السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام وأحبائي
بدايةً كل سنة وحضراتكم طيبين
اسمحوا لي أن أعزمكم وأدعوكم على سماع هذه المقطوعة الجميلة لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب
وهي موجودة في المنتدى هنـــا
طبعا هي كقيمة فنية وجمال موسيقي لا يختلف عليها اثنان ..
وهي بالنسبة لي تحفة وهابية رائعة
والحقيقة هي لها ذكرى معي خفيفة وساخرة ..
كان عندي سيارة سيات موديل 1981 .. وكانت حالتها بدرجة مهكعة جدا ..
الفرامل مش شغالة .. المساعدين عايزين مساعدة
الفتيس ما بيجيبش التاني .. من الأول للثالث على طول .
ما فيهاش ولا لمبة شغالة .. أيضا ولا عدّاد شغال ..
والحقيقة بعد ما اشترتها عرفت أن رخصها منتهية ومسحوبة ..
بس الحقيقة والحق يقال كان فيها سماعة ( واحدة ) .. لكن العيب إن ما كانش فيها كاسيت
المهم .
بعد ما اشترتها وكنت موجود عند الحاجة في مدينة 15 مايو وكنت عايز أروح أصلحها في فيصل
والمسافة من مايو لفيصل حوالي 50 كيلو
طبعا خُفت على زوجتي وابني من ركوبها ففضلت أن يذهبا هما في تاكسي ويسبقوني إلى فيصل حيث أقطن هناك .. وأتشاهد أنا وأذهب بسيارتي الفارهة السيات والتي اكتشفت وأنا بامونها بنزين أنها بلا غطاء لتانك البنزين بل موجودة سدادة من الفللين .. وأيضا بلا غطاء لقربة مياه الرديادتير .. وحينما أردت التأكد من سلامة العجل اكتشفت أنها بلا عجلة استبن ..
المهم .. أخذت العربية وقرأت الفاتحة وقولت الشهادتين .. وودعت زوجتي وابني ..
وأخذت السيارة .. وما أن سرت بها مسافة لا تتعدى 10 أمتار حتى وقفت بي مكركرة مزمجرة .. ( لإن لا يوجد بها الغيار الثاني كما اتفقنا ) .. هدأت نفسي وأشعلت سيجارة وقولت أسمع موسيقى تسليني وتشجعني على رحلة التحدي التي بدأت في الساعة العاشرة مساءً ..
وأنا لدي على الموبايل عدة مقطوعات موسيقية لعبد الوهاب تحديدا .. فبحثت واخترت موسيقى قمر 14 وموسيقى القافلة ..
وشغلتهما بصوت عالي ووضعت المحمول جانبي ..
حاولت عدة مرات أخرى مع السيارة ( في هذه الأثناء كانت مقطوعة قمر 14 هي المشغلة ) حتى بدأت أتعامل مع السيارة بمسايسة من الأول إلى الثالث فالرابع .. ومن مايو إلى أي مكان تجد الطريق ينحدر .. فأخذت السيارة تجري وتجري وتجري .. وبدأت موسيقى القافلة
والدركسيون في يدي أحسست بأنه سوف يطير في الهواء ..
والسيارة شعرت بها أنها ورقة في مهب الريح أو على حفى شلال مياه من التقال قوي ..
واحنا عندنا في مايو ما شاء الله الطرق كلها موجودة بعواميد إنارة خاوية من اللمبات والفوانيس .. فاكتملت العوامل كلها .. حالة السيارة والطرق الغير منورة .. كما أنني والحمد لله ما بشوفش كويس من بعد المغرب ..
المهم جريت السيارة .. وفقدت السيطرة عليها تماما ..
فقد كانت تجري وكأنها حرامي يجري من الشرطة .. طبعا بفعل الانحدار وليس الموتور ..
حاولت تهدئة السرعة .. فدوست على الفرامل ثم تذكرت أن الفرامل مكتوبة في قائمة الاصلاحات اللي أنا أساسا رايح أصلحها ..
وموسيقى القافلة تبدو وكأنها موسيقى تصويرية للذي يحدث معي ..
فقد كانت السيارة تجري بسرعة جدا ( لم أعرف كانت السرعة كام لإنها بلا عدّاد سرعة كما ذكرت ) ..
