كلمات : على مهدى
ألحان : محمد الموجى
غناء : وردة
لن أستطيع الكلام عن اللحن دون الكلمات .. فالكلمات تستحق أن نقف عندها ونغوص فى أعماقها ..
التشبيه هنا رائع وبديع .. الشاعر يريد أن يتحدث عن أحد الأشخاص اللذين يعتبرون الحب لهواً ومرحاً ..
بغض النظر عن الجراح التى يخلفها .. فماذا فعل ؟
تحدث إلى القلب مباشراً .. مشبهاً إياه بعصفور يتنقل من غصن إلى غصن .. من شجرة لأخرى ..
ولكنه عندما أصيب بالحب الحقيقى .. ذاق المعاناه .. وعرف حجم الجراح التى سببها لمن تركهم فى السابق .
شبه القلب الجريح .. بعصفور مكسور الجناح .. لا يستطيع الطيران لأقل من شبرين .. أى أقل من نصف متر بكثير .
نأتى الأن للحن ..
عمنا الموجى .. وعم عموم الملحنين .. إختار مقام الكرد ليصوغ منه لحنه ..
ومقام الكرد كما نعرف .. مقام شديد الرحابة والإتساع .. لقربه من مقامات مجاورة كثيرة ..
سنلاحظ أن الموجى لم يستعمل مقامات كثيرة غير الكرد .. ولكنه صال وجال بنا فى أنحاء الكرد ..
فإستعمل حساس المقام وغمازه أيضاً .. كما إستعمل مقاماً من فصيلة الكرد .. يسمى ( الطرزنوين ) .. وكذلك مقام صبا الزمزمة ..
كما إستعمل النهاوند من نفس درجة الكرد ..
بدأ الأغنية بمقدمة موسيقية .. عبارة عن أدليب .. والأدليب كما عرفناه سابقاً .. هو العزف بدون إيقاع ..
أى تعزف الفرقة بناءً على إشارة القائد ( المايسترو ) ..
تعزف الفرقة بكاملها الأدليب .. ثم نسمع حواراً جميلاً بين القانون والوتريات ..
والوتريات هنا تشمل الكمنجات بنوعيها ( الفيولا والفيولينة ) والتشيللو والكونترباص .
ثم تغنى وردة ( ياقلبى ياعصفور .. بجناحك المكسور .. عايز تطير على فين )
سنلاحظ هنا أن التفعيلة ثلاثية .. أى ثلاث شطرات فى كل بيت شعرى ..
تغنى وردة بدون إيقاع ( فالت ) .. ونصادف أول تحويلة مقامية منذ البداية ..
فنسمع مقام الطرزنوين عندما تغنى ( عايز تطير على فين ) .. وتعود للكرد سريعاً ..
وتحويلة أخرى صغيرة وسريعة لمقام النهاوند من نفس درجة الكرد .. عند ( وأقل من شبرين ياقلبى )
ويدخل الإيقاع لأول مرة فى الأغنية .. وإيقاعنا هنا هو ( الفوكس تروت ) .. أى قفزة الثعلب .
ومع دخول الإيقاع .. نسمع لازمة موسيقية بكامل الفرقة .. لا وجود للصولوهات ( العزف المنفرد )
وتغنى وردة مع تغيير الإيقاع للمقسوم .. ( غنيت للحب كتير .. من غير ماتأمن بيه )
ومع دخول إيقاع ( المصمودى ) نسمع ( يشكيلك ألامه .. يحكيلك غرامه ) ..
والواضح أن عمنا الموجى .. أراد أن يعوضنا عن قلة التحويلات المقامية .. فقام بالتبديل السريع بين الأشكال الإيقاعية المختلفة .
فبعد إيقاع المصمودى .. نسمع إيقاع الرومبا .. الذى يشتهر به الموجى ويحبه ..
ويصمت الإيقاع .. لتعود وردة للغناء الفالت .. لتنهى الكوبليه بـ ( فهمنى يامغرور .. بجناحك المكسور .. عايز تطير على فين )
نسمع لازمة موسيقية جديدة من مقام العجم .. ومع إيقاع الرومبا أيضاً ..
وتغنى وردة ( الحب ياقلبى رماك .. على قلب مالهش أمان ) ..
وتعود للكرد مرة أخرى عند ( كان عايش بجرحك .. يشكيلك وتضحك )
ونستمر مع الكرد .. حتى نصل للصبا عند ( وعرفت النار م النور .. والكاس إزاى بيدور )
ونعود للكرد مرة أخيرة لننهى الكوبليه والأغنية ..
مش عارف ليه أنا حاسس .. إن الشاعر شمتان فى قلبه .. فرحان فيه ..
وأستاذنا الموجى .. عبر عن المعانى بإقتدار وتمكن .. وكانت الإنتقالات والتحويلات المقامية فى مكانها تماماً ..
أرجو أن أكون وُفقت فى هذا التحليل المتواضع ..