سليمة مراد.. العراقية الاصيلة
وزوجة الفنان الكبير ناظم الغزالي
ولدت عام 1905 في محلة الطاطران ببغداد وهي من عائلة يهودية عراقية نشأت وسط بيئة شعبية تردد البستات العراقية وتعشق المقام..والمربّع والوان الغناء الأخرى. وقد تعرفت مبكرا على مغنين وعازفين معروفين في تلك الفترة يوم لفتت الانتباه الى صوتها الجميل وقوته.وقد تلقفتها الفرق الفنية بحيث شكلت مع صالح الكويتي وداود الكويتي ثلاثيا من يهود بغداد الذين كان لهم دور كبير في الحفاظ على المقام العراقي وتطويره.غنت في ملاهي بغداد التي كانت يوم ذاك نوادي ليلية رفيعة المستوى والذوق يحافظ روادها على تقاليد الاستماع..والتذوق. وقد اشتهرت في فترة الثلاثينات..حتى ان ام كلثوم حين زارت بغداد لم تجد من تغني له غير سليمة مراد التي تعرفت اليها وغنت أغنيتها المشهورة ( قلبك صخر جلمود ماحن علية) التي قامت بتحفيظها لأم كلثوم وتعليمها مخارج الحروف وتلفظ الكلمات العامية الصعبة.
أصدرت العديد من الأسطوانات. وسجلت في برلين في تموز 1934اسطوانت معروفة كما سافرت في نفس العام الى باريس لتقم فنون الغناء..والبستات والمواويل.تزوجت عام 1953 الفنان ناظم الغزالي وعاشا معا وكانا ثناثيا فنيا متميزا مثلا الغناء العراقي حتى نهاية حياتهما حين توفيت سليمة مراد عام 1974 تاركة مئات الأغاني وعشرات التسجيلات التي قلما يخلو بيت عراقي منها ومن اشهر اغانيها،..يانبعة الريحان..وقلبك صخر جلمود ماحن عليه.
تعد سليمة مراد إحدى قمم الغناء الأساسية التي قام عليها ذوق عاشقي الغناء العراقي منذ أواسط العقد الثاني من القرن المنصرم، حيث احتلت مكانة مرموقة في عالم الغناء العراقي، وكانت من الشواغل الفنية في ذلك الزمان، إذ هي لم تتعرش قلوب الناس فحسب، بل أصبحت تتميز بحضورها الاجتماعي المرموق، حتى أصبح البعض من المعجبين يقدم لها سندات ملكية عقارات مقابل لقاء أو اهتمام عابر .. على الرغم من أنها تنتمي إلى الديانة اليهودية إلا أنها لم تغادر العراق أيام حملة تهجير اليهود إلى إسرائيل، عندما عمدت الحكومة الملكية العراقية إلى إسقاط الجنسية العراقية عن كل اليهود لإجبارهم على الرحيل إلى فلسطين المحتلة " إسرائيل "، وبقيت في العراق حيث استمرت في ممارسة الغناء حتى السنوات الأخيرة من عمرها، وقد تحولت في آخر أيامها إلى إدارة الملهى الذي فتحته بالاشتراك مع زوجها المطرب ناظم الغزالي الذي غنى العديد من أغانيها القديمة، لأنها وكما هو معروف قد سبقته في الغناء.
حصلت على لقب ( باشا ) من رئيس وزراء العهد الملكي نوري سعيد الذي كان معجباً بها، كما حصلت على مديح كوكب الشرق أم كلثوم التي زارت العراق وغنت في ملهى الهلال عام 1935. تعتبر سليمة مراد ذات الفضل الكبير في شهرة المطرب ناظم الغزالي، فهي التي عرفته إلى الملحن ناظم نعيم الذي لحن له العديد من الأغاني، وكذلك هي التي أدخلته إلى صالونها الذي كان ينعقد كل يوم خميس وجمعة من الأسبوع ويحضره وزراء العهد الملكي وفنانون وعازفون بينهم ناظم نعيم وكريم بدر وروحي الخماش وسالم حسين، وهي التي ذللت كل العقبات التي واجهة المطرب ناظم الغزالي في مسيرته الفنية، ولكن، ورغم صعود هذه المطربة سلم الشهرة فقد كان يترصدها الخسران والأحزان والوحدة، حتى وصلت إلى مرحلة الانسحاب من الحياة العامة، فإلى جانب أعباء العمر الشائخ ، وتعاسة العيش خارج الأضواء، أُتهمت بأنها هي التي قتلت زوجها المطرب ناظم الغزالي الذي كان يصغرها بسنين عديدة، ولولا وضوح الأدلة على براءتها لكانت قد راحت ضحية الإشاعات والدسائس.
غنت عدة أغاني من تلحين صالح الكويتي وداود أكرم وداود الكويتي، فمن منا لا يتذكر موشح " أيها الساقي إليك المشتكى " والذي لحنه الملحن داود أكرم ، وأغنية " قلبك صخر جلمود " للموسيقار صالح الكويتي. شاركت المطربة سليمة مراد في الاهتمام الذي حظيت به من قبل الكويتيين صالح وداود، المطربة سلطانة يوسف التي غنت على مسارح الموصل عشرات السنين. والتي تنتمي إلى الديانة اليهودية، إلا أنها حذت حذو زميلتها سليمة مراد، ولم تغادر العراق أيام حملة تهجير اليهود إلى إسرائيل. ولهذه المطربة عدة أغاني تعد من أمل الأغاني العراقية والتي كانت من تلاحين الأخوين صالح الكويتي وداود الكويتي
__________________
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليتني نــــــــوراً تلاشىَ ،،، في مآقِيكِ المُميـــــدة
عَـلَّ شِـعـري يَتـَغـَـشـَّى ،،، وقعَ أيَّام ٍ بليـــــــــدة
و حــروفـي تـتمَـشــــَّى ،،، في مداراتٍ بعيـــــدة
فافـتـحـي بــــابَ رؤاكِ ،،، وَ لِجي الدنيا الجديدة
إنَّ شِعري محض شـَدوٍ ،،، و هوايا أن أزيـــــدَه
فاصعَـدي فـوق رُبــــاهُ ،،، ليُقِيمَ الشِعرُ عيـــــدَه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