أولادنا منها ..
ــ المهم .. بعد ذلك شرع المنصور فى تأليف قلوب أصحاب وأعوان أبى مسلم .. بالرغبة أحيانا وبالرهبة أخرى .. لكنها لم تحل دون قيام بعض الثورات والفتن ضده .. وبالمناسبه تولى أمر خراسان واحد من أبناء عمومتنا .. عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدى .. وذلك بعد مقتل أبى داود أمير خراسان أثناء إحدى المعارك الضارية التى دارت مع أنصار القائد أبى مسلم ..
ــ هل حدثت بعد ذلك محاولات أخرى منهم ؟!.
ــ نعم .. فى تلك الأثناء خرجت من راوند من أعمال خراسان طائفة الراونديه .. جماعة من أتباع أبى مسلم .. قاصدين قصر أمير المؤمنين بالهاشميه قرب الكوفه ..
ــ الراونديه !. لم أسمع بهم من قبل .. من يكون هؤلاء القوم يا أبت .. أهم مثلنا مسلمون موحدون ؟!.
ــ أبدا يا ابنتى .. إنها جماعة مارقة خارجة عن الاسلام .. وإن كانوا يدعون كذبا وبهتانا أنهم مسلمون موحدون ..
ــ كيف ذلك يا أبى ؟!.
ــ كان فيهم رجل يدعى الأبلق .. زعم أن الروح التى كانت فى عيسى بن مريم صارت فى على بن أبى طالب .. ثم فى أبنائه واحدا بعد الآخر .. إلى أن حلت أخيرا فى إبراهيم بن محمد سبط العباس عم النبى [
صلى الله عليه وسلم ] .. وأنهم جميعا آلهه ..
ــ أعوذ بالله من تلك الأباطيل .. أى إفك هذا الذى يدعونه .. وهل تلك عقيدتهم كلها يا أبت ؟!.
ــ لا .. بل يعتقدون أيضا فى تناسخ الأرواح .. وأنها تحل فى الأجساد بعد الموت .. ويدعون أيضا أن أمير المؤمنين أبى جعفر المنصور هو ربهم الذى يطعمهم ويسقيهم .. وأباطيل أخرى نحو ذلك ..
تساءلت وقد بان عليها العجب وأخذها الدهش ...
ــ كيف يعتقدون فى هذه الخزعبلات وينطقون بهذه الأباطيل ويؤمنون بها .. ثم يدعون بعد ذلك أنهم مسلمون موحدون بالله .. ما قصدهم يا ترى من وراء ذلك كله ؟!.
ــ لا هدف لهم من وراء الترويج لهذه الخزعبلات والأباطيل إلا إحداث الفتن والقلاقل .. تمهيدا لزعزعة أركان الدولة الاسلاميه .. ثم فى نهاية الأمر القضاء على أمير المؤمنين ورجال الحكم ..
ردت معقبة ....
ــ بذلك يتم لهم الإنتقام لمقتل قائدهم أبى مسلم الخرسانى .. أليس كذلك يا أبت ؟!.
ــ بلى يا ابنتى هذا صحيح تماما ..
ــ وما الذى فعله هؤلاء .. الراوندية .. يا أبت فى مدينة الهاشميه وبيت الخلافه .. أرأيت .. لقد شوقتنى والله لسماع حكايتهم ؟!.
ــ سأقص عليك يا ابنتى ما جرى آنذاك وما كان من أمرهم ....................

يتبع إن شاء الله ........................
__________________
إذا ما الطائر الصداح قد هدهده اللحن
ورفت نسمة الفجر على أشجانه تحنو
هناك السحر والأحلام والألحان والفن
نجيب سرور

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 19/05/2011 الساعة 10h25
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 04/11/2008, 11h49
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي و الله هذا ما يحدث يا دكتور أنس

إسمح لي يادكتور أنس
يا أستاذ ياكبير (علماً و تواضعاً)
- إختصاراً للقول- أن أستعير من ذلك الألماس المرصوص برائعتك
فأقول (بغير ذات السياق) :
اقتباس:

نــور لكــم بقــلوبنا يتلالا


يادكتور أنس
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 16h58.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd