بمناسبة حلول الذكرى 32 لرحيل الموسيقار عبدالسلام عامر
أرفع ما راج في احدى اللقاءات التي أجرتها معه الصحافة المغربية
لقاء صدر بجريدة أخبار الفن بتاريخ 7 أكتوبر 1978
لقاء تكلم فيه بصراحة وبصرامة وانتقد كل شيء
في البداية أرجع صمته خلال هذه المرحلة الى سخطه على الميدان الفني الذي لم يعد يشرف حسب رأيه واعتبر نفسه أنه منذ سنة 1967 توقف لأنه لم يعد يجد المواد التي وجدها من قبل واعتبر نفسه أنه لم يعط شيئا خلال العشر سنوات وأن ما سمع من ألحانه خلالها هو فلتة غير راضي عنها باستثناء الأناشيد الوطنية التي هي صميم واجبه كمواطن.
وعن الوسط الفني سجل استنكاره للاهمال اللامشروع الذي يتعرض له الوسط الفني معتبرا أن الفن مراة الشعوب وأن هذه المراة شبه مكسرة في بلادنا
وعن المسؤول عن ذلك حمل وزارة الدولة المكلفة بالشؤون الثقافية. والاذاعة والتلفزة.
وعن تقييمه للانتاج الفني في هذه المرحلة استثنى الراحل عامر بعض المجهودات المشكورة التي سرعان ما غمرها النسيان بسبب وضعية الفن والفنان في المغرب مضيفا أن المستوى رديء جدا بسبب العلاقة بين المتطفلين على الفن والمسؤولين عن الانتاج الفني في الاذاعة والتلفزة . وأن هؤلاء لا انتماء لهم فنيا ولا ثقافيا وانما يعملون في نطاق الاحتكار الاداري مستغلين الوضع المزري للفنان ليجمدوا رصيد الانتاج من
أجل الانتفاع الشخصي مما يزكي عدم العطاء الجيد الا من تهريج أولئك المتطفلين
وعن رأيه في الأغنية المغربية يصرح الراحل أن الأغنية تتأرجح بسبب غزو السخافة الفنية الشرقية لها
وعن الصحافة الفنية في المغرب قال أنها تتحيز بتصرفها المجاني فهي تنفخ في بعض الناس نفخة مدمرة أساسها الغرور بحيث تتسرع في اعطاء مقاييس غير متوازنة للفنان مع من تشبهه به من أعمدة الفن وهي بهذا تدمر فيه روح الخلق والابداع وتشجعه على العجز والسقوط في هوة القبح . وأضاف أن الصحافة الفنية يجب أن تكون جادة ملتزمة بمسايرة الواقع بعيدة عن المجاملة وعن الهزل في نقل الأخبار الرخيصة وحتى تكون في مستوى الأهداف السامية لرسالتها . وأن على الصحافة ألأ تتراجع في كشف العيوب بكل تركيز لتثير الانتباه حولها وأن عليها أن تتطرق للجمود الحاصل في الميدان وتحارب بكل جدية وموضوعية ما من شأنه أن يعرقل سيره .
وعن مفهوم الراحل عامر للتعامل الفني خارج حدود الوطن أكد الراحل أنه شيء معقول اذا كان بنية تبادل الآراء والخبرات من أجل الاستفادة والتعمق . أما اذا كان السعي من ورائه الى الشهرة فقط فانه سعي خاطىء . لأن الشهرة غير مستحيلة من المنطلق الأصلي للفنان .
واغتنم الراحل فرصة جوابه عن هذا التساؤل ليطرح
من خلاله قضية مثيرة جدا تتعلق باحدى مطرباتنا وهي عزيزة جلال التي تسافر كثيرا وأكد بادىء ذي بدء أنه لا يهمه الهذف الذي تسعى اليه من وراء سفرها بقدر ما يهمه أن بعيب عليها تهجماتها الشديدة على الملحن المغربي لكونه يتهاون في أداء واجبه نحوها .ونبه عزيزة جلال الى أن المغني هو المطالب بالبحث عن الملحن باعتبار هذا الأخير صاحب الانتاج الأول فعزيزة بتهجماتها تسيء لكرامة الملحن المغربي . في حين كان عليها أن تشد على يده وتضم صوتها لصوته للتشنيع بكل ما يضر بالنهضة الفنية في بلادنا وأن عزيزة مع كل الاحترامات ليست بالنسبة له هي القاعدة . وانما هي مثل للتصرفات الخاطئة لبعض المغنين نحو الملحن وتمنى ألا يتكرر ذلك
والى اللقاء في الجزء الثاني من الحوار