السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
إليكم سماعي اصبعين أعتقد أنّه من تأليف الدكتور الموسيقار صالح المهدي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سالم
هذا السّماعي موجود منذ زمن أحمد باي يا أخ سامي. أي قبل ولادة قدور الصرارفي بحوالي قرن، وقد كانت تؤديه الفرق النحاسية آنذاك وبإعتماد التصوير على مختلف درجات السلم الموسيقي وبالإنتقال على مسافة الراّبعات، وهي طريقة لم تعد مُعتمدة اليوم لصعوبة أداءها على الآلات الوترية. ويمكنك الرّجوع إلى مدوّنته في مجموعة سماعيات وبشارف تونسية تحت عنوان "بشرف سماعي إصبعين" من إصدارات وزارة الثّقافة. وفعلا فإن للملحنين التونسيين المعاصرين عدة محاولات في التّأليف على غرار قوالب السماعيات والبشارف التونسية وهي منشورة بشكل مستقل. ولعل هذا سبب الخلط بين هذا العمل التّراثي ومؤلفات قدور الصّرارفي.
ولمزيد من المعلومات بهذا الصدد يُمكنك أن تراجع الكتاب التّالي:
Garfi Mohamed, Les formes instrumentales dans la musique classique de Tunisie, Ed.I, Tunis,1996, p. 96-97.
هذا السماعي هو فعلا لصالح المهدي يا أخ الشاذلي، وهو غير "بشرف سماعي إصبعين" والذي يُعتبر من الموروث التونسي القديم: إذ لا يخفى أن قالب البشرف كان له حضور بتونس قبل القرن العشرين بخلاف بلدان المشرق العربي التي ظهر فيها هذا القالب في فترة لاحقة. ويُعتبر حظور الأتراك بتونس وراء هذا النوع من المؤلفات الموسيقية الآلية، غير أن ما بحوزتنا من بشارف تراثية هي تونسية صميمة ألفت حسب طبوعها ولهجتها وتميزت بالتالي عن الرصيد التركي. وتجدر الملاحظة بأن عددا من الملحنين التونسيين المعاصرين، خاصة من الرواد قد ألفوا سماعيات مستلهمة من هذا البشرف السماعي، ومن خلال التدقيق في مدوناتها يمكن تبين الشبه الكبير لدى البعض منهم في خلاياها اللّحنية والإيقاعية ويبرز هذا الشبه خصوصا في سماعي إصبعين لقدور الصرارفي وخاصة في الجزء الأخير منه "الحربي"
وطبع الإصبعين يختلف عن مقام الحجاز وإن إتفق معه في أجناسه كما يختلف الحسين عن البياتي والمزموم عن الجهاركاه. ولذا أتحفظ عن إعتباره فرعا من فروع الحجاز وإن كان نابعا من نفس العائلة المقامية العربية. فلكل منهما لهجته وميزة درجاته (المي نصف مخفوضة مثلا في الإصبعين هي ليست بنفس إرتفاع نظيرتها في الحجاز) كما أن المسار اللّحني وعدد من الخصوصيات كذلك تختلف عن الطبوع التونسية وبعض المقامات الشرقية التي تشترك معها في نفس الأجناس.
ولدي ملاحظة أخيرة عن الإقتباس الذي ورد في مداخلتك، والذي كنت قد قمت بتحريره سابقا كرد على مداخلة الأخ سامي، وهذا الإقتباس هو بالتالي خارج عن السياق الذي تفضلتم بالحديث عنه: أي سماعي إصبعين لصالح المهدي، وإنما لتصحيح إلتباس وقع من الأخ سامي حول بشرف سماعي إصبعين من التراث القديم وسماعي إصبعين لقدور الصرارفي والذي أدى بسبب شدة الشبه بينهما إلى مثل هذا الخلط.
فعلا أخي أبو سالم، الإقتباس هو عبارة عن إضافة معلومة لا غير عن الإلتباس الذي وقع فيه الأخ سامي. أمّا موضوعي فهو "سماعي اصبعين" الذي قمتُ برفعه في المنتدى و الذي أكّدتَ أنت انّه من تأليف الدّكتور صالح المهدي.
أتشرف بأن أساهم معكم في هذا المنتدى القيم بمجموعة من التسجيلات التي أملكها وأتمنى أن لا تكون مكررة ، و ها أنا أقدم للمنتدى سماعي في مقام الشاهناز الشرقي والذي هو من فصيلة الحجاز والمعروف بتصوير عقده الثاني على درجة الحسيني ( la) وهذا السماعي من تلحين التركي نيكولاي أفندي وتنفيذ فرقة الفن العربي للموسيقى بقيادة الفنان التونسي الكبير أستاذي المرحوم محمد سعادة عازف الناي المعروف ، وسأقدم للمنتدى ان شاء الله بقية ما عندي من تسجيلات ايمانا مني بهذا المنتدى القيم ومساهمة مني في اثراءه ، والله الموفق . والسلام .
صديق المنتدى : سمير الجنحاني . أستاذ موسيقى . تونس.
شكرا للأخ سمير الجنحاني على رفعه لهذا السماعي العريق وهذا ليس بغريب عنه إذ هو من جيل من الموسيقيين التونسيين ذوي الدائرة السمعية الواسعة والمتشبعين بكل ما هو أصيل سواء كان في القوالب الموسيغنائية المشرقية أو التونسية ونحن نرحب به على واحة سماعي أخا وزميلا عزيزا والعاقبة للمشاركة المليون يا أبا وديع
أرجو من الأخ مختار حيدر أن ينتبه عند تنزيله موسيقات للمنتدى ويبدو أنه كان سهوا منه عندما قدم للمنتدى سماعي شاهناز للملحن التركي نيكولاي أفندي على أساس انه سماعي حجازكار فهو ليس حجازكار بل شاهناز كما أسلفت الذكر.