في واحدة من روائع الثلاثي الماسي (بيرم - زكريا - أم كلثوم) ، تجد عمنا بيرم قد أرجأ "صفعنا" بالحقيقة المؤلمة إلى البيت قبل الأخير من الأغنية.
إذ نكتشف أن "النعيم" (وهو نقيض "العذاب") الذي ترفل فيه "المطربة" طوال الأغنية ، ماهو إلا نسج خيال. هو "هروب" من واقع أليم مؤلم متألم (ربنا مايوري حد).
و لعل ما قاله "سيجمون فرويد" ، الذي أسس مدرسته لتحليل النفس على ضوء مايترائى من رموز في الأحلام ، نجد أن "الحلم" أحد أنواع "الهروب" للحالم من "واقع" يرفضه.
متهيألي اللي سمع أغنية "حلم" لأول مرة ، وقد استدرجته الأغنية باستهلالٍ مُبهج:
حبيب قلبي وافاني بمعاده و نوِّل بعدما طوِّل بعاده
و الست بتقولها كإنها بتطلع لنا لسانها علشان تغيظ محرومين اللقا. وبعد ساعة من النعيم المصطنع (في الحلم)
،تلاقي صاحبنا اللي بيسمعها لأول مرة مسك رأسه من مباغتة "الصفعة" البيرمية ، عند الإفاقة من الحلم بالبيت قبل الأخير. فقام يعاود سماعها ، على ضوء اكتشافه.
فهل هذا المستمع هيكون بنفس الدرجة من الاسترخاء (الأولى) بعد ما اكتشف حقيقة "عذاب" الحالم ، عند:
سكوت و سكون و إيه هيكون؟!
لو عمل كده ، يبقى لازم يعرض نفسه على أحد تلامذة "سيجمون فرويد" و الفزيتة على حسابي
__________________
أستغفِرُ الله العظيم وهو التوّاب الرحيم