مساهمة بسيطة في إحيـاء ذكرى هنا القدس ، أسوق
من مذكرات الموسيقي الفلسطيني واصف جوهرية *(بتصرّف):
إفتتاح دار الاذاعة الفلسطينية : "هنا القــدس"
كان افتتاح الإذاعة في القـدس بتاريخ 30 مارس آذار 1936 (1) وقد ضمّت الكثير من هواة الفنّ من أمثال : ابرهيم عبد العال ومحمد عطية واسكندر الفلاس ويحيى السعودي وجليل رُكب ورامز الزاغة وكاظم السباسي وفهد النجار وميلاد فرح وتوفيق جوهرية وروحي الخماش وآرتين سانتورجي وباسيل ثروت ومحمد عبد الكريم أمير البزق . ترأس القسم الفني العربي يحيى اللبابيدي (2) والشاعر ابراهيم طوقان . ثمّ جيء بجميل عويس عازف الكمان (3) الذي حاول تعليم هؤلاء الهواة النوتة الغربية ، إلا أنّ الفضل في تعليم وتنظيم الفرقة الموسيقية يعود الى عازف البيانو يوسف البتروني . كما وكان عازوري أهارون من الأوائل في الاذاعة وهو الذي كان ممن مثّلوا العراق في مؤتمر الموسيقى العربية الأول الذي انعقد في القاهرة عام 1932 ، الا أنّ انعدام الانسجام سياسياً بين اليهود والعرب قد حال دون استمرار عمله في الاذاعة . وقد تصادف وجود فرقة الشيخ امين حسنين في القدس آنذاك فترأس الافتتاح عزفاً وغناء وبقي هو وأخوه في الاذاعة مدّة ، ثم قفلا عائدين الى القاهرة . كما وضمّت الفرقة كلاً من ابرهيم عبد العال ( والد عبود عبد العال وصهر عمر البطش ) عازفاً على القانون ، ومحمد عطية عازف القانون المصري ، ويحيى السعودي عازف العود ، الذي أصبح فيما بعد رئيس الفرقة الوترية في الاذاعة ، وأخي توفيق جوهرية عازف الناي وكانت هذه أول وظيفة يعمل بها بالمعاش . ولقد عرض عليّ ترأس القسم الفنّي إلا أنني آثرت البقاء في وظيفتي في مالية القدس حيث بقيت حتى انتهاء الانتداب البريطاني وسقوط المدينة . كان وجود دار الاذاعة الفلسطينية نعمة جزيلة ، فقد أصبحت القدس محجّة الفنانين من الأقطار العربية (4) *.
* جوهرية ، واصف ، "القدس الانتدابية في المذكرات الجوهرية" - الجزء الثاني ، تحرير وتقديم عصام نصار وسليم تماري ، مؤسسة الدراسات المقدسيّة ، القدس 2005 .
هوامش :
1. التاريخ ناقص في الأصل أكملته من خبر نشرته المجلة الموسيقية لصاحبها د. محمود أحمد الحفني – العدد الأول ، 16 ابريل نيسان 1936 ، ص 40 .
2. صاحب "يا ريتني طير" التي غناها فريد الأطرش في بداياته .
3. "بمرتب عشرين جنيهاً على أن تكون ساعات عمله عشرون ساعة في الأسبوع منها سبع ساعات رسمية وثلاث عشرة تمرينات" – المجلة الموسيقية أعلاه .
4. يسهب صاحب المذكرات في وصف علاقته الشخصية بالفنانين وزياراتهم لدار الجوهرية ، مما لم أجد له محلاً هنا .
* من المؤسف أنّ صاحب المذكّرات قد قام بترقيم العازفين في الصورة من غير أن يضبط أسماءهم ، عسى أن يفلح أحد في تسميتهم ، مع أنّ الاحتمال بعيد ، إذ لم يفلح المحرّران في فعل ذلك وهم أبناء البلد .
أخوكم
الفارابي