مناهجنا بين العلمية و التقليد
أردت من خلال كتابة هذا الموضوع طرح بعض الإشكالات التي أراها أحيانا مشاكل بمعنى الكلمة تعاني منها الموسيقى العربية في إطارها الأكاديمي خاصة. رغبة مني في إثارة هذا الموضوع الحساس بالنسبة لمصير التطوير في الموسيقى العربية ، و رغبة مني الحصول على إجابات من المنظرين وأصحاب التخصص ومن يهمه الأمر .
من خلال دراستي أثناء التكوين وتدريسي من بعد ذلك ، لاحظت و آخرون مثلي أزمة في تحديد قالب موحد يجمع مناهج تدريس نظريات الموسيقى العربية في الكونسيرفاتوارات و المعاهد الموسيقية في العالم العربي تقضي على عوامل وعوالم التخبط في المناهج التي نرجع إليها في عملية التدريس وأنا أرى أن هذه المشاكل تتحدد في مجموعة من النقاط أهمها:
1- أزمة المصطلحات الموسيقية : و تتمظهر عبر التضارب في المصطلحات الموسيقية.
مثال : النوتة أم النغمة ، الحقل ام المازورة ، السلم أم المقام ....
2- أزمة نظرية المقامات: و يتجلى ذلك من خلال النظريات المتعددة في تحديد مفهوم المقام و عدد المقامات التي تولد عنها مجموعة من الأسئلة:
أ- هل المقام هو نفسه عند تحويل درجة ركوزه أم يتغير ومنه تتغير تسميته؟؟؟؟.(مقام الهزام و راحة الأرواح نموذجا )
ب- هل هناك حقا مقامات أصول ومقامات فروع ومشتقات ؟؟؟
ت- هل يجب تدريس المقامات بأسماء النغمات الفارسية العربية أم الغربية
ث- لماذا لا تعتمد رسميا بعض المقامات المتواجدة في بعض البلدان العربية في مناهج تدريس نظريات الموسيقى العربية، ومن له أحقية تسمية هذا بالمقام وذاك بغير المقام. و أعطي مثالا مقام اللامي الذي اعتمد في بدايات القرن الماضي واعتقد في مؤتمر الموسيقى بالقاهرة 1932 وأصبح مقاما أساسيا في نظريات الموسيقى العربية.
ج- مشكل علامات التحويل وعددها بسبب اعتمادنا نظرية استخراج السلالم بالخامسات و الرابعات . فلماذا لا دليل المقام على أساس المقام بذاته.
مثال: مقام الهزام : مي نصف بيمول + لا بيمول.
مقام الحجازكار: لا بيمول + ري بيمول
3- إشكاليات الكتابة:
أ- كتابة النصوص الغنائية:و تتمثل في اتجاه كتابة النوتة الذي يكون من اليسار إلى اليمين واتجاه
كتابة الكلمات (المغنى ) الذي يكون من اليمين إلى اليسار. وسأورد تجربة خضناه أثناء التكوين
وهي كتابة النوتة من اليمين إلى اليسار في النكوص التي تكون مصحوبة بكلمات في أسفل
المدرج، ولم يتطلب تلقين الطلبة قراءة النوتة من في الاتجاه المعاكس إلا عشر دقائق.
أنا اطرح سؤالا لماذا لا يعتمد كتابة النوتة من اليمين إلى اليسار على في
المدونات الغنائية، مع العلم أن كتابة الموسيقى من اليسار إلى اليمين استدعتها
كتابة النصوص اللاتينية في الغناء القديم، ولم تنزل من السماء هكذا، فلو كنا
نحن الذين وضع أسس كتابة النوتة هل كانت الكتابة ستكون هكذا ؟؟؟؟
ب – الكتابة للآلات العربي :
توجد أزمة حقيقية بالنسبة للكتابة الخاصة بالآلات الموسيقية العربية،
فمعظم المناهج ( إذا صح تسميتها كذلك ) التي نجدها في المكتبات نجد أن
مؤلفيها لا يجهدون أنفسهم في وضع بعض الإشارات الخاصة بالكتابة لكل آلة ،عن
قصد أو عن غير قصد، فالمدونات الموجودة صماء و تصلح لكل الآلات
ولا تصلح لها في آن واحد.
و أعطي مثال بآلة العود : لا نجد ترميز للوضعيات على الآلة ولا اشارة –
التريمولو- ولا التظليلات ( nuances ) ... .