ولكن تكاد تكون سرعة جنونية .. الهواء من كل ناحية
الانحدار قوي جدا .. صوت احتكاك كاوتشات السيارة في الأسفلت يخوّف ..
لا أمل في الفرامل ..
وأذني منتبهة ومستمعة ومستمتعة لموسيقى القافلة والتي جعلتني اتخيل نفسي أنني في فيلم أكشن من بتوع زمان
رددت الشهادتين أكثر من مرة ..
ربنا سبحانه وتعالى سترها معي بأن الطريق كان تقريبا مافيهوش سيارت كثيرة ..
وبعد أن انتهى الطريق المنحدر وهو ينتهي في منطقة تسمى وادي حوف ..
بدأت السرعة في الانخفاض .. مع نهاية الموسيقى تقريبا ..
وبدأت أتحكم نوعا ما في السيارة والتي كانت بلا تحكم نهائيا لمدة حوالي عشرة دقائق ..
وصار الطريق معتدلا إلى حد ما منذ هذه النقطة ..
ووصلت إلى الميكانيكي في فيصل بستر ربنا
ثم ذهبت إلى منزلي .. ورأيت زوجتي وابني .. وكنت عايز أحكيلهم
التضحية اللي ضحيتها عشانهم
وفي موعد النوم شغلت جنبي موسيقى القافلة مرة أخرى ..
فذكرتني بكل الاحداث من البداية ..
فعند كل نغمة كنت أتذكر .. هنا كان فيه مطب .. هنا كنت هاطير من على كرسي القيادة .. هنا دوست على حجر مسكين مرمي في الشارع كان هايقلبني ..وهكذا ,,
أصبحت موسيقى القافلة تذكرني بهذه المغامرة اللطيفة ..
ومن اللذيذ في المقطوعة أن اسمها القافلة .. فهي تعبر عن مخاطر الطرق ومشقة السفر ..
أرجو ألا أكون أطلت عليكم ..
وأتمنى أن تعجبكم المقطوعة ..
وإلهي ما يحكم عليكم بعربية سيات .
أخي الاستاذ غازي يكون في علمك أن اللي يسمع عبد الوهاب ما يحصل لوش إلا خير عندما يكون في السماع... هو ربنا عاوز كدا مش عارف ليه
حدثت لي مواقف مورطة احترت فيها كم حيرة و في أوقات الشدة - صدق أو لا تصدق- حدث لي أن أجد مخرج أو حل أو نجاح مع سماعي لصوت عبد الوهاب لما يطلع لي بالمفاجأة من اي مذياع مجاور في البيت و الا الشارع و الا التاكسي... فوالله دائما و أنا إلى يومنا هذا استبشر بخير لما يطلع لي صوت عبد الوهاب و قنديل و عبد العزيز محمود أو لحن من حسين جنيد أو من أحمد صدقي... بدون أي هزار
أما فيما يحص القافلة... فهي في نظري من أندر المقظوعات التصويرية بحق و حقيقي بمعني الكلمة... حيث أن فور السماع و دون أن يعلم بعنوانها... فالمستمع يتخيل بكل وضوح سير قافلة و مناظر صحراوية ... أخويا الاستاذ الآلاتي عارف شغله في التحليل لهذه الموسيقى... من أول المقطوعة نتخيل مناظر من الطبيعة الصحراوية الواسعة و شمس في الأفق ثم شيء فشيء - مع الأوزان البطيئة- تظهر القافلة من وؤاء الأفق ثم تقرب و تقرب و تقرب تصل أمام المشاهد... ثم انتقالة أخرى شبه ساكتة هادئة تصور توقف القافلة عند الغروب أو للراحة... فيأتي في حركة ثانية القانون يصور بأنغام راقصة فرحة التحظيرات للغداء و إقامة الخيم و الشرب و الراحة والانتشاء بالسهرة و الأكل و التظاهرات الاحتفالية... ثم مع المقطع الأخير...ثم الاركستر يأتي بحركات سريعة في الأخير يصور الفجر و الاستيقاظ و السرعة في تحظيرات الدهاب لتواصل القافلة مشوارها في صباح يوم جديد و ترحل ... و تبتعد... و تبتعد... و تبتعد إلى ما وراء الأفق
و الله ضحكتنى يا عم غازى
انت حكيت الواقعة بمعايشة كاملة و تفاصيل دقيقة و لا أجدع أديب
و حسيت كأنى قاعد جنبك فى السيات الكحيانة ..
