رد: الإنشادات في موسيقي الآلة الاندلسية
ولعلها تؤكد مايلي:
1: أن إنشاد البيتين ارتبط بفن المولديات ولازمه.
2: أنه انتقل من أوساط السماع إلى أوساط (الآلة الأندلسية )
3: أنه كان فرديا يضطلع به أجود المنشدين صوتا على سبيل التناوب.
ولقد دأبت مجموعات ا لمادحين منذ القديم .على استقطاب مهرة المنشدين من ذوى الأصوات الجميلة. وإذ تسرب كثير من هؤلاء إلى الأجواق الأندلسية فقد انتقلت معهم عادة الإنشاد الفردي وأصبح هؤلاء ينفردون بارتجال ألحان حرة لا يقيدها وزن ما على بيت أو بيتين من الشعر , ويكون ذلك مناسبة يستريح خلالها أعضاء الجوق , ثم 8ا تضاءلت قدرة المنشدين على الارتجال اقتصر هؤلاء على ترجيع الإنشادات القد .ة المحفوظة , وأصبح عملهم ذاك تقليدا متوارثا.
ولعل .ا يؤكد قدم هذا التقليد في أوساط ا الموسيقا الأندلسية أن نرى محمد بن الحسين الحايك يدون في مطالع النوبات إنشادات الطبوع , وكأنما كان يريد ضبطها وحصرها حفظا لها من الضياع , وسيرا على نهجه في جمع الصنعات وتدوين نصوصها.
وبالرغم من تعدد الإنشادات الواردة في كناش الحايك ومختصراته إلا أنها لا تشكل سوى النزر القليل , ذلك أن أكثرها تعرض للنسيان والضياع , نتيجة انقطاع تداولها. ويبدو أنه حتى العقد الرابع من القرن الحالي كانت هناك إنشادات متداولة بين مهرة المنشدين با لمغرب.
يدل على هذا ما ذكره شوتان في كتابه »لوحة الوسيقا المغربية « فقد عين طبوعها ونوباتها الأصلية أو الفرعية , ورفع عددها إلى ثمانية عشر إنشادا بإضافة إنشادين على طبع غير أصيل هو طبع الجركة.
والعادة تقضي أن يقدم لأداء الإنشادات أمهر ا المغنين في الجوقة وأحلاهم صوتا , وأقواهم عارضة , وأعذبهم نبرات , وأطولهم نفسا وأقدرهم على التصرف في اللحن.
ومما يضاعف من حظوظ نجاح المنشد أن يوفق في اختيار الشعر , بحيث يتناسب مع موضوع القطع المغناة , فإن ذلك كان ولا يزال من دلائل اقتدار المنشد وشدة حذقه ومضاء ذكائه وسعة حافظته.
وقد كان تصيد »البيتين المناسبين تقليدا دأب عليه المنشدون منذ القديم ويؤكد على هذا الفشتالي مرة أخرى حينما يقول عن هؤلاء:
يتحينون به أي( بنفيس الشعر) المناسبة بينه وبين ما يتلى من الكلام عند الإنشاد من نسيب , أوغزل , أو إلمام بنشيح , أو تشويق للمعاهد الشريفة , أو مديح نبوي
|