رد: نجيب السراج
في مشفى ابن النفيس كنا نلتقي وللأسف . وفي احدى الثلاثاء حيث كان يأخذ جرعة معالجة فيزيائية وبعد الجلسة كان يشعر بتعب طلب مني أن نذهب ونجلس في حديقة التجارة بدمشق ولم يكن معنا المرحوم كمال فوزي وبالفعل ذهبنا وذهب معنا الشخص الذي كان يقوم بالإشراف على المعالجة الفيزيائية وهو ممرض وعلى ما أذكر كان اسمه معتز, و كان هذا الأخير يحب المرحوم نجيب جداً ويشعر بالفخر لأنه يقوم بمعالجته , جلسنا على مقعد خشبي ووضع معتز وسادة أحضرها من سيارته التي ذهبنا بها ووضعها خلف ظهر الفنان الكبير وبعد أن تبادلنا بعض الأحاديث عن الصحة والعلاج طلب الفنان أن نغير السيرة ونتحدث عن أي شيئ آخر , وبعد بعض الكلام دار حديث عن المعاناة الفلسطينية وعن الانتفاضة القائمة وقتها , قلت له كتبت قصيدة تحكي عن طفل فلسطيني منتفض واحب أن اسمعها له وقلت له كنت اتمنى أن يكون معنا الكبير كمال فوزي لكي يعطيني رأيه بها , قال لي طيب سمعنا وبعدين منسمع كمال , كان مطلع القصيدة :
أصوات وصراخ في الشوارع والبنيان
لهيب النار وصوت الانفجار قد ملئ المكان
/ القصيدة طويلة / المهم : قرأتها بصوت خطابي وقوي وفوجئت أنا ومعتز بدموع المرحوم نجيب تسيل على خدوده وبيده منديل يمسح به الدموع : سكتنا لبرهة بعد انتهائي من الكلام , وكلي فرح لأني عرفت بأن القصيدة أثرت بشخص أعتبره ناقد وسميع : قال لي رائع يا أبو حميد قلتلي انك بتكتب شعر بس ما قلتلي انك شاعر وشاعر عن جد مو أي كلام , وسألني بسرعة طيب ليش ما بتنشر قلت له عن جد عجبتك ولا عم تجاملني قال طيب إذا أنا جاملتك دموعي ما بيعرفو المجاملة , ومعتز أيضا أعجب بالقصيدة , طلب الفنان الكبير من معتز أن يساعده بالنهوض وقال لي مشي نروح لعند كمال ,
وبالفعل أوصلنا معتز لجسر النحاس وذهب هو , وفي طريقنا لمنزل كمال فوزي قال لي الآن سيجن كمال بالقصيدة وانشاء الله يكون بالبيت
عندما سمع كمال فوزي صفق وأعجب وسأل المرحوم أن يعزف مع إلقائي وفجئ بنجيب السراج والدمع يراوده , وافق وصار يعزف بعد أن أحضر كمال العود له وصرت إلقي القصيدة .
/ في المرة القادمة أكمل لكم القصة وأعتذر منكم لأني بالفعل في هذه اللحظة جائني عمل مهم وفيه رزقة لي أنا جداً آسف منكم ولن يطول غيابي /
|