جمر الإنتظار
الظلام الدامس يخيم على أرجاء المدينة ، الهدوء واللون الأسود يلفان المكان وعيون القمر البريئة تضيء سماء الليل الهاجس وسكون غريب يبعث على التأمل والتفكر والبحر المتلاطم يكاد يطول في إزعاجه وهيجانه ، والنور يغمر المكان على الرغم من ظلمات الليل ، والنوم يغادر الأجفان على الرغم من جزل النعاس .
وكان هناك نعم كان هناك " خالد " شاب وسيم أنيق يدرس في البلاد الأجنبيه ، شاب حالم طموح يحمل ملامح شرقية أصيله وعيون بريئة في هذه العيون حيرة وألم ، إنها يمّ لايعرف للشاطىء مكانا ، دمع لاينحدر متعلق بالعيون ، عذاب السنين وشوق الأحبة كل ذلك يصنع سوطاً لجفون تلسع ووحدة تنفطر لها القلوب .
جلس عند رمال البحر يحركه هنا وهناك كأنه بذلك يطوي العالم بين يديه ، أخذ يسترجع ذكريات الوطن والأهل والأحباب :
يالله سبع سنوات وأنا هنا بعيد عن أهلي ووطني ذهب نصف عمري في العلم والتحصيل ، والآن جاء وقت العودة كفى غربة وأرق وسهر ، لقد جاء وقت الرجوع إلى موطني الحبيب وإليك يا حبيبتي " شوق " آه ..كم أشتاق إليك لكني عائد إليك ، يجمعنا رابط الزواج المقدس ، وها أنا عائد بشهادة الدكتوراه التي طالما حلمتي بها ولقد تحققت يا غاليتي العزيزة ، كلها ساعات وأعود إليكم .
عندها جاء وقت الرحلة وهو ينظر في المطار إلى إشارات المغادرين وينتظر أن يبرق أسم موطنه " المملكة العربية السعودية " في لائحة المطار ، وفجأة انطلقت الرحلة وثم وصل بحمد الله والسلامة نزل بسرعه من الطائرة والمضيف يناديه :
خالد ..خالد ، لقد نسيت امتعتك وجواز سفرك ، وهو في زهو وفرح وابتهاج ، آه ..أسف كنت في بحر السرهان ولقد جذبتني الذكريات .
وبخطوات ملؤها السعادة توجة إلى مكان سكنه حيث بيته وأهله ، لكن كانت المفاجأة حيث وجد أرضاً فارغة ، سأل من حوله بصوت عال يقرع الأجراس :
أين بيتي أين أهلي ؟ هنا كان مولدي هنا ذكرياتي ؟
فكانت الإجابه : إن أباك توفي متأثراً بداء السرطان وأمك توفيت بعد ذلك بعدة سنوات ، ولانعرف إلا أخاك صاحب الملايين والتجارة فتعجب واندهش وتسمر في مكانه وذهب إلى شقيقه " طلال " فوجد بيتاً عصرياً فخماً ، دق الباب فجاء الخادم وطلب طلال فجاء إليه وركض خالد يحتضنه وفي مقلتيه بحر من الأشواق ، عندها ابتعد طلال إلى الوراء مكتفيا بقول: أهلا خالد ،
تفضل ، فصرخ خالد : ما الذي حصل أين بيتنا ، فقال له : لقد قمت ببيعه بالتوكيل الذي عندي ، توكيل ؟؟
نعم وكل ما تراه لي ، خذ هذه عشرة ألالاف ريال خذها انا مشغول ، لا اريد حسنة منك ، لقد ضاع كل شيء لا أهل لي لا ذكرى لقد بنيت قصوراً في الرمال .
توجه إلى بيت حبيبته وسأل عنها وكانت المفاجأة أنها تزوجت من رجل غني بعد أن علمت بحال خالد وما حدث إلى أمواله وممتلكاته ،،
عندها دخل في حاله عارمة من البكاء والشجن والأسى وهو في الشارع فتوجهت إلية سيارة مسرعة وإذا بها ترتطم في رأسه وتصيبه بحادث أليم ، توجه به رجال الخير إلى المستشفى بسرعه ، ثم اتضح أنه فقد الذاكرة من قوة الإصطدام ، خرج بعد ذلك حيث لا أهل ولا أحد ولا ذاكرة جلس عند البحر في حيرة وصمت اقترب منه عصابه المخدرات واخذه بعد أن عرفوا أنه فاقد للذاكرة فوجوده صيداً ثمنياً لهذه التجارة المربحة ، أعطوة سيارة أنيقه من فئة " بوغاتي " وأعطوه مالاً وقصراً بعد أن أتم لهم عده عمليات مربحة ، فكانت تلك حياته الثانيه ، كان ينفذ الأوامر ، فقط ،،
لكن بعد ذلك قبض عليه وسأل عن أسمه وجنسيته وأهله فكانت الإجابة : لا أدري ؟؟
أحيلت القضية ورفعت إلى القضاء كيف يحاكم أهو خالد أم تاجر المخدرات ؟؟
الكل ينتظر لكن فجأة وفي السجن أخذ يصرخ من ألم يقطع أجزاء قلبه ، اخدوه إلى المشفى وهو يئن من الألم ، والكل بينتظر خروجة لإستكمال اجراءات القضاء ، لكنه خالف كل التوقعات ، لقد مات وأراحهم من التفكير لم يدع دليلاً على براءة قضيته ، مات وهو يردد :
ماذا أقول وفي دمي نغم يرن بلاصدى ، ومشاعر مكلومة في التية لاتعرف المدى ، وخطا أهيم بها في هذا الليل يبدو سرمدا ، وأنا وحدي مع الإيام انتظر الغدا ، ماذا أقول وإلى سكون هذا الفقد ابث حزني واشدو بالتمني لمن أبعث شكواي ومن يطفيء جمر الإنتظار ؟؟ لمن اشكو ياترى لمن ؟؟؟
***