آه من وجع الذكرى ..
( يا دوب ) الشمس تغرب ..و تغلق الحوانيت أبوابها الخشبية .. و تتعرى الشوارع من الناس .. و يفرد الليل أجنحة الوَحشة على البيوت..فيتسيد ذلك الشعورالطاغى بالغربة و الافتقاد و الضآلة ، و يسيطر خوف مجهول الهوية ، وحزن عميق لا قرار له ، فلا يخفف من وطأته مصباح كهربى يتيم و شاحب ، بضوءه ( النعسان ) المستسلم لوحشة ليل طويل جاثم على الصدور ، تزيده عمقا تلك الذؤابة المشتعلة فى ( لمبة الجاز) المعلقة على حائط الردهة الخارجية ،و قد تواطئت مع الظلمة و الخوف ، وهى تعكس كياناتها الأسطورية الرهيبة على الحوائط الجيرية ، و الأسقف العالية ..
و كان ( الراديو ) الخشبى القديم بهيئته الوقور ، هو الونس الأوحد .. يشِيعُ صوته العميق من أعلى الدولاب الخشبى ، محلقا فى فضاءات الخيال ، مخففا وطأة حزن ٍ وجودي لا كـُنه له ..
و يأتى صوتها .. يأتى يا عصفور .. مشاطرا لحزنك .. موجوعا ً .. ملقيا على سحاباتً الحزن الدفين وشاحا وجوديا و إنسانيا ً بحتا ً .. يهمس قائلا ..
مشوارنا همسة ..
و ضِحكة شاردة فى الفضا
مشوارنا خطوة
و عُمرها ما بتنقضىَ
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ
كمال