* : تترات المسلسلات التلفزيونية (الكاتـب : راضى - آخر مشاركة : حازم فودة - - الوقت: 16h16 - التاريخ: 28/03/2024)           »          غادة سالم (الكاتـب : ماهر العطار - آخر مشاركة : الكرملي - - الوقت: 15h31 - التاريخ: 28/03/2024)           »          محمد شريف (الكاتـب : loaie al-sayem - آخر مشاركة : اسامة عبد الحميد - - الوقت: 23h50 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سعاد محاسن (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 19h25 - التاريخ: 27/03/2024)           »          الشيخ محمد صلاح الدين كباره (الكاتـب : احمد البنهاوي - آخر مشاركة : kabh01 - - الوقت: 09h52 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سلمى (الكاتـب : حماد مزيد - آخر مشاركة : عطية لزهر - - الوقت: 09h18 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سمير غانم- 15 يناير 1937 - 20 مايو 2021 (الكاتـب : محمد البتيتى - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 01h14 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سلوى رشدي - مونولجست (الكاتـب : حازم فودة - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h43 - التاريخ: 27/03/2024)           »          الثنائي سعد و اكرام (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h09 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سعاد وجدي (الكاتـب : نور عسكر - - الوقت: 23h25 - التاريخ: 26/03/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > مجلس العلوم > موسوعة سماعي > و

و حرف الواو

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 01/06/2006, 21h10
الصورة الرمزية samirazek
samirazek samirazek غير متصل  
مشرف
رقم العضوية:51
 
تاريخ التسجيل: novembre 2005
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 78
المشاركات: 685
Arrow وديع الصافى

وديع الصافي:
الأسم الحقيقي:وديع فرانسيس
من مواليد 1921م وهم من مدينة نيما الشوف تقع بجوار بلدة جزين في لبنان
نشا فى بيئه متواضعه وعمل فى مخبز وكان يغنى اثناء عمله
اشتهر صيته لرخامة صوته وتعلمه اصول الغناء الشرقى السليم
ودلك مند اعتماده مطربا بالإداعة اللبنانيه
التحق بفرقه الأنوار اللبنانيه وساعدت اعمال الرحبانيه على انتشار صيته فى الآفاق
لحن العديد من اعماله البديعه بنفسه
فى الحفلات العامه يصول ويجول بين اعماله واعمال القمم بتصرف بديع غير مسبوق ولا ملحوق
بعد غنائه "عظيمه يامصر" منح الجنسيه المصريه وجواز سفر ديبلوماسى تشريفا له

جميع أعمال الفنان وديع الصافي


هنـــــــــــــــــاااااااااااا


التعديل الأخير تم بواسطة : نور عسكر بتاريخ 13/09/2015 الساعة 23h25
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30/06/2012, 23h23
Alfarabymusic Alfarabymusic غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:1729
 
تاريخ التسجيل: mai 2006
الجنسية: فلسطينية
الإقامة: الأراضي المقدّسة
المشاركات: 142
افتراضي رد: وديع الصافى

بدايـــاتي
بقلم وديع الصافي


أنا وديع بن بشارة يوسف جبرائيل فرنسيس من مواليد 1/11/1921 في نيحا – الشوف ، الابن الثاني بالترتيب لوالدي ووالدتي شفيقة شديد العجيل . ُولد أخي البكر توفيق عام 1919 ثم أنا ثمّ ستّ شقيقات توفيت احداهن فبقين خمس هنّ ليندا وماري وجان دارك وتيريز ونادية التي احترفت فترة وعرفت باسمها الفنّي هناء الصافي . من بعدهنّ وُلد أخي الأصغر إيليا وهو من مواليد عام 1947 ، أي أنه يصغرني بستّ وعشرين عاماً !

كان والدي من مواليد عام 1895 وأمي من مواليد عام 1903 ؛ وقد عمل والدي صف ضابط وخيالاً في الدرك أيام الانتداب الفرنسي ورأس منطقة النبطية وجبل عامل . وقد ورث أخواي توفيق وإيليا العمل نفسه عن والدي ، ولا يزال الأخير يمارس عمله قائداً لفرقة موسيقى الأمن الداخلي اللبنانية .

