صداح الآردن
الآستاذ القدير والشاعر المُهندس الكبير
.¸¸!퇇 ღ.¸¸.يوســف أبو سالــم .¸¸퇇.ღ.¸¸.
تحية عبير مُكللة بأريج الورد وعِطر الياسمين
فى هذه القصيدة والتى عنوانها أُحِبُّــكِ واللــهُ أَعْلَــمْ لا يمترى قارئ أو ناقد إنه أمام معزوفة موسيقية لنسق شِعرى مُميز ونص يقف على عتبة الرومَانسية الدفاقة، وإذا أتى من بوح قلم فارس الشِعر والرومانسية يوسف أبو سالم فلكَ أن تتوقع مهرجاناً مِنْ الآلقِ والإبداع المُصاحب للجمال الفاتِنْ ،وإكتمال العناصر الشعرية المكسوة بلبوبْ الوشىّ مع إضافة موسيقية على وقع solo، لنصل إلى نشوة الإجلال ما بعد الجمال ، هذا السِحر سوف يكتشفه القارئ بنفسه عندما يسبُر أغوار القصيد ، سواء كان ذلك على مستوى ما تحمله القصيدة من نَغَم يضج حب وشوق وسعادة، أو صورة مُتشكلة برهافة كبسمة الزهر ...
أو عاطفة يَتدفق الآلق بينْ سطورها بعبق إبداعى مِنْ شذى الآحاسيس .. لنجد وببراعة معهودة كيف إستطاع الشاعر أن يحيط بها رؤيته لتكون ملحمة إسطورية مُفعمة بالشوق والعِشق مع نضج الحبْ والجمال!
هذه هى ثيمة الحب برؤية تبتعد عن السذاجة والسطحية..
سأترك طيفى يمورُ بخيالكَ ليستخرج مصدر صوركَ الشعرية
أحبكِ والله أعلم !
فى هذه الجملة والتى قد تكرر لفظُها فى القصيدة مُتلازمة لآبياتها فى تركيبة مع ( تقول ويقولون وقالت ) فى بداية الآبيات جعلتنا نتأمل كيف يَرسم الشاعر بالمُحاكاة الصوتية صوراً سمعية ، مُصاحبة لغنة موسيقة رائعة لما بها وما أتى مِنْ إنهمار القلم لمعزوفات أخر فى كل بيت لهذه المنظومة الفريدة والمُدهشة فتأمل تفخيم الآلف الإطباقية وانفجارية الباء والكاف ، وجهر الواو مع لفظ الجلالة ( الله ) للصدق والتأكيد
الآلف المُضعف، ورخاوة العين المجاورة للام والميم وجهارتها، ألا يوصِل ذلك الصوت وهذه المُناجاة بهذا البوح الموصوف فى سيمفونية هذا السطر : ( أُحِبُّــكِ واللــهُ أَعْلَــمْ )
:
:
فى البيت التالى سنجد صورة رقراقة مُعبقة بعِطر سرمدى ..
وعلّمتُها كيفَ يَخْفِقُ قـلبي
وكيفَ يَمُـوجُ ولا يتعلّـمْ
دعنا ننظر إلى ذاك القلم الذى تحول إلى قلب لينزف تِلك الحروف وتشكل لنا كلمات مِنْ عقل يولد بينهما همس الحب والفكر معاً فتكون المعانى فرحة للحب.. وكيف لا وهوَ مَنْ يكون المُعلم لنبض قلبه وكيف يكون ..
فكلما تحدث إليها زاد خفوق القلبْ وبشدة فوجدَ نفسه مازال يتعلم ..!
