* : محمد شريف (الكاتـب : loaie al-sayem - آخر مشاركة : اسامة عبد الحميد - - الوقت: 23h50 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سعاد محاسن (الكاتـب : سماعي - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 19h25 - التاريخ: 27/03/2024)           »          الشيخ محمد صلاح الدين كباره (الكاتـب : احمد البنهاوي - آخر مشاركة : kabh01 - - الوقت: 09h52 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سلمى (الكاتـب : حماد مزيد - آخر مشاركة : عطية لزهر - - الوقت: 09h18 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سمير غانم- 15 يناير 1937 - 20 مايو 2021 (الكاتـب : محمد البتيتى - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 01h14 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سلوى رشدي - مونولجست (الكاتـب : حازم فودة - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h43 - التاريخ: 27/03/2024)           »          الثنائي سعد و اكرام (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : نور عسكر - - الوقت: 00h09 - التاريخ: 27/03/2024)           »          سعاد وجدي (الكاتـب : نور عسكر - - الوقت: 23h25 - التاريخ: 26/03/2024)           »          خالد عبدالله (الكاتـب : abuaseem - آخر مشاركة : محمود نديم فتحي - - الوقت: 23h11 - التاريخ: 26/03/2024)           »          علي سعيد كتوع (الكاتـب : abuaseem - - الوقت: 22h03 - التاريخ: 26/03/2024)


العودة   منتدى سماعي للطرب العربي الأصيل > أصحاب الريادة والأعلام > رياض السنباطى (30 نوفمبر 1906 - 10 سبتمبر1981)

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 07/11/2005, 12h16
الصورة الرمزية عصمت النمر
عصمت النمر عصمت النمر غير متصل  
العـمــــدة
رقم العضوية:7
 
تاريخ التسجيل: octobre 2005
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 905
افتراضي

رياض السنباطى 1906 - 1981

رياض السنباطى .. فنان موسيقى وملحن من الدرجة الأولى ، قدم خلال حياته أرقى ما يمكن من كلاسيكيات الموسيقى العربية ، وحفر اسمه فى سجل الخلود الفنى مع كبار الموسيقيين والملحنين بموهبته ومجهوده وإخلاصه

اقترن اسم السنباطى باسم أم كلثوم وبتلحين القصائد وهو أبرع من لحن القصيدة ومن ألحانه كان أفضل ما غنته كوكب الشرق ، وإليه ينسب الفضل فى انتشار قصائد عربية عظيمة لم تكن لتنتشر لولا ألحانه ، كما اشتهر بالألحان الرومانسية العذبة التى لحنها لأم كلثوم من كلمات فارس الرومانسية الغنائية أحمد رامى

احتفظ السنباطى بمكانة عالية فى سماء الفن طوال عمره الفنى واستمر عطاؤه حتى السبعينات من القرن العشرين

ورياض السنباطي فنان موهوب بلا شك لكنه محظوظ أيضا!، فقد ولد لأب فنان عام علمه بنفسه مبادئ الموسيقى والعزف على العود في مدينة المنصورة ونشأ فى رعايته الفنية ، وهو بهذا يختلف عن معظم الرواد الموسيقيين الكبار الذين عانوا الكثير بسبب رفض أسرهم اشتغالهم بالفن ، بل مجرد هوايته! ويشترك فى ذلك مع محمد القصبجى الذى كان والده موسيقيا ، لكن هذا لم يكن وجه الاشتراك الوحيد مع محمد القصبجى كما سيتضح لنا فيما بعد

بدأ رياض التجريب مبكرا كمطرب فعرف بأدائه الرائع وكان معجبا بألحان محمد القصبجى فحفظ له الكثير ثم انتقل رياض إلى القاهرة والتحق بمعهد الموسيقى
عام 1936 أول ألحان رياض لأم كلثوم - على بلد المحبوب

ابتسم الحظ لرياض السنباطى عندما التقطته أم كلثوم لنفسها ملحنا وكان قد بدأ يلحن لبعض المطربين والمطربات ، وحتى ذلك الوقت لم يكن قد لحن لأم كلثوم غير بضعة ملحنين أهمهم محمد القصبجى وزكريا أحمد وهم من فطاحل الموسيقى فكان السنباطى أصغرهم سنا ، وحققت أول أغنية لحنها لها من كلمات أحمد رامى نجاحا كبير وهى على بلد المحبوب ودينى مقام بياتى ، ومنذ ذلك الوقت اقترن اسمه باسمها ، واستمر فى التلحين لأم كلثوم حتى بلغت ألحانه لها أكثر من 90 أغنية على مدى ما يقرب من أربعة عقود آخرها الثلاثية المقدسة عام 1972 وهو بذلك صاحب أطول قائمة ألحان لأم كلثوم بين جميع من لحنوا لها

وقد كون السنباطى فى هذه الرحلة مع أم كلثوم وأحمد رامى الذى اقترن اسمه باسمها أيضا ، ثالوثا فنيا هز مشاعر الملايين فى العالم العربى

عام 1937 افرح يا قلبى

وبعد بضعة أعمال لأم كلثوم حقق رياض نجاحا أكبر مع أغنية افرح يا قلبى مقام نهاوند من كلمات أحمد رامى أيضا وإن ظهر فيها تأثره بأسلوب الأستاذ القصبجى

عام 1938 سلوا كئوس الطلا

كان قد سبق لرياض تلحين قصيدتين من شعر أحمد شوقى لأم كلثوم لكن سلوا كئوس الطلا مقام هزام كان لها حظا أوفر من النجاح ، وفى نفس العام قام بتلحين بضع أغنيات لأم كلثوم من شعر أحمد رامى لاقت نجاحا كبيرا أشهرها أغنية الورد فتح مقام بياتى ، ومونولوج النوم يداعب جفونى مقام كورد

عام 1939 فاكر لما كنت جنبى

تابع رياض ألحانه لأم كلثوم فلحن لها أغنية من قالب المونولوج هى فاكر لما كنت جنبى مقام كورد من كلمات أحمد رامى ، ورسم بها ملامح شخصية مستقلة فى التلحين ، وظلت هذه الأغنية تذاع باستمرار قرابة ربع قرن دون أن يملها الجمهور ، وظلت الصورة التى صورها بالشجن الشديد فى بداية الأغنية ثم فى كلمات الموجة بتجرى ورا الموجة عايزة تطولها عالقة بأذهان الناس لفترة طويلة

عام 1940 ح اقابله بكرة

وفق رياض السنباطى فى لحن فى منتهى الرشاقة لأم كلثوم من كلمات أحمد رامى هو ح اقابله بكرة مقام راست وتميزت مقدمته الموسيقية القصيرة بتصوير عال للهفة وفرحة اللقاء أعقبها استهلال غناء أم كلثوم بجمل قصيرة متدافعة أكملت الصورة الشاعرية المتدفقة ، ولو أنه كا ما زال متأثرا بأسلوب القصبجى إلا أن القصبجى كان سابقا لعصره ولم يعب السنباطى أبدا اللحاق بأستاذه على درب التجديد والذى سبقه فى التلحين لأم كلثوم باثنى عشر عاما

فى أواخر الثلاثينات وأوائل الأربعينات ظهرت مجموعة أغان قصار بصوت أم كلثوم اشتركت جميعها بالحداثة والسرعة والخفة إلى جانب قصرها غير المعتاد ، فطول كل منها بضع دقائق لا غير ، وتشابهت تلك الأغانى كثيرا فى أسلوب تلحينها وقد لاقى ذلك الأسلوب قبولا كبيرا لدى الجمهور ، وفوق ذلك فقد تشابهت أيضا فى أنها استمرت تذاع بصفة مستمرة لعشرات السنين وكأنها صنعت لتوها ، تلك المجموعة كان منها لرياض افرح يا قلبى 1937 مقام تهاوند ، و ح اقابله بكرة 1940 مقام راست ، ومنها للقصبجى ما دام تحب بتنكر ليه مقام نهاوند 1940 و يا صباح الخير1944 مقام راست ، وأكمل زكريا القائمة لتصبح مجموعة متميزة فى تاريخ أم كلثوم الفنى ، ويبدو أن ذلك النموذج من الأغانى قد استهوى الملحنين الكبار فى ذلك الوقت حتى أنه يصعب على المستمع التمييز بينها على أساس الملحن ، على عكس الأغنيات الطويلة حيث المجال أوسع لإظهار شخصية الملحن وأضاف القصبجى إلى تلك المجموعة فى نفس الفترة أغنية رشيقة أخرى ولكن بصوت بصوت أسمهان هى إمتى ح تعرف اعتمدت نفس الأسلوب

عام 1940 يا ليلة العيد

شهد نفس العام مولد أغنية أم كلثوم الشهيرة يا ليلة العيد آنستينا وجددتى الأمل فيناعلى يد رياض السنباطى من كلمات رامى ، وقد صاحب إعلان ظهور هلال العيد إذاعة تلك الأغنية كل عام ، وباتت من علامات الاحتفال بمقدم العيد ، بعدها بثلاث سنوات أبدع الشيخ زكريا أغنية الليلة عيد (حبيبى يسعد أوقاته ) من كلمات بيرم التونسى وأصبحت الأغنيتان من علامات احتفالات العيد كل عام وهما أول شيء تذيعه الإذاعات العربية بعد إعلان رؤية الهلال ، بل أصبحتا دليل الناس على ثبوت الرؤية ، وتضيف ألحانها البديعة بهجة خاصة لليلة العيد ، وهما لا تذاعان الآن إلا فى هذه المناسبة وينتظر سماعها الناس لتبدأ التهانى ، وبهما خط السنباطى وزكريا خطوطهما فى الوجدان العربى ونجحا فى كسب تعلق الجمهور
فى السنوات التالية انشغلت أم كلثوم بعدة أغان غاية فى الثراء للشيخ زكريا من أشعار بيرم التونسى ، وكان على رياض منافسة ذلك العملاق
عام 1946 عام القصائد الكبرى ولد الهدى ، سلوا قلبى ، نهج البردة
ابتسم الحظ مرة ثالثة لرياض السنباطى عندما اهتدى إلى شيء جديد يقدمه لأم كلثوم ، فقد وارى قليلا أغنياته الرومانسية القصيرة وقفز قفزة هائلة بثلاث قصائد طويلة من أروع ما كتب شوقى هى ولد الهدى (راست) ، سلوا قلبى (راست) ، و نهج البردة (ريم على القاع - هزام)
ظهرت فى تلك القصائد روح جديدة فى الأغنية العربية تميزت بالأصالة والجدية والتجديد ونالت إعجاب المستمع العربى فى كل مكان ، هنا أصبح رياض ملحنا كبيرا بحق وشتان بين هما قدمه فى هذه القصائد وما قدمه قبل ذلك ، وقد أضاف شعر شوقى بعدا جديدا هو الجمهور العربى خارج مصر الذى تعلق بالقصيدة العربية ، ولا ننسى هنا أن الأفق العربى كان قد ارتاده محمد عبد الوهاب ملحنا ومطربا بقصائد شوقى وغيره، والتنافس بين قمتى الغناء عبد الوهاب وأم كلثوم يحتم عليهما ارتياد نفس الساحات والميادين ، ولا شك أن نتيجة هذا التنافس كانت فى صالح الفن عموما كما أنها أثرت الوجدان العربى بما كان يتوق إلى التعبير عنه بعد عهود طويلة من سيادة الثقافات الغريــبة ، وكما يقال فإن الشعر يظل حبيس الكتب إلى أن يغنى فيعرفه من يقرأ ومن لا يقرأ ، فإذا علمنا أن أكثر من 90% من الشعوب العربية كانوا أميين ندرك أهمية ما فعله الفنانون سواء ملحنون أم مطربون فى نشر الثقافة العربية ومساعدتها على تملك الشعور العام
وهكذا فإن دور السنباطى فى هذا المجال لا يقل عن دور محمد عبد الوهاب تلميذ شوقى ووسيلته الإعلامية الأولى ، ولا يقل دور الاثنان ، وأم كلثوم أيضا ، عن دور شوقى نفسه وبقية الشعراء الكبار الذين أثروا عصر النهضة بأشعارهم ، وكان عبد الوهاب لا يكتفى بإنشاد قصائد مثل دمشق وفلسطين وإنما كان يجوب البلاد العربية بنفسه ويشارك الأمة كلها فى إعلاء ثقافتها ، ولا عجب فى أنه قبل ذلك الحين لم يكن هناك فن حديث يذكر فى أى من بلاد العرب ، ولم يبق لدى الناس غير بعض الفن الشعبى المحلى بلهجات غارقة فى المحلية ، وبعض الموشحات الأندلسية القديمة فى الشام والمغرب ، أما العراق فقد تاثرت فنونه إلى حد بالغ بالفن التركى والفارسى ولم يبق من عروبة أنغامها الكثير
وإنه لعجب حقيقى أن مثل هذا الدور يقوم به افراد ، مهما بلغوا من شأن فهم افراد لا يمثلون كيانا سياسيا ولا حكومات ولا منظمات ولا حتى جمعيات أهلية أو أجهزة إعلام ، فقط أفراد لكنهم تمتعوا بحس عربى عال وجعلوا الموسيقى العربية تحمل لواء نهضة ثقافية يشك فى بلوغها دونها ، وربما من المناسب هنا أن نذكر أنفسنا بأن محاولات طمس الفنون هى محاولات رجعية لا ينتج عنها سوى الجهل والتخلف والتبعية للغير تركياً كان أم أمريكياَ ، وليس لها من فضل سوى طمس هويات الشعوب ودفن وجدانها تحت أقدام الهيمنة الخارجية فيصبح أفرادها أمواتا أو إن أكلوا وشربوا وتنفسوا ، أو عبيدا للغير فى أحسن الأحوال
الفنان رياض السنباطى ، وبمساعدة توفيق أم كلثوم فى اختياراتها الذكية لما تقدمه من أشعار راقية وقد وجدت فيه الملحن الموهوب الذى يستطيع تطويع الشعر العربى للحن والموسيقى بحيث يردده الناس وكأنهم يستخدمون لهجاتهم اليومية ، قد عهدت إليه بمهمة تلحين القصائد

