ضمن أمسيات تتناول أيضاً عبد الوهاب والقصبجي والباشا وخليفة وغيرهم
الأوركسترا الوطنية اللبنانية تحيّي فريد الأطرش غداً.. حلم المايسترو
تحت العنوان اعلاه كتبت السيدة هالة نهرا موضوعا في صحيفة الحياة اللبنانية هذا اليوم بتاريخ 23/1/2013 هذا نصه:
هالة نهرا
المايسترو المندفع لا يجمح في المغامرة، بل يحلم ويبذل وسعه لتحقيق بعض أحلامه وتنفيذ رؤاه للموسيقى العربية المؤرْكَسَة (من أوركسترا) وفقاً للإمكانات المتاحة. عوائق كثيرة تعترض مساره في ظلّ مرحلة انتقالية يمرّ بها المعهد الوطني العالي للموسيقى ـ الكونسرفتوار اللبناني، ومع ذلك يتابع سيره متسلِّحاً بإصراره وبسياسة الانفتاح التي ينتهجها القيّمون على هذا الصرح في الآونة الأخيرة. بعد إحيائه أمسية أبرزت نتاج «عصبة الخمسة»، وحفلة في مناسبة اليوبيل الماسي لوديع الصافي، سعى إلى تقديم أعمال فريد الأطرش، ما سيترجَم عمليّاً في أمسية تحييها الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية بقيادته، الثامنة والنصف مساء غد الخميس في قصر الأونيسكو. أندريه الحاج غنيٌّ عن التعريف ـ في المشهد الموسيقي اللبناني على الأقلّ ـ وما يعرّف به، قبل كلّ شيء، نتاجه الآلتيّ (من آلة) وإدارته للأوركسترا التي يجنح إلى توسيع تعبيراتها، وتعزيز مكانتها، وفتح بعض الآفاق الجديدة لها، علماً أنّه برز في بداياته بوصفه عازف عود قبل أن يخوض معترك التلحين. تولّيه قيادة الأوركسترا الشرق عربية (إلى جانب أنطوان فرح) لا يخلو من الجسارة، لا سيّما أنّ ما يؤسّس له يمثّل قفزةً نوعية، ولَوْ لم تكن كلّ معالم هذه الخطوة واضحة مرحليّاً لأسباب عدّة، ليست القدرات المادية والبشرية والموسيقية التنفيذية آخرها. فكّر في تقديم أمسية تتمحور حول فريد الأطرش ضمن خطة عمل أشمل تتسع لتآليف محمد عبد الوهاب ومحمد القصبجي وتوفيق الباشا ومرسيل خليفة وسواهم، علماً أنها لم تخلُ منذ البداية من المواءمة بين التقليدي العربي والحداثي المطل على الموسيقات الأخرى عبر الدمج. الحفلة التي يقدّمها على خشبة مسرح قصر الأونيسكو تتّسم بالضخامة الأوركسترالية إذ يستعين هذه المرّة بآلات غربية وعازفين من الفلهارمونية الوطنية (فلوت، كلارينيت، أوبوا، كور، باسون...)، ويدعّم الأوركسترا الشرقية بالوتريّات محافظاً على دور العود والقانون والناي وغيرها من الآلات التي تُثبّت، إلى جانب الريبرتوار المؤدَّى، هوية هذه الأوركسترا. ضيف الحفلة نهاد طربيه، الذي غاب فترة عن المشهد الغنائي المحلّي، يلتقي جمهوره مجدّداً ومحبّي فنّ فريد الأطرش، علماً أنّه سيؤدّي «إرحمني وطَمِّني» و«يا حبايبي يا غايبين»، فيما يغنّي جوزيف عيسى «قلبي ومفتاحو» و«بقى عايز تِنْساني» (نعرفها بصوت سعاد محمّد). أمّا فابيان ضاهر، فستؤدّي أهمّ ما لحّنه الأطرش لأسمهان «ليالي الأنس في فيينا» (توزيع إيلي حردان). الأمسية، التي يتخلّلها عرض ومقتطفات مصوّرة تُبيّن براعة الأطرش في التقاسيم الحديثة والعزف المنفرد على العود، تشتمل على محطّات عزفية («كهرمان» / توزيع ميشال فاضل، و«نجوم الليل»...)، و«مِدلي» (إعداد أنطوان خليفة) يضمّ «لَكْتب عَ وراق الشجر»، و«يا جميل»، و«زينة»، و«حِبِّينا»... والجدير ذكره أنّ مهمّة الشدو الجماعي ستكون لكورس «خالد بن الوليد ـ المقاصد» (يشرف على تدريبه طارق قطرجي)، لا لجوقة قسم الغناء الشرقي في الكونسرفتوار. افتقار المكتبة الموسيقية اللبنانية إلى ريبرتوار غنائي موزَّع مُنَوَّط، حثّ أندريه الحاج على تكليف جيلبير رحباني تدوين العديد من أعمال الأطرش، علماً أنّ الأخير أوكل إلى فرانك بورسيل مهمّة توزيعها («حبيب العمر»، و«زمرّدة»، و«ليلى» مثلاً).الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية، التي يتحسّن أداؤها بصورةٍ ملحوظة، تستضيف في 28 شباط سمر كمّوج، علماً أنّ قائدها الحاج سيخصّص تباعاً حفلات لأيمن تيسير (من الأردن)، وريما خشيش، وغيرهما. احترافية الأوركسترا تشي بأمسية مميّزة هذا المساء، والحُكم ههنا ليس مسبقاً، بل يستند إلى مقارنة ما كانت عليه سابقاً وما أتمّته مؤخّراً وما ستنجزه في المرحلة المقبلة، علماً أنّ التقييم قد يتضمّن ملاحظات تُعَدّ ثانوية أمام تقدّم لافت يستحقّ التشجيع والثناء. هالة نهرا