[ رسالة الى الإسكندرية
حبيبتي .. جئتك من عمق التاريخ
من حيث يفوح المجد برائحة العنبر
من سرداب فرعوني فوق جواد روماني
أقص عليك أساطير الإغريق وأسهر
وأقرض شعرا عربيا غزلا فيك
فى عينيك وفى الشعر الأسمر
جئتك من ماض يهواك .. لم ينساك .. مازال ومازلنا نذكر
جئتك أسبح من رودس وحدى .. نحو منارك ألتف وأنظر
هل سافرت من شاطئك مع الأيام ؟!! دلينى أين المهجر ؟!!
لكن هذه رائحتك فوق رمال الشاطئ
هذا عبيرك هذا ثراك الأشهر
أنت هنا تحت الأنقاض فهبى أنفض هذا الرمل الأصفر
عودى بجمالك للعشاق ملاذا بثيابك زاهية المنظر
عودى يا بنت الحرية .. يا وردية .. يا حورية
يا مارية .. إن كان الحساد كثيرا فوالله عشاقك أكثر !
والله عشاقك أكـــــــــــــــــــــــثر !!!
تعالى نقطف أبيات الشعر الملتهبة العالقة بكل جدار
تعالى نفك رموز العشق المنقوشة .. على شطك فى كل محار
إني ألقيت بقاع البئر المحفورة فى شطك كل الأسرار
أودعت البئر هموم العشق الموروثة يقرؤها كل الزوار
وسكبت على صدرك أحضانى الملهوفة كى تخمد بركان النار
ذوبت العمر بأمواجك أنت حملته حنايا الأنهار
إني أبحرت من الأجفان ولن أرجع مهما قد طال المشوار
زيدينى بحبك تعذيبا زيدينى جنون
زيدينى سحرا وهياما زيدى الأنوار
فغرامك نور فى قلبى بل فى دربى أقوى من نور الإبصا ر
زيدينى خبالا بجمالا زيدينى غرقا فى بحرك
وأطلى من نافذة الليل فالليل الأسود حين تطلى ينقلب نها ر
ماعدت أطيق بعادك يوما فتعالى نزيل الأسوار
وتهادى فوق شواطئك ................ درا ومحا ر
يا قلعة مجدى وجيوشى .......... قومى من حضن الأنفوشى
بالتاج الأزرق يتلألأ ............. يعلق بالشعر المنكوش
قومى يابنت الإسكندر ............ تحتضنك روحى ورموشى
قومى ياقوس تتصارع فيه الألوان
قومى يادار الحسن ومقبرة الأحزان
يامفخرة الإغريق وعرس الفرس وعشق الروما ن
قومى من وسنك يا ست جميع الأزما ن
إني أبحرت قديما من فوق الأجفا ن
نادانى السحر المتراكم فى كل مكا ن
فتنتنى عيونك جعلتنى قيسا ولها ن
فى بحر هواك أجيبينى ..! أين الشطآ ن ؟!!
قومى من وسنك يا ست جميع البلد ان
قومى .. فالشمس حزينة .. والقمر يعانى الحرما ن
قومى .. من أجل الدنيا ..... من أجل طيور السما ن
قومى ياكليوباترا ............. أنطونيو قد عاد الآن
يحمل إكليلا من ورد ..... ويطوف بحـــــــــى اللبا ن
عودى .. فثيابك فوق رمال الشاطئ منثـــــــــــــــــورة
حبات اللؤلؤ من عقدك وجدت مكســــــورة
ضحكات الموج على ثغــــــرك باتت محظـــورة
عودى لفنارك .. لعلومك .. عودى مسحورة
عودى كى ننفض كوم تراب من مكتبــــــــــتك
عودى لقلاعك شــــــامخة ..... عودى منصورة
فالموج يسافر بحثا عنك بزورق حب
والبحر دموعا فى أطلالك جـــــاء يصب
وحريق الأسف على تاريخك بات يشب
من بعد رحيل جدائلك ...الموج الأزرق ونسيمك ما عاد يهب
عودى يابنت الإسكندر من أجل الحب
فالعود الباسم ببهائك للحزن يجب
عودى زرقاء العينين بيضاء القلب
فأنا أسكنتــــك ياعمرى .. فى لب اللب
عودى يا كل أساطير الإغريق
بجمال الله النائم فى عينيك .. خل السحر يفيق
عودى للنورس للسمان وللعصفور
فطيورك أضحت لاتعرف فن التحليق
عودى بمياهك تشفينا ... من يوم رحيلك ظمآن قاع الإبريق
عودى يا عرش الرومان الباكي على الخدين لظى وحريق
عودى يا شال العربية التائه فى كل طريق
عودى .... من بعد زمان الملح نغتسل سويا ونفيق
عودى يادرا وزبرجد ..عودى فرمالك من عسجد .. وحصاك عقيق
عودى ... قد طال غيابك ياحوريةوأكثر من ذلك ماعدت أطــيق
قومى يا عذراء الحسن ..... يا بكر النهدين
ما عدت أصدق أنك كنت غزال البيد .... عروس البحر
ما عدت أصدق أنك شطين لنهر من عطر
أنك كنت جبال النور تلال السحــــر
قومى يا عذراء الحسن ..... يا بكر النهدين
ما عدت أصدق أنك كنت فأين وأين ؟!!
عيناك زابلتان .... أين بريقها الفتا ن ؟!!
شفتاك شاحبتان .... أين لهيبها الظمآ ن ؟!!
ساقاك ضامرتان .... أين العود والرما ن ؟!!
أين شقاوة النهدين فوق الصدر يضطربا ن ؟!!
أين الجيد .. أين الخصر .. أين مفاتن البستــــا ن ؟!!
أين وأين ........ أين القرط والتيجا ن ؟!!
أين الشال فوق الرأس .... أين العقد والفستا ن ؟!!
أين مباهج الدنيا ........ أين هدية الرحمـــــــن ؟!!
حبيبتــى .. عــــودى لقلب يحب .... وحضن أما ن
عودى فهذه الأيام والأحلام .. فوق الشط ينتظران
لعلها تضحك الدنيا وترجع .. وترجع لو رجعت الآن !!
................. ستضحك لو رجعت الآن !!
أخي طارق
قرأت أو على الأصح تصفحت معظم أعمالك هنا
وتوقفت عند رسالتك هذه إلى الإسكندرية
أعجبتني فكرة مخاطبة المدينة
وحضور المكان بشكل أساس في القصيدة
ولا أنسى إشارات وردت عن التاريخ والحضارة والعراقة والجغرافيا في هذا النص
النص مكتوب باسترسال متدفق
وكأني بك حين انتهيت منه ..كنت قد تعبت فلم تقم بمراجعته جيدا والصبر عليه أكثر
هذا النص لو كتب كشعر موزون سواء عموديا أو كشعر تفعيلة
لجاء محلقا في الأفاق
لكني لاحظت
إختلاط العمودي أحيانا مع النثر والتفعيلة
وهو أمر ربما كان أقل من مستوى الفكرة
كانت الفكرة ممتازة وجديرة بأن يصرف عليها أياما وشهورا
حتى تخرج بأبهى حلة شكلا ومضمونا
ما زلت أدعوك إلى مراجعة القصيدة ومحاولة توحيد شكلها الفني
وتثبيت المضمون لأنه رائع
فقط أتحدث عن الشكل
في كل الأحوال
فكرة ممتازة
تحياتي