عام 1946 غلبت اصالح فى روحى
شهد ذلك العام أيضا مولد أغنيتين شهيرتين لأم كلثوم من كلمات أحمد رامى على يد رياض السنباطى هما يا طول عذابى ، و غلبت اصالح فى روحى وهذا الأخيرة أرست قدمى السنباطى فى تلحين الأغنيات العاطفية الطويلة وأصبح له كلمة عليا فيه ، بل أصبحت ألحانه العاطفية لأم كلثوم ذات طابع خاص اتسم بالشرقية الأصيلة والمحافظة على الأصول العربية للموسيقى مع جمال اللحن وحداثة تراكيبه ، ردد الناس كثيرا تلك الأغنية وحفظوها عن ظهر قلب على طولها! وكانت بداية سلسلة طويلة من الأغنيات العاطفية التى شحنها الشاعر الرقيق أحمد رامى بكل رومانسيات الشباب وأحلامه ورقة شعوره وحلق الاثنان فيما بعد فى سماء الرومانسية دهرا طويلا بل إن أم كلثوم ظلت لا تغنى إلا لهما ما يربو على العشر سنوات
رد محمد القصبجى على السنباطى عام 1947 برائعته رق الحبيب للأم كلثوم من نفس المقام ، نهاوند ، ويبدو أأننا كنا سوف نشهد مسلسلا رائعا من الألحان المتنافسة بين الملحنين الكبيرين لولا توقف القصبجى عن التلحين لأم كلثوم بعدها إثر خلاف بينهما
وخلال الأربعينات لم يكن على السنباطى منافسة القصبجى فقط ، كان عليه منافسة الملحن الذى يخشاه الجميع ، الشيخ زكريا أحمد الذى بلغت ألحانه لأم كلثوم قمة الشرقية والطرب ، وكان قد كون مع بيرم التونسى ثنائيا عبقريا وتميزت أعمالهما بغوصها فى أعماق الفولكلور والجذور الشعبية للموسيقى ذات التأثير البالغ فى قلوب الناس وتكفى الإشارة هنا إلى بضع من أعمالهما لأم كلثوم ، أنا فى انتظارك ، الآهات ، حبيبى يسعد أوقاته ، أهل الهوى ، الأوله فى الغرام ، الأمل ، الحـلم ، وهى مجموعة من أروع ما لحن زكريا
عام 1947 يبتسم الحظ ابتسامته الكبرى لرياض لسنباطى ، فقد اختلفت أم كلثوم مع كل من القصبجى وزكريا وتوقف كلاهما عن التلحين لها ، وبذلك أصبح رياض الملحن الوحيد لأم كلثوم بلا منافس
لكن كان عليهما معا منافسة الأستاذ القابع فوق القمة ، محمد عبد الوهاب ، فقد كان عبد الوهاب ملحنا ومطربا ولم تكن هناك فرصة لخلافه إلا مع نفسه ، وهو يسير كالقاطرة لا يوقفه شيء ، وهكذا وجد السنباطى نفسه وجها لوجه فى مباراة مع الأستاذ الكبير ، ولعل مجموعة قصائد شوقى التى غنتها أم كلثوم كانت فى سياق ذلك التنافس مع عبد الوهاب الذى كان قد أطلق مجموعة قصائده الكبرى التى رفعته إلى قمة الموسيقى العربية ومنها الجنول ، الكرنك ، كليوباترا ، دمشق ، فلسطين ، دعاء الشرق ، النهر الخالد
عام 1949 ياللى كان يشجيك أنينى
تشدو أم كلثوم بأغنيتها الساحرة ياللى كان يشجيك أنينى ، ويرتفع معها نجم السنباطى للسماء ، فاللحن شجى فعلا بل وفى غاية العذوبة ويثير فى النفس الكثير من العواطف والشجن الجميل ويبرز جمال أنغام الشرق الساحرة ، وقد تغير تذوق الكلمات مع مرور الزمن وتوارت شيئا فشيئا صورة المحب الذليل فى الأغانى لكن اللحن لا يمكن اعتباره إلا من أجمل كلاسيكيات الموسيقى العربية
عام 1949 النيـــــل
أنشدت أم كلثوم لأحمد شوقى إحدى روائعه النيــل (من أى عهد فى القرى تتدفق) من لحن السنباطى فى إضافة جديدة لقائمة أشعار شوقى
عام 1949 رباعيات الخيام
لكن أحمد رامى الشاعر الذى حبس نفسه فى شعر العامية ثارت لديه حفيظة الشاعر ففاجأ الجميع بمفاجأة كبرى ، لقد ترجم رباعيات الخيام الفارسية شعرا إلى العربية! ( سمعت صوتا هاتفا فى السحر .. إلى قول الشاعر لبست ثوب العيش لم أستشر ، وحرت فيه بين شتى الفكر .. إلى ما أطال النوم عمرا ، وما قصر فى الأعمار طول السهر ..) ، ليست مهمة سهلة بل دلت على براعة الرجل وتمكنه الكامل من اللغة والشعر ، المفاجأة التالية يلحنها السنباطى بلحن عربى أصيل ويتسيد بها تلحين القصيدة ، وموضوع القصيدة هنا قد تعدى الخلفية القومية والدينية والمذهبية إلى آفاق إنسانية واسعة تخاطب عقل الإنسان وشعوره فى كل مكان
ومرة أخرى نتساءل ما الذى كان يفعله هؤلاء الفنايون والشعراء فى تلك الحقبة حالكة السواد من تاريخ الأمة العربية وقد انتشرت الأمية وضعفت اللغة وتهاوت الهوية وساد الاحتلال الأجنبى كل بقعة فى الشرق وساد معه الهابط من الفنون والعادات ، ورغم ذلك فإنهم ينقبون فى درر الشرق الثقافية ويقدمون أعمق ما يكون من فكر فى صور فنية غاية فى الثراء والترقى ، ومع هذه القافلة الفنية سارت قافلة أدبية من روادها أحمد شوقى ، حافظ ابراهيم ، العقاد ، المازنى ، طه حسين ، توفيق الحكيم وغيرهم كثيرون ، وكانت تصدر مجلات وصحف وتنشر كتب مليئة بالنقد والتنوير
وأين هذا من فنانى اليوم وشعرائه؟ أليس الشعر قد اختفى الشعر والفن قد هزل من ورائه ، ولم يعد على الساحة غير المرتزقة وتجار الفن الرخيص؟! ، ولكن إن لم يكن هذا موضوعنا هنا فموضوعنا هو الإشادة بكل عمل محترم لا يخجل الإنسان من رؤيته أو سماعه ، ولن تقوم لنا قائمة إلا بترديد ما يعبر عن هويتنا ومشاعرنا بصدق وليس ما يملى علينا سواء من الخارج أو من تجار الفن بالداخل ، بيد أن الفن ليس أشخاصا كما يبدو من هذه الزاوية ، فهو كغيره من الإبداعات البشرية فى العلوم والنظم والاكتشافات يحتاج لبيئة صالحة تساعده على النمو السليم ، وكيف تدلى الأجيال الجديدة بصوتها فى منظومة التنمية والازدهار وهى غارقة فى سطحيات المادية وبطحاتها؟! مع نمو حركة النهضة الثقافية فى أواسط القرن العشرين كانت الموسيقى مادة ندرس فى المدارس ثم توقف تدريسها مع توقف أشياء أخرى كثيرة كالرياضة والهوايات والمسرح المدرسى والوجبة المدرسية والنشاط بكافة أنواعه ، فانتشر الدجالون ومدعو الفن بين الشباب يسوقون أعمالا لا تمت للفن الحقيقى بصلة والجمهور الجديد أصلا لديه مشكلة هوية وانتماء وثقافة وإن حمل أعلى الشهادات
العـــودة للرومانســـية
عام 1950 سهران لوحدى
عام 1951 يا ظالمنى
أرسى رياض السنباطى معالم مرحلة جديدة فى التلحين لأم كلثوم فقد لحن لها فى رابع أغنية عاطفية طويلة لحنا رومانسيا جديدا هو سهران لوحدى أتبعه بأغنية يا ظالمنى عام 1951 وبدأ يسترجع خطه الرومانسى مع الشاعر الحالم أحمد رامى فأنتجا معا أجمل ألحان أم كلثوم العاطفية ومعظم كلمات هذه السلسلة لأحمد رامى
المــــــــد الوطنى
عام 1951 مصر تتحدث عن نفسها
وقف الخلق .. ينظر كيف أبنى قواعد المجد وحدى .. هكذا أنشدت أم كلثوم قصيدة مصر تتحدث عن نفسها لشاعر النيل الكبير حافظ ابراهيم .. كانت إرهاصات انتفاضة مصرية امتدت آثارها البعيدة فيما بعد على المنطقة كلها .. الكلمات تتحدث فى فخر واللحن يزيدها فخرا وعلوا ، وتضحى الجدية سمة أساسية ، السنباطى يتبنى قضية وطنه ويعبىء الشعب لانتفاضة قادمة لهوية طالما حاول القوى الخارجية طمسها ولكنها لم تمح أبدا من ذاكرته ، لم يعد الفن للتسلية ولا للصالات ، أصبح سلاحا وطنيا يحرك الشعوب ، وهو بذلك قد لحق بركب محمد عبد الوهاب الوطنى
عام 1952 ثورة يوليو والتغـييــر
تقوم ثورة يوليو فى مصر ويبدأ عهد جديد فى كل شيء ، ويستقر الفن على شيئين ، التعبير عن الفرحة بقدوم عهد الحرية ، وزوال التوتر والألم من جراء معاناة الاحتلال والقهر واستبدالهما بمشاعر الاستقرار والأمل فى المستقبل ومن ثم تغير لون الإبداع
استمر رياض السنباطى ملحن أم كلثوم الوحيد ما يقرن من عشر سنوات أثبت خلالها عبقريته ومقدرته الفنية العالية ، وكانت ألحانه يطلق عليها ألحان" دسمة" نظرا لثراء أنغامها وتعبيراتها وأيضا لطول تلك الأعمال وألحان رياض لأم كثوم لها طابع خاص ومذاق عذب جعل كثير من الناس ترى أن رياض هو أفضل من لحن لأم كلثوم
كلاسيكيات السنباطى العاطفية لأم كلثوم
الأغنيـــــــة مقــــــام عــــام الأغنيـــــــة مقــــــام عــــام
فاكر لما كنت جنبى كورد 1939 عودت عينى كورد 1958
غليت اصالح نهاوند 1946 دليلى احتار كورد 1958
ياللى كان يشجيك أنينى كورد 1949 هجرتك كورد 1959
سهران لوحدى هزام 1950 لسه فاكر عجم 1960
يا ظالمنى كورد 1951 ثورة الشك نهاوند 1960
جددت حبك ليه نهاوند 1952 الحب كده بيـاتى 1961
أغار من نسمة الجنوب راست 1954 حيرت قلبى كورد 1961
ذكريات نهاوند 1956 اقولك إيه بياتى 1961
ح اسيبك للزمن راحة أرواح 1957 لا يا حبيبى نهاوند 1965
أروح لمين راست 1958 الأطلال راحة أرواح 1966
قصة الأمس نهاوند 1958 أراك عصى الدمع كورد 1967
عودت عينى كورد 1958 أقبل الليل كورد 1969
دليلى احتار كورد 1958 من أجل عينيك بياتى 1972
أضاف السنباطى لألحانه العاطفية ألحانا دينية أكمل بها السلسلة التى بدأها عام 1946 وأخرى وطنية أضافها للحنه الوطنى الشامخ مصر تتحدث عن نفسها
أغان دينيــــة لأم كلثوم
ولد الهدى راست 1946
سلوا قلبى راست 1946
نهج البردة هــزام 1946
إلى عرفات الله هــزام 1955
حديث الروح هــزام 1967
القلب يعشق كل جميل بياتى 1971
الثلاثية المقدسة هزام 1972
أغان وطنيــة لأم كلثوم
مصر تتحدث عن نفسها راست1951
مصر التى فى خاطرى نهاوند1952
مثال الوطنية هــزام 1954
شمس الأصيل حجاز كار 1955
صوت السلام بياتى 1956
بطل السلام هزام 1958
بغـــــداد راست 1958
غنية الســد راست 1960
ثـــــــوار حجاز كار 1961
طوف وشوف كورد 1964
حبنا الكبير عجم 1965
راجعين بقوة السلاح عجم 1967
دوس على كل الصعب عراق1967

منقول منhttp://arab-music.tripod.com

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 11/05/2009 الساعة 21h13
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17/05/2006, 21h29
MOHAMED ALY MOHAMED ALY غير متصل  
قـناديلى ـ رحمة الله عليه
رقم العضوية:700
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 69
المشاركات: 839
افتراضي Re: مقالات و بحوث

رياض السنباطى موسيقى ذو قامة عملاقة فى الخلقة و الخلق و الموسيقى
و قد تربى جيلنا على تذوق اعمال العمالقة .. ........ و لا استطيع ان انسى ايام ان كنت طالبا فى الثانوية العامة فى اموسم الدراسى 1972-1973 بمدرسة مصر الجديدة الثانوية و كان مدرس اللغة العربية اسمه عماد رحمه الله حيا وميتا و كان المنهج الدراسى يشمل نصا للشاعر الدكتور ابراهيم ناجى كان مطلعه يقول

هذه الكعبة كنا طائـــــــــفيها و المصلين صباحا و مساء
كم سجدنا و عبدنا الحسن فيها كيف بالله رجعنا غرباء

و فى الحصة المقررة لشرح هذا النص اندمج الاستاذ / عماد و اطلق لنفسه العنان فى شرح و تو ضيح و ابراز مواطن الجمال فى اغنية الاطلال نصا و لحنا و اداء ... ثم توالت الحصة بعد الحصة لايام و هو يحلق و نحن معه و مع ناجى و السنباطى و ام كلثوم
و كان ذلك اول عهدى بمعرفة السنباطى و لازلت من يومها احلق معه خاصة فى الحانه لام كلثوم : حديث الروح _ شمس الاصيل _ جددت حبك _ ياللى كان يشجيك انينى _ بغداد _ اذكرينى .... و القائمة لاتنتهى ..... و ابدا قامة العملاق لا تنحنى الا لخالقها
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03/09/2006, 10h25
adham006
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رياض السنباطي عاشق القصيدة الغنائية

رياض السنباطي عاشق القصيدة الغنائية

استعرضنا في مقالين سابقين في (العربي), مرحلتين من مراحلتطور فن القصيدة الغنائية في الموسيقى العربية المعاصرة, فيما بين القرنين التاسع عشر والعشرين: لا يكتمل تاريخ تطور الفن الغنائي العربي في العصر الحديث, إلابالحلقة الأخيرة من حلقات مؤسسي ومطوّري فن القصيدة الغنائية العربية المعاصرة, الفارس المجلي رياض السنباطي.
-عند إستكمال باقي المقالات الثلاثة في سماعي سوف يتم إدراج روابط لهم أدناه

مارس فن تلحين القصيدة باقتدار عدد من الموهوبين بينهم محمد عبدالوهاب وأحمد صدقي ومحمود الشريف ومحمد فوزي وفريد الأطرش وكمال الطويل ومحمد الموجي وسواهم في مصر, إضافة إلى خالد أبي النصر وحليم الرومي ونجيب السراج والأخوينرحباني وتوفيق الباشا وسواهم في بلدان المشرق العربي, غير أن عبدالوهاب والسنباطي بقيا الفارسين المجليين في هذا المضمار, لأنهما أسسا لكل الألوان الممكنة في فن القصيدة الغنائية, فبقيت كل التجارب اللاحقة, على قيمتها وجدتها, تدور في فلك إنجازات عبدالوهاب والسنباطي.

يمكن تأريخ بداية دخول رياض السنباطي ميدان القصيدة الغنائية بمنتصف عقد الثلاثينيات, عندما كان محمد عبدالوهاب قد وصل في تطوير هذا الفن, تأليفا وغناء, إلى مرحلة (أعجبت بي) البالغة التقدم والتطور. وهي المرحلة التي سرعان ما تطورت قبل نهاية عقد الثلاثينيات إلى مرحلة قصائد مثل الصبا والجمال, وسجى الليل, ومغناة قيس وليلى, ثم الجندول.
والحقيقة التاريخية تقول إن السنباطي قد بدأ تجاربه في ميدان القصيدة الغنائية منذ مطلع عقد الثلاثينيات, وإن كانت تلك التجارب أشبه بالتمارين الأولى فيهذا الفن الصعب, التي لم تبدأ ثمارها الناضجة بالظهور حتى النصف الثاني من الثلاثينيات.
ومع أن أمير الشعراء أحمد شوقي قد اشتهر في تاريخ الغناء والموسيقىالعربيين بصفته الراعي الروحي والفكري والثقافي لمحمد عبدالوهاب, فإن شغف شوقي بفنون الموسيقى والغناء الذي بدأ بعبده الحامولي وعبدالحي حلمي, وكل من رافقهماوتلاهما من نجوم الموسيقى والغناء وصولا إلى عبدالوهاب, لم يبخل برعايته على نجوم التلحين والغناء التي بدأ بزوغها مع عبدالوهاب, مثل أم كلثوم, أو الجيل التالي, مثل رياض السنباطي.

افهم ثم لحن
ومن أشهر ما روي عن علاقة شوقي بالسنباطي, عندما بدأت مواهب هذاالأخير تلفت الأنظار والأسماع, أنه في إحدى الجلسات الفنية التي كان شوقي يستمع فيها إلى النجم الجديد الصاعد رياض السنباطي, اسمعه هذا الأخير قصيدة من ألحانهالأولى, فلاحظ شوقي عبارة صعبة المعاني في أحد الأبيات الملحنة, وتعمد سؤال السنباطي عن معنى العبارة, فلما لم يحر السنباطي جوابا, بادره شوقي بنصيحة غالية, يقول السنباطي إنها كانت من أهم الدروس التي تعلمها في حياته:
إياك يا بني أن تلحنبيتا من الشعر, أو عبارة لا تفهم معناها.
غير أن جذور السنباطي كانت, من قبل لقائه بأحمد شوقي, تضرب عميقا في الإنشاد الديني وتجويد القرآن الكريم, وليس عجيبا أو غريبا أن كل عباقرة الموسيقى العربية في القرن التاسع عشر, والنصف الأول من القرن العشرين, كانوا إما من المشايخ, أو من أبناء المشايخ. وهذه القاعدة تنطبق بدقة أكبر على عباقرة تلحين القصيدة الغنائية. فقد كان سلامة حجازي وأبو العلا محمد من المشايخ, أما عبدالوهاب ورياض السنباطي فكانوا من أبناء المشايخ.
ونشأة السنباطي الأولى كانت شديدة الشبه بنشأة أم كلثوم الأولى, فقد كان لوالد كل منهما, فرقة إنشاد ديني تجوب قرى الريف المصري (وجه بحري), وكان والد رياض السنباطي يصحبه في حفلات الإنشاد الديني, اتكالا على صوته الواعد, كما كان يفعل الشيخ إبراهيم البلتاجي بابنته أم كلثوم.
كان رياض السنباطي إذن قادما من خلفيات مشتركة مع كل عباقرة وموهوبي عصره:
ـ تربى في أحضان الإنشاد الديني ومارسه مع والده.
ـ اطلع على تراث القرن التاسع عشر, وتراث النهضة الدرويشية في مطلع القرن العشرين.
ـ استند في توجهه إلى تجاربه الأولى في تلحين القصيدة الغنائية على إنجازات الفرسان المؤسسين الثلاثة: الحامولي وسلامة حجازي وأبو العلا محمد, وعلى النهضة الحديثة في فن القصيدة الغنائية, التي أطلقها من عقالها وفتح أمامها كل الآفاق, محمد عبدالوهاب.
لم يبق أمام السنباطي بعد أن ملأ خزانه الوجداني بتراث الإنشاد الديني, وتراث النهضة الموسيقية - الغنائية الأولى المخضرمة بين أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين, وعايش بدايات النهضة التجديدية الثانية التي أطلقها سيددرويش, على أيدي محمد القصبجي ومحمد عبدالوهاب, لم يبق أمام السنباطي بعد ذلك سوى الانطلاق للتعبير عن شخصيته الخاصة المميزة في هذا السياق النهضوي التصاعدي.
حدث عند ذلك المنعطف أن ذهب السنباطي في بداية الثلاثينيات للالتحاق بمعهد الموسيقى العربية طالبا, فاكتشفت اللجنة الفاحصة عندما استمعت إلى عزفه على آلة العود, أنها إنما تستمع إلى أستاذ لا إلى تلميذ.
ملحن استثنائي
لا تكشف هذه الحادثة فقط عن براعة السنباطي كعازف عبقري على آلة العود, نضجت مواهبه واكتملت في وقت مبكر, ولكنها تكشف بالتأكيد عن ولادة ملحن استثنائي, ذلك أن براعة رياض السنباطي في العزف على آلة العود لا تقتصر (كما ثبت فيما بعد) على براعة في السيطرة التقنية على الآلة, ولكنها تستند قبل ذلك إلى خيال موسيقي مجنح, وذخائر من الأحاسيس الفنية العميقة الغور, كان أثرها يبدو جليا واضحا كلما أمسك رياض السنباطي العود لمداعبته, وبقيت تلك ميزة واضحة حتى عندما قدم السنباطي بعض التقاسيم في مقابلته المطولة النادرة للتلفزيون الكويتي في أواخرأيامه.
كذلك حدث عند ذلك المنعطف في بداية حياة السنباطي, أن التحق مدة وجيزة بفرقة محمد عبدالوهاب في مطلع الثلاثينيات (تبدو صورته مع الفرقة الموسيقية في فيلم عبدالوهاب الأول (الوردة البيضاء)). ومن المؤكد أن ذلك لم يكن تعبيرا عن حاجة السنباطي للعمل في فرقة موسيقية, بقدر ما كان تعبيرا عن إعجاب مبكر بفن عبدالوهاب وجرأته التجديدية. ومن المؤكد أن الفنانين الكبيرين بقيا يتبادلان الإعجاب والاحترام, طوال زمالتهما الفنية, على عكس ما يشاع أحيانا في كواليس (الصحافةالفنية). فقد أتيح لي أن أستمع إلى عبارات واضحة في الإعجاب المميز الذي كان عبدالوهاب يكنّه لفن رياض السنباطي (على لسان ابنه الثاني أحمد) كما قدر لي الاستماع إلى تسجيل لسهرة فنية منزلية في بيروت, كان السنباطي يتحدث فيها باحترام وتقدير لا حدود لهما عن فن عبدالوهاب وأم كلثوم, ويدعو الساهرين إلى حمد الله على أننا عشنا في عصر هذين الفنانين الاستثنائيين, ويرفض مقارنتهما بأي من كبارالفنانين المعاصرين.
أستذكر كل هذه التفاصيل لاستكشاف العناصر التي تؤكد أن عظمة السنباطي الفنية (في فن القصيدة الغنائية مثل غيرها) التي ملأت القرن العشرين بقلاع شامخة في فن القصيدة, إنما استندت إلى كون السنباطي حلقة في العقد المتصل لكل المبدعين الذين سبقوه أو رافقوه, تماما كما استندت إلى تميز مواهبه الخاصة المتفردة وشخصيته الإنسانية والفنية الشديدة التميز.
يكتشف كل من يقترب من مكونات الشخصية الإنسانية لرياض السنباطي, أنه كان محكوما بالاتجاه إلى فن القصيدة, أكثر من سواه من فنون الموسيقى والغناء العربيين. من ذلك رصانته وجديته في حياته الخاصة والعامة, وميله العميق لحياة العزلة الاجتماعية التي تنتمي إلى حال التصوف والتأمل.
تحفة موسيقية
لكل هذه الأسباب والعناصر المكونة, لم يكن غريبا أن رياض السنباطي, عندما كان يخوض تجاربه الأولى المبكرة في فن القصيدة الغنائية, خرج علينا بتحفة تاريخية رائعة, تصلح لأن تكون تتويجا لرحلة طويلة في فن تلحين القصائد, أكثر مما تصلح لتكون خطوة أولى في هذه الرحلة, عنيت بذلك رائعته لأم كلثوم (سلوا كئوس الطلا), التي صاغ شعرها أمير الشعراء أحمد شوقي, تعبيرا عن إعجاب لا حدود له بأم كلثوم وغنائها.
إن تحليلا دقيقا لمكونات هذه القصيدة الغنائية, يجعلنا نضع اليد على أنها احتوت كل العناصر التي أسس عليها السنباطي فيما بعد الخط الأبرز في عمارته الشاهقة لفن القصيدة, وهو الخط الذي تغلب عليه المشاعر الصوفية (حتى عندما يكون موضوع القصيدة عاطفيا) كما تتجلى فيه فنون العمارة الهندسية العربية الكلاسيكية (بما يشبه قصور العرب في الأندلس, ويذكّر بها) مما ينعكس بدقة وأمانة وعظمة فنية على الهندسة الموسيقية لعمارة القصيدة الغنائية, وهو الخط الذي أكمله السنباطي فيما بعد في قصائده الدينية مثل سلوا قلبي ونهج البردة وولد الهدى وحديث الروح, وقصائده العاطفية مثل الأطلال, وقصائده الوطنية مثل (مصر تتحدث عن نفسها) و(صوت الوطن), والوصفية مثل قصيدة النيل.
ويجدر بنا الملاحظة هنا أن هذا الخط الأول إنما شكل في الرصيد العام لإبداعات السنباطي في فن القصيدة الغنائية, اللون الطاغي والمهيمن, حتى أن كثيرا من المعجبين بفن السنباطي (بمن فيهم بعض النقاد المختصين) يذهبون في إعجابهم بهذا الخط إلى درجة إهمال الخط الآخر البارز الوضوح في الإبداع السنباطي في مجال القصيدة الغنائية, الذي يتجه إلى آفاق الرومانسية والدرامية, بعيدا عن الخط الأول, وإن كانت شخصية السنباطي الفنية المميزة تبقى قاسما مشتركا واضحا بين الخطين.
وإذا كان الخط الثاني يبدو متقطعا ومقلا في لقاءات السنباطي بأمكلثوم, فينحصر في ألحان مثل اذكريني (في بداية التعاون المشترك) وقصة الأمس (في العصر الوسيط) وأقبل الليل ومن أجل عينيك, في أواخر الرحلة السنباطية - الكلثومية المشتركة, فإنه يتجلى بوضوح أكبر, في القصائد التي لحّنها السنباطي وغناها بصوته مثل فجر والزهرة (ذات يوم يا حبيبي) وأشواق. وإلى هذا الخط تنتمي القصيدة الرومانسية - الدرامية الخالدة التي صاغها أحمد رامي ولحّنها السنباطي وغنته اأسمهان في فيلمها الثاني والأخير (غرام وانتقام) وهي قصيدة:
أيها النائم عن ليلي, سلاما
لم يكن عهد الهوى إلا مناما
فهذه القصيدة المنطلقة من صميم الشخصية الفنية لرياض السنباطي, ذهبت إلى آفاق رومانسية - درامية عميقة حتى لتبدو أشبه بموسيقى (القداس الجنائزي) (ريكويام) في الموسيقى الكلاسيكية الأوربية.
المطرب الذي توارى
ولا يكتفي إبداع السنباطي في هذه القصائد الرومانسية بالارتقاء باللحن إلى مستويات مدهشة في المعادلة بين الأصالة والحداثة, ولكنه يكشف فيها (عدا قصيدة أيها النائم التي غنتها أسمهان) عن مطرب كبير, آثر أن يتوارى, تاركا لحنجرة أمكلثوم مهمة ترجمة ألحانه, وترجمة لإعجاب لا حدود له كان من المؤكد أن السنباطي يكنه لعظمة عبدالوهاب في الأداء الغنائي الرفيع.
ولعل أهم رأي قيل في مستوى الأداء الغنائي لرياض السنباطي, هو ذلك الذي كان محمد عبدالوهاب لا يكف عن ترديده فيقول:
(لو لم يغن السنباطي غير قصيدة (أشواق), لوجب اعتباره مطربا كبيرا).
برياض السنباطي, اكتملت حلقات العقد التاريخي للفرسان التاريخيين لفن القصيدة الغنائية العربية المعاصرة, وهو العقد الذي بدأ بعبده الحامولي وسلامة حجازي وأبو العلا محمد, واكتمل بمحمد عبدالوهاب ورياض السنباطي, الذي لم يكن فقط واحدا من فرسان القصيدة الغنائية العربية, ولكنه تحول راهبا في محرابها, حتى آخرأنفاسه الفنية.


إلياس سحّاب
المصدر:

www.alarabimag.com
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04/10/2006, 15h56
الصورة الرمزية wahdani
wahdani wahdani غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:4214
 
تاريخ التسجيل: août 2006
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
العمر: 72
المشاركات: 53
افتراضي مشاركة: Re: أعمال بصوت السنباطي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samirazek مشاهدة المشاركة
رياض السنباطى فى





ياحبيب الروح
بخصوص هذه القصيدة أريد أن اضيف لبنة جديدة إلى الصرح السنباطي العظيم، إنها لبنة التواضع وعدم التطاول على حقوق الغير. ذلك أن هذه القصيدة سبق وأن لحنها الأستاذ عبد الحميد بن ابراهيم وأدتها المطربة فوزية صفاء وأذاعتها إذاعة المملكة المغربية على أمواجها تحت عنوان (ساعة لقاء) منذ أكثر من 25 سنة. وقبل أن يلحنها ويغنيها الموسيقار رياض السنباطي طلب الإذن كتابة من ملحنها كما جاء في الحديث الصحفي، الذي وللأمانة التاريخية أضعه رهن إشارتكم كاملا غير منقوص مرفقا بالتسجيل الإذاعي للقصيدة من ألحان المغربي محمد بن إبراهيم عازف الناي في فرقة الإذاعة الوطنية في الستينيات، وبصوت الفنانة المغربية المعتزلة فوزية صفاء.

وللأستاذ أسامة الحق في التوثيق وبالتالي وضع هذه الوثيقة المميزة في الصفحة التي يرى أنها مناسبة وشكرا.


عبد الحميد بن إبراهيم


عبد الحميد بن إبراهيم هو فنان غني عن التعريف. وهذه ليست عبارة جاهزة، فأكيد أن نايه الحاضر في آلاف القطع المغربية مازال محفورا في ذاكرة معظم المغاربة. وكما احتفظنا له بصورة الفنان الناياتي، احتفظنا له أيضا بصورة الملحن الذي أبدع قطعا وأغاني خالدة. فمن يمكن أن ينسى قصيدة "رموش" و"ذكرى طفولة" و"فردوس الحبيب"
الأستاذ عبد الحميد بن إبراهيم تحدث كثيرا وبمرارة عن إغفال وسائل الإعلام لدوره وإسهامه في إثراء الحياة الموسيقية والغنائية بالمغرب واكتشاف مواهب فنية صارت فيما بعد نجوما.

هناك تعددية في الأبعاد الشخصية الفنية للأستاذ عبد الحميد بن إبراهيم. فلنبدأ بأكثرها شهرة، بالفنان الناياتي. هل الناي هو أقرب الآلات الموسيقية إلى نفسك أم أنك تعاملت وتتعامل مع آلات أخرى لها أهميتها؟

طبعا آلة الناي بالنسبة لي هي أولى الآلات التي نشأ بيني وبينها حب منذ الطفولة. فإذا تذكرتم برنامج (بحمدون) الذي كان يشرف عليه الأستاذ إدريس العلام، كنت أقدم فيه فواصل على آلة الناي، وأنا في السابعة من عمري، وبعدها التحقت بالمعهد الموسيقي وتلقيت دراستي تحت إشراف الأستاذ الكبير الطاهر الزمراني الذي أخذت منه الكثير. إن آلة الناي هي الآلة التي اشتهرت بها داخل وخارج المغرب وعند فطالحة الطرب العربي في مصر وعلى رأسهم الأستاذ محمد عبد الوهاب والسيدة أم كلثوم التي حصل لي شرف الاشتغال معها وكذلك مع عبد الحليم حافظ وذلك رفقة خيرة العازفين من العالم العربي. وحينها لقب عبد الحميد بن إبراهيم بملك الناي في العالم العربي. إضافة إلى أنني اشتغلت على هذه الآلة رفقة الجوق الوطني منذ الستينات والى غاية التسعينات. لذلك فآلاف القطع المغربية كان حاضرا فيها ناي عبد الحميد بن إبراهيم. بالنسبة لباقي الآلات فانا أعزف على الاورغ وقليلا على الكمان وطبعا العود الذي يساعدني على التلحين والإبداع في مجال الأغنية المغربية والعربية عموما. كما أنني أعلم الغناء )مثلا التدريب على مخارج الحروف( وهنا ألوم الصحافة ووسائل الإعلام على إغفال هذه النقطة، خصوصا وأنني احتضنت مطربين مغاربة كبارا في بداية مشوارهم كمحمد الحياني وعبد المنعم الجامعي على سبيل المثال.

ما هي الإضافة النوعية التي تضيفها آلة الناي على الأداء الموسيقي للجوق الوطني بتعدد آلاته كما نعلم؟هل يمكن الأداء الآلي الجماعي بدون ناي مثلا؟

آلة الناي داخل الفرقة أو التخت الموسيقي هي طعم الملح في إبداع أي فنان، فآلة الناي داخل الفرقة الموسيقية منفردة، تؤثر تأثيرا رهيبا، وهذا النغم المنفرد يضفي على اللحن رونقا وإبداعا، فتغييب آلة الناي يذهب بخمسين بالمائة من الرقة والرهافة والإبداع، إذن فدور آلة الناي أساسي وضروري في الأغنية العربية عموما. لكن اليوم وقع تراجع في الاشتغال بآلة الناي ذلك أن الاورغ آلة الكترونية، جامعة لآلات موسيقية عديدة من بينها الناي، لكن يبقى الأداء بالاورغ تقنيا وليس روحيا. أما القصبة الجوفاء فصاحبها هو نفسه ناي، وذلك بشعوره وإحساسه، لأنه ينفخ فيه من روحه، (ونفخنا فيه من روحنا( .إذن فهذه القصبة البريئة التي قد لا يعيرها البعض اهتماما هي ناطقة بأحاسيس العازف ومترجمة لكل ما يختزنه في أعماقه من أنغام، لذلك فالناي يمكن أن يخلق لدى المتلقين أحاسيس متضاربة، من شعور بالراحة أو الفرح وربما يخلق الرغبة في البكاء أو النوم، وهذا الذي أبكاهم وأفرحهم وأنامهم هو الناي، وهناك حكاية في هذا الباب تحكى عن الفارابي، وأحسست بها كثيرا وأنا عازف، إذن فالناي آلة مقدسة.

لنتحدث عن أنواع النايات، كيف يمكنك أن تصف لنا أشكال وأنواع النايات في المغرب؟ ما الفرق بينهم من حيث الصوت؟

بالنسبة لآلة الناي يجب أن يكون هناك طاقم يتألف من سبعة نايات، كل ناي يمتاز بأنغام مختلفة عن الأخرى. فآلة ناي واحدة لا تكفي. وعندما يصل العزف الموسيقي إلى قمته، يجب أن يحصر العازف نفسه في حوالي واحد وعشرين آلة، يعني سبعة + سبعة + سبعة. فالسبعة الأولى مضبوطة مع آلة البيانو الغربي، فما فوقها تزيد نغمة أو نوتة. باختصار، كل ناي له وظيفته الخاصة حسب الإبداع الفني واللحن الذي نريد عزفه.

بن إبراهيم تبدو عزوفا عن الظهور، أين اختفيت؟ وهل مازلت تواصل نشاطك الفني؟

نشاطي الفني لم يتوقف قط، وهنا يجب أن أقول إن الصحافة يجب أن تبحث عن الفنان لا أن يبحث عنها هو، يجب أن تكون ملمة بالمسار الفني للفنان منذ بداياته حتى وصوله مرحلة النضج، فالصحافة لم تتبع مسار الرواد، من أين بدءوا والى أين انتهى بهم الأمر. يجب أن تعرف إذا كانوا قد انتهوا فعلا أم مازالوا قادرين على الإنتاج الفني. طبعا، الراحلون رحمهم الله والباقون على قيد الحياة قلائل وأنا واحد منهم. فعبد الحميد بن إبراهيم عزف رفقة الجوق الوطني منذ 1960إلى1981 وأنا إضافة إلى كوني عازفا فانا منتج، وكان لي دور كبير في إبراز اكتشافات ومواهب صارت فيما بعد نجوما في سماء الأغنية المغربية. كما أنني اشتغل في مجال التربية الموسيقية فانا مدير المعهد الموسيقي لتماره. وكذلك رئيس جمعية النجوم للثقافة والفن، وهذا مالا يعرفه الجمهور المغربي، وهنا أشكر جريدتكم التي اهتمت بهذا الموضوع لان هناك الكثير من المسكوت عنه أو بتعبير آخر هناك نوع من التسلط الفني الذي يخلق من اللاشيء شيئا، فالفنانون الحقيقيون الذين كافحوا وضحوا من اجل الفن المغربي لا يملكون سوى الصحافة كمتنفس لهم حتى يبرزوا للجمهور تاريخهم ومسارهم الفني.

رصيدك الفني كملحن رصيد غني كما وكيفا، فما هي حكايتك مع الألحان؟ وماهي الأغنية التي تفضلها من بين أغانيك أكثر من غيرها؟ وكيف هي علاقتك بالمطربين الذين لحنت لهم؟

جل الألحان التي أنتجتها ناجحة وأستحضر هنا قصيدة أعتز بها وهي قصيدة "رموش" التي أداها عبد الهادي بلخياط ، ثم قصيدة "فردوس الحبيب" التي أداها محمد علي، وأول قطعة أداها محمد الحياني وهي قطعة "غياب الحبيب" وقصيدة "نهاية" لعبد المنعم الجامعي و"لون الذهب" لمحمود الإدريسي. أما بالنسبة لعلاقتي مع المطربين الذين تعاملت معهم فهي علاقة طيبة جدا. فمثلا أنا اليوم ونحن في سنة 2005 بصدد تلحين قصيدة لعبد الهادي بلخياط بعنوان"لن تراني "، وتعلمين أنني لحنت له سنة 1962 قصيدة "رموش". وهذا دليل على الاستمرارية. أي من عبد الهادي بلخياط إلى محمد سعيد )المطرب الطفل الذي يرافق الأستاذ بن إبراهيم في سهراته(. وهذا يعني أنه ما زال هناك بحث وتنقيب مستمر في مجال الأغنية حتى اليوم.

من المعروف انك مكتشف أصواتا من أجمل الأصوات المغربية، اقصد محمد الحياني وعبد المنعم الجامعي ومحمد علي فما هي قصتك مع هذه الاكتشافات؟

كنت أشترك أنا ومجموعة من الفنانين أمثال عبد القادر الراشدي و عبد النبي الجيراري في حب اكتشاف أصوات ومواهب جديدة، في فترة كانت الأغنية المغربية ما تزال محصورة في أصوات قليلة كالمعطي بلقاسم وإسماعيل احمد وأحمد البيضاوي ومحمد فويتح. وطبعا هؤلاء كانوا مبدعين كبارا وعباقرة. لكن تساءلت لماذا لا يمكن أن نضخ الأغنية المغربية بدماء جديدة وأصوات شابة، فابتدأت رحلة البحث وكان اتصالي الأول بالأستاذ محمد علي الذي كان يشتغل بالإدارة، واستمعت إلى صوته العظيم، فقررت أن ألحن له قصيدة من شعر المرحوم وجيه فهمي صلاح بعنوان "فردوس الحبيب "، وقد نالت إعجاب الجمهور المغربي واشتهر بها محمد علي إلى يومنا هذا. ويليه محمد الحياني الذي كان صديق أخي وقدمه لي على أساس انه يغني ويريد أن يتعلم الغناء ويصقل صوته. فاشتغلت معه لمدة ثلاث سنوات، وقدمته للإذاعة فتم رفضه وتكرر الأمر في المرة الثانية أما ثالث مرة فتم قبوله. وبعدما لحنت له أغنية "غياب الحبيب" وهي من كلمات علي الحداني، توالت عليه عروض الملحنين مثل احمد البيضاوي وحسن القدميري. وقمنا بجولات فنية في المغرب وتونس والجزائر فسطع نجمه. أما عبد المنعم الجامعي فقد استغرقنا حوالي سبع أو ثماني شهور من التمرينات والتدريبات، ثم قدمته للإذاعة وتم رفضه، وعانيت الأمرين حتى تم قبوله كمطرب. ولحنت له أول قصيدة وهي "نهاية " تليها أغنية "تحية الفلاح" وهكذا لاقى نجاحا داخل المغرب وخارجه في بعض الأقطار العربية.

هناك قصيدة سبق لك أن لحنتها واتصل بك حسب علمي الملحن الكبير رياض السنباطي ليطلب منك الإذن بإعادة تلحينها فما هي هذه القصيدة وكيف تم ذلك؟

عنوان القصيدة التي لحنتها قبل خمس وعشرين سنة هو "ساعة لقاء" من شعر الدكتور إبراهيم ناجي وأدتها المطربة فوزية صفاء والتي اكتشفتها كذلك. وتعاملت معها إلى جانب أسماء نسائية أخرى كنعيمة سميح وحياة الإدريسي وعزيزة جلال وسمية قيصر وسميرة بنسعيد .....
بالنسبة لقصيدة "ساعة لقاء" فهي أغنية صورت وعرضت في التلفزيون ونجحت نجاحا قياسيا. وقبل وفاة الرائد والملحن العملاق رياض السنباطي بعث لي برسالة خاصة يقول فيها: أود أن أعيد تلحين قصيدة "ساعة لقاء" فهل من الممكن ذلك؟ فأجبت برسالة أيضا قلت فيها إنه يشرفني أن هرما من مصر يطلب مني أن أوافق على إعادة تلحينها من طرفكم ووقعت الرسالة بالقبول. فأعاد رياض السنباطي تلحينها، وهنا اشكر أحد تلامذتي وهو الملحن جمال الأمجد الذي جاءني بنسخة من القطعة والتي تختلف عن إنتاجي، وهذا الاختلاف يسمح للمستمع بالقيام بمقارنة بين لحن كل من عبد الحميد بن إبراهيم ورياض السنباطي.

الملاحظ والمتتبع لتجربتكم الفنية اهتمامك بتلحين القصيدة العربية أكثر من القصيدة الزجلية. فما السر في ذلك يلاحظ؟

طبعا اللغة العربية هي اللغة السائدة من المحيط إلى الخليج، وبتلحيني للقصيدة فانا ألبي ما تريده الأذن الشغوفة بالطرب العربي الأصيل واطل باللغة العربية على الإيقاعات والأنغام العربية. والقصيدة لها وزنها في العالم العربي وتعتبر صلة وصل بين البلدان العربية الشقيقة، لكن أنا أبقى مغربيا ولابد لي من التعامل مع الإيقاعات المغربية لذلك فانا لم اغفل هذا الجانب ولي إسهامات عديدة واستحضر على سبيل المثال قطعة "اصبر يا قلبي" و"طريق النضال" و"غياب الحبيب" إذن فكلما وجدت قصيدة زجلية ذات مضمون عميق لا أتردد في تلحينها .

لكن القطع الزجلية التي لحنتها قليلة مقارنة مع القصيدة العربية.

الأمر يبقى مسألة ميول، وأنا سعيد على قدرتي على المزاوجة بين القصيدة العربية والزجلية.

