في سكون اللّيل
في سكون اللّيل لمّا
نام من حولي رفاقي
واختفت شمس النّهار
عن لقاء أو فراق
وتولّى النّور عنّي
تاركا جسمي لساقي
والنّجوم قد تبارت
ثاقبات في سباق
شدّني فكري لقومي
كيف صاروا في شقاق
يُخضعون الهامَ جُبنا
للعدو في اشتياق
وهو يرديهم فرادى
لا يراعي من خلاق
ليس يُثنيه صَغار
من نفوس كالرُّقاق
لا ولا يثنه عنهم
كثرةُ الدّم المراق
يعتليهم في صباح
ومساء كالعِتاق
فينال مبتغاه
من جليل الشأن راقي
بامتصاص الدّم غصبا
باحتيال أو نفاق
كلّما راموا فرارا
ضمّهم ضمّ الرّتاق
ساقهم سوق عبيد
والأنيار في الأعناق
سامهم خسفا وذلاّ
بين أدعاص الرَّقاق
فغدوا فيها حيارى
وعموا عند التّلاقي
يطعن الإبن أباه
في القفا عند التّراقي
يذبح غدرا أخاه
بالدّم تجري السّواقي
ويرى أمّا وأختا
تَرسُفان في العراق
فيطير في سرور
يضحك ملء الأشداق
ويقول في تباهِ:
مالي وما للعراق؟
إن هي إلاّ بلاد
حدّها خلف الآفاق
إن أُثيرت فيها حرب
ليس لي فيها نياقي!
وإذا الصومال جاع
فليمت إذ هو باق!
وإذا لبنان أنَّ
وبكى ملء المآقي
وإذا البُسنُ تلظّوا
في احتضار واحتراق
ظلَّ مسلمو لاهور
سارحين في الأسواق
وكذا أهل المعاطى
لم يحسّوا بنواق
هذه أقطار قومي
ضمّها دين الوِفاق
فغدت فيه شموسا
تسبح مثل البراق
ثمَّ حلَّ فيها ناس
لم يملّو من عناق
وتعادَوْا ثمَّ عاشوا
في فراق بالطّلاق
بروكسال في 2 ـ أوت ـ 1992
السّاعة 01:30
الشيخ الأستاذ الإمام: العجمي مصباح
__________________
مثلما تدين تدان
تحكمـوا فاستطالـوا فـي تحكمـهـم........ وعمـا قليـل كـأن الأمـر لــم يـكـن
لو انصفوا انصفوا لكن بغوا فبغى........ عليهـم الدهـر بالأحـزان والمحـن
فأصبحـوا ولسـان الحـال ينشدهـم........ هذا بـذاك ولا عتـب علـى الزمـن
الإمام الشافعي