الرَّسَّامْ
مَضَيْتُ أُسَائِلُ نَفْسِي كَثِيراً
تُرَى أَيْنَ وَجْهِي تَلاَشَى وَذَابْ
تُرَى أَيْنَ يَوْمِي تُرَى أَيْنَ أَمْسِي
وَمُسْتَقْبَلي أَيْنَ يَا رَبُّ غَابْ
وَأَحْضُرْتُ لَوْناً وَفُرْشَاةَ رَسْمٍ
وَدَفْتَرَ ذِكْرَى وَكَفَّ الرِّغَابْ
تَذَكَّرْتُ عَيْناً تَذَكَّرْتُ أَنْفاً
تَذَكَّرْتُ وَجْهاَ قَلاَهُ الشَّبابْ
تَذَكَّرْتُ شَكْلي رَسَمْتُ خُطُوطاً
مَلاَمِحَ وَجْهٍ بَرَاهُ العَذَابْ
رَسَمْتُ اِنْحِنَاءَاتِ وَجْهٍ قَدِيمٍ
وَلم تَرْسُمِ الكَفُّ غَيرَ السَّرَابْ
رَسَمْتُ سِمَاتي وَأَبْعَادَ مَيْلِي
وَبَحْرَ شُعُورِي فَكَانَ اِضْطِرَابْ
وَصَوَّرْتُ رَسْمَ المَعَاني بِنَفْسِي
فَخَارَ اليَرَاعُ بُكَاءً وَشَابْ
وَجِئْتُ أُشَكِّلُ مِنْ ذِكْرَيَاتي
فَجَفَّ المِدَادُ لِهَوْلِ المُصَابْ
وَحَاوَلْتُ تَصْويْرَ مَعْنى حَيَاتي
عَلَى حَالِها فَاسْتَجَارَ الكِتَابْ
وَمَا زِلْتُ ألهث خلف سرابي
أُفَتِّشُ عَنْ ذِكْرَياتٍ عِذَابْ
فَأَلْفَيْتُ وَجْهِي مَا عَادَ وَجْهِي
فَسِرْتُ وَأَمْسَيْتُ تَحْتَ التُّرَابْ
***
الشاعر صالح المزيون
22 ــــ 10 ــــ 2009