هل يضجر البحر ؟
ذاك وحش من الماء يرتج
يرغى ويصخب حتى تناثر فى شدق
هذا الفضاء.....الزبد
مرجل يتقلب فى جوفة
تتعارك أمواجة
وتحمحم عند ملامسة الصخر..والرمل
..مطرحا نفسة فى مرايا
الأبد
قد تراءى على بعدة
عنفوانا غضوبا
ينازل أنحاءة...ويصارع أعضاءة
ويبدد أصداءة...
فى سديم قديم
ولهاث خمد
هل ترى البحر جن فأمسك
هذى القرون يطوحها
خلف شطأنة..
ثم يهوى على نفسة بالمدى
يتهافت حتى تموت صباباتة
فيميل الى الصمت
متشحا بوشاح الكمد
هل ترى يضجر البحر فى سجنة
فى المكان الفسيح..وفى
وحشة من زمان طريح
على شاطىء الريح
يغمرة الليل حينا
وحينا تصادقة الشمس
تمتصة
ثم تلقى بقاياة...
فوق الصحارى...
ليخضر فيها الجسد
ما الذى تشتكى...أيها البحر..
لاشك ضقت بسجنك
بين قيود الزمان
وتحت سنابك هذا
المكان
ولا شىء يبقى سوى الريح
فوقك
كل هذى السفائن تمضى
الى ساحل
والعراك العميق بجوفك
تطلقة الكائنات
الحبيسة
متفجرا بالدماء
كل هذى المصائر..تطوى
وتبقى وحيدا الى الليل
ما من انيس
سوى بعض غرقى
وبعض سحاب
يهرول عبر الفضاء
.............................
.............................
رويدك يا بحر..
هلا استعدت اذا كنت تضجر
ما قد تبادلة العاشقون
أمامك عند الأصائل
من قبلات
وما قدموة الى بعضهم
من عهود
اه..يا بحر..لو تتأمل
يوما كتابك
أتعرف سرك يا بحر
سر الملايين جاءوا اليك
وراحوا
وأنت تواصل هذا الصراخ
تواصل هذا الحصار
وتغلق بابك
رويدك..يا بحر
هلا تذكرت من أشهدوك
على حبهم
ومن عبروك الى حلمهم
ومن دخلوك الى حتفهم
تضجرت يا بحر..
كل الذين يجيئون
لا يمكثون
وكل الذين يروحون
لا يرجعون
وها أنت
بين مخالب هذا الزمان....
.....الفسيح ستبقى الأسير الوحيد
لترسف وسط الشواطىء
بين القيود
تحمحم....لا تستطيع الفكاك
من القيد
قيد الوجود
تعارك نفسك
حينا وتهدأ حتى
نخالك ميتا
فهل أنت يابحر حر
كما نتوهم
أم أنت مثل جميع العبيد ؟
تحاول لا تستطيع الفكاك.....من الأسر
تضرب بالموج صخر الخلود ؟
غزالة فى مطلع الربيع
فى مطلع الربيع
والزمان يخلع الزمان
ليرتدى الأشجار ..
و الأنهار ..
و الألحان
يصافح الغدران ..
بالغدران
يلاحق الطيور ..
..فى سمائها
و ينصب الشراك ..
..للقلوب
فى خمائل الضحى
.. ويفتن الحسان
يروح يقرع الكؤوس
يفتح الدنان
قابلت
هذة الغزالة
التى تفيض بالدلال
و الحنان
تفاخر الربيع ..بالورود فى الخدود
والغصون بالرمان
سألتها
ما يفعل الظمأن ؟
و الماء فى يد البخيل
و الحصان
فى اسرة
و الليل والنهار
يهربان
امامة ولا مناص
من خسارة الرهان
تبسمت كأنما لؤلؤها المصان
يريق وعدة
للعاشق الولهان
حاولت لمسها
تمنعت
وانفلتت
تبددت
كأنها سحابة
وامتلأ الفؤاد
بالدخان
هل كان حلم
ليلة قاحلة
أم لمحة من فرح
فى غابة الأحزان