احبائى ..
اقدم لكم موسيقى جميلة من اعمال محمد عبد الوهاب ..
موسيقى : الحنة ..
انا فى المرة السابقة لما قدمت لكم دور احب اشوفك كل يوم قلت حاجة .. ان عبد الوهاب كان لما بيعيد الجملة كان عادة لازم يغير فيها ما يعملهاش نسخة كربونية زى باقى الملحنين .. وجت الفرصة ان بعدها حد طلب موسيسقى الحنة والموضوع ده واضح فيها جدا .. يعنى تلاقوا كل جملة انا ماعملتش مرجع ولكن كتبتها تانى لأن الاختلاف كبير بين الجملة والاعادة .. وبحب كل مرة اقدم فيها عمل متميز انى اديكم درس ممكن ماحدش ياخد باله منه من الزملاء الاساتذة .. اول درس لو اى حد فيكم حس انه استفاد منى شىء .. ده ربنا عمل كده بسبب انا اول ما عزفت مع العمالقة كان عمرى 20 سنة وهم كانوا فى حدود الخمسين وانا كنت مش داخل اشتغل واقبض زى زملاء كتير ولكن كنت داخل على ناس كانوا نجوم كبار اوى من قبل ما انا اتولد وكنت عايز اتعلم .. كنت براقب واذاكر واتعلم من كل حاجة بتحصل قدامى ... الدروس اللى فى المقطوعة دى كذا حاجة .. فيه الجملة لما يكون هنا قانون وهنا ناى .. فيه ناس مش دارسين موسيقى فاهمين ان ده اسمه توزيع .. التوزيع موضوع تانى .. التوزيع انك تسمع جملة وفوقها عدة جمل تانى مختلفين انت بتسمعهم مع بعض زى اغنية حبيبها ل عبد الحليم.. لكن لما نحدد ان هنا صولو كذا وهنا صولو كذا ده اسمه اخراج للحن .. يعنى كتير يقول لك فلان قدم اغنية كذا بتوزيع جديد ده بيستغل جهل الناس انما هو استعمل آلات جديدة مكانتش موجودة وعمل منها صولو .. هنا اقول معلومة خطيرة .. قبل عبد الوهاب ولحد منتصف الاربعينات مكانش فيه تدوين كان الملحن بيحفظ الفرقة بالعود .. يعنى عمل زى موسيقى الجنة ده كان محتاج شهرين عشان يحفظوه وبعدين هو يعمل الاخراج يعنى يقول هنا صولو كذا .. ولازم العازفين يكونوا زى ماقلت حافظين المقطوعة صم وإلا يحصل لخبطة .. لكن التدوين .. عمل نقلة حضارية رهيبة .. بقى التعب كله بين الملحن والمدون .. يعنى انا ك مدون كنت اقعد مع الملحن وهو بيملينى بالعود وانا بكتب وبيقول لى خلى هنا صولو ناى و هنا صولو كذا . الورقة المكتوبة هنا دى كانت مش بيتعمل عليها بروفات مع الفرقة الماسية يعنى طالما مكتوبة كويس على الاستدويو على طول وبنقراها مرتين .. الملحن يطمئن ان مافيش ملحوظات بيدخل الكيوبك ويقعد مع مهندس الصوت ونبتدى نسجل .. وبالذات التدوين فرق فى الاجزاء الخطيرة .. ( والمقطوعة دى بالذات اقدر اشرح عليها يعنى ايه اجزاء خطيرة ) وهى ان آلة تقول حرف واحد او جزء من المازورة ودى ماتجيش إلا اما تحفيظ شهرين او نوتة مكتوبة بإحترافية عالية .. نيجى كمان لنقطة خطيرة ... انا كنت لمدة 30 سنة كل ما اشوف عبد الوهاب اعرف انه الناهردة جايب معاه اختراع او شىء جديد او اضافة .. يعنى مكانش بييجى ايده فاضية ... سمعتم عن الخناقة اللى حصلت بينه وبين ام كلثوم لما حب يضيف جيتار وهى مكانتش موافقة لحد ما اقنعها .. فيه ناس مش حافظين اغانى عبد الوهاب القديمة استعمل كل الالات دى مرات كتير من قبل يعنى .. وهو اللى فتح السكة للملحنين الآخرن انهم يستعملوا الالات دى .. هنا فى المقطوعة برضه اختراع .. وهو الالات الغربية واقصد آلات النفخ .. الالات دى ماحدش بيستعملها غير فى الاوركسترا السيمفونى .. ومش بتشتغل إلا توزيع يعنى الكمنجات بتقول جملة وهم بيقولوا فوقها جمل تانية.. كمان فيه نقطة خطيرة .. فيه سيارة بتمشى بالبنزين وسيارة بالسولار وسيارة بالكهربا .. الكمنجات بتقرا مفتاح صول .. اما الالات دى بتقرا مفاتيح تانية .. والى دارس توزيع موسيقى بيكتب اللحن للكمنجات مفتاح صول والشيللو مفتاح فا والات النفخ فى آلات سى بيمول وشغلانة يعنى .. الاختراع الخطير اللى عمله عبد الوهاب هو انه خلاهم يعزفوا فى مفتاح صول .. يعنى بيتحط قدامهم ورق زى اللى انا مدونه هنا .. ده طالما اللحن مش موزع ومحتاجين الابوا مثلا او الكلارنيت يقول صولو او يشترك مع آلة فى صولو عملية تطعيم فقط .. والعازفين جربوا واجادوا .. وده فتح بوابة خطيرة فى تطعيم الفرقة الشرقية بآلات كان عمرها ما حاتقعد فيها لأن مفاتيحها مختلفة وبتدى نكهة حلوة لو استعملت صح .. يعنى هنا فيه مازوتين انا كاتب عليهم نفخ ادوا نكهة غريبة مش مألوفة .. كمان فيه حاجة اخطر من كده ... العازف ده اللى كان مقيد بالاوركسترا السيمفونى .. لما خرج من السور وقرا فى مفتاح صول ابتدا يجى له شغل واكل عيش يعنى حفلة هنا تسجيل من هنا .. ابتدا يتفتح لهم مجال كسب جديد لأن الاوركسترا السيمفونى كانوا موظفين حكومة بيقبضوا ملاليم يعنى .. ف ابتدا معظم العازفين يذاكروا مفتاح صول .. والنابغين منهم ابتدوا يخترعوا .. يعنى الساكس آلة غربية بحتة 100% ... العازف الخطير اكتشف انه ممكن يعزف عليها ربع تون بطريقة معينة .. زى ما الجيتار عزف الربع تون بإختراع فى المراية ... المهم ايه .. تواجد ملحن عبقرى وعازفين عباقرة .. وجمهور بيقدر ويفهم العبقرية مش زى دلقوتى جمهور بيصقف على الايقاع وخلاص .. مع اطيب تحياتى