احبائى .. الناهردة اقدم لكم بكل فخر واعتزاز قصيدة من اروع ماغنت ام كلثوم وتلحين السنباطى :
سلوا قلبى
... من زمان وانا دونت 90 % من اغانى ام كلثوم كنت بخاف اجى جنبها لأنها صعبة جدا ومش اى حد يقولها .. بس لما حد طلبها وبإلحاح قلت ادونها .. طبعا القصيدة فيها دروس كتير تهم المحبين للفن الراقى يعرفوها .. هى بتتكون من رباعيات مش كوبليهات ... الرباعيت يعنى كل بيت بينقسم الى شطرين وكل بيتين بيعتبروا 4 شطرات وده الى خلاهم سموها رباعيات .. وكان السنباطى مبدع فى النوع ده ومنها حاجات كتير زى رباعيات الخيام .. الرباعيات بيبتدى بمقام ويعمل رباعية وبنفس المقدمة الموسيقية اللى بتكون جملة وتسليمة .. بيعمل رباعية تانية فى نفس القام .. اخطر حاجة فى الرباعيات ان كل رباعية لها قفلة ولازم تكون سخنة عشان الجمهور يصقف .. يعنى فى اللحن الى بيكون 3 كوبليه بيبقى قفلة واحدة فى المذهب وبرجع لها كل كوبليه لكن تميز الرباعيات انه بيعمل ييجى 15 قفلة سخنة او حسب عدد الرباعيات اللى حايلحنها .. وكان احمد رامى بيقعد مع ام كلثوم ويختاروا الاغنية من ديوان او قصيدة طويلة ويوضبوها مع بعض ده اذا كان الشاعر توفى من زمان .. تميز الرباعيات انه لما بييجى يغير المقام بياخد اول مازورتين من الجملة اللى انت بتكون حفظتها ويدخل منها على المقام التالى .. فيه شىء غريب وانا بدون انى بعد مادونت الرباعية التانية وابتديت اغرق واندمج ف اللحن .. تقمصتنى روح السنباطى .. يعنى تسنبطت .. ودى ادتنى شىء جميل اوى انى بعد كده يعنىكل ما امشى فى اللحن احس انه بقا اسهل معايا .. وده انت تلاحظه لما تسمعها من ام كلثوم اول رباعية بتغنيها الناس بتصقف شوية ولما توصل للرياعية التاتة بيكون الناس اتسطلوا او اتسلطنوا او تسمبطوا .. تلاقيهم بقوا يستوعوا الجملة بسرعة اوى ويصقفوا كتير ويطلبوا الاعادة بإلحاح .. لذلك السنباطى كان بيحاول يبقى سهل فى اول رباعيتين ولو عايز يدى الاصعب .. لأن الجمهور بقا جاهز للأصعب علما كمان ان الكلمات برضه صعبة مش اى حد يفهمها إلا المثقفين والعجيب ان ام كلثوم زودت ثقافة الشعب بكل اطيافه من قمة المجتمع الى قاع المجتمع كان الناس بتحفظ القصائد الصعبة دى وتندندها .. طبعا هنا انا بخلاف عادتى انا عند اول كل رباعية بكتب اول كلمتين منها .. لأن انا لو ماعمتلش كده وانا بدون حاتوه وانت مش حاتعرف انت فين .. وطبعا القصائد دى مش اى حد يعزفها لازم يكون حافظها كويس .. لاحظت كمان حاجة انت لما تسمع تحس ان القصيدة صعبة جدا .. لكن انا لما دخلت جواها لأن المدون ده زى الطبيب الشرعى بيدخل جوا ادق التفاصيل اكتشفت انها سهلة .. يعنى انت لما تشوف التدوين حتلاقيها سهلة جدا .. ليه .. عبقرية السنباطى .. بيعمل اللحن جميل جدا وسهل مافيهوش كلاكيع كتير عشان