كيف يمكن أن تلخص لنا أهم محطات حياتك الفنية وهي حافلة و الحمد لله؟

إن أهم محطات حياتي الفنية هي المهرجانات الفنية الكبرى خارج المغرب، حيث إنني شاركت في حوالي خمس وعشرين مهرجانا دوليا ومثلت فيها بلدي أحسن تمثيل، وهنا أشير إلى أنني في أوائل السبعينات عزفت على آلة الناي فوق قبر عمر الخيام وكان برفقتي المرحوم احمد الشجعي عازف الكمان وعمر الطنطاوي على العود وصالح الشرقي على القانون والأستاذ محمد كرم على الرق. وعزفنا نحن الخمسة فوق القبر بالليل بحضور الشاهنشاه بمدينة شيراز. إضافة إلى مهرجانات افريقية عديدة ... أما المحطة القوية في حياتي فهي إنشاء جمعية النجوم للثقافة والفن والتي كنت أقوم فيها بتعليم وتكوين مجموعة من العازفين والمطربين الذين يشتغلون الآن بالإذاعة. وأحس أنني نجحت في القيام بهذا العمل رغم أنني لم أتلقى أي دعم من أية جهة مسئولة. إلا أن هناك نوع من الاهتمام من طرف بعض المجالس البلدية كالمجلس البلدي باليوسفية والتقدم بالرباط، وعلى ذكر هذا المجلس البلدي فانا انتظر من السيد العمدة دعما ماديا ومعنويا للقيام بنوع من النهضة الثقافية في العاصمة. وحتى اتمم رسالتي التي بدأتها إنشاء الله.

في نهاية حوارنا ما الذي يتمناه عبد الحميد بن إبراهيم وهو في قمة نضجه وعطائه الفني؟

أتمنى إبراز شبابنا وجيلنا الجديد ومساعدته على ولوج العالم الفني والثقافي، فأنا حين سأتلقى هذا الدعم الموعود، يمكنني إنشاء أرضية للاشتغال وتحقيق كل ما أتمناه في مجال الأغنية ولكي نعيد المياه إلى مجاريها ولنستعيد الفن الحقيقي الذي يحفظ لنا هويتنا التي نعتز بها، ونصفي كل الأشياء الدخيلة على الفن، فانا أناشد كل من يحب هذا الوطن العزيز أن يلتفت إلى هذه النقطة الأساسية، لان شبابنا متعطش للفن وينادي بالاحتضان والرعاية والدعم.

النجذة النجذة
لااستطيع رفع القصيدة لطول حجمها (16 ميغا) وهو الموضوع الذي سبق أن طرحته في الصفحة المغاربية.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23/12/2006, 17h26
الصورة الرمزية محمد الحمد
محمد الحمد محمد الحمد غير متصل  
أميـر النغـم
رقم العضوية:1070
 
تاريخ التسجيل: avril 2006
الجنسية: عربي
الإقامة: جدة
العمر: 49
المشاركات: 592
افتراضي

انطلاقته الكبرى في عالم القصيدة لكل ما سبق ذكره، لم يكن غريباً أن رياض السنباطي عندما كان يخوض تجاربه الأولى والمبكرة في فن القصيدة الغنائية، خرج بتحفة غنائية تاريخية تصلح لأن تكون تتويجاً لرحلة طويلة في فن تلحين القصائد، أكثر مما تصلح لتكون خطوة أولى في هذه الرحلة، ألا وهي رائعته لأم كلثوم (سلوا كؤوس الطلا) التي صاغ شعرها أمير الشعراء أحمد شوقي، وبالتحليل الدقيق لمكونات هذه القصيدة (كما فعل مؤرخو ونقاد الموسيقى) يجعلنا نضع أيدينا على أنها احتوت كل العناصر التي أسس عليها السنباطي فيما بعد الخط الأبرز في عمارته الشاهقة لفن القصيدة، وهو الخط الذي تغلب عليه المشاعر الصوفية حتى عندما يكون موضوع القصيدة عاطفياً، كما تتجلى فيه فنون العمارة الهندسية العربية الكلاسيكية بما يشبه قصور العرب في الأندلس ، ما ينعكس بدقة وامانة وعظمة فنية على الهندسة الموسيقية لعمارة القصيدة الغنائية، وهو الخط الذي اكمله السنباطي فيما بعد في قصائده الدينية مثل (سلوا قلبي ونهج البردة و ولد الهدى وحديث الروح) وقصائده العاطفية مثل (الأطلال) وقصائده الوطنية مثل (مصر تتحدث عن نفسها وصوت الوطن) والوصفية مثل (قصيدة النيل).

الخلاف بين أم كلثوم والسنباطي في عام 1955 وبعد أداء أم كلثوم لرائعة السنباطي (ذكريات) نشب خلاف بينهما وأعطى رياض متعمداً شهرزاد لحنه الكبير (يا ناسيني) وشارك بالعزف في تسجيل هذه الأغنية. وقد أدت شهرزاد هذه الأغنية في عيد شم النسيم في العام نفسه وكان الحفل مذاعاً على الهواء من الإذاعة المصرية ونجح اللحن واستعاده الجمهور عدة مرات، فلما استمعت أم كلثوم للراديو وبعد أن انتهت الأغنية أمسكت التليفون واتصلت برياض السنباطي وسألته دون مقدمات (عملت الأغنية دي إمتى؟) فأجاب رياض (الشهر ده) فقالت (ومن إمتى بتعزف عود في مقدمة أغانيك؟ إنت عمرك ما عملتها معايا؟) فأجاب (اللحن عاوز كده) وبعد هذه المحادثة عادت المياه إلى مجاريها وفهمت أم كلثوم أنها فقدت الكثير بابتعادها عن ألحان رياض وكان السنباطي يهدف من وراء اللحن أن يقول لأم كلثوم إنه بإمكانه أن يستمر من دونها.

ويقال إن أسباب الخصام بين رياض وأم كلثوم (يختلف التأريخ حول الفترة حيث يقال في بعض الكتب إنه انحصر بين عامي 1960 و1961 بينما يقول البعض أنه بدأ على فترات متقطعة منذ عام 1955) تعود إلى تدقيقه في كلمات الأغنية التي يلحنها وتدخل أم كلثوم في تعديل الجمل اللحنية التي يضعها، وفي مقولة أخرى أن الخلاف نشب بينهما بسبب الاختلاف على المال حيث ذكر السنباطي في أحد حواراته التليفزيونية المتأخرة أن ام كلثوم كانت تعطيه نقوداً قليلة نظير ألحانه وعندما كان يطالبها بزيادة كانت ترفض ويختلفان، لكنه قال في ألم وحسرة خلال هذا اللقاء التليفزيوني إ نه يتمنى لو كانت أم كلثوم عاشت وقدم لها ألحانه دون مقابل.

أرقام في حياة السنباطي ولد عام 1906 في حين يقول البعض أنه ولد عام 1891. توفي في العاشر من سبتمبر أيلول عام 1981. لحن 575 لحناً منها 203 ألحان للسيدة أم كلثوم وعشرون لحناً لنور الهدى وتسعة وثلاثون لحناً لليلى مراد وخمسة وعشرون لحناً لسعاد محمد واثنا عشر لحناً لنجاة وغنى بصوته 82 لحناً وغنى له صالح عبدالحي تسعة ألحان وعبدالغني السيد سبعة وعشرين لحناً إضافة إلى مطربين اَخرين غنوا له ألحاناً أخرى مثل شهرزاد وميادة الحناوي وغيرهما.


المصدر


http://www.e-sada.com/culturedubai/eqa3.asp
__________________
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26/02/2007, 23h07
أبو وحيد
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رياض السنباطي ..

رياض السنباطي .. الجندي المجهول ..
كلما استمعت إلى إحدى الإذاعات التي تذيع أغاني الراحلة أم كلثوم .. اعتراني العجب ، كما يعتريني عندما أقرأ مقالات النقاد الفنيين أو أستمع إلى رأي رجل الشارع ..
فهناك تجاهل للسنباطي إما مقصود كما هو لدى النقاد العارفين بتاريخ أم كلثوم أو غير مقصود لدى رجل الشارع الذي إن أراد أن يدعي أنه سميع للطرب ويعرف في أم كلثوم يقول أنه سمع (إنت عمري) أو (سيرة الحب) أو (أمل حياتي) !!
والفئة الأخيرة معذورة لأن التركيز في الإذاعات منصب على الأغاني السالفة الذكر .. أما بعض النقاد وليس كلهم فهم من أستغرب موقفهم .. فإن كان الناقد تعبيرياً محباً للتغريب تراه يمجد القصبجي ورائعته ( رق الحبيب ) وإن كان شرقياً أصيلاً تراه يمجد زكريا أحمد .. وإن كان الناقد إمعةً لا رأي له تراه يمجد ( أنت عمري ) من منطلق الجهل بروائع عبد الوهاب القديمة والتقليد لا من منطلق الإكبار له ، وكل الملحنين السالف ذكرهم جهابذة ولا غبار عليهم إلا أنه إن أردنا سبر تاريخ أم كلثوم ، يكون من الكفر والإجحاد ، إنكار الفترة الذهبية ، فترة الأربعينات التي تربعت فيها أم كلثوم فعلياً على عرش الطرب وهذه الفترة كان الفضل الأول والأخير فيها للعبقري رياض السنباطي ..
رياض السنباطي هو الملحن الذي لحن لأم كلثوم ألحاناً أكثر من القصبجي وزكريا وعبد الوهاب مجتمعين .. وإن أقررنا أن اللحن الجميل هو الذي يصنع المطرب فأقولها وبكل ثقة إن أم كلثوم هي رياض السنباطي وكوكب الشرق استمد أشعته من شمس رياض السنباطي .
محمد القصبجي الذي لحن لأم كلثوم في بداياتها ورائعته ( رق الحبيب ) تُذكر دائماً
( وأشدد على أني لست بمعرض الطعن بالملحنين العظام ، لكنني بمعرض تحديد من منهم أسهم في مسيرة أم كلثوم الفنية أكثر من غيره ) على أن ( رق الحبيب ) من الناحية الفنية التعبيرية التي تهتم بالصورة السمعية أكثر من التطريب لا تزيد روعة عن الأطلال التي تجمع روعة التعبير في بدايتها واللحن الراقص في منتصفها والشجن الأصيل في منتهاها !!
لكن إذا ذكرت الأطلال لا يذكر السنباطي وكأنها أغنية يتيمة أو بنت حرام ؟؟!!!!!
أما زكريا أحمد ورائعته ( الآهات ) و ( الأمل ) فهما أغنيتان رائعتان .. إلا أنه لم يتخلص فيهما من الموروث الطربي القديم القائم على إهمال الإيقاع والتركيز على الآلات اوترية أكثر من الكمنجة ، والنقلات الموسيقية غير المترابطة ( لكنها رائعة وتحمل عبقرية فطرية ) مما يجعلك تحس وأنت تسمع الأغنية أنك تسمعها في قهوة شرقية قديمة أو في جلسة إنشاد وهو إحساس جميل لا ريب ، إلا أن التكنيك الموسيقي من حيث توزيع أدوار الآلات والإيقاع مفقود ، فالإيقاعات بطيئة جداً مما يجعل المستمع يشعر بالملل وأحياناً لا يميز الكوبليه من الآخر حيث يدخل زكريا من كوبليه إلى كوبليه مباشرة دون قفلة وارجعوا إلى أغنية ( الأمل ) تروا ذلك واضحاً . وأين ذاك من التحفة الشرقية الأصيلة ( رباعيات الخيام ) ؟ استمعوا فقط إلى المقدمة الموسيقية التي تبدأ بهدوء معبرة عن سكون الليل ثم تتعالى الألحان والنغمات وتتراقص الإيقاعات لتعبر عن إغراء الحياة ثم استمعوا إلى الموسيقى الصوفية في نهاية الأغنية التي تعبر عن الندم والتوبة وانظروا إلى توظيفه لطبقات صوت أم كلثوم العالية .
أما العملاق ورابع الأهرام محمد عبد الوهاب فمن استمع إلى ( النهر الخالد )
أو ( إجري وصلني ) أو ( عندما يأتي المساء ) أو رائعته الأخيرة التي أثبت فيها أنه عبقري حتى آخر نفس يتردد في روحه ( من غير ليه ) يعرف ماذا أقصد عندما أقلل
من شأن ( أنت عمري ) أو ( أمل حياتي ) إذ بدا في الأغاني التي لحنها لأم كلثوم في محاولة يائسة لتقليد بليغ حمدي ( الصيحة الحديثة في عالم التلحين والذي أجبر كبار ملحني عصره على الجلوس في المنزل ) ولمن يقول إن هذه الألحان وألحان بليغ كانت ملائمة للعصر فأقول إستمعوا مرة أخرى لـ ( الأطلال ) التي لا تحمل الحزن فقط بل فيها مقطع راقص بديع ( هل رأى الحب سكارى ) واستمعوا إلى توظيف السنباطي للجيتار الكهربائي و تقاسيم الأكورديون ولمحة من الآلات الغربية في أغانيه الأخيرة لأم كلثوم مثل ( من أجل عينيك ) .
أما من يدعي أن السنباطي تقليدي فهذه دعوى فيها نظر ، وربما غلطة السنباطي أنه لم يكن تجارياً بل أخلص للصوت الشرقي الفريد صوت أم كلثوم ، ومنحه من الألحان ما يوائم ذلك الصوت ، لكن إن أردت الإستماع إلى موسيقى مختلفة للسنباطي فاستمع إلى ( على بلد المحبوب وديني ) أو ( إن كنت ناسي أفكرك ) . لكن السنباطي سجن نفسه في صوت أم كلثوم وهي أحسنت إستغلال ألحانه وعندما أرادت مجاراة عصر الثورة الردئ وما تبعه من فقدان الكلاسيكية التي تميز بها الطابع الملكي المصري ، ورواج السوقية التي روجت لها الثورة لتقدم نفسها على أنها نصير الجماهير الكادحة والفلاحة والأمية ، ذلك العصر الذي كان عصر عبد الحليم و كمال الطويل و الموجي وأغاني تافهة مثل ( توبة ) التي تُذاع جنباً إلى جنب مع ( رباعيات الخيام ) و ( يا ظالمني ) ، ثم فترة السبعينات التي ملكها بليغ حمدي وأصبحت ( زي الهوى ) تُذاع مع الأطلال ، كان لا بد لأم كلثوم أن تصد ذلك الزحف السوقي ، فترجلت عن صهوة الفرس الأصيل رياض السنباطي لتركب " ببسكيليتة " بليغ حمدي لتلحق بالركب .
رياض السنباطي الذي عرّفه أحد النقاد الموسيقيين بأنه أعظم من أمسك العود في القرن العشرين ، السنباطي الذي جاء إلى المعهد الموسيقي في القاهرة ليستزيد في تعلم العود فوضعته لجنة الإستماع معلماً في المعهد !
السنباطي حارس القصيدة العربية ، بل هو القصيدة العربية ، فقصائد غيره تضحي طقطوقات أمام قصائده .
القصبجي امتلك النقاد وخسر الجمهور ( لهجر أم كلثوم له فأضحى منسياً للجمهور ) ، وبليغ حمدي امتلك الجمهور ، وعبد الوهاب امتلكهما معاً ، أما الجندي المجهول رياض السنباطي فخسر الإثنين لكن يكفيه ( رباعيات الخيام ) ( يا ظالمني ) ( ذكريات ) ( يللي كان يشجيك أنيني ) ( جددت حبك ليه ) ( الأطلال ) ( ثورة الشك ) ( نهج البردة ) ( سلوا قلبي ) ( ولد الهدى ) ..... هذه هي الثروة الحقيقية فالنقاد يذهبون والجمهور تتغير أمزجته أما الروائع فخالدة ..

