* : نوت الأستاذ الهائف (الكاتـب : الهائف - - الوقت: 19h56 - التاريخ: 01/06/2024)           »          فؤاد المهندس و شويكار (الكاتـب : سامية - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 19h15 - التاريخ: 01/06/2024)           »          عبد المنعم مدبولي- 28 ديسمبر 1921 - 9 يوليو 2006 (الكاتـب : el.3ndlib - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 19h05 - التاريخ: 01/06/2024)           »          حلقات إذاعية نادرة (الكاتـب : حازم فودة - - الوقت: 18h30 - التاريخ: 01/06/2024)           »          هاني شاكر- 21 ديسمبر 1952 (الكاتـب : طارق مكاوي - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 18h23 - التاريخ: 01/06/2024)           »          محمد قنديل- 11 مارس 1929 - 9 يونيو 2004 (الكاتـب : Talab - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 17h58 - التاريخ: 01/06/2024)           »          المجموعة (الكاتـب : السيد المشاعلى - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 17h21 - التاريخ: 01/06/2024)           »          وردة الجزائرية- 22 يوليو 1939 - 17 مايو 2012 (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h58 - التاريخ: 01/06/2024)           »          فريد اسكندر (الكاتـب : Abo Ruby - آخر مشاركة : loaie al-sayem - - الوقت: 11h22 - التاريخ: 01/06/2024)           »          فى يوم .. فى شهر .. فى سنة (الكاتـب : د.حسن - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 11h09 - التاريخ: 01/06/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > صالون سماعي > ملتقى الشعر و الأدب > نتاج الأعضاء .. القصص والروايات

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 26/10/2008, 20h48
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي الـبَـيْـنـَمَا ، قصة لسيد أبو زهده

الـبَـيْـنـَمَا



تـََحَلـَّقَ بسقف الغرفة يُحملق فى جسده المسجى تحت أكف الطبيب المتضاغطة على صدره ، ينتفض السرير ولا يهتز الجسد. راح يتفرس ذلك المشهد من علٍ ولذة ألم الإنعتاق من كثافة بدنه تغمره بهدأة أبدية.


إنزوت خطيبته بركن الغرفة ، ساهمة تدير محبساً حول إصبعها بينما أمها تبادلها نظرات التساؤل.


أمه تستحلف الطبيب لأخذه إلى " العناية المركزة " ، كفت أكف الطبيب عن المُضاغطة لتربت على كتف الثكلى . حين انتحبت الأم …أخرجت خطيبته منديلا عطراً من حقيبتها ودفنت فيه وجهها.


دخل الغرفة رجلان لم يرهما من قبل.غطيّا وجه جسده ثم دفعاه ليستقر فوق محفة ذات عجلات توازت مع السرير. إنكفأت أمه تقبله فمنعها الطبيب برفق والرجلان يدفعان بهمة محفتهما.


فى الممر الخارج إصطف أناس كثيرون ، يعرف بعضهم وأخرون جاءوا يحمدون ربهم على نعمة الصحة . هام سابحاً فوقهم يتأمل " حال الدنيا " . تذكر جسده ، أسرع نحو المحفة وَالِجة المصعد ، إنغلق الباب ، حاول الضغط على الزر للحاق " به "… فما انفتح الباب، لكنه رأى إصبعه يخترق الحائط ، إستحالت دهشته إعجابا حين جرب ذلك بذراعه، ثم كتفه .....


إلى أن دخل كلية إلى بئر المصعد النازل ، كرر ذلك لاهياً كطفله الذى كانه ثم طاف إلى باب مكتوب عليه "المغسلة".عند الباب إثنان خلصا نجيا، أقبل عليهما ذو لحية يتأبط لفافة من قماش أبيض ، قال لهما ليس لأختهما حق فى الإقتسام …" لم يعقد عليها ولم يدخل بها " ، هز الأكبر رأسه بينما غالب شقيقه البكاء . إقترب قليل من زملاء العمل مطأطئي الرءوس يتقدمهم رجل تحدث بحماس عن "مكافأة نهايةالخدمة".


تسلل عبر " ميم " المغسلة ، وجد دافعى جسده يمسحان لوحا رخاميا توازى بالمحفة ، فتح أحدهما الباب ينادى حامل الكفن ،كان شَغِلا بحديث المكافأة فأعطاه إياه بغير إلتفات له.


"وحدوا الله "… قالها شيخ فذابت فى جلبة الواقفين . شُرّع الباب عن صندوق بغير كسوة ، تدافعوا لحمله.


إحتواه أنس المشهد . أول مرة رأى الناس " من فوق " عندما ركب كتف أمه بمولد "سيدي الحلي " ، أفسد بهجته ليلتها قطع بعضه ، كانت تحمله لختانه …، فى المرة الثانية إمتطى كتفا لايعرف صاحبه بمظاهرات الجوع . إرتجفت مطيته تحت لسعة قنبلة الغاز فانكفأ يردها الى قاذفها ولم ير من حامله سوى شعره الخشن وكتفيه المكتنزين . هذه المرة " الثالثة ثابتة ".


ما أجمل أن يرى المرء الدنيا من فوق أكتاف الرفاق وهو يطّلع على أفئدتهم . تمنى لو أن الجنازة تمر من " هناك " فتمخرشارع جسر البحر الذى تدفق فيه طفلاً وفتى ، أويصلى عليه بجامع "سيدي الحلي" عله يستعيد "بعضه" قبل الذهاب.


بآخر صفوف الجنازة كانت خطيبته مأكولة الوجه بنظارة لم يمنعه سوادها من رؤية العينين التى طالما إغتسل بعسلهما، تسير بتؤدة بين أمها وذلك الذى منحها الورود يوم خطبتهما


، ساءه أن يراه في جنازته . راح يجول خلاله ،كما فعل ببئر المصعد،فلم يترك فى جسده ثقبا إلا استنفذه ، نظر الى قلبه، رآها تتضجع بشغافه عارية . خرج يطوف باحثاً عن ذي شعر خشن وكتفين مكتنزين ،بينما رآها تدير المحبس حول اصبعها.


.................................................. ..........................

نشرت بجريدة "البيان" الإماراتية في 29/10/1998 بعنوان "حال الدنيا"
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27/10/2008, 17h58
الصورة الرمزية منال
منال منال غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:61078
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: سعودية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 276
افتراضي رد: الـبَـيْـنـَمَا ، قصة لسيد أبو زهده


القاص البديع المتألق :

أبو زهده

قصة راقية وبديعة حافلة بالشجن والحزن والآلم ، قصة تترك في العين دمعة وفي الحلق شجن ومرارة وفي الروح حسرة ولوعة من حال هذه الدنيا وما فيها مآسي وأحزان

دمت طيراً رناناً محلقاً على شجر القصص
ودامت أبداعاتك في هطول وفيوض وأنهمار
.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27/10/2008, 22h46
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: الـبَـيْـنـَمَا ، قصة لسيد أبو زهده

القاص البديع المتألق :

أبو زهده

قصة راقية وبديعة حافلة بالشجن والحزن والآلم ، قصة تترك في العين دمعة وفي الحلق شجن ومرارة وفي الروح حسرة ولوعة من حال هذه الدنيا وما فيها مآسي وأحزان

دمت طيراً رناناً محلقاً على شجر القصص
ودامت أبداعاتك في هطول وفيوض وأنهمار
.
بل أنت الرائعة ، أيتها الـ "منال" 99
و يتضح من تعليقك أنك تفاعلتي مع النص بذلك القدر الذي يلازم أولائك الذين يعدون القراءة "إحتياج" لا مجرد وسيلة لقتل الوقت
فالذين يرون القراءة : حاجة ضرورية كالأكل و الشرب. تبادلهم القراءة حبهم بحب. تمنحهم أسرارها

عندما نشرت " البينما" سألني أديب عراقي أحترمه: هو انت متْ قبل كده؟!
فرددت عليه بما أخذ الحديث إلى الهزل ، بينما الحقيقة....
أنه لما اضطرت إدارة المستشفى إلى استدعاء الهوليكوبتر لنقلي إلى العاصمة(من الشارقة إلى أبي ظبي) كنت في ذات الوقت مع أمي التي رحلت ، كانت تقف إلى جوار سيدي الشيخ مصطفى إسماعيل وهو يتلو القرآن الكريم . بينما تشير إلى بتعجيل القدوم.
فلما بحثت في الأمر، عثرت على كتاب بعنوان " الذين عادوا إلى الحياه" وهو كتاب يستعرض تجارب من "ماتوا" إكلينكياً ثم أفاقوا . ووجدته كله مشابه لما حدث لي.
فإن كنتِ يا منال99 أول المعلقين على القصة ، فإني أدعو الله أن يبعد عنك كل سوء و حزن .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28/10/2008, 07h55
الصورة الرمزية NAHID 76
NAHID 76 NAHID 76 غير متصل  
رحمها الله رحمة واسعة
رقم العضوية:61292
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 765
افتراضي رد: الـبَـيْـنـَمَا ، قصة لسيد أبو زهده

بسم الله
استاذنا الفاضل ابو زهدة
قصة رائعة جميلة كلها شجن واحاسيس محتلفة
وكمان اعطتتنا فكرة عن ان الذى رحل عن الحياة كيف تكون قدراتة وكيف يرى البشر من فوق كما قلت
تحياتى لك اجمل تحية

__________________
إذا أنا لم أعط المكارم حقها

فلا عزني خال ولا ضمني أب
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28/10/2008, 18h27
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: الـبَـيْـنـَمَا ، قصة لسيد أبو زهده

بسم الله
استاذنا الفاضل ابو زهدة
قصة رائعة جميلة كلها شجن واحاسيس محتلفة
وكمان اعطتتنا "فكرة" عن ان الذى رحل عن الحياة كيف تكون قدراتة وكيف يرى البشر من فوق كما قلت
تحياتى لك اجمل تحية


السيدة الفاضلة ، ناهد هانم
أشكرك و أتمنى أن تظل مجرد "فكرة" . و أن يديم الله عليكم نعمة الصحة و العمر المبارك
فاسلمي دوماً
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03/11/2008, 23h24
الصورة الرمزية unicorn
unicorn unicorn غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:8534
 
تاريخ التسجيل: novembre 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 50
المشاركات: 485
افتراضي رد: الـبَـيْـنـَمَا ، قصة لسيد أبو زهده