تزوّج جدّي لأبي أبو بشارة وهو من مواليد عام 1870 جدّتي أم بشارة إبنة لعائلة يوسف كرم من عارَيْه ، وكانت أخت الرجال مقدامة وشجاعة وربّت أعمامي وأبي على ذلك وكانت طاهية ماهرة ومتحدّثة لبقة وقاصّة ماهرة رسخت قصصها في وجداني . أما جدّي أبو بشارة فقد كان شيخ الشباب وقوّالاً وزجالاً يقرض الشعر من قرّادي ومعنّى وعتابا وميجانا ويغنّي بصوت جميل وهو من علّمني الزجل . كان جدّي يعمل في الأرض كما وسافر الى البرازيل مرّتين أو ثلاثاً ليكسب المال ويعود ليشتري أرضاً في نيحا .

أوّل عهدي بالفنّ كان مع خالي نمر شديد العجيل وكان دركيّاً كوالدي وذا صوت جميل كأبيه جدّي لأمّي ، وهو أوّل من علّمني العزف على العود . كنت أعزف سماعيّاً على الربابة ثمّ على الكمان ومن بعدهما جاء العود ؛ ومنذ ان أمسكت بالعود لم أفارقه الى اليوم . كان خالي نمر يصطحبني الى السهرات ويعلّمني الغناء والعزف !

بدأ جدّي يعلّمني الزجل على أنواعه وصرت أستمع الى شحرور الوادي أسعد الفغالي عمّ المطربة صباح والى أزجاله وكذلك الى أزجال رشيد نخلة . لم أعرفهما شخصيّاً في صباي بل كنت أقرأ لهما وأسمع عنهما فتعلّقت بهما تعلّقي بأبي وجدّي وأصبح شعرهما جزءاً منّي . كان شحرور الوادي عملاقاً ذا صوت جميل وكان معه عمالقة آخرين مثل أنيس روحانا وعلي الحاج وغيرهم الا ان أصواتهم لم تكن كصوته .

بعد استقالة والدي من الدرك وانتقالنا الى بيروت عام 1935 بالتقريب ، شرعت بتعلّم العود على ألكسي اللادقاني الذي علّمني أول ما علّمني تحميلتي بياتي وحجاز. في بيروت قصدت مدرسة المخلّص وفيها أمضيت سنتين فقط أرتّل في الجوق المدرسي . العتابا مرّن صوتي فصار حفظ الألحان أسهل عليّ بما لا يقاس مع أترابي من أبناء المدينة فكنت نجم الجوق المدرسي لأني كنت احفظ الألحان بسهولة فائقة لمراسي في العتابا . قبل العتابا كنت سمعت يا جارة الوادي فاستصعبت أن أغنّيها في البدء الا أنني عندما تمرّست في العتابا وجدت جارة الوادي سهلة جدّاً مثل "شربة الماء" . قبل أن بدأت أغنّي كنت أرتّل في الكنيسة ، وتواكب عندي الغناء الريفي والترتيل الكنسي وكانا أهمّ رافدين رفدا غنائي فيما بعد .

لم تمضِ سنتان إلا ووالدي قد طلب الينا أنا وأخي توفيق أن نترك المدرسة لصالح العمل لنسهم في إعالة أسرتنا الكبيرة ، إذ أن معاش التقاعد من الدرك لم يكن كافياً لسدّ احتياجات العائلة ، وكنت آنذاك في الخامسة عشرة من عمري تقريباً ، فكانت إذن المرحلة الابتدائية مجمل ما حصّلت من التعليم الرسمي ..
عملت صبيّاً في محل نوفوتيه وفي محلّ أحذية وفي صالون للحلاقة ، ثمّ عملت في معمل للقرميد والزجاج . وعام 1937 شجّعني والدي على التقدّم الى الإذاعة وفعلاً تقدّمت فتمّ قبولي ، وهناك علّمني ميشال خياط وسليم الحلو وأقرانهما القصائد والنغم والإيقاع الصحيحين . علّمني هؤلاء الموشّحات والتلحين وكانا يأتيان بالقصائد ويلحّناها على موازين يختاراها فقوّياني . كان ميشال خياط مغرماً بالشيخين سيد درويش وزكريا أحمد فتعلّمت منه روح الرجلين في التلحين . وفي العام 1938 فزت بالمرتبة الأولى في العزف على العود وفي التلحين والغناء ولمّا أبلغ بعد من العمر سبعة عشر عاماً .