الصورة الشعرية بهذا البيت رائعة حد الثمالة أعجبتنى كثيراً لما بها
من تعبير مُميز يصف لنا حالة القلب ومشاعره بالصورة الحركية
بل مِنْ المُمكن أن لا يُلاحظها قارئ فحسب
ولَوّنْتُ أَسْرَابَها بِالصَّــباحِ
فَرَاحَتْ بِمِنْقَارِهَـا تَتَلَعْثَـمْ
فى هذا البيت وجدتُ طيرى يُهدهدْ فوشوشته كى ينزل هُنا ليشرب
فجاء يصبغنى جنا وغنا بحروف مسك تطيّب بها مسامعى
حينها علمت بأن المُطلق قد أكمل منظومة سردية ، تأتى إليها أسراب قيّظ سحاب نحو شروقِكَ تهتدى ...
تأمل معى وأسبح فى خيال هذه الصورة الشعرية لنكتشف
بحلولٍ وتأمل جمال الطبيعة،،
وحين يبوحُ العقيقُ الـمذابُ
تقـول أحبـكِ والله أعلـم
فى هذا البيت صورة براقة ناعمة كملمس العقيق
الذى يُذاب أمام هذا البوح الشفيف العميق
والعقيق هى أحجار كريمة نادرة وقيّمة توجد فى الصخور وجبال اليمن...
لماذا تقولُ العصافيـرُ أنــي
أحبكِ والفجـرُ صارَ كثـيرا
لمـاذا تقـولُ الفصولُ بأنـي
أحبك والصيف صار مطيــرا
لماذا تقـولُ الأميـراتُ أنـي
أحـبك حتى غدوتُ أميــرا
لمـاذا تغيـَّرَ طعـمُ الحيـاةِِ
وراحتْ تفوحُ العُطـورُعُطُورا
إستوقفتنى هذه الآبيات لما بها مِن دهشة السؤال فى تكرار ( لماذا )
عند بداية كل بيت
وكأنى إسترقت السمع لهمس الآميرات وغريد العصافير ..
وهى تُداعب عِطر الفصول ،
فقالت لكَ: إنه مُحيطكَ الدافئ الذى أشعل موقِدكَ الشتوى
ليرسل خيوطاً تُلهب المصقع فى القصيد،
تزهو بها الروح لتزهر أفنانها ،،
لأن العصافير صارت تغمغـمُ
بعضٌ تلَعْثَـمْ والبعض يفهـمْ
فقد سَمِعَتْنِي أقـولُ لنفـسي
بأنـي أُِحبــُّـكِ والله أعلمْ
جزالة اللُغة فى النص مِن النوع السهل المُمتنع مما أدى إلى وصول الفكرة القائمة عليها،الإستلهام للعديد مِنْ الصور بخيال الشاعر الخصب و الجمالية فى التعبير شكلت لوحة جدارية رسمها الشاعر مِنْ طقوس الطبيعة ، تحاورت فيها عشرات الآلوان أنتج عنه هذا البوح العذب الشفيف فأصبحت صوت وصورة إلتفت حولها أسراب من السنونو تضرب خلاجاتنا ولا نُقاوم مِنْ شدة تلاحمنا وإندماجنا بسيمفونية عِشق لم نسمعها مِن قبل وحب لم نعيشه ...
فقل لى..
أيها الناسك المُتيم بالحب والجمال كيف إنسكب قلمُكَ بكل هذا الفيّضْ ليسبك تِلك النشوة !
لآجد إحساسى مُذاب بالفرح والحُب فى كل هذا الرواء ...
أختم تمتمتى بأنه نص قوى الصور، باذخ التعبير ومُدهش ،وتركيبة مِنْ الجُمل الشعرية المُوفقة يفتقدها الكثير مِن ْالنصوص قصيدة مُختلفة بتميز ينفرد بِك وكانت مِنْ أجمل ما قرأت ؛ فاستمتعت وإنتشيت ، وتمنيت لو لم أنتهِ من قراءتها ومن المؤكد إنها راقت الذائقة الآدبية لدىَ القُراء
أيها الشاعر الخزامى الجميل
تقبل إعجابى
ودمت على ألقْ الشِعر الجميل طول الحياة ،،
لكَ تحية بـــ إكسير بسمة طبت ..