مع تحياتي ..
أبو وحيد ..
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30/04/2007, 12h05
Oud Soul Oud Soul غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:26563
 
تاريخ التسجيل: avril 2007
الجنسية: سعودية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 6
افتراضي مشاركة: السنباطي

نقيب قراء ومحفظي القرآن في مصر: علمت رياض السنباطي القرآن وعلمني الفن والموسيقى

الشيخ أبو العينين شعيشع لـ الشرق الاوسط : قراء القرآن القدامى ظاهرة فريدة لن تتكرر .. والجدد كالببغاء يقلدون من دون فهم


أحمد عبد الله
يكشف الشيخ أبو العينين شعيشع نقيب قراء القرآن في مصر، صفحات مجهولة وشيقة في مسيرة شيوخ قراء القرآن القدامى المصريين، وكيف جمعوا بين حلاوة الصوت والأداء، وبين التفقه في أمور الدين والأدب، وإيقاعات الموسيقى ومقاماتها، فكانت قراءاتهم تخرج من الأعماق وتصل إلى قلوب المستمعين بعذوبة وحب. ويرى الشيخ شعيشع عضو لجنة اختبار القراء بالإذاعة والتلفزيون، في حواره مع «الشرق الأوسط» في القاهرة، أن القراء القدامى لن يعوضوا ولن يجود الزمان بمثلهم، لأنهم كانوا مدارس في الأداء لن تتكرر مرة أخرى. ويؤكد أن ضعف مستوى القراء في الوقت الحاضر يرجع إلى طغيان الماديات وتنافس القراء على الأموال وجهلهم بطرق الأداء والمقامات الموسيقية. وتطرق الحوار إلى تجربته في هذا المضمار.. وهنا نص الحوار:
> لماذا ضعف مستوى قراء القرآن في الوقت الحاضر؟ ولماذا لا تظهر أصوات جيدة مثل تلك التي كانت موجودة بين أبناء جيلك؟ ـ الزمن الذي نعيش فيه ليس مثل الزمن الذي ظهر فيه هؤلاء القراء العظام، فنحن نعاني الضعف والتدني ليس في قراءة القرآن الكريم فقط وإنما في مجالات كثيرة، في الأدب والشعر والفن والموسيقى وغير ذلك، وحتى نستطيع إعداد قارئ جيد لا بد أن يكون عاشقا للقرآن ومحبا له ويتفانى من أجله، لا أن يتخذ من القرآن مجرد وسيلة للكسب.> هل أثر اختفاء الكتاتيب، التي كان يتعلم فيها الصغار حفظ القرآن في غياب القراء المجيدين؟ ـ الكتاب يتولى تحفيظ القرآن وتجويده وتعليم الصغار كيف يقرأون القرآن، أما الأصوات فهي موهبة من الله لا دخل لنا فيها، والقارئ الجيد هو الذي يستغل صوته في أداء القرآن بالصورة التي ينبغي أداؤه بها، من خشوع ومعرفة بالمقامات الموسيقية وكيف يغير المقامات وينتقل من مقام إلى آخر أثناء القراءة، فهناك مقامات بياتي وحجاز وسيكا ونهاوند وراست ورامل وغيرها، وكل هذه المقامات موجودة في القرآن وأغلب القراء لا يعرفون هذه المقامات، وأذكر أنني كنت أنا والمرحوم رياض السنباطي نتزاور، وكان يسكن بجواري في منطقة حدائق القبة وكنت أعلمه القرآن ويعلمني الفن والموسيقى، وأذكر أنني جئت من بلدتي بيلا بمحافظة كفر الشيخ إلى القاهرة في عام 1939 وكنت أسجل للإذاعة، ثم أعود إلى بلدتي إلى أن قابلني المرحوم جليل بنداري في الإذاعة وقال لي الأستاذ محمد عبد الوهاب يبحث عنك ويريدك، فذهبت إلى منزله في العباسية واستقبلني بترحاب شديد وأخذ يثني عليّ وعلى أدائي، وعبد الوهاب كان عبقريا في الاستماع ومعرفة طبقات الصوت، لدرجة أنه في أواخر أيامه انتقد أحد القراء بشدة، لأن أداءه كان سيئا، رغم أنه قارئ مشهور وطلب من الكاتب الصحافي محمود السعدني أن يلفت نظر هذا القارئ ويقول له أن صوتك جيد، لكن أداءك ليس قرآنيا. فالصوت والأداء القرآني موهبة من الله ونحن تعلمنا ممن سبقنا، ولم نتعلم في معاهد موسيقية ولا فنية ولم نتعلم الأصوات وغيرها، وإنما تعلمنا من خلال سماع القراء القدامى الذين كانوا مدارس لا تتكرر،
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15/07/2007, 11h31
أبو حجوز أبو حجوز غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:14030
 
تاريخ التسجيل: janvier 2007
الجنسية: سعودية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 1
افتراضي رد: رياض السنباطي .. الجندي المجهول ..

أخي العزيز أبو وحيد .
طول عمري وأنا أقرأ للذين يشتكون من ( هضم الإعلام المقصود للسنباطي ) ولكني وللحق لم أقرأ مقالاً قوياً ومعبراً في هذا الأمر مثلما قرأت في مقالك .
وقد تذكرت مقالة في صحيفة عندنا في السعودية لكاتب يدعى ( أنس زاهد ) يقول فيها أن الإعلام يتجاهل عبقرية السنباطي من أجل عيون عبد الوهاب .. ولكن الزمن وحده كفيل بأن يعيد للسنباطي حقه التاريخي كأفضل من صنع الموسيقى العربية وقد وصفه هذا الكاتب بأن ألحان السنباطي حينما تسمعها تحس أنك ترتقي إلى السماء وأن هناك شبح عملاق يكتنفك ويلفك بالغموض ذاك هو السنباطي الذي تتجلى كل المعاني في وصفه .. ومهما أطلقت العنان لقلمك في مديحه فإنك لا تخشى أن تكون قد بالغت في المديح .
وبالرغم من أنني من عشاق بليغ حمدي وموسيقاه السريعة إلى القلب .. إلا أنني أعتقد أن وصف بسكليته على بليغ مقارنة بالسنباطي هو وصف مبالغ فيه لأن بليغ مقابل السنباطي أقل من البسكليته بكثير .. وهذا اعتراف مني بعبقرية السنباطي على حساب بليغ الذي أعشقه ..
والبسكيلته تنطبق على كثيرين غير بليغ حمدي .. بل أنها تنطبق على الجميع بالمقارنة مع السنباطي .
رحم الله رياض السنباطي .. ورحم أيامه وأيام روائع أم كلثوم الحقيقية ( أم كلثوم السنباطية ) .