عام 1940 خلال الحرب العالمية الثانية أجرى سليم الحلو مسابقة للغناء من ألحانه شارك فيها مطربون كبار آنذاك من أمثال صابر الصفح ومصطفى كريدية وغيرهما فحللت في المرتبة الأولى . وخلال كل تلك المدّة كنت أسمع ألحان محمد عبد الوهاب وأرى أفلامه مع ليلى مراد ونجاة علي وغيرهما وأحفظ الألحان وأدرسها ، فلم أكن أنام حتى أعرف أساس النغمة ومقامها. كذلك تعرّفت في تلك السنوات من أواخر الثلاثينات الى أم كلثوم من خلال أسطواناتها وأفلامها ولم أكن أستمع الى أحد غيرهما إلا أسمهان . عبد الوهاب ثقّفني من حيث الأداء ، أخذت عنه غناءه وثقافته وكنت أشاهد أفلامه مراراً وتكراراً لأتعلّم منه . كنت من حزب عبد الوهاب ضد أم كلثوم وكنت أحب غناءه لأنه أنيق والغناء الأنيق أقرب عندي للحفظ والغناء . في البداية لم أستوعب أم كلثوم و في مرحلة متأخرة فقط اكتشفتها وأغرمت بها وهي تسلطن بألحان رياض السنباطي .

تعلّمت في تلك السنوات الأولى كتابة النوتة بالطريقة التركية الا انها لم تعمّر طويلاً وحلّت محلّها الطريقة المعروفة اليوم ، إلا أنّ أعصابي لم تعد تحتمل أن أتعلّم من جديد فانصرفت إلى علم النغم .
ألبست ما حفظت في طفولتي وصباي ، من قرّادي ومعنّى وغزيّل وعميّم وأبو الزلف وعتابا وميجانا ، على العود و"هجمت" بها على بيروت .

*****
2

عام 1940 بدأت الاحتراف في محلّة "الدورة" وهو حيّ من أحياء بيروت الشمالية الشرقيّة كان الناس يقصدونه للتنزّه وكان فيه مقاهٍ يغنّي فيها المطربون والمطربات في عروض فنّية . كانت "الدورة" مركز لهو وعرض عضلات لمن يغنّي وكان هناك من يغنّي مجاناً ومن يغني بثلاث ليرات في الليلة ومن بخمسة ، أما أنا فكنت أتقاضى عشر ليرات عن الليلة ومن ثمّ خمس عشرة ليرة . ولكي تعرف قيمة هذه الليرات أذكر أن أخي توفيق اشترى لي عوداً بخمس ليرات . المهم أنني بدأت رحلتي الاحترافية في مقهى جوزيف سعادة وهناك التقيت أول مرّة بالصبّوحة وكانت لا تزال "فرخة" في الخامسة عشرة من عمرها ، وقد جاءت لتغنّي لأول مرة في مقهى ، ما كان قد علّمها عمّها شحرور الوادي أسعد الفغالي .

وفي عام 1941 ذهبت مع المطربة لور دكاش الى حلب وكانت معنا بهية وهبي التي اشتهرت باسم وداد وكانت لا تزال صبية صغيرة ، الا أن إحساسها كان جميلاً وسحرتني بغنائها . كانت هذه المرّة الأولى التي أسافر فيها الى حلب .
عام 1945 التقيت في مقهى الباريزيانا بالحاج أبي نقولا بدران والد المطربة ألكسندرا بدران التي اشتهرت باسم نور الهدى والتي كانت تغنّي هناك . سألني أبو نقولا إن كنت أرغب بالسفر الى مصر فأجبته بنعم ، فتوسّط لي لدى يوسف وهبة الذي كان يستعد لبطولة فيلم مع نور الهدى ، لم يخرج الى النور ، لحشري معهم في الفيلم ، وذهبت معهم الى القاهرة .

نزلت لدى أقرباء لي من آل دكّاش في شبرا وهم أقرباء المطربة لور دكّاش طبعاً ، والذين قاموا مشكورين بإيوائي وبإقامة بعض الحفلات ، كما وصرت أخدم في الكنيسة. كانت صباح قد سبقتني الى القاهرة فرحنا نقيم سهرات خاصة وكان طلعت باشا حرب يدعونا إذ كان مديراً لبنك مصر . أما دوافع اشتراكي في الفيلم المصري "الخمسة جنيه" فلا أذكرها وربما يكون أحمد الحفناوي عازف الكمان الشهير هو الذي همس لبهيجة حافظ منتجة الفيلم أن هناك مغنياً لبنانياً في الجوار فأتوا بي وغنّيت مع مغنّين كثيرين آخرين بيتاً في أغنية يقول "جيتك من لبنان" أو شيئاً من هذا القبيل وتقاضيت عن "دوري" هذا خمسة وثلاثين جنيهاً .

أثناء وجودي في القاهرة أخذني الحاج بدران إلى عبد الوهاب في مكتبه في التوفيقية وقال له بلهجته المزرعانية المحببة : "جايبلك صات (صوت) ما في منّو بالعالم" ! فسألني عبد الوهاب : "بتقول إيه" ؟ فقلت : "الفنّ " وكان قد غناها من يومين فقط ، فقال : "لحقت ؟ " قلت نعم وغنّيت المطلع وبدّلت بأسلوب غناء كلمة "ليل" فاستعادها مني عشرين مرّة ، ثمّ صار هو يغنّيها مثلما قلتها أنا ، والحاج أبو نقولا بدران حاضر وشاهد .

لم ترضِ إقامتي في القاهرة طموحي ولم أفعل هناك شيئاً ذا بال . ثم تعرّفت الى الفنان نجيب الريحاني صدفة في مقهى فسألني ما أنا فاعل في القاهرة فأجبت بأني أجرّب حظّي فقال لي انّ الظروف ليست مواتية ونصحني أن أرجع إلى بلدي وأعود فيما بعد . أحسست أنني سأهان في مصر فاستدنت خمسة جنيهات من المغنّي اللبناني محمد البكار الذي كان مقيماً في القاهرة ، والباقي من الحاج أبو نقولا بدران وأخذت بنصيحه الريحاني وعدت إلى لبنان بعد أن قضيت في القاهرة سنة وشهراً .

عدت الى لبنان عام 1946 لأعمل مع الأخوين رحباني في مربع لنجيب عطيّة في شارع بشارة الخوري على طريق الشام في وسط بيروت . كانت خاصة من المستمعين تأتي لتسمعني أنا وعاصي ومنصور يعزفان معي عاصي على البزق ومنصور على الكمان . كنت أغنّي الميجانا والعتابا وكذلك الفنّ الجديدة لوهاب وأغنيات مصرية أخرى وكذلك المعنّى العظيم وكنت أتقاضى ثمان ليرات لليلة الواحدة . كنت قد قرأت قصيدة لأسعد السبعلي في أحد دواوينه عنوانها "طلّ الصباح وتكتك العصفور" أعجبتني كثيراً فأخذتها ورحت أغنيها فلاقت نجاحاً كبيراً.

في مربع نجيب عطية تعرّفت على مغترب لبناني ثري اسمه كميل كريدي كان يعزف على البيانو ويحب الموسيقى والغناء نصحني أن أجرّب حظي في البرازيل وموّل تذكرتي على الباخرة ، أما البذلتين اللتين أخذتهما معي فكانتا من ريع حفلة وداعية أقيمت على الرميلة في بيروت قبيل سفري .

كانت الحرب العالمية قد وضعت أوزارها وكانت عائلتي تسكن بالإجارة لدى السيد معروف قليلات الذي كان صديقنا ويحب صوتي . لم نكن دائماً قادرين على دفع بدل الإجارة في موعده ، إلا أنّ معروفاً لم يكن يسأل وكان يرضى التأجيل مشكوراً . لم أحتمل هذا الوضع فقلت أسافر لأعود بثمن بيت يأوينا ويريح أبي من دفع الإيجار أو لا أعود . سافرت ومعي ليرة واحدة أخرجتها من جيبي وقلت لأختي جان دارك التي كانت تودّعني باكية في المرفأ : هذه الليرة بيني وبين لبنان وسأرى ما سيكون بيننا ، وسافرت ولم أنظر خلفي من الباخرة المبحرة من ميناء بيروت وكان ذلك عام 1947. سافرت معي على الباخرة نفسها الفنانتان حنان ونهاد بشعلاني فتولّيت تدريبهما فازدادتا قدرة وكانت حنان مطربة مهولة أهم من نهاد.

كانت رحلتي الى البرازيل انتحارية فإما أن أعود بثمن بيت أو لا أعود . وصدف أن كانت رحلتي أول رحلة اغترابية لفنان لبناني بعد الحرب الكبرى فاستقبلوني هناك وكأنني كريستوفر كولومبوس بالعقول وبالقلوب وبالدموع ، فعملت العجائب هناك على الصعيد المادي أيضاً . كانت "طلّ الصباح" قد لاقت نجاحاً كبيراً في لبنان فأخذتها معي الى البرازيل ونشرتها بين المغتربين هناك . هناك رحت أغني الى جانب المعنّى والميجانا والعتابا القصائد الفصيحة أيضاً أذكر منها "ما لنا كلنا جوٍ يا رسول" لأبي الطيب المتنبي و"بين الخمائل والربى" لابرهيم البسيط وغيرها الكثير.

عدت من رحلتي الموفّقة الى البرازيل عام 1950 لشديد تعلّقي بوالدتي ولأني عقدت العزم على الزواج بعد أن اقتربت من الثلاثين وبعد أن اقتنعت انني غير قادر على الزواج من لبنانية مغتربة . شعرت أنني لا أستطيع أن أفرض عليهن مقاييسي في الاحتشام وأنا شديد في هذا الموضوع . وبالفعل تزوّجت بعد تسعة أشهر من عودتي من البرازيل وكان ذلك عام 1951 وولدت ابنتي البكر دنيا عام 1952 ثمّ مارلين (1954) ، فادي (1957) ، طوني (1960) ، جورج (1961) وميلاد (1967) .

عدت الى بيروت عام 1950 وجئت الى حليم الرومي في الإذاعة ، فقال لي : لا تغنِّ أغنيات الطرب ؛ إننا نريد لون الزجل بصوتك ، أما الطرب "فلاحقين عليه" ! وقد صدق الرجل وكان الأمر لخيري ولخير الناس معاً . كانت الكرنك والجندول قد اختفتا من الإذاعة وحلّت محلّها أغان خفيفة لفريد الأطرش مثل "يا عوازل فلفلوا" ، فضربت أخماساً بأسداس . كان المستمعون قد نسوني لأننا كنّا نغنّي على الهوا ولم تكن الإذاعة تسجّل الأغاني ؛ فيسمعنا الناس ساعة وينتهي الأمر وبذا فقد ضاع الكثير من التراث اللبناني ، والمصري أيضاً . عرفت أن الأوقات قد تغيّرت وأن عليّ أن آتي بشيء جديد خفيف على نسق" العوازل" ، وهكذا ولدت فكرة "عاللومة" التي لاقت كما هو معلوم نجاحاً منقطع النظير . لم تكن الأغنية اللبنانية واضحة المعالم آنذاك وكانوا يغنونها ملتبسة على الرغم ان الأولين قد اجتهدوا فيها من أمثال نقولا المني وايليا بيضا والياس ربيز وسامي الصيداوي وغيرهم . هؤلاء بدأوا الأغنية المحلّية ، كيلا نقول اللبنانية ، المحيّرة بين الأمزجة العراقية والسورية والفلسطينية والمصرية ، ورحت أنا وزملائي نكمل ما بدأ الروّاد .
في الخمسينات كنا نغنّي تراثنا من مواويل ميجانا وعتابا وأبو الزلف ودلعونا ومعنّى وبضعة أغان أخرى ، أما الإرث الأكبر الذي تركته فقد كان من موسم 1959 فصاعداً ، ذلك الموسم الذي اشتركت فيه في مهرجان بعلبك مع فيروز ، وبذا بدات مرحلة المهرجانات في مسيرتي الفنية .

*****


3

عندما اندلعت الحرب الأهلية البغيضة عام 1958 سافرت إلى بنما في رحلتي الاغترابية الثانية كي أوفّـر لعائلتي لقمة العيش في تلك الفترة القاسية من الحوادث . لم تكن رحلة بنـما موفقة البتّة ، اذ مرضت هناك وتقطّعت بي الأسباب كلها لا أكلاً ولا مبيتاً ولا وسيلة سفر ، فأرسلت الى صديق لي ليسعفني فقام مشكوراً بارسال المال اللازم لتأمين عودتي الى أرض الوطن فعدت عام 1959 .
لم أكن قد شاهدت مهرجاناً من قبل ، إلا أنّ زوجتي كانت قد شاهدت مهرجاناً وأخبرتني ، وكان الرحابنة قد خاضوا التجربة عام 1957 في بعلبك ونجحوا . لم تكن المهرجانات في مزاجي أصلاً لأنني كنت أرى أن موسم الصيف كله سيضيع لقاء 15 الف ليرة بينما كنت أكسب في موسم الصيف من 100 الى 125 الف ليرة ، هذا عندما كان الدولار بليرتين . قلت لنفسي : لقد خدمت لبنان في الغربة كثيراً وحان الوقت لأهتمّ بمصلحتي وأترك الفرصة لغيري ليخدم لبنان من خلال المهرجانات !
ثم أرسل لي رئيس الجمهورية كميل شمعون طالباً اليّ أن أوافق على الاشتراك في مهرجانات بعلبك الدولية فوافقت . ولقد شاركت في :
* "العــرس في الـقـرية" في "مهرجان بعلبك" عام 1959 مع فيروز والرحابنة والذي غنيت فيه "البيــر" ، من نسج الرحابنة وتنضيدهم . وأذكر أنّ خلافاً نشب بيني وبين الرحابنة بعد إغفال اسمي من الاعلانات أدّى الى معاقبتي باختصار دوري في الغناء في مهرجان تلك السنة ، فاتّفقت مع توفيق الباشا قائد الفرقة الموسيقية أن أشير له لتستقرّ الآلات على نغمة معيّنة فأقوم أنا بإكمال ما اختصره الرحابنة ، في ارتجال على المسرح مباشرة أمام الجمهور ، وهذا ما حصل بالفعل ؛
* "موسم العزّ" في "مهرجان بعلبك" سنة 1960 حيث أشرك الرحبانيّان صباح معي - وكانت أهمّ من غنّى وتجاوب معي في الغناء الريفي من الأصوات النسائية ولها طلّة استعراضية شكلاً وصوتا ً- فكان نجاحاً كبيراً وأفضل بكثير من وجهة نظري من المهرجان الأول . غنيت فيه مع صباح : الله معك يا زنبقة وعمّر يا معلم العمار وطلّعني درجة درجة وأغاني شعبية عالماني ودلعونا وعيونك أخذوني ويا أم الضفاير ويا ليل يا ما فيك غنينا وغيرها .
* "حكاية لبـنان" في "مهرجان الأنوار" عام 1960 وفيه غنّيت بالساحة تلاقينا والحياة في الضيعة ورمشة عينك وموال شو عاد بدي فيك ولبنان يا قطعة سما ولوين يا مروان وليلتنا ويلا يا مرتي شعلي هالنار وغيرها ؛
* "طواحين اللـيل" في "مهرجانات جبيل" عام 1960 وفيه غنّيت موال يوم التلاتا والمجد مزنّر ماضينا وآه يا بني ولمّن دخلتوا الدار وغيرها ؛
* " مهرجانــات الأرز" عام 1963 وفيه غنيت يا أرز يا صامد بأعلى جبالنا وخضرا يا بلادي وأبو المرجلة وسيجنا لبنان وغيرها ؛
* "أرضـنا الى الأبــد" في " مهرجانات بعلبك الدولية " عام 1964 ؛ فيه غنيت الزلزال وكبيرة يا ابني فرحتي والكبة هيدي أكلتنا ويا أم العين الكحلا ويا جرن انت ال من حجر لبنان وغيرها ؛
* "نهــر الوفــا" في "مهرجان وادي فينيقيا" عام 1965 ، غنيت فيه وكان وكان ما كان وخيي الأبد لبنان وفي نهر الوفا ولبنان جنة صفا وغيرها ؛
* "بحــر اللولو " في "مهرجانات بيت الدين" عام 1970 وغنيت فيه يا بحر يا دوار وليالي العمر وبتذكر الإيـّام وغيرها ؛
* "هالأرض منــا " في "مهرجانات مزيارة " عام 1971 وغنيت فيه لا اللبناني من لبنان ولبنان غايتنا ولفيوا الغياب ويسعد مسا أهلك ويا ابني يمكن ما نعيش ؛
* "مدينــة الفــرح" في "مهرجانات بيت الدين" عام 1971 وغنيت فيه انت وأنا يا ليل وبتذكر الأيام والرعيان ويا قمر الدار ويا معمر للعز دياره وطاير طاير ويا بو مرعي وغيرها ؛
* "مدينــة الفــرح" في "مهرجانات بيت الدين" عام 1972 وفيه غنيت بعدن ببالي وبلدي وبهالكيس موجود السر وزرعنا تلالك وطال الحكي وغزلان بلادي ولرميلك حالي من العالي والليل يا ليلى والمجد معمرها ووين بدك وين نتلاقى وغيرها ؛
* "وتضلّـوا بخيــر" في "مهرجانات بعلبك الدولية" عام 1974 وغنّيت فيه طيري يا يمامة وموّال شروقي قاصد حماكم وقومي تا نمشي ويا ريت جنكيزخان ويا خيام الهنا وغيرها.

بعد ذلك جاء الطوفان فأجهض المشروع الموسيقي اللبناني الى غير رجعة . أحرقت الحرب الأهلية كل أخضر ويابس وشتّـتت من لم تحرقه الى غربة وطنية وفنّية لم يعد منها . رحنا نجوب بلاد الغربة جيئة وذهاباً حتى استقرّت رحالي أخيراً في باريس ، ولم تتسنّ لنا العودة الى الوطن إلا بعد أن وضعت الحرب الأهلية البغيضة أوزارها في مطلع التسعينات من القرن الماضي . إلا أنّ قطار العمر كان قد فاتني وقد بتّ في خريف العمر وقد تخطّيت السبعين من عمري ، ولم يعد لي ما كان من طاقة على العطاء فلم أغنّ بعد ذلك جديداً إلا في باب الابتهالات الدينية والأدعية ولم آت بجديد ذي بال يرسخ في الأذهان كقـديم ما غنّيت من الغناء الريفي .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19/10/2013, 03h31
الصورة الرمزية بسام حسين
بسام حسين بسام حسين غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:536018
 
تاريخ التسجيل: août 2010
الجنسية: أردنية
الإقامة: الولايات المتحدة
المشاركات: 65
Arrow Re: وديع الصافى

وتوفي يوم 19 اكتوبر (تشرين الاول) 2013


التعديل الأخير تم بواسطة : نور عسكر بتاريخ 13/09/2015 الساعة 23h22
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12/01/2020, 17h12
الصورة الرمزية نور عسكر
نور عسكر نور عسكر متصل الآن  
طاقـم الإشـراف
رقم العضوية:348516
 
تاريخ التسجيل: décembre 2008
الجنسية: .
الإقامة: .
المشاركات: 14,700
افتراضي رد: وديع الصافى

أصوات عربية
وديع الصافي
نبذة مختصرة بقلمالراحل الكاتب الناقد والإذاعي سعاد هرمز
(جريد الثورة/العراق 17-6-1989)


(من أرشيفي الخاص)
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg وديع الصافي.jpg‏ (542.2 كيلوبايت, المشاهدات 721)
رد مع اقتباس
رد

Tags
وديع الصافي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 18h27.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd