تحليل استماعى بديع يا سلامونى و تعبير رائع عن حسك المرهف بكل جوانب هذه الجوهرة المصرية - الغارقة فى المحلية حتى النخاع - حل السواقى
و ان كان بعد التحليل الاحترافى الموسيقى الجميل للمايسترو الاستاذ محمد الالاتى , و بعد إضافة استاذنا المهندس محمد على و عم مختار حيدر و اسلام
يصعب الاضافة الى هذا الجهد الجميل منكم و لكنى سأتبع نهجك يا سلامونى لأضيف ما جذبنى معك الى هذه التحفة ,
أكثر ما جذبنى اليها هو اكثر ما نفتقده فى غناءنا الشرقى اليوم , الاغراق فى المحلية و البعد عن تقليد من سوانا
الغنوة مصرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى , أكاد اشم فيها رائحة الريف المصرى
رائحة الدخان المتصاعد من الافران فى البيوت , رائحة الحقول و المزارع المنعشة
رائحة نقاء و طهر الريف الخالى من الملوثات
و ربما يرجع ذلك الى شرقية لحن الرائع عبد العظيم عبد الحق , و الذى امتعنا بتحليل لحنه المايسترو عم محمد الالاتى
جذبنى صوت الناى القادم من اعماق الريف المصرى و من أعماق التاريخ المصرى
و اضافات المؤثرات كصوت البقر الذى اظنه صوت التشيلو
و اللهجة الفلاحى فى كلمات الشاعر على سليمان التى جاءت سليمة و على فطرة اهل الريف تماما
و لك كل الحق فى الاهتمام بأعماله فأراه لا يقل عن راهب الشعر الاستاذ عبد الفتاح مصطفى .
جذبنى الشعور بالارتياح فى صوت المجموعة لحل الساقية و الدعوة الى الراحة بعد عناء يوم طويل تحت حر الشمس , و العودة الى البيوت ,
جذبنى كثيرا الدعوة الى اتمام الواجب الالهى بعد اتمام واجب الارض من عمل و جهد فيها , و الدعوة الى صلاة الجماعة
و الشاعر أبدع فى ذلك و كان اقرب ما يكون إلى الواقع حين أبرز حرص الفلاح على أداء الفروض فى وقتها ,
و برغم ان الغنوة ليست دينية على الاطلاق إلا أن الشاعر الواعى المنغمس فى قاع الريف مدرك تماما أن الدين جزء لا يقبل الانفصال عن واقع حياة المصريين اليومية و الفلاحين على وجه الخصوص , فكثيرا ما ترى و انت بين الحقول فلاح فقير فى جلابية فلاحى على قد حالها , قد ترك كل شئ و توضأ من اقرب ترعة و استظل بشجرة و أسلم وجهه للقبلة ليصلى بخشوع و رهبة , تتمنى أن تكون مكانه لتنعم بهذه السكينة.
لذلك خرجت الغنوة الينا تحمل كل بساطة و عفوية و نقاء الفلاح المصرى و بطبيعية و دون أى تكلف من الشاعر او الملحن أو المجموعة او قنديل , خرج العمل واقعى جدا جدا و معبرا عن جمال و بساطة حياة الريف المصرى
و هذا أكثر ما نفتقده اليوم فى كل ألوان الفنون , التعبير عنّا و ليس التعبير عن غيرنا
الانغماس فى جماليات قاع وطننا و ليس التقليد القبيح المثير للغثيان لاقوام غيرنا يضحكون علي محاولاتنا السخيفة للتشبث بأذيال فنونهم.
شكرا يا سلامونى شكرا يا مايسترو شكرا للجميع
__________________
أنا اللى زرعت البيوت و العيدان
ما يمنعش عقلى.. شوية جنان!!
هايرجع لإسمِك رنين الحنان
قتيل المحبة يلبّى النداا