يدى ام كلثوم فرصة للإبداع .. يعنى لو عمل لها كل الجمل معقربة وحط فيها كل قوته ام كلثوم وهى بتغنى حاتحس انها مقيدة بأغلال .. لأنها لما بتعيد الجملة بتبدع .. ولما تعيد المقطع بتبدع اكتر ولو عادت المقطع 3 مرات تديك الاعجاز الكلثومى كله ف لازم يديها مساحة تطلع طاقتها .. كمان لما تسمع اللحن فيه اجزاء تحس فيها بعبقرية توظيف الدفوف لأن السنباطى كان عملاق الغناء الدينى يعنى يعرف يوظف الدفوف فين .. تميز طريقة السنباطى انه لما يخرج من الرباعية وعايز يروح للمقام التالى زى ماقلت انه بياخد اول مازوتين من الجملة اللى انت خلاص حفظتها لأن سمعتها كتير ويروح منها للمقام التالى .. لما الجمهور يطلب بإستماتة اعادة المقطع للمرة الرابعة مثلا هنا الفرقة بتقول الجملة الجديدة وبترجع تقول الجملة السابقة بدون لخبطة او بدل ما كانوا جيقولو الجملة التالية بيكرروا نفس الجملة ... فيه كمان حاجة خطيرة مع ام كلثوم بالذات .. عشان مش بتستعمل نوتة والملحن بيحفظ الفرقة على العود فى 40 بروفة انت بتبقى حافظ اللحن موسيقى وغنا .. يعنى اول رباعية بتقول سلوا قلبى .. تانى رباعية بتقول ويسأل ف الحوادث .. ممكن بعد ما قالت سلوا قلبى 3 مرات والفرقةعملوا الموسيقى داخلين على ويسأل فى الحوادث الجمهور بيصقف اوى وطالب الاعادة تروح هى قابلة سلوا قلبى تانى .. هنا العازف حافظ الكلمات ..يعنى لو هى اعادت من اى بيت هو داخل معاها .. طبعا لو فيه نوتة حاتحصل لخبطة .. او ممكن تعيد من مكان بعيد انا جاهز معاكى اى مكان .. وده اللى عمله عبد الحليم العبقرى فى الكام سنة الاخيرة كان بيعمل 40 بروفة عشان برضه العازف يبقى حافظ اللحن واول كلمة فى كل مقطع لو حب يعيد من اى مكان انا جاهز لو مركز ف النوتة حاتحصل لخبطة .. وهنا عايز اقول حاجة .. الموسيقى الشرقية طربية .. يعنى انا لو عايز اعزف لك اغنية انا طبعا ممكن اقراها من النوتة بس حاتطلع جافة بدون احاسيس ولاتطريب لذلك لازم الاول اطلعها من النوتة واحفظها بعدين اعزفها بدون نوتة اطلع فيها احاسيسى .. اقول لكم على سر .. السنباطى وعبد الوهاب كانوا مش بحبوا النوتة .. يعنى كل اغانى عبد الوهاب العظيمة كان بيحفظ الفرقة بالعود إلا الاغانى الاخيرة اللى غناها كانت النوتة دخلت الفرق .. السنباطى كان بيحس ان النوتة دى زى ابغض الحلال يعنى ... كان بيستعمل النوتة مع اى مطرب لكن مع ام كلثوم ما ينفعش .. لازم يحفظ الفرقة سماعى عشان لما تكون الفرقة حافظة بيطلع الابداع وده سبب الطرب اللى مش ممكن اللى انت بتحسه إلا مع ام كلثوم ... المهم .. انا بعد مادونت القصيدة الرائعة دى وحاسس انتى متسنبط اكتشفت ان فيه قصيدة زيها انا مادونتهاش .. ابتديت اشتغل فيها وانا فى نفس المود .. بس هى اصعب كتير من سلوا قلبى انتظروها قريبا واطيب تحياتى