اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلقيس الجنابي
هَجيْر الشَّكْ
للشاعرة بلقيس / إكرام الجنابي
حبيبـي أنتَ في يومي وأَمْسي
وفي صبح ِ الغداةِ وحينَ أُمْسي
غَرَسْتُ هواكَ في قلبـي جنوناً
فكانَ هواكَ عندي خيرَ غَرْس ِ
شَرِبْتُ هواكَ كاساً من رحيق ِ
فلا تشرَبْ بكأس ٍ غير ِ كأسي
يقينـي أنَّ وعدَكَ لـي وفاءٌ
سيبقَـى لا أُخامِـرُهُ بحَدْس ِ
وبُعْدُكَ مُوْرِثٌ عندي اكتئاباً
وملقاكَ الجميلُ كيوم ِعُرْسي
وحبُّـكَ مالىءٌ نفسي فخاراً
بهِ بيـنَ الأنـامِ رفعْتُ رأسي
وزهــرُ الحبِّ أينعَ في حياتي
أراهُ سَنَـىً فيبعثُ فـيَّ أُنسي
إذا ما الناسُ قالوا فيـكَ إفْكاً
أشُِكُّ فلا أصدِّقُ غيـرَ نفسي
حديثُكَ يا حبيبـي همسُ شِعْر ٍ
يُغَنَّي لي ، يُغـاز ِلُ فِيَّ حِسِّي
أُحبُّكَ ما حَيِيْتُ وأنت عمري
ستبقَى أنتَ بدري أنتَ شمسي
وأنتَ تَبُثُّ في صدري طموحاً
قويّاً ليسَ يدنـو منـهُ يأسي
ولنْ أنساكَ بل تبقَى حُضُوراً
كما أبغي وهَمّي ليسَ يُنسِي
قريبٌ أنتَ من نفسي ستبقَى
فلا يُقْصِيكَ عنّي غيرُ رَمْسي
|
يَـقـيـني مَــا جـَثـا شـَكّ ٌ بـِنـَفـْسي
فقـَدْ شـَهـِدَ الفؤادُ خـَيـــالَ أ ُنـْسي
فيومــا ً قــدْ تـُغـازلـُهُ عُـيـــــوني
وتـُشرقُ في بقايا العـُمر ِ شـَمْسي
حبيبا ً عـَيـْنـُه تـَرْعــى خـَيـــــالي
ويـَرقـُـبُ طـَيـــفـَهُ الورديَّ حـِسْي
يُنـاديـني بصَـــــــوْت ٍ لـَيْــــلـَويّ
طـَربـْتُ لـــــهُ يُـلاطِـفـُني بـِهـَمْس ِ
وما أغـْشى لـَـه قلــبٌ دليـــــــلٌ
وقد صـَدَقَ التـّوَسـُّمَ فيــه حَدْسي
لـِقاؤك يا جميـــــلَ الروح عـَهـْد ٌ
ووعْــــدٌ قـَــدْ تـَواعَـدْنـــاهُ أمـْس ِ
لـَعـَلّ اللـُّقـيا كانـت عنــد نــــوح ٍ
قضى فيها الزمانُ بحكم ِ ر ِغـْس
لنا ذكــرى بهـا من قـَبـْـــلَ دهْـــر ٍ
ولـمْ نصحُ لهـا والدهــــرُ يـُنـْسي
وجدْتـُكَ مثــلَ مــا خالتـْك روحي
ملاكا ً نـُــورُه ُ القمـــريّ ُ قـُدْسيْ
فكمْ نظـرتْ عيـــوني دلالَ حُسـْن ٍ
كوجهـِكَ مـا لحَظـْتُ جمـــالَ إنس ِ
قصيــــدٌ أنت فيـــه أنا المعــاني
وأنتَ اللحنُ يرقصُ فيـه جَـرْسي
وكـَمْ غـَرَستْ يـَداكَ يَــديّ حُبــّا ً
وأينـَعَ في يديــكَ قديـــمُ غـَرْسي
نهاري في هـَواكَ ربيــــعُ عـُمــر ٍ
ولـَيْــلي وَحْيُ شعر ٍ فيكَ يـُمْسي
وتـُروينـي بكأس مـِنْ صَبــــوح ٍ
وتـَسقيـكَ السلافَ غـَبوقُ كأسي
شـِمــالي مع يميـنـِكَ عيـــدُ حبٍَّ
يميني مع شـِمالكَ يــــوم عـُرْس ِ
أنامُ الليــــــلَ مـع حـُلم ٍجميــــل ٍ
تحنُّ له الوســـادة ُ تحـتَ رأسي
ولسـْتُ كمَـنْ أذاقتـْهُ الظنــــونُ
كعبد الله بأســــا ً بَعـــدَ بــــأس ِ
ولا مجنـون ِ ليـلى في البوادي
أهيــــمُ مـُتـيّـمـا ً فيـــها كقـَيـْس ِ
ولا محبـــوب ِعـَبلة َفي هـَواهُ
تـُقايـِضُهُ قبيـــلة ُ قـــوم ِ عبس ِ
دموعَ الهجر ِ لم تذرفْ عيوني
ولا آهــات ِ قلـــب ٍ بعـدَ بُــؤس ِ
ولا نـَدري وداعـــا ً أو فــراقا ً
سـُوى البيــن إذا ما حلّ يُـؤسي
سيجمعـُنا التـُرابُ هنــاكَ يومـا ً
وننعمُ فيــه رَمْسا ً جنـْبَ رَمـْس ِ
وعـِندَ الله موعـِدُنـا التـّــــلاقي
لـِقــاءُ الخـُلـْد ِ مكتـوبا ً بطـِرْس ِ
*****
حماد مزيد
13/10/ 2009