منوررر
________________
عاش الف عام وارتدي الف وجه - عاش الف عام وارتدي الف وجه -عاش الف عام وارتدي الف وجه
عاش الف عام وارتدي الف وجه - عاش الف عام وارتدي الف وجه
عاش الف عام وارتدي الف وجه
يوسف وهبي في دور جندي أفعاني في مسرحية" باجي سقا"
في اليوم التالي تصفحنا الجرائد فلم نعثر علي خبرا .. ومضت ليلتان وفي الليلة
التالية جائني استيفان روستي مسرعا وأخبرني أنه التقي بزهرة وهي تشتري
تذكرة لحضور الرواية وقد حددت معه موعدا للقاء في بيته بعد التمثيل وكنت
التهب شوقا للقائها وأنا اتوقع حدوث اهوال جسام..
كان وجه زهرة تلك الليلة حقيقة يثير الرعب وكانت عيناها تشعان لهبا مخيفا ،
وكل منا كان في شوق شديد لما ستقصه علينا من احداث.
بعد أن تجرعت بعض الكؤوس انفجرت ضاحكة وصرخت بصوت أجش :
- لقد اعترف .
- لماذا ؟
- للنساء اسلحة فتاكة لا يملكها الرجل .
- ماذا تقصدين يا زهرة ؟
- وقع التور واتسحب من قرونه زي الخروف .
- عملتي ايه ؟
- وقع في حبي وارتمي تحت رجلي وهوه بيبكي وقعد يبوس رجلي
وايدي ويتوسل الي ان اتزوجه .
- تتجوزيه !!
- حلفلي انه عمره ما حب واحدة قد ما حبني، وانه اذا رضيت
اتجوزه حايغرقني بالفلوس والدهب.
- وبعدين ؟
- طلبت منه مهر عمره ما كان يفكر فيه .
- طلبتي منه ايه ؟
- رأس طلبه ابن العمدة .. نفس اللي اجره عشان يقتل حامد.
- رأس طلبه !
- قلتله ان كنوز الدنيا ومال قارون كوم .. وراس طلبه كوم تاني.
- انتي اتجننتي .
- ده اليوم اللي كنت مستنياه بقالي عشر سنين .. علي فكرة
الدخلة يوم الخميس اللي جاي حاييجي ومعاه المهر ..
وأنا عازماكم علي الفرح .
صمتنا نحن الثلاثة وتبادلنا نظرات الذعر! حاول استيفان أن يثنيها عن عزمها ..
ومختار حذرها من خطورة ما هي قادمة عليه وأنها حتما ستنتهي بحبل المشنقة..
فقالت :
- يا ريت يا مختار علشان احصل حامد .. هوه مستنيني وحيفرح بيه جدا .
عبثا حاولنا لكن ذهبت كل محاولاتنا هدرا فقد كانت كالنمرة المسعورة التي عقدت
العزم علي الثأر الرهيب .. وافترقنا في الخامسة صباحا بعد أن يئسنا من تهدئة
ثورتها الجامحة وتركناها وهي اشد عزما وعنادا..
في اليوم التالي التقيت بمختار واستيفان واجمعنا الرأي علي أن ننفض أيدينا من
هذه المشكلة الخطيرة وأن نقطع علاقتنا نهائيا بزهرة.
كان لي قريب عزيز من أسرتي يدعي كمال بك الطرابلسي وكان يشغل مركز
مدير الامن العام واعتدت أن ادعوه ليحضر مع اسرته رواياتي وفي هذه المرة
دعوته لمسرحية "الدم الملوث" التي ستعرض يوم الخميس .
يوم الاربعاء لاقاني مختار وكان مرتبكا ومرتاعا وبيده جريدة البلاغ وأشار الي
خبر تحت عنوان
..((مصرع طلبة الأهواني نجل عمدة كذا)) ..
كان للنباء وقع الصاعقة علي ..
ونشر الخبر كألتالي :
عثر اهالي قرية كذا علي جثة بلا رأس فوق جسر ترعة (المنصورية)
وقد تعرف عليها في الحال الفلاحون وأهل القرية ووالد المجني عليه عمدة
القرية وهو من الاثرياء وقد قامت حملة من رجال أمن المديرية وضباط المباحث
لضبط الواقعة ومعرفة الجاني.
تملكتني الحيرة الشديدة ..
ماذا افعل ؟
هل أطلع قريبي "مدير الأمن" علي ما عندي من معلومات؟
أم اكتم السر ؟
نصحني مختار واستيفان بالا ابوح بأسرار قد يصيب رشاشها سمعتي ..
وافقت صاغرا وضميري
غير مستريح..
(يتبع)