مسكين الدارمي
مسـاء الورد
هو ربيعة بن عامر ابن أنيف بن شريح بن عمرو بن عمرو بن عدس زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميمٍ، الملقب بمسكينٍ .
قال أبو عمرٍ الشيباني ، وإنما لقب مسكيناً لقوله:
أنا مسكين لمـن أنكرنـى ولمن يعرفني جـد نطـق
وقال بعد ان مضت عليه الكلمة .. وسميت مسكيناً وكانت لجاجةًوإني لمسكين إلى الله راغب.
وكان مسكين شاعراً مجيداً سيداً شريفاً ، وكان بينه وبين الفرزدق مهاجاةٌ , وذلك أنه لما هلك زياد رثاه مسكين فقال :
رأيت زيادة الإسلام ولّت جهاراً حين فارقها زياد
فبلغ ذلك الفرزدق، فقال:
أمسكين أبكى الله عينيك إنمـا جرى في ضلال دمعها فتحـدرا
ومن قصصه اللطيفة ، أن بعض التجار قدم مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعه حمل من الخُمُر السود ، فلم يجد لها طالبا، فكسدت عليه وضاق صدره ، فقيل له: ما ينفقها لك إلا مسكين الدارمي، وهو من مجيدي الشعراء الموصوفين بالظرف والخلاعة.
فقصده فوجده قد تزهد وانقطع في المسجد، فأتاه وقص عليه القصة، فقال: وكيف أعمل وأنا قد تركت الشعر وعكفت على هذه الحال !؟
فقال له التاجر: أنا رجل غريب، وليس لي بضاعة سوى هذا الحمل، وتضرع إليه، فخرج من المسجد وأعاد لباسه الأول وقال شعراً ورفعه إلى صديق له من المغنيين، فغنى به وكان الشعر:
قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا عملت بناسـك متعبـد
قد كان شمر للصـلاة ثيابـه حتى خطرت له بباب المسجـد
ردي عليه صلاته وصيامـه لا تقتليه بحـق ديـن محمـد
فشاع هذا الغناء في المدينة، وقالوا: قد رجع الدارمي وتعشق صاحبة الخمار الأسود، فلم تبق مليحة بالمدينة إلا واشترت خماراً أسوداً، وباع التاجر ما كان معه.
|