رد: محمد السيليني
وداعا محمد السيليني... أيقونة الرفض الصوفي
فارعا كالنخلة، غادر الارض شامخا دون ضجيج، مصطحبا معه ذاك الوجع الصوفي الذي سكن سنواته الاخيرة كقدر لما يقاومه. وداعا محمد السيلني، رفيق رفض لم تعتليه غبار تملق او تسلق او دنيا فانية. وداعا لطائر نورس غادر وحيدا دون أن يطلق السلام.
كنت أفكر دائما في اللحن الذي يمكن أن نرسله للأكوان الأخرى، لعوالم قد تكون موازية، يكون من شأنه أن يتغنى بالأرض ومن يعتليها، وكنت أخلص كل مرة لاختيار صوته الخرافي الوقع كرسول وصال وسلام ورحمة. كنت على ثقة بأن أغنيته الخالدة (لغيري رماك القسم وأنتٍ ليا)، ما يمكن أن يختصر وجع الانسانية بأسرها. هذه التي ما فتئت تتوجع بالفقد عبر الحياة/ او عبر الموت، كجرح لا يلتئم بالزمان.
إليك تحياتي من الأرض يا غالي، رحيمة بك، عطوفة على عذاباتك الأخيرة؛ ممزقة لفقدك غريبا بعيدا عن ديار حلمت بان تعانقها حُرا/ وُمحررة.
عسى أن يخفف عنا/وعن أهلك، أنك رأيت الطاغية يُقاد الى قدره المفجع وأنت تراقب دون شماته، مٰكتفيا بأن القدر قد انتقم لك، واعاد إليك حرية حاول انتزاعها من صدرك.
سعاد الوحيدي
|