ضحك مختلط بفزع مع خلفية ( القافلة ) !!
و آهى (الحِتة المنمنمة ) دى بالذات ، هى المفجر الأكبر للقهقهة ،
هذا التناقض بين سيارة مقذوفة كحجـَر فى مهب الريح ، و بين
هدهدة تختروان الجـِمال و تهادي القافلة كما تستدعيها المقطوعة فى الخيال ..
المشكلة التى سأعانى منها مستقبلا ، أننى حين أسمع القافلة ، سأتذكر السيات ..... منك لله
أخي الاستاذ غازي يكون في علمك أن اللي يسمع عبد الوهاب ما يحصل لوش إلا خير عندما يكون في السماع... هو ربنا عاوز كدا مش عارف ليه
حدثت لي مواقف مورطة احترت فيها كم حيرة و في أوقات الشدة - صدق أو لا تصدق- حدث لي أن أجد مخرج أو حل أو نجاح مع سماعي لصوت عبد الوهاب لما يطلع لي بالمفاجأة من اي مذياع
قول لهم يا أستاذ مختار ..
عشان يعرفوا قيمة عبد الوهاب ..
حتى موسيقاه مبشرة ومنقذه ..
ولذا فأنا أنصح أي حد عنده سيات .. لابد أن يكون لها فرامل وشرايط لعبد الوهاب
.. بس تعرف بقى يا أستاذ مختار إن فعلا أكتر من موقف صعب أجده يتحل مع أغاني عبد الوهاب أو عبد المطلب ..
وممكن أحكي لحضراتكم موقف جميل حصل لي في الجيش .. وكان مرتبط أيضا بأغنية لعبد الوهاب ..
بس لما عم محمد ينتهي من القافلة .
و الله ضحكتنى يا عم غازى
انت حكيت الواقعة بمعايشة كاملة و تفاصيل دقيقة و لا أجدع أديب
و حسيت كأنى قاعد جنبك فى السيات الكحيانة ..
ضحك مختلط بفزع مع خلفية ( القافلة ) !!
و آهى (الحِتة المنمنمة ) دى بالذات ، هى المفجر الأكبر للقهقهة ،
هذا التناقض بين سيارة مقذوفة كحجـَر فى مهب الريح ، و بين
هدهدة تختروان الجـِمال و تهادي القافلة كما تستدعيها المقطوعة فى الخيال ..
المشكلة التى سأعانى منها مستقبلا ، أننى حين أسمع القافلة ، سأتذكر السيات ..... منك لله
أولا .. ما كانش ينفع تقعد جنبي لإن الكرسي اللي جنبي كان مخلوع
ثانيا .. أنا نسيت أقول لكم أنا اتخلصت منها إزاي ..
أولا هي قعدت معايا بالظبط 6 أيام .. وعند الميكانيكي 16 يوم .. وبعد أن احتار في أمرها .. قاللي بيعها ..
حاولت بيعها بأكثر من طريقة .. وأنا طول عمري شاطر جدا في المبيعات
الحقيقة انا كنت شاريها بـ 6500 جنيه
وبعتها بـ 4700 جنيه وكيس فينو
** في طريقك يا أبا حسام خذ معك مقارنة توضيحية :
موسيقى القافلة لعبد الوهاب وموسيقى فائقة التعبير وعالية الجودة لأحمد صدقي تصور سفر الأميرة قطر الندى من مصر إلى بغداد وهي في قافلة يحدوها كارم محمود ومعه كورس في هينمة هادئة :
خِفّي الخُطَى يا نوق إلا الحِمل غالي
ويرد كارم :
يا صحرا راعي لها * واطفي الهجير شوي
يا صحرا كُرما لها * خلي جفافك مي
وتسمع في الخلفية صوت الجلاجل المعلقة في أعناق الإبل تداعب أسماعها كأنما تشجعها وتستحثها على مواصلة السير
** هيا تقدم أبا الحسام