قصيدة الوداع وبها جزء من الأطلال
للشاعر الكبير إبراهيم ناجى
حان حرمانى ونادانى النذير.. مالذى اعددت لى قبل المسير
زمنى ضاع وما انصفتنى .. زادى الأول كالزاد الأخير
رى عمرى من أكاذيب المنى .. وطعامى من عفاف وضمير
وعلى كفك قلب ودم ...وعلى بابك قيد وأسير
حان حرمانى فدعنى ياحبيبى .. هذه الجنة ليست من نصيبى
أه من دار نعيم كلما جئتها ..أجتاز جسراً من لهيب
أنا إلفك فى ظل الصبا ..والشباب الغض والعمر القشيب
انزل الربوة ضيفاً عابراً.. ثم أمضى عنك كالطير الغريب
لم يا هاجر أصبحت رحيما ..والحنان الجم والرقة فيما
لم تسقينى من شهد الرضا.. وتلاقينى عطوفاً وكريما
كل شىء صار مراً فى فمى .. بعد ما أصبحت بالدنيا عليما
أه من يأخذ عمرى كله .. ويعيد الطفل والجهل القديما
هل رأى الحب سكارى مثلنا ..كم بنينا من خيال حولنا
ومشينا فى طريق مقمر.. تثب الفرحة فيه قبلنا
وتطلعنا إلى أنجمه.. فتهاوين وأصبحن لنا
وضحكنا ضحك طفلين معاً.. وعدونا فسبقنا ظلنا
وانتبهنا بعد مازال الرحيق ..وافقنا ليت انا لا نفيق
يقظة طاحت بأحلام الكرى ..وتولى الليل والليل صديق
واذا النور نذير طالع ..واذا الفجر مطل كالحريق
واذا الدنيا كما نعرفها .. واذا الأحباب كل فى طريق
هات اسعدنى ودعنى اسعدك .. قد دنا بعد التنائى موردك
فاذقنيه فانى ذاهب .. لاغدى يرجى ولايرجى غدك
ولإبلائى من ليالى .. التى قربت حينى وراحت تبعدك
لاتدعنى لليالى فغداً ..تجرى الفرقة ما تأسوا يدك
ازف البين وقد حان الذهاب ..هذه اللحظة قدت من عذاب
ازف البين وهل كان النوى ..ياحبيبى غير ان اغلق باب
مضت الشمس فأمسيت .. وقد اغلقت دونى ابواب السحاب
وتلفت على آثارها.. أسأل الليل ومن لى بالجواب