اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السلاموني
أعود مرة أخرى بعد ردي السابق الذي كتبته تعبيراً عن دهشتي و إعجابي بالقصيدة
و ان لم أكن أفهم قصيدة الرتوش الأخيرة للوحة الخيل و البحر فهماً جيداً
لكن كنت أعلم أننا أمام شاعر متمكن .. و مكانه ليس فى قسم التجارب الأدبية
لذا أشكر الأستاذ العزيز غازى على هذا الموضوع .. لنتعرف أكثر على شاعرنا الموهوب الأستاذ كمال
و اسمح لى أن أتحدث عنك من خلال فهمي الشخصي لمشاركات حضرتك ..
سمعجي .. كمال عبد الرحمن
أشعر بغربته .. غربة الفنان
و هذا شئ عادي يحدث لأى شخص لكن غربة شاعرنا هنا أكبر بكثير لأنه وصل لفهم الأشياء بدرجة تقترب من اليقين
لذا أشعر بفرحته عندما يجد القارئ الواعي .. هذه سعادة لا يضاهيها سوى السعادة التى يشعر بها بعد الانتهاء من قصيدة
أو الوصول لصورة شعرية بعد مطاردة طويلة
يبهرنا بآراءه و أفكاره و تحليلاته و تأملاته فى كل شئ .. بدءاً من القرآن الكريم ...... إلى فرحة الجماهير بكأس أفريقيا
و رغم موهبته و ثقافته .. تجده كريماً متواضعاً فى تعاملاته مع الجميع
و هذا هو الفارق بين أن تقرأ ديواناً لشاعر لا تعرف عنه سوى صورة 6 فى 9
و بين شاعر تعايش أفكاره يومياً
لذا أحمد الله على هذه الفرصة الذهبية التى أتيحت لنا
أستاذ كمال .. الذي يحكي لنا عن أيامه العادية جداً
هو نفسه الذي رسم الرتوش الأخيرة فى لوحة الخيل و البحر
و وصف لنا إيقاع الموت
هو نفسه الذي كتب عن القطة نوني !
فنان متنوع .. و مدهش
و فوق كل هذا إنسان جميل و مهذب
أستاذ كمال
شكراً لك
|
أخي العزيز محمد السلاموني
أشكرك جزيلاً على كلماتك الطيبة ..
و الله يا أخي لقد أصبت .. هي الغربة أولاً و أخيراً .. غربة الإنسان و غربة الوجدان .. شعورك بالوحدة رغم الزحام من حولك .. شعورك بمعاناة ، ليست بالضرورة ذاتية ، ألا نشعر بالغربة في قلب وطننا هذا !!
تخيَّل صديقي العزيز .. تخيَّل .. لو أن كافة الناس ، و عامة الشعوب العربية ، تتوافق ذائقتها مع ما نستمع إليه هنا في سماعي من أصيل الفنون المسموعة .. تخيل لو أن الوعى الذي يتمتع به الكثيرون من أعضاء منتدانا هذا ، هو وعىٌ عام !!
أتعرف يا عزيزي .. أمران لو تأملناهما ، لعرفنا من نحن ، و مَن الآخـَر ، إنهما( الجغرافيا و التاريخ ) ..
في الجغرافيا ، أذكرُ دائماً مقولة شارل ديجول :
( إذا أردتَ أن تـُقـَيِّمَ بلداً ، أنظر إلى الخريطة ) .. لننظر إلى خريطة الوطن العربي ، لنجد أن الله قد حبانا بموقع عبقري مركزي يتوسط العالم ، لكننا لم نفهم الرسالة الربانية ، أو لم نوفها حقها ..
مركزيتنا الجغرافية ، و إمكانياتنا من الزراعية إلى الجيولوجية .. من حبة القمح حتى نقطة البترول .. رسالة من الطبيعة إلينا ، تكمن وراءها إرادة إلهية .. هل فهمنا الرسالة ؟! .. لا يا صديقي ، بل أهدرناها و تعاملنا معها كأسوأ ما يكون التعامل ..
و يحضرني هنا د. جمال حمدان صاحب كتاب ( شخصية مصر ، دراسة في عبقرية المكان ) .. هذا الكتاب الدالُ على جغرافيا عبقرية تتمتع بها مصر بين دول العالم ، و مصر هنا بمثابة ( مركز المركز للوطن العربي) إذا صح التعبير ..
أما التاريخ ، فحضاراتنا تألقت و أضافت للإنسانية و سنت القوانين ، وأبدعت فنوناً و أقامت نظماً سياسية ، بينما كانت أوروبا تتخبط في ظلمات الجهل و التخلف ..من حضارة وادي النيل في مصر ، و هي أطول الحضارات زمنياً في العالم القديم ، مروراً بالحضارة الفينيقية التي تمركزت في قرطاج ( تونس ) ، و حضارة نوميديا في الجزائر ، التي امتدت من شمال قسطنطينية إلى حدود قرطاج ..و الحضارة الأمازيغية في المغرب ، و التي سبق امتداد الفينيقية إليها ، و التي تلتها الحضارات الإسلامية من دولة الأدارسة إلى المرابطين ، فالموحدية ..
و الشرح يطول لو تطرقنا إلى حضارات دولنا العربية في آسيا ..السومرية و البابلية و الأشورية ..
في التاريخ ، كان لنا السبق الحضاري ، و في الجغرافيا ، إمتزنا في الموقع و الزراعة و الصيد و الكنوز الجيولوجية ..و في الفن و الإبداع يا أخي .. تميزنا و كانت لنا الريادة في الشِعر و النحت و النقوش و الرسم ..
فلننظر إلى حالنا الآن و نتحسر .. و نغترب .. و نصرخ .. فتخرج الصرخة شِعراً أو غناءاً أو حتى جنوناً ..
غير أن تلك الصرخة ليست وجعاً فحسب ، لو أصغينا ، لوجدناها نداءاً يستدعي الأمل !
أشكرك أخي محمد السلاموني
يا من أثرت شجوني
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ
كمال