استاذنا الكبير و أديبنا سيد ابو زهدة
قبل ان اقرأ هذه الدرة الفريدة البينما , تعجبت كثيرا من الاسم المثير و الذى هو لغويا ظرف زمان معرّف بأل التعريف!!!! , ومعناه ربما يصف حالتين فى ان واحد !!!
و بدأت فى القراءة و كلى شوق لأرى كيف سيعبر قلمك عن هذه الحالة ؟؟, حالة البينما
و كيف ستنجح فى اقناع قارئك بوصف الحالين فى ان واحد؟؟؟
و ما هو ذلك الظرف الذى يستدعى وصف الحالتين؟؟؟
لإفاجأ بهذه التركيبة الأدبية النورانية الشفافة التى صغتها ببراعة , و هذا الوصف البديع للا موت و اللا حياة الذى مر بها بطل القصة حين انفصلت روحه عن جسده و سبح فى الاثير ليشاهد و يسمع احباب الدنيا و حالهم قبل دفنه و فى نفس الوقت تصف حالة الجسد و ظرف مكانه بينهم ,و ما يُفعل بهذا الجسد المسكين الذى لا حول له و لا قوة ,
و لم تنس قريحتك ان تلقى وعظا بليغا على مسامع قرائك (دون ان يشعروا) عن أحباب الدنيا الذين لا تربطهم بنا الا حلقة معدنية حول الاصبع , سهلة الخلع فور خروج الروح.
حقيقة عشت مع البطل هذه الحالة بخيالى وغِرْتُ معه كثيرا على الخطيبة التى بدأت حياتها الجديدة حتى قبل الدفن , و اكد الظن البطل , حين استغل نورانيته و حالته الأثيرية ليغوص فى قلب صديقها و يرى ما لم يحب ان يرى من نية الصديق.
و أثناء القصة عندما رأيت شارع( جسر البحر) شعرت ان القصة لها علاقة بكاتبها من قريب او من بعيد
فهذا الشارع الذى لا تذهب اعمالك بعيدا عنه , و كلما ابتعدت عنه عدت لتصفه , لابد ان يكون له اثرا كبيرا فى نفسك , و ربما يكون هو مسقط رأسك أو مَعْلَما لأيام لا تُنسى.
حقيقة قد شاهدت هذه الفكرة قبلا فى احد افلام هوليوود فيلم ghost بطولة patrick swayze , demi moore سنة 91 أو 92 و لا زلت أراه من أبدع أعمال هوليوود
و لكنى لم اشعر أبدا بالتكرار بين قصة الفيلم و وصفك النورانى , فالقصة الهوليوودية على جمالها لم تعر الموت هذا الجو الدينى الروحانى النورانى و غلّبت عليه جو من الرومانسية الابدية التى تعجب الجمهور
و لكنّك و ان كنت عبّرت عن الرومانسية من زاوية مشاهدة الحبيبة و الخطيبة و كيفية تعاملها مع الامر , فإنك لم تهمل الجانب الدينى للموت من غسل و تكفين و حانوتى يوحد الله,
حتى فى لفظك!!
استعرت التعبير القرانى ( خلصا نجيا ) من الاية ( فلما استيئسوا منه خلصوا نجيا ) سورة يوسف
(تلك الاية التى قيل فيها انها من ابلغ التعبيرات القرانية ,فما من لغة فى الدنيا يمكن ان تعطى هذا المعنى بهذا العدد القليل من الكلمات )
فنشأتك الدينية او ارتباطك بالقران و عباد الله الصالحين كأمثال (سيدى الحلى) واضحة جدا فى اعمالك
و حمدا لله انك قد اشرت الى ان للقصة اصل من تجربة شخصية , فوالله كان سيحرقنى السؤال عن ذلك و كان سيمنعنى الحياء ان اسألك مثل هذا السؤال
و لكنى لن استحى أن أسأل عن الاسم العبقرى للقصة, كيف استطعت ان تعبر عن هذه الحالة المعقدة بكلمة واحدة تحمل هذا الكم من التعبير؟؟؟ و هل (كما أظن ) اخذ منك الاسم وقتا طويلا فى التفكير ليناسب هذه الحالة؟؟؟
الف شكر يا استاذنا الكبير على هذه الدرة الادبية رفيعة المقام , أن استأمنت عليها قراء سماعى
و سَلِمَ فكرك الراقى الذى قدّر عقولنا و اشعلها عملا وراء كلماتك
__________________
أنا اللى زرعت البيوت و العيدان
ما يمنعش عقلى.. شوية جنان!!
هايرجع لإسمِك رنين الحنان
قتيل المحبة يلبّى النداا
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04/11/2008, 20h20
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: الـبَـيْـنـَمَا ، قصة لسيد أبو زهده

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة unicorn مشاهدة المشاركة
استاذنا الكبير و أديبنا سيد ابو زهدة


قبل ان اقرأ هذه الدرة الفريدة البينما , تعجبت كثيرا من الاسم المثير و الذى هو لغويا ظرف زمان معرّف بأل التعريف!!!! , ومعناه ربما يصف حالتين فى ان واحد !!!
و بدأت فى القراءة و كلى شوق لأرى كيف سيعبر قلمك عن هذه الحالة ؟؟, حالة البينما
و كيف ستنجح فى اقناع قارئك بوصف الحالين فى ان واحد؟؟؟
و ما هو ذلك الظرف الذى يستدعى وصف الحالتين؟؟؟
لإفاجأ بهذه التركيبة الأدبية النورانية الشفافة التى صغتها ببراعة , و هذا الوصف البديع للا موت و اللا حياة الذى مر بها بطل القصة حين انفصلت روحه عن جسده و سبح فى الاثير ليشاهد و يسمع احباب الدنيا و حالهم قبل دفنه و فى نفس الوقت تصف حالة الجسد و ظرف مكانه بينهم ,و ما يُفعل بهذا الجسد المسكين الذى لا حول له و لا قوة ,
و لم تنس قريحتك ان تلقى وعظا بليغا على مسامع قرائك (دون ان يشعروا) عن أحباب الدنيا الذين لا تربطهم بنا الا حلقة معدنية حول الاصبع , سهلة الخلع فور خروج الروح.
حقيقة عشت مع البطل هذه الحالة بخيالى وغِرْتُ معه كثيرا على الخطيبة التى بدأت حياتها الجديدة حتى قبل الدفن , و اكد الظن البطل , حين استغل نورانيته و حالته الأثيرية ليغوص فى قلب صديقها و يرى ما لم يحب ان يرى من نية الصديق.
و أثناء القصة عندما رأيت شارع( جسر البحر) شعرت ان القصة لها علاقة بكاتبها من قريب او من بعيد
فهذا الشارع الذى لا تذهب اعمالك بعيدا عنه , و كلما ابتعدت عنه عدت لتصفه , لابد ان يكون له اثرا كبيرا فى نفسك , و ربما يكون هو مسقط رأسك أو مَعْلَما لأيام لا تُنسى.
حقيقة قد شاهدت هذه الفكرة قبلا فى احد افلام هوليوود فيلم ghost بطولة patrick swayze , demi moore سنة 91 أو 92 و لا زلت أراه من أبدع أعمال هوليوود
و لكنى لم اشعر أبدا بالتكرار بين قصة الفيلم و وصفك النورانى , فالقصة الهوليوودية على جمالها لم تعر الموت هذا الجو الدينى الروحانى النورانى و غلّبت عليه جو من الرومانسية الابدية التى تعجب الجمهور
و لكنّك و ان كنت عبّرت عن الرومانسية من زاوية مشاهدة الحبيبة و الخطيبة و كيفية تعاملها مع الامر , فإنك لم تهمل الجانب الدينى للموت من غسل و تكفين و حانوتى يوحد الله,
حتى فى لفظك!!
استعرت التعبير القرانى ( خلصا نجيا ) من الاية ( فلما استيئسوا منه خلصوا نجيا ) سورة يوسف
(تلك الاية التى قيل فيها انها من ابلغ التعبيرات القرانية ,فما من لغة فى الدنيا يمكن ان تعطى هذا المعنى بهذا العدد القليل من الكلمات )
فنشأتك الدينية او ارتباطك بالقران و عباد الله الصالحين كأمثال (سيدى الحلى) واضحة جدا فى اعمالك
و حمدا لله انك قد اشرت الى ان للقصة اصل من تجربة شخصية , فوالله كان سيحرقنى السؤال عن ذلك و كان سيمنعنى الحياء ان اسألك مثل هذا السؤال
و لكنى لن استحى أن أسأل عن الاسم العبقرى للقصة, كيف استطعت ان تعبر عن هذه الحالة المعقدة بكلمة واحدة تحمل هذا الكم من التعبير؟؟؟ و هل (كما أظن ) اخذ منك الاسم وقتا طويلا فى التفكير ليناسب هذه الحالة؟؟؟
الف شكر يا استاذنا الكبير على هذه الدرة الادبية رفيعة المقام , أن استأمنت عليها قراء سماعى

و سَلِمَ فكرك الراقى الذى قدّر عقولنا و اشعلها عملا وراء كلماتك
أخي الحبيب ، سَمِيّ الحبيب
محمد
هاهو نفس "القلم" الذي أعجبكم نتاجه يعجز عن الرد على ماتفضلتم به من بساطة معقدة.
نعم
"بينما" الطبيب يحاول إسعافه ، كانت روحه تحلق بسقف الغرفة
"بينما" الأم تنظرإلى ابنتها ولسان حالها يقول: ليس وقته الآن ! ، كانت "تريح" إصبعها من "حلقة الوصل" و التي غالباً لا يكون لها من الإسم إلا الشكل ، كما تفضلتم ،ثم تتالى "البينمات"
وكنت لما طلب مني أحدهم في جريدة "البيان" أن "نغير" إسم القصة (!) بإسم آخر "مفهوم" ، قلت له فلتختار أنت إسماً تراه مفهوماً . والحقيقة أن الرجل كان من الكرم بحيث أنه اقتطع " حال الدنيا " من النص كما هي ، لتكون "عنوان القصة"
بقي أن أقولك يامحمد ياابو مندور ، إن أول حاجة كتبتها هو "الإسم"

أما عن شارع جسر البحر ، فكل ماتفضلت به صحيح
وعلشان خاطر عيونك ياابو اسكندر يا غالي
جبتهولك هنا ، علشان ماتفضلش رايح جاي على يوتيوب
تعالى هنا
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07/11/2008, 02h09
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي هذا حال الدنيا