تحياتي ،،،
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29/07/2007, 15h31
hard11 hard11 غير متصل  
ضيف سماعي
رقم العضوية:50949
 
تاريخ التسجيل: juillet 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2
Thumbs up تعرف علي رياض السنباطي في سطور

لم تتمالك أم كلثوم نفسها عند سماع ألحانه وموسيقاه فوصفه بعبقري الطرب، ولم يستطع القائمون على معهد الموسيقي قبوله كطالب بعدما أبهرهم بمستواه الفني، فكان قرارهم بتعيينه كمدرس لآلة العود بالمعهد، ولم ينتظر المجلس الدولي للموسيقي في باريس وفاته حتى يعلن تكريمه فمنحه جائزته في عام 1964 وصنفه ضمن أفضل مائة موسيقي في العالم. إنه أمير النغم الذي أثرى الموسيقى العربية بالكثير من الألحان والأغنيات التي لا تملك عند الاستماع اليها الا الانبهار بها. إنه رياض السنباطي الموسيقار العربي الوحيد، الذي فاز بجائزة اليونسكو كأحد خمسة علماء موسيقيين من العالم.
اسمه بالكامل محمد رياض السنباطي والمولود في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1906 في مدينة فارسكور التابعة لمحافظة دمياط بشمال دلتا مصر، وكان والده مقرئا تعود الغناء في الموالد والأفراح والأعياد الدينية في القرى والبلدات الريفية المجاورة، وتتفتح أذنا الفتى الصغير على أبيه وهو يعزف على العود، ويغني الغناء الأصيل والتواشيح الدينية، فلما بلغ التاسعة من عمره، ضبطه والده عند جارهم النجار هاربا من المدرسة، يضرب على العود ويغني بصوته أغنية «الصهبجية» لسيد درويش فطرب لصوته، وقرر أن يصطحبه معه للغناء في الأفراح، وكان ذلك خاتمة عهد عصر سلامة حجازي وفاتحة عصر سيد درويش، كانت لمصر دنياها، وللأرياف دنياها، لكن بداية ظهور الأسطوانة والفونوغراف سنة 1904 مكنت الصلة بينهما.. فاستمع الفتى الصغير إلى عبد الحي حلمي ويوسف المنيلاوي وسيد الصفطي وأبو العلا محمد وتتلمذ على أيديهم من دون أن يراهم، الا أنه ظل دائما مدينا لوالده الشيخ محمد الذي قام بتعليمه تراث الموسيقى العربية، ومن بينها أغنيات لمحمد عثمان وعبده الحامولي. لم تطل إقامة الشيخ السنباطي الكبير في فارسكور، فنزح إلى المنصورة عاصمة الدقهلية وألحق ابنه بأحد الكتاتيب، ولكنه لم يكن مقبلا على الدرس والتعليم بقدر إقباله وشغفه بفنون الموسيقي العربية والغناء. وتهيئ الأقدار للصبي الطريق الذي يتفق مع أهوائه وميوله، حيث أصيب وهو في التاسعة من عمره بمرض في عينه، أحال بينه وبين الاستمرار في الدراسة، وهو ما دفع بوالده الي التركيز على تعليمه قواعد الموسيقي وايقاعاتها. وقد أظهر رياض استجابة سريعة وبراعة ملحوظة، فاستطاع أن يؤدي بنفسه وصلات غنائية كاملة، وأصبح هو نجم الفرقة ومطربها الأول وعرف باسم «بلبل المنصورة»، وقد استمع الشيخ سيد درويش لرياض فأعجب به أعجابا شديداً وأراد أن يصطحبه إلى الإسكندرية لتتاح له فرصاً أفضل، ولكن والده رفض ذلك العرض بسبب اعتماده عليه بدرجة كبيرة في فرقته. وفي عام 1928 كان قرار الشيخ السنباطي الاب بالانتقال الى القاهرة مع ابنه، الذي كان يرى انه يستحق أن يثبت ذاته في الحياة الفنية، مثله مثل أم كلثوم التي كان والدها صديقا له قبل نزوحه الى القاهرة. في ذلك العام بدأ السنباطي مرحلة جديدة من حياته لا يمكن وصفها بالسهولة. وإزاء تلك الصعوبات كانت رغبته في إثبات ذاته، وسط مناخ المنافسة الشديد ولهذا وفي تواضع جم وإنكار لذاته ولقدراته، وامتثالاً لواقع الأمور تقدم بطلب لمعهد الموسيقى العربية، ليدرس به فاختبرته لجنة من جهابذة الموسيقى العربية في ذلك الوقت، الا أن أعضاءها أصيبوا بنوع من الذهول، حيث كانت قدراته أكبر من أن يكون طالباً لذا فقد أصدروا قرارهم بتعيينه في المعهد أستاذا لآلة العود والأداء. ومن هنا بدأت شهرته واسمه في البروز في ندوات وحفلات المعهد كعازف بارع. ولم تستمر مدة عمله بالمعهد إلا ثلاث سنوات، قدم استقالته بعدها حيث كان قد اتخذ قراره بدخول عالم التلحين، وكان ذلك في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي عن طريق شركة أوديون للاسطوانات التي قدمته كملحن لكبار مطربي ومطربات الشركة ومنهم عبد الغني السيد، ورجاء عبده، ونجاة علي، وصالح عبد الحي. ومع تطور اسلوب السنباطي وسطوع نجم ام كلثوم في منتصف الثلاثينيات، كان لا بد لهذين النجمين من التلاقي. وكانت البداية بأغنية «على بلد المحبوب وديني»، التي قدمت عام 1935 ولاقت نجاحا كبيرا. لينضم السنباطي الي جبهة الموسيقي الكلثومية والتي كانت تضم القصبجي وزكريا أحمد. الا أن السنباطي كان مميزا عن الآخرين فيما قدمه من ألحان لأم كلثوم بلغ عددها نحو 90 لحنا، الى جانب تميزه فيما فشل فيه الآخرون الا وهي القصيدة العربية التي توج ملكا على تلحينها. سواء كانت قصيدة دينية أو وطنية أو عاطفية. فمن منا لا يذكر الاطلال تلك الرائعة التي تغنت بها أم كلثوم عام 1966 وحققت وما زالت تحقق حتى الآن أعلى مبيعات الابومات الغنائية. كما لم تكن القصيدة العربية وحدها هي التي رسمت ملامح نتاج السنباطي الكلثومي، وهي ملامح أثرت حتى في أغنياته الزجلية الكلثومية أيضا، بل اتخذت الأغنية الدينية والقصائد الوطنية مكانتها في تشكيل هذا الصرح. وكانت لأمير الشعراء الحصة الكبرى في أغنيات أم كلثوم الدينية: من سلوا قلبي، إلى نهج البردة الخالدة المعارضة لبردة البوصيري و«حديث الروح» و«الثلاثية المقدسة». وقد تأثر السنباطي في بداية تلحينه للقصيدة بالمدرسة التقليدية، كما تأثر بأسلوب زكريا أحمد. وأخذ رياض عن عبد الوهاب الطريقة الحديثة التي ادخلها على المقدمة الموسيقية، حيث استبدل بالمقدمة القصيرة أخرى طويلة. ويري المؤرخون الموسيقيون أن ملامح التلحين لدى السنباطي قبل عام 1948 اعتمدت على الإيقاعات العربية الوقورة، والبحور الشعرية التقليدية الفسيحة، والكلمة الفصحى التي تقتضي في الإجمال لحنا مركزا، والسكك المقامة الراسخة البعيدة عن المغامرة، لكن كثيرا من ألحان السنباطي قبل 1948 كانت تنم منها أعراض التأثر المباشر الصريح، بمن عملوا معه من عباقرة اللحن، فانصرف إلى أسلوبه الخاص يعلي صرحه لبنة لبنة، حتى اختلط الأسلوب الكلثومي في الغناء بالأسلوب السنباطي في التلحين، وأمكن لرياض أن يقول: «قصة حياتي هي أم كلثوم».

واللحن الوطني لدى السنباطي وجد نفسه في الكثير من أغنيات أم كلثوم الوطنية والتي بلغت ثلاثا وثلاثين أغنية، أشهرها «نشيد الجامعة» و«نشيد بغداد» وقصيدة «النيل» وغيرها.

في أحد لقاءاته الصحافية روى رياض لقاءه بأم كلثوم فقال: بعد سبعة عشر عاما من لقاzنا الأول في قرية «درينA إحدى قرى الدقهلية، التقيت بالفتاة أم كلثوم مرة أخرى، بعد أن كان صيتها قد ملأ الآفاق في القاهرة. وقتها كنت أحسد الذين يلحنون لها وكانت تتحرك في أعماقي ملكة التلحين، تعبيرا عن عواطف جياشة يعيشها الشاب في مثل سني».. كنت أقيم في شقة لوحدي وطلبت تليفون كي يسهل علي أعمالي واتصالاتي، وفي اليوم الأول الذي دخل فيه التليفون إلى الشقة، سمعت أغنية لأم كلثوم من الراديو، فتذكرت تعارفنا في محطة الدلتا. وكنت قد عرفت رقم تليفونها من الإذاعة فاتصلت بها، وعندما ذكرت لها اسمي تذكرت بأن والدها الشيخ ابراهيم كان يغني مع والدي في الأفراح، ودار بيننا حديث قصير قالت لي في نهايته «ابقي خلينا نشوفك يا أستاذ رياض، مادام أنت في مصر وأنا في مصر».

وبعد أغنية «على بلد المحبوب وديني»، لحن رياض لأم كلثوم «النوم يداعب عيون حبيبي»، كلمات أحمد رامي. والتي أعجبت بها أم كلثوم وقدمته في حفلها الشهري على مسرح قاعة ايوارت التذكارية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. وكان حفلا مذاعا، ويعتبر من المنعطفات في حياة أم كلثوم والسنباطي معا. وظل رياض يمد أم كلثوم بألحانه وروائعه، حيث وجد رياض في صوت أم كلثوم ضالته المنشودة، فبقدراتها الصوتية غير المحدودة وبإعجازها غنت ألحانه فأطربت وأبدعت.

هذا هو رياض السنباطي، الذي نال جائزة اليونسكو العالمية وكان الوحيد عن العالم العربي ومن بين خمسة علماء موسيقيين من العالم نالوا هذه الجائزة على فترات متفاوتة. السنباطي الذي حلق بأم كلثوم في الآفاق ونقلها من عالم مصر إلى العالم العربي والعالم أجمع، بفضل ما وضع من هذه الموسيقى التي تضاهي موسيقى العالم.

علاقة السنباطي بالفن لم تنحصر في الموسيقى والتلحين فقط، فقد قدم في عام 1952 فيلما للسينما شاركته بطولته الفنانة هدي سلطان وكان من إخراج المخرج حلمي رفلة. وعلى الرغم من نجاح الفيلم الا أن السنباطي الذي قدم فيه مجموعة من الاغنيات التي لاقت الاستحسان لدى الجمهور، لم يفكر في تكرار التجربة. من دون إفصاح عن الأسباب إلا انه قال : «لم أجد نفسي في التمثيل فاللحن هو عالمي».

حياة السنباطي الخاصة كانت غاية في البساطة، بل أنها تكاد تقترب من ملامح الانطوائية والعزلة الا عمن يتعامل معهم من المطربين والموسيقيين. وعرف عنه انه يقضي وقته في صومعته يسمع ويسجل وينتظر الخاطرة تمر عليه والإلهام. وتروي زوجته أنه كان في بعض الاحيان يكون جالساً مع أهله على المائدة يتناولون طعام الغداء. وبعد ان يأكل لقمة واحدة يتوقف عن الأكل ويفكر، ويذهب إلى صومعته إلى الغرفة المختصة، وهناك يصب اللحن الجديد الذي ربما كان ينتظره شهوراً، وكانت زوجته تبرر تصرفه للضيوف بقولها: تفضلوا وواصلوا طعامكم فهذه عادة السنباطي، وقد تعودنا عليها. وإذا كان رياض قد آثر العزلة والبعد عن الأضواء طوال حياته، إلا أنه حظي بكثير من التكريم، فقد آثرته السيدة أم كلثوم من بين سائر ملحنيها بلقب العبقري، وكان عضوا لنقابة المهن الموسيقية، وعضوا في جمعية المؤلفين بفرنسا، وعضوا للجنة الموسيقي بالمجلس الأعلى للفنون والآداب، وعضوا لجمعية المؤلفين والملحنين. كما حصل على وسام الفنون من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1964، وجائزة المجلس الدولي للموسيقى في باريس عام 1964 وجائزة الريادة الفنية من جمعية كتاب ونقاد السينما عام 1977، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون والموسيقى ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل محمد أنور السادات وعلى الدكتوراه الفخرية لدوره الكبير في الحفاظ على الