محمد قنديل .. في ذكراه نتذكر أجمل أغانيه ( 2009 )

الحلو أبو شامة على جبينه

EL HELW ABU CHAMA on Yahoo! Video

عالدوّار

3addawwar - mohammed qndil on Yahoo! Video

[MOHAMED ALY]

مثال اخر من امثلة الإنشاد و الغناء الدينى عند محمد قنديل ... هذه الرائعة التى ربما لم ينبه اليها أحد الا ببعض الالحاح .. يا على القدر ... من كلمات الشاعر الراحل / عبد الفتاح مصطفى .. و الحان / عبد العظيم عبد الحق .
بداية ففى غلاف الشريط الذى انتجته شركة صوت القاهرة (و الذى لا زالت لديه نسخة منه ) مسجل أن ةجمي اغنيات الشريط من الستة ( الفين صلاة على النبى - يا على - حلوانى - يا معداوية - سحب رمشه - حلوا السواقى ) من الحان عبد العظيم عبد الحق .
بينما فى الفهرست الذى اهدته الزميلة و الاخت الفاضلة / ايمان عبد العظيم محمد الى منتدى سماعى ... ذكر فى هذا الفهرست أن اغنية ( يا على القدر ) من الحان عبد العظيم محمد ... و هذه نقطة يجب التدقيق فيها و إن كان الثلاثى عبد العظيم عبد الحق و عبد العظيم محمد و محمد قنديل يشكلون معا خطا و شكلا غنائيا ملتزما و قيما و خالدا .
اما عن موضوع الاغنية فكعادة الشاعر الاسلامى الكبير / عبد الفتاح مصطفى .. يتناول هنا بعضا من مناقب و شيم و سيرة الامام / على بن ابى طالب كرم الله وجهه .. اول من اسلم من الفتيان .. و اول فدائى فى الاسلام و هو فتى يافعا حين نام فى فراش النبى صلى الله عليه و سلم ليلة الهجرة .. الذى لم يسجد و لم يخفض وجهه لصنم و لا لوثن قط ... و الذى شارك مع النبى صلى الله عليه و سلم فى غزواته و كان له فيها صولات و جولات .

يــا عــــــلى

يا على
يا علـــــى القدر
بالله يا عــــــــلى
يا أبن ابـو طالب
و يا سيف منجلى
وجهك الله كرمه
يا ابـــــــا الحسن
ما خفضته للصنم
او للوثن
ما سجدت
الا لمولاك العلى
يا على

فى طفولتك
لما تابعت النبى
قال تشور والدك
فى دينك يا صبى
قلت أشور ازاى انا
فى الله أبى
هو اوجدنى بشورته فى أولى
وجهك الله كرمه
يا ابا الحسن
ما خفضته للصنم
او للوثن
ما سجدت
الا لمولاك العلى
يا على

نمت فى فرش النـــــــبى ليلة الرصد
و السيوف ع الباب و ما تهاب يا أسد
تفدى دين الله بـــــــــروحك و الجسد
يا مبشر فى الكتاب المنزل
وجهك الله كرمه
يا ابا الحسن
ما خفضته للصنم
او للوثن
ما سجدت
الا لمولاك العلى
يا على

يا فتى الاسلام و سيفك ذو الفقار
فى الفتوح ما انشق لك فيها غبار
و القلوب لك فيها نظرة و اعتبار
وين ما تحكم قولك الحق الجلى
وجهك الله كرمه
يا ابا الحسن
ما خفضته للصنم
او للوثن
ما سجدت
الا لمولاك العلى
يا على

[M O H A M E D]

الفن أونلاين - خالد الصالح

13 \ 6 \ 2009

محمد قنديل .. سماح

لم يحصل مطرب على العديد من شهادات الثناء من المطربين الأخرين مثلما حصل المطرب محمد قنديل على شهادات واعترافات من كبار الموسيقيين والمطربين على كون صوته أفضل وأقوى صوت مصرى وعربى فقد اتفق الجميع على أنه المطرب الوحيد الذى لم يختلف على قوة صوته وحنجرته اثنان.
فى عام 1965 وفى حديث إذاعي شهير أجرى معها سألوا سيدة الغناء العربى أم كلثوم عن صاحب أفضل صوت فى الوطن العربى فقالت على الفور ودون تردد: إنه محمد قنديل!

وفى جلسة خاصة جمعت الموسيقار محمد عبد الوهاب والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ فى منزل الصحفى الشهير محمد بديع سربية بلبنان قال سربية لمحمد عبد الوهاب بخبث شديد: هل سمعت ما قالته أم كلثوم فأجابه عبد الوهاب: أم كلثوم لم تقل سوى الحقيقة فنحن جميعا من موسيقيين ومطربين نعرف هذا جيدا وبيننا وبين أنفسنا نعترف أن قنديل صاحب اقوي صوت مصرى بل وعربى أيضا وواصل عبد الوهاب كلامه: وقد اكتشفت أنا فيه قوة الحنجرة منذ أن كان صغيرا حينما كنت أتردد على منزل والده بحكم طبيعة عمله كموسيقى بالمعهد ومن شدة حماسى له ساعدت فى تدريبه وقلت لوالده وللكثيرين أن مستقبل كبير ينتظره .

ستون مقام

تدخل عبد الحليم فى الحديث ليقول: إن محمد قنديل هو المطرب الوحيد الذى لا يخدع الأذن لأن قدراته الغنائية تصل إلى 1000% "ألف فى المائة" موضحا: إذا قدر لنا جميعا الحياة لأعوام طويلة قادمة قل مثلا أربعين عاما من ألان وتم الاستعانة بنا فى حفل جماعى ستجدون أصواتنا جميعا انتهت لان قدراتنا لا تتعدى العشرين مقاما فى حين أن قنديل يمكنه البقاء والغناء لأكثر من 60 عاما قادمة.

وفى حديث خاص علق الموسيقار فريد الأطرش على كل هذا الكلام قائلا: إن هذا القرن لم يشهد مولد مطرب واحد بقوة صوت محمد قنديل لأنه ببساطة صاحب اقوي حنجرة صوتية ولا أظن أن الزمان سيجود علينا بمطرب أخر شبيه له ومن ثم يجب علينا جميعا التكاتف للحفاظ عليه لأنه جوهرة يجب صيانتها.

رؤساء الجمهورية

ومما يؤكد أن هذا الفنان كان يحظى بمكانه خاصة ومميزة فى حقبتى الخمسينيات والستينيات وحتى السبعينيات من القرن الماضى فهو يعد المطرب الوحيد الذى تشبع بصوته كل رؤساء الجمهورية ابتداء بجمال عبد الناصر الذى هدد رئيس الإذاعة بالإقالة إن لم يذع أغنيته "وحدة مايغلها غلاب" قبيل زيارته لسوريا والتى كان الشعب السورى يرقص على نغماتها.
وأيضا أنور السادات الذى طالب أثناء وبعد حرب 1973 بإسناد أكبر عدد من الأغانى الوطنية لمحمد قنديل لكونه من المطربين القلائل الذين يصدقهم الجمهور وتشتعل الثورة فى قلوبهم لمجرد الاستماع لصوته.
وأما محمد حسنى مبارك فقد لفت نظره غياب قنديل عن الساحة الغنائية لفترة طويلة فسأل صفوت الشريف وزير الإعلام فى هذا الوقت عن سبب غيابه فصارحه الشريف بأنه يعانى من أمراض عديدة فى القلب وأنه يخشى السفر لأمريكا بسبب خطورة العمليات التى يجب أن يجريها فانزعج مبارك واتصل به وقال له بالنص: يا استاذ قنديل آنت ثروة كبيرة وإحنا كلنا عايزينك.
شجعه مبارك على ضرورة السفر لأمريكا وبالفعل سافر قنديل وأجرى العملية الجراحية وتغيير ثلاثة صمامات بالقلب وبعد عودته فوجئ بمبارك يتصل به ليبلغه بأنه كان يتابع حالته بصفة مستمرة .
والسؤال الذى يفرض نفسه هو لماذا لم يحصل هذا الفنان على حقه من الشهرة سواء فى حياته أو بعد رحيله عن عالمنا منذ خمسة أعوام من الآن مثل بقية أبناء جيله أو الأجيال التى سبقته أو التى جاءت بعده على الرغم من كل هذه الإشادات وشهادات التكريم التى حصل عليها؟ فها هى ذكراه الخامسة تمر هذه الأيام دون أن يحصل على نصف ما يجب أن يحصل عليه!!

الميلاد والنشأة

اسمه بالكامل قنديل محمد حسن ولد يوم الاثنين 11 مارس 1929 في حي شبرابالقاهرة من أسرة تعشق الموسيقي وتهوي الغناء فجدته المطربة سيدة السويسية وكانوالده محمد حسن عازف ماهر علي آلة القانون ومدرسا بمعهد الموسيقى وابن عمته المطرب عبد اللطيف عمر وزوج عمته الملحن محمد عمر.
ظهرت موهبة قنديل في الغناء واشترك في صباه بالغناء في أغنية القطن معأم كلثوم في فيلم عايدة عام 1942 والتحق بمعهد الاتحاد القومي للموسيقي بعابدين الذي أنشأه إبراهيم شفيق واعتمده وصفي بك رضا في الإذاعة وشارك بالغناء في ركنالإذاعة ولحن له أستاذه الموسيقار علي فراج أغنية "يا ميت لطافة يا تمر حنة" وحققت نجاحا كبيرا وقتئذ ثم قدم له الموسيقار كمال الطويل الأغاني التي توجت شهرته وأصبح يرددها الجميع مثل "يا رايحين الغورية " و" بين شطين و مية " وكلاهما للشاعر محمد علي أحمد ، و لحن له محمود الشريف "تلات سلامات" .

غنى قنديل أيضا في البرامج الغنائية الإذاعية مثل "سوق بلدنا" لصلاح جاهين و أحمد صدقي, "تلاتة فيالمغارة" لإبراهيم رجب وأحمد صدقي, و"الصديق" كلمات عبد الفتاح مصطفي ولحن محمدفوزي و"الرجل السعيد" لإبراهيم رجب وأحمد عبد القادر.

أجمل الأغانى

ومالا يعرفه الكثيرون عن محمد قنديل أنه كان بطلا رياضيا يمارس رياضة المصارعة وحمل الأثقال ويهوي تربية الطيور مثل الكناريا والببغاوات كما اقتني كثيرا من آلات العود ولحن لنفسه الكثير من الأغاني أشهرها " أبو سمرة السكرة " ولحن له رياض السنباطي "أتحداك"، و "دعاء و قسم" و لحن له محمد فوزي "علشان سواد العين"، ياللي جمالك عجب"و "يا غزالة".

ومن الأغاني الدينية لحن لعبد العظيم عبد الحق "ألفين صلاة ع النبي"، ورضا حمدي لحن له "عاشق جمالك يا نبي" و جمال سلامة " بعودة يا رمضان " ، ومن أغانيه الوطنية "ع الدوار"، "يا ويل عدو الدار"،"وحدة ما يغلبها غلاب" وكان قنديل عزوفا عن لقاء أجهزة الإعلام و لا يحب الظهور حتى استطاعت الإذاعية الذكية ماجدة سليمان أن تسجل معه أندر حديث أصبح كنزا تعتز بها الإذاعة لندرته.

وصل قنديل للقمر بأغنية "سماح" لمحمد حلاوة وأحمد صدقي الذي لحن له أيضا "إن شاء الله ما أعدمك"، و"رمش الغزال " ، و لحن له عبد العظيم محمد "ماشي كلامك" و"خليني ع البال" ، و أحمد عبد القادر لحن له "جميل وأسمر".

وفي السينما غني في كثير من الأفلام مثل "العيش والملح" و"مليون جنيه" و"ارحم دموعي" وظهر بصورته في فيلم"زنوبة" و"ابن ذوات" وغني ديالوج مع شادية في "البطل" ورقصت ناهد صبري علي غنائه في"فلاحة بلدنا" في "القاهرة في الليل" وشارك في بطولة أفلام عاطف سالم "شاطيء الأسرار"،و"صراع في النيل" وقام بالبطولة أمام حورية حسن في فيلم "في صحتك" إخراج عباس كامل 1955.

الأصدقاء

وكان أخر عمل قام بتقديمه هو تتر مسلسل "الأصدقاء" كلمات سيد حجاب و ألحان ياسر عبد الرحمن فى عام 2003 والتى نال بها إعجاب الجميع بما فى ذلك الشباب الذين راحوا يرددون كلماتها الجميلة المعبرة " آدى إيدى .. مد أيدك .. جرحى جرحك .. عيدى عيدك .. ود صافى نبع وافى .. شىء كأنه نيل موافى .. بين وريدى وبين وريدك .. يا صديقى مد أيدك " وكانت هذه هى الأغنية الأخيرة التى اطل علينا بصوته الجميل بها حتى لبي نداء ربه يوم الثلاثاء 8 يونيو 2004.

[مون1]

منقول عن الأهرام العربي

قنديل الطرب بعد 3 ‏ سلامات‏ :‏

عبدالوهاب ظلمني‏..‏ وأصدقاء عبدالحليم حاربوني

‏
أجري الحديث ـ أحمد السماحي

إن شاء الله ما اعدمك‏.‏
لم تكن هذه الجملة مجرد مطلع لواحدة من أشهر أغانيه‏,‏ بقدر ما كانت دعاء لكل المصريين عندما وصلتهم أنباء الأزمة الصحية التي يمر بها محمد قنديل‏..‏ أحد أساطين الغناء العربي‏.‏ واليوم وهو يحتفل بذكري ميلاده بعيدا عن خراطيم ومحاليل غرفة العناية المركزة واسترد عافيته نغني له مع كل محبيه تلات سلامات‏.‏ إنه محمد قنديل الصوت الذي لم يتبوأ المكانة التي يستحقها رغم أننا نحفظ أغلب أغانيه‏,‏ لكن من قال إنه لم يحصل علي ما يستحقه وكل الأفئدة تلهج بأغنياته الخالدة‏.‏ إنه محمد قنديل السكره الذي حاولت محاورته علي مدي ثلاثة أعوام وهو يرفض إجراء أي لقاء صحفي معي أو مع أي زميل لي‏,‏ وبقدر ما احترمت رغبته في الصمت كنت أحاول علي مدي هذه السنوات مرة كل شهرين‏,‏ حتي كانت أزمته الصحية وخروجه منها بخير‏,‏ وعودته إلي منزله‏,‏ وهنا كررت المحاولة وألححت عليه‏,‏ وفوجئت به يوافق شريطة عدم الإثقال عليه‏,‏ لكن عندما عاد إلي مراحل طفولته وصباه تدفق في الحديث لدرجة أنني أنا الذي خشيت عليه من إرهاق الكلام‏.‏
إنه محمد قنديل‏..‏ الحوار الذي أفخر به كثيرا‏..‏

أنا بخير والحمد لله خرجت من المستشفي ورجعت إلي منزلي‏,‏ وتجاوزت المرحلة الصعبة وعدت إلي حالتي الطبيعية بعد أن كنت لا أستطيع الحركة‏,‏ لكن ما ينغص حياتي حاليا الضغط والسكر وهنا لا يفوتني أن أشكر كل زملائي الذين سألوا عني ووقفوا بجواري لا سيما نقيب الموسيقيين حسن أبوالسعود‏,‏ وأعضاء النقابة الذين تكفلوا بكل نفقات علاجي في مستشفي الأنجلو‏.‏

أكيد خصوصا إنني أتعبتك كثيرا حتي نجري هذا الحوار‏.‏

بالهدوء الشديد‏,‏ وكنت دائم الاستماع إلي القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد رفعت وزملائه‏,‏ وكلامي كله كان عن الأنبياء والصالحين‏,‏ وفي هذا الوقت كنا نسكن في حي شبرا‏,‏ فكنت أسير في الشارع وأردد بصوت مرتفع يا رسول الله‏..‏ يا رسول الله‏,‏ وبالمناسبة كان حبي واستماعي إلي القرآن الكريم له أثر كبير في نطقي لمخارج الحروف بطريقة صحيحة‏.‏

كنت أتمني أن أكون مهندسا‏وكثيرا ما كنت أرسم بيوتا جميلة علي ورق الكرتون المقوي‏.‏
‏‏ في البداية ماذا تقول لجمهورك بعد الأزمة الصحية التي تعرضت لها في الفترة الأخيرة؟ ‏‏ بعيدا عن المرض والمستشفيات هل تسمح لنا بالاقتراب منك أكثر لمعرفة بعض من جوانب حياتك الفنية والشخصية لا سيما إنك مقل جدا جدا في حواراتك الصحفية؟ ‏‏ بماذا تميزت طفولة مطربنا الكبير محمد قنديل؟ ‏‏ هل كانت لك أحلام في فترة الصبا والمراهقة بعيدا عن الغناء؟ ‏‏

محمد عبد الوهاب

هل أثرت طبيعة نشأتك في بيت فني علي احترافك للغناء؟
أكيد حيث نشأت في بيت فني‏,‏ فجدتي لوالدي كانت مطربة ذائعة الصيت اسمها سيدة السويسية ووالدي كان يعشق الفن ويجيد العزف علي العود والقانون والكمان‏,‏ وكانت والدتي أيضا محبة للغناء وتشجعني علي احترافه وأذكر أنه بعد عرض فيلم يحيا الحب عام‏1938‏ حفظت كل أغنياته رغم أنني كنت طفلا في هذا الوقت‏,‏ وفي إحدي المرات طلبت مني أن أشارك ابن عمتي عبداللطيف عمر ـ المطرب المعروف فيما بعد ـ دويتو طال انتظاري‏'‏ أحد الدويتوهات الموجودة في الفيلم‏,‏ وقمت أنا بدور ليلي مراد‏,‏ وقام عبداللطيف بدور الموسيقار محمد عبدالوهاب‏,‏ وبعد غنائنا لهذا الدويتو أعطت لكل واحد منا شلنا وكان هذا مبلغا كبيرا جدا في هذا الوقت‏,‏ ولم يقتصر حب الفن علي منزلنا فقط لكنه امتد إلي منزل عمتي حيث كان زوجها محمد عمر‏,‏ مطربا شهيرا ويقيم في منزله ندوات أسبوعية كل ثلاثاء يحضرها أصدقاؤه الفنانون مثل صالح عبدالحي‏,‏ زكريا أحمد‏,‏ محمد عبدالوهاب‏,‏ صفر علي‏,‏ ومصطفي بك رضا‏,‏ وذات ليلة طلب مني زوج عمتي الغناء لأصدقائه فغنيت لهم دور أنا هويت وانتهيت للشيخ سيد درويش‏,‏ وأعجب كل الموجودين بصوتي وطلبوا مني أغنيات أخري فقدمت لهم بعض الأدوار والموشحات القديمة‏,‏ وبعد انتهائي من الغناء قال لي مصطفي رضا‏,‏ رئيس معهد الموسيقي الذي صاحبني بالعود أثناء غنائي بعد سنتين وعندما تبلغ الرابعة عشرة لابد أن تغني في الإذاعة‏,‏ وبالفعل غنيت في الإذاعة وكنت أغني علي الهواء مباشرة‏.‏
‏‏ غنيت وأنت طفل مع الكورس في أغنية القطن لأم كلثوم في فيلم عايدة ما ظروف غنائك في هذه الأغنية؟
في بداية الأربعينيات وبعد اكتشاف والدتي لجمال صوتي ألحقني والدي بمعهد الاتحاد الموسيقي لتعلم الموسيقي حيث درست العود‏,‏ وفي عام‏1942‏ وأثناء تجهيز أم كلثوم لفيلمها عايدة جاءت إلي المعهد بمصاحبة مخرج الفيلم أحمد بدرخان واختارتني مع مجموعة من الصبيان والبنات لنكون ضمن الكورس‏.‏
‏‏ من هم الأصوات الذين تأثرت بهم وتربيت علي غنائهم؟
محمد عبدالوهاب ـ أم كلثوم ـ أسمهان ـ ليلي مراد‏,‏ بالإضافة إلي ألحان زكريا أحمد ومحمد القصبجي‏.‏
‏‏ ما هي أول أغنية في مشوارك الفني؟
أغنية يا حليوة يا زين عام‏1943‏ ألحان علي فراج‏,‏ وتقاضيت عنها من الإذاعة‏10‏ جنيهات شاملة أجر الفرقة الموسيقية التي كانت تضم أسماء لامعة في عالم الموسيقي مثل أحمد الحفناوي‏,‏ وأنور وعبدالفتاح منسي‏,‏ عطية شرارة وكل هؤلاء العمالقة رفضوا أن يأخذوا مني أي فلوس حبا في صوتي‏.‏
‏‏ قدمت العديد من الأغنيات هل تتذكر عدد الأغنيات التي قدمتها علي مدي مشوارك الفني؟
حوالي‏1800‏ أغنية ما بين سينما وإذاعة وتليفزيون منها‏112‏ أغنية وطنية‏,‏ طبقا لسجلات الإذاعة‏.‏
‏‏ ما أهم الأغنيات التي تمثل مراحل انتقالية في مشوارك الفني؟
كثيرة جدا أهمها ياميت لطافة يا تمر حنة ـ يا رايحين الغورية ـ بين شطين وميه ـ سماح ـ إن شا الله ما أعدمك ـ مالي بيه ـ يا حلو صبح ـ ماشي كلامك ـ قولولي أعمل إيه وياه ـ سحب رمشه ـ ثلاث سلامات ـ أبوسمرة السكرة ـ علي الدوار ـ وحدة ما يغلبها غلاب ـ شباكين علي النيل عينك ـ لو كنت ست الحسن والجمال ـ وتر الربابة ـ الحلو أبوشامة ـ عواد وبهية وياسين‏.‏
‏‏ من يتابع الإذاعة يجد تسجيلا نادر لأغنية يا رايحين الغورية بصوت عبدالحليم حافظ هل هو‏..‏ ؟
وقبل أن أستكمل سؤالي قال بانفعال وبصوت غاضب‏,‏ أنا صاحب الأغنية‏,‏ وعبدالحليم حافظ غناها بعد غنائي لها بسنين طويلة‏,‏ من خلال برنامج إذاعي بعنوان الأصل والصورة كان يقارن الأغنية الواحدة بصوتين‏,‏ صوت مطربها الأصلي‏,‏ وصوت أحد الهواة الجدد‏,‏ واستغل عبدالحليم غناءه لهذه الأغنية وأخذها وذهب إلي شركة أوديون لطرحها في الأسواق فرفضتها الشركة‏,‏ كما رفضت الإذاعة إذاعتها لأنها لم تكن علي المستوي المطلوب من حيث الأداء‏.‏
‏‏ في بداية الثمانينيات غنيت للموسيقار محمد عبدالوهاب لأول مرة أنشودة بعنوان الفن مع الفنانة وردة كلمات حسين السيد لماذا تأخر اللقاء بينكما؟
عبدالوهاب‏,‏ أستاذي وهو الذي علمني الأداء ومخارج الحروف‏,‏ وكان دائم التردد علي منزلنا‏,‏ وفيما بعد وعندما احترفت الغناء كان يتصل بي ويقول تعالي غني لي يا قنديل فأذهب إليه في منزله بالعباسية وأغني له ويدندن هو علي العود‏,‏ لكنه رغم هذا كان زمبجيا ولا يحب أي صوت أجمل من صوته‏,‏ وفي الخمسينيات حدثت بيننا مشكلة كبيرة لا دخل لي فيها جعلت لقاءنا الفني مستحيلا ‏!‏

‏‏

قنديل مع رشدى أباظة وعمر الشريف فى فيلم صراع فى النيل

وما هذه المشكلة؟
في بداية الخمسينيات جاءني صحفي لإجراء حوار وفي نهاية الحوار سألني ما رأيك في عبدالوهاب؟‏!‏ فقلت له عبدالوهاب إنسان عظيم وفنان رائع يستطيع طبخ الألحان بمهارة شديدة لكنني أعتب عليه اقتباسه أحيانا بعض الجمل الموسيقية الغربية وضمها لألحانه ولا أدري لماذا يقتبس من هذه الموسيقي مع أنه رجل مليء بالموسيقي الشرقية؟‏!‏ وبعد صدور الجريدة وجدت مانشيت كبير يقول قنديل‏..‏ يؤكد أن عبدالوهاب حرامي موسيقي فغضب عبدالوهاب جدا وبدأ يحاربني‏,‏ بل وصل الأمرإلي أنه أراد إبعادي من الساحة الغنائية‏,‏ لكن بعد سنوات علم بأنني لم أقل عنه إنه حرامي وأن الصحفي هو الذي حرف كلامي‏,‏ فصالحني وكان يردد دائما لأصدقائه والمقربين منه نفسي قنديل يدق بابي ويطلب مني لحنا لكنني كنت عزيز النفس جدا لا أحب استجداء الألحان من أحد‏.‏
‏‏ قلت إن عبدالوهاب كان لا يحب أي صوت أجمل منه‏,‏ بماذا تعلل مساندته ووقوفه بجوار أصوات مثل جلال حرب ـ محمد أمين ـ عبدالحليم حافظ ـ نجاة وغيرهم؟
كل هذه الأصوات جميلة لكنها أقل جمالا من صوت عبدالوهاب‏!‏
‏‏ أشادت سيدة الغناء بصوتك‏,‏ ووصفته بأنه صوت صييت كبير ما ذكرياتك معها؟
أم كلثوم كانت ست عظيمة‏,‏ وكانت تحب صوتي وتطرب له‏,‏ علاقتي بها بدأت في نهاية الأربعينيات عندما قدمت أغنية يا ميت لطافة يا تمر حنة وأعجبت بطريقة أدائي لها وقالت ليغناؤك لهذه الأغنية أسعدني ومنذ هذا اليوم توطدت علاقتنا‏,‏ وفي أي حوار صحفي أو تليفزيوني‏,‏ يجري معها كانت تشيد بصوتي‏,‏ حتي إنها رشحتني لملك المغرب الحسن الثاني للغناء في الاحتفال بعيد جلوسه علي العرش‏,‏ وفي المغرب أعجب الملك الحسن بصوتي جدا وقاد لي الفرقة الموسيقية بنفسه‏.‏
‏‏ في مشوارك الغنائي من أعطاك الأجمل لحنيا وشعريا؟
في التلحين علي فراج ـ أحمد صدقي ـ محمود الشريف ـ عبدالعظيم محمد وعبدالعظيم عبدالحق‏,‏ وشعريا بيرم التونسي وعبدالفتاح مصطفي‏,‏ ومرسي جميل عزيز‏,‏ ومحمد حلاوة وأحمد فؤاد شومان‏.‏
‏‏ قدمت ألوانا كثيرة من الغناء لكنك تميزت أكثر في اللون الشعبي هل تعتبر نفسك مطربا شعبيا؟
لست مطربا شعبيا مع إنني لا أرفض لقب المطرب‏(‏ الشعبي‏),‏ لكنني وكما قلت إنت غنيت كل الألوان بما فيها الشعبي ولكن هناك لبسا دائما ما نقع فيه بخصوص هذه الجزئية ويجب أن نفرق ما بين المطرب الشعبي والأغنية الشعبية‏,‏ فالمطرب الذي يغني كل الألوان بما فيها الشعبي وينجح في كل هذه الألوان كما حدث معي ليس مطربا شعبيا‏,‏ وإلا كنا أطلقنا علي عبدالوهاب مطربا شعبيا لأنه قدم بعض الأغنيات الشعبية الناجحة‏,‏ وكذلك عبدالحليم وشادية‏.‏
‏‏ تتمتع بصوت جميل جدا لكنك لم تحصل علي النجومية التي يستحقها صوتك لماذا؟
لأنني تعرضت لحروب كثيرة جدا من بعض زملائي‏.‏
‏‏ منهم عبدالحليم حافظ؟
عبدالحليم حافظ‏,‏ لم يحاربني ولكن من وراءه هم الذين حاربوني سواء صحفيين أم شعراء أم ملحنين‏,‏ فبعضهم كان يهاجمني في الجرائد بدون أسباب واضحة‏.‏
‏‏ قدم لك كمال الطويل ومحمد الموجي ومنير مراد بعض الألحان لكنهم وبمجرد ظهور عبدالحليم حافظ ابتعدوا عنك هل ابتعادهم راجع إلي تعاونهم مع حليم؟
أكيد رغم أنهم وقبل ظهور عبدالحليم حافظ‏,‏ كانوا يتمنون أن أغني لهم ألحانهم‏.‏
‏‏ تعاون معك الموسيقار بليغ حمدي في حوالي‏4‏ أغنيات فقط لماذا لم يستمر التعاون بينكما؟
عدم استمرار تعاوني مع بليغ حمدي‏,‏ له قصة‏,‏ ففي أحد الأيام عرض علي أغنية بعنوان قولوا لعين الشمس ما تحماشي وأعجبتني جدا لكنني طلبت منه تغيير قفلتها لأنني شعرت بأنها مش قنديل فغضب مني لأنني طلبت منه بعض التغييرات وتركني وانصرف‏,‏ وأعطي الأغنية للزميلة العزيزة شادية‏,‏ وانقطعت علاقتنا الفنية بعد هذا الموقف‏.‏
‏‏ هل تتدخل دائما في كل الألحان التي تعرض عليك؟
أتدخل في حدود المسموح به وعندما لا تعجبني جملة موسيقية في غير مكانها أو قفلة أغنية غير مناسبة‏,‏ وكل الملحنين الذين تعاونوا معي استقبلوا هذا بترحاب كبير وبصدر رحب‏,‏ فمثلا كان الملحن أحمد صدقي‏,‏ عندما يسمعني أغنية ويجد لدي اعتراضا علي جملة موسيقية معينة يطلب مني تغييرها وعندما أفعل هذا يبتسم ويقول هذه الجملة هي ما كنت أبحث عنه حتي عبدالوهاب نفسه غيرت له قفلة أغنية خاصة به وحدث هذا عام‏1955,‏ ففي أحد الأيام كنا نجلس أنا وهو وكمال الطويل في نقابة الموسيقيين وأسمعنا أغنية علي قد الشوك اللي في الورد وجاء عند قفلتها‏,‏ وقال إنني أريد تغييرها وطلب من كمال الطويل مساعدته في التغيير‏,‏ لكنه فشل في ذلك‏,‏ فطلب مني التدخل وبعد انتهائي من تلحين القفلة‏,‏ وجدت عبدالوهاب يصيح قائلا‏:‏ هي دي اللي أنا عايزها‏!‏
‏‏ قمت بإحياء العديد من الحفلات الغنائية ما الحفلة المحفورة في ذاكرتك حتي الآن ولا يمكن أن تنساها؟
ضاحكا حفلة أضواء المدينة في الجزائر‏,‏ ففي هذه الحفلة حدث لي موقف طريف‏,‏ حيث اكتشفت قبل صعودي علي المسرح أنني نسيت حقيبة ملابسي في الطائرة فحزنت جدا لكن زميلي المطرب كارم محمود أنقذ الموقف وقال لي ولا يهمك بمجرد إنتهائي من فقرتي الغنائية سوق أعطيك جاكيت بدلتي لترتديه علي القميص والبنطلون‏,‏ وبالفعل أخذت منه الجاكت وصعدت علي المسرح واستقبلني الجمهور استقبالا حافلا جعلني أنسي ما تعرضت له وغنيت في هذا الحفل وتجليت كما لو أنني لم أغن من قبل‏.‏
‏‏ رغم أن أغنياتك مر عليها أكثر من‏50‏ عاما إلا إنها مازالت ناجحة وباقية ما سر نجاحها وبقائها في وجداننا؟
صدقها‏..‏ ودقة اختياراتي حيث كنت أنتقي الكلمات والألحان كما تنتقي ربة المنزل الأرز وكنت حريصا علي اختيار الكلمة واللحن الراقي‏,‏ بالإضافة إلي أن ملحني وشعراء زمان كانوا علي درجة عالية من الثقافة والإحساس‏,‏ وهدفهم الوحيد تقديم أغنيات ناجحة تعيش لسنوات طويلة حتي تسمعها كل الأجيال‏.‏
‏‏ ما أحب أغنياتك إلي قلبك؟
كلها لأنني تعبت في كل الأغنيات وأديت كل حرف بأمانة ومن الأشياء التي تستوقفني حاليا أن كثيرا من المطربين الحاليين عندما يغنون يطيلون في حروف لا تستحق التطويل والعكس صحيح‏.‏
‏‏ قمت بغناء العديد من القصائد ما مواصفات الصوت الذي يغني القصيدة وينجح في أدائها؟
لابد أن يكون صوتا كاملا ودارسا للموسيقي‏.‏
‏‏ هل توجد سن معينة لاعتزال المطرب الغناء؟
لا توجد سن معينة لاعتزال المطرب الغناء طالما صوته سليم وقادر علي الأداء‏.‏
‏‏ هل فكرت يوما في اعتزال الغناء؟
إطلاقا‏,‏ لأن الغناء بالنسبة لي الماء والهواء‏.‏
‏‏ هل زارك الإحباط يوما؟
لأ لأن إيماني بالله كبير وأقوي من أي إحباط‏.‏
‏‏ عندما دخلت الوسط الفني أكيد كانت لديك أحلام كبيرة ما الذي تحقق من هذه الأحلام؟
أحلامي كانت ولاتزال تتمثل في الاستمرار في عملي الفني‏,‏ والحمد لله هذا تحقق‏,‏ لم أحلم يوما بتكوين ثروة أو عمل مشاريع تجارية من وراء فني‏.‏
‏‏ قدمت في السينما مجموعة من الأدوار الصغيرة في بعض الأفلام مثل صراع في النيل ـ شاطيء الأسرار وغيرها لماذا لم تقم ببطولات مطلقة مثل أبناء جيلك من المطربين؟
لأنني لم أهتم بالسينما وكل تركيزي كان في الغناء‏,‏ وفي عام‏1957‏ عرض علي المخرج عاطف سالم بطولة فيلم بعنوان أبو سمرة السكرة بعد النجاح الكبير الذي حققته الأغنية وطلب مني مشاركته في إنتاجه لكنني لم أكن أمتلك الفلوس الكافية فتوقف المشروع ولم يخرج للنور‏.‏
‏‏ و لماذا لم تشارك في أي أعمال مسرحية؟
لأن المسرح يتطلب تفرغا كاملا وسهرا وأنا لا أحب السهر‏,‏ وفي إحدي المرات عرض علي أوبريت غنائي وطلب مني مخرجه القيام ببعض الرقصات فرفضت ورشحت لهم محمود شكوكو‏!‏
‏‏ ما رأيك في الساحة الغنائية الآن؟
لا توجد ساحة غنائية‏,‏ الساحة الغنائية انتهت برحيل العمالقة‏!‏ كل ما أشاهده الآن عبارة عن رقص وعري‏,‏ وأصبح الابتذال والإسفاف والفتيات العاريات والمشاهد الجريئة الساخنة جواز نجاح المطربين واختفي الغناء في زحمة أغنيات الفيديو كليب التي أعتبرها حرام‏!‏ والسؤال الذي يحيرني أين العائلات وكيف تسمح لبناتها بكل هذا العري؟‏!‏
‏‏ من يعجبك حاليا من المطربين؟
تعجبني أصوات محمد الحلو‏,‏ محمد ثروت‏,‏ مدحت صالح‏,‏ علي الحجار‏,‏ هاني شاكر‏,‏ لكن لا تعجبني اختياراتهم الغنائية‏,‏ فأصواتهم أجمل من اختياراتهم‏.‏
‏‏ ما رأيك في إعادة مدحت صالح لأغنياتك؟
بعد تفكير‏..‏ قال‏:‏ مدحت صوت كويس و قدمها بصورة جيدة‏.‏
‏‏ ماذا عن مشاريعك الفنية القادمة؟
بعد شفائي تماما بإذن الله سوف أغني بعض أغنيات لحنها لي حلمي بكر‏.‏
‏‏ بالمناسبة هل يمكن أن تغني من ألحان الملحنين الجدد؟
لو عندهم حاجة كويسة‏,‏ تصلح لي لا يوجد لدي مانع بشرط ألا يطلبوا مني فلوس لأنني لا أمتلك منها شيئا لا سيما أنني أسمع أن أجورهم مرتفعة جدا‏,‏ فمن يريد منهم أن يلحن لـ قنديل حبا في صوته وفنه فأهلا وسهلا به‏.‏
‏‏ ما مدي رضائك عن مشوارك الفني؟
راض تماما لأنني لم أقدم يوما أغنية تخدش الحياء أو معني تافها أو لحنا يثير الغرائز‏ .

[M O H A M E D]

كلمة أخيرة

أشكر كل المشاركين في هذا الموضوع .. و كل من يساهم في الحفاظ على تراث قنديل
الذي مهما طال كلامنا عنه فلن نوفيه و لو جزء يسير من حقه
و يكفيه أن فنه هو خير متحدثٍ عنه
رحمك الله رحمة واسعة يا قنديل ..
و 3 سلامات