تعريف الزَّجَل
جاء في لسان العرب ما يلي : " الزَّجل بالتحريك : اللَّعِب والجَلَبة ورَفْع الصَّوت ، وَخُصَّ به التَّطريب ، وأنشد سيبويه :
له زَجَلٌ كَأَنَّهُ صوتُ حادٍ ، إذا طلبَ الوسيقةَ ، أَو زَمِيرُ
وقد زَجِل زَجَلاً ، فهو زَجِلٌ وزاجِلٌ ، وربَّما أُوقع الزَّاجِل على الغناء ، قال :
وهو يغنِّيها غناءً زاجلاً
والزَّجل : رفع الصَّوت الطَّرِب ، وقال :
يا ليتنا كُنَّا حَماميْ زاجِلِ
وفي حديث الملائكة : لهم زَجَلٌ بالتَّسبيح أي صوت رفيع عالٍ . وسَحاب ذو زَجَل أي ذو رعد . وغيث زَجِل : لرعده صوت . ونبت زَجِل : صوَّتت فيه الريح ، قال الأَعشى :
كما استعانَ بريحٍ عِشْرِقٌ زَجِلٌ
والزَّجْلة : صوت النَّاس " (1) . هذا في القاموس . وعندنا بعض العامَّة من يقولون جَلَزَة يقصدون إختلاط الأصوات ، والتصايح في الأماكن المزدحمة ، وخاصَّة عندما تقع مشادَّة : " إيش هَالجَلَزِه اللي كانت في الحارة ؟! " ، وكذلك كلمة زَجَل فبعض العامَّة يقول : " جَزَل " وقلب الحروف وارد حتَّى في الفصحى كقولنا : "طَحَرَ" في طَرَحَ ، يقول طَرَفَة بن العبد البكريّ في وصف عينَي ناقة :
طَحْورانِ عُوَّارَ القَذى فتراهما كَمَكْحُولَتي مَذْعورةٍ أُمِّ فَرْقَدِ (2)
وهكذا لمَّا كان الزَّجَل رفع الصوت والطرب فقد عنى به الشُّعراء المولّدون أدوارًا من الشعر تشبه الموشَّح في طريقة نظمه ، وتعدُّد أوزانه ، وقوافيه ، وفي خرجاته ، وكما يشترك معه في الاتصال بالغناء ، ويخالفه في أَنَّهُ يُنظم باللغة العامِّيَّة .
وجاء في مقالة "عُجَالَة في تَارِيخِ الزَّجَلِ والزَّجَّالَة" من إعداد: طه أحمد لمخير:
"الزَّجلُ من مُخترَعاتِ المغَاربة، وهو معدودٌ في آدابِ العامَّة كالمواليا أو المواويل، والشِّعر البدويِّ في الأقطار العربيَّة، والموشحِ المَلحونِ في اليمن، والمُوهُوب وعروضِ البلد عند أهلِ الأمصار بالمغرب، والكان وكان، والقوما والحماق (وهذه الثلاثة من فروع الزجل)، وغيرها... " (3) .
ــــــــــــــ
(1) إبن منظور ، لسان العرب ، المجلد الحادي عشر ، 302 .
(2) د. قميحة مفيد ، شرح المعلَّقات السَّبع ، ص 105 .
(3) طه أحمد لمخير، عُجَالَة في تَارِيخِ الزَّجَلِ والزَّجَّالَة، www.fustat.com/adab/zajal.doc