.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 07/11/2008, 03h47
الصورة الرمزية رائد عبد السلام
رائد عبد السلام رائد عبد السلام غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:79058
 
تاريخ التسجيل: septembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 737
افتراضي رد: الـبَـيْـنـَمَا ، قصة لسيد أبو زهده

أستاذنا الجميل : سيد أبوزهدة
ها هي فريدة أخري من فرائد عقد إبداعك ....غير أنها اليوم تحملنا بعيدا حيث (لذة الانعتاق من كثافة البدن)
تتناول القصة فكرة درامية سبق وأن تناولها الكثير من المبدعين وطالما شغلت وستشغل بال الكثيرين ..إنها (حديث الصباح والمساء)عند نجيب محفوظ
و(السقا مات) عند
يوسف السباعي ...وغيرهم كثيرون.....
هنا في قصتك نجد : سخونة الحدث ...حيث يتناول روحا شابة كانت تعيش الحياة في فورتها.. كانت غارقة في عسل الحب حين جاءتها الصفعة الأبدية .. قصة حب وأمل مترع بالحياة أسفر عن لاشيء..وهنا
تظهر طاغيةً ..ماهيةُ الحياة ولا جدواها:
  • (إنزوت خطيبته بركن الغرفة ، ساهمة تدير محبساً حول إصبعها بينما أمها تبادلها نظرات التساؤل.)
يكمن تفرد النص في هذه اللغة اللاهية في تناول وضع كارثي كالموت :
  • (كان شَغِلا بحديث المكافأة فأعطاه إياه بغير إلتفات له)
  • ( كرر ذلك لاهياً كطفله الذى كانه )
نجد أيضا نزق الحياة وشهوتها حين تنتقل ملكية فتاته -وهي هنا معادل موضوعي للحياة - إلي عاشق آخر هكذا .....
(نظر الى قلبه، رآها تتضطجع بشغافه عارية )
-------------------------
النص يحتمل الكثير والكثير ...ولكن ها أنا أرد إليك بضاعتك : كلما اتسعت الرؤية ....ضاقت العبارة ..كما قال حبيبك النفريّ...لذلك لن أطيل

هي الدنيا....
أيها الأستاذ الكريم ...
أمتعتنا ..وأشجيتنا
تسلم إيدك
__________________
.



" اللهمَ إنكَ عَفُوٌّ كريمٌ تحبُ العفوَ فاعفُ عنَّا "
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 07/11/2008, 05h41
الصورة الرمزية abuzahda
abuzahda abuzahda غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:102176
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: كندا - تورونتو
المشاركات: 1,212
افتراضي رد: الـبَـيْـنـَمَا ، قصة لسيد أبو زهده

أستاذي الجميل ، الأستاذ رائد عبد السلام

من حسن طالعي أننا نتواصل عبر الإنترنت -مؤقتاً حتى يأذن ربي بما أتمناه ، نلتقي بمصر- و هذا الساحر المذهل البديع ، الإنترنت ، يتسع لكل شئ حتى الإنحناء. فدعني أعاود انحناءتي -الأولى- لهذه الدرجة من التفاعل مع النص.
و يعلم الله أن "السنارة غمزت" منذ أن تفضلت علي بقراءة"تداعيات هزازة" فأخذني نقدك الرصين"الفاهم" إلى سنوات التساؤل الأولى .عندما كنا نخبئ مانكتب ، بينما نبحث عن إجابات عند "الفاهمين" من أمثالك يا أستاذ رائد.

شممت في كلماتك رائحة الغيرة على المعشوقة الأزلية ، اللغة العربية. و أنت تستفز الكاتب بالتهم لتعلم ما كان قصده حين "فعلها" . هل كان جهلاً ؟ هل كان سهواً؟ هل ضربة حظ؟
أم أنه ذلك الفتى الذي كانوا يسمونه "النحات" ولما يبلغ العشرين بعد. وقد نفحه الله من عشق استولاد الكلِم ما أعجب "الفاهمين".
هل تذكر "حديث الأربعاء" يا أستاذ رائد؟ وصوت الدكتور طه حسين ينساب عميقاً دافئاً واثقاً من الراديو -عصر كل أربعاء وهو يقول:
لغتنا العربية يسر لا عسر . ونحن نملكها كما كان يملكها القدماء

فلما يسر الله لي إقتناء "أحاديث الأربعاء" كتباً ، علمت أني لست بحاجة لأن تقول ، مثلأ: قفز إلى قارب الأرجوحة و كأنه فارس يمتطي صهوة حصانه الأبيض ذي الغرة الرمادية ...، ... ،... مثلاً .
سيما و أنت تصب إبداعك في ذلك القالب الساحر ، القصة_التي تعرف نوعية قارئها. والتي تعلم يا أستاذ رائد أنها أصبحت في النصف الثاني من القرن الماضي ، عاصمة كل فنون الكتابة فأخذت من الشعر التكثيف و أخذت من الرواية السرد و أخذت من المسرح الشخوص . بل راحت في " أخذها" إلى "الأسطورة" فلا تزال تنهل من معينها. وحتى لايظن عابري السبيل من قراء هذا الكلام ، أن "القصة" كجنس أدبي ، أستنسخت من كل تلك الفنون . أو أنها "أخذت" فقط ، ولم تعط. فلست بحاجة للتدليل على أنها أعطت الساحرة الكبرى "السينما" و المسرح - التجريبي خاصة. وليس من الوقت متسع لذكر أمثلة .كما أنه من السذاجة الحديث عن هذا بغير استعراض -على الأقل- المراحل المفصلية في تكريس القصة جنساً أدبياً مستقلاً.

أقول أن كل قراءة منك لما يأذن الله برفعه هنا هو مبعث اعتزازي و افتخاري. وأنا لاتفرحني تلك العبارات البلاستيكية الجاهزة الملقاة على أرصفة المواقع الأخرى، والتي بحمد الله لم أقرأها في سماعي.
وما يعظم فرحي بالكتابة وأنا رجل على سفر دائم منذ منتصف الثمانينات . مما أفقدني دفء التواصل مع قراء حقيقيين - خارج نطاق الأصدقاء، الذين قد تشكل أراءَهم ، المحبة - أنني وجدت هذا في سماعي في التوقيت الذي أراوح فيه بين التأجيل و التنفيذ لفكرة إطلاق موقع شخصي على النت. فاكتفيت بسماعي حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.

عارف انا باطول عليك ليه كده يا أستاذ رائد؟
علشان انت تستاهل ، بصراحة و الله . نويت اصدعك
(إيه ده سيب الماوس رايح فين؟ إستنى)
ما قلتليش أخبار الحصان إيه ؟
مش هوصيك عاللوز .
أنا أجازتي -أحلى أجازة والله- هتخلص على نهاية الأسبوع ده ، ومش شاغلني غير حاجة واحدة : أجيب مين أديله الباص وورد بتاعتي علشان يصدعك على ما ارجع ؟
هو كان فيه معضلة تانية شاغلاني بس ربنا ألهمني بحل مدهش . كنت خايف تفوتني طزاجة الأجزاء اللي بتترفع هنا
رحت طابع اللي اترفع (طلعوا 28صفحة - فونط 14) وقلت كل يوم ارجع أطبع مايستجد.
فيه كلام كتير لازم يتقال بعد مايخلص الكتاب(أنا حابس نفسي).
بس عايزك تركز في جزئية مهمة:
مش عارف ازاي الدكتور أنس ، بيقدر يحافظ على القدر ده من التوازن مابين "الأمانة العلمية"بمعناها الأكاديمي(توثيق الحدث) . وبين جماليات السرد وانسياب الإستطراد ؟
يعني لو صناع الدرامة التاريخية في بلادنا كانوا بيراعوا ربنا كدة ، كان زمان عندنا جيل من الأوليا .
و ده مايعرف ب"فلسفة الدولة الإعلامية" . دولتنا عايزة جيل من العواطلية.

خلاص يا أستاذ رائد ، أشوفكم كل سبت وأحد الساعة الثانية ظهراً بتوقيت جرينتش.بتكون 6المغرب في كندا.
بس قبل ما انسى أنا كنت سبتلك أمانة هنا ياريت تجربها قبل يوم السبت
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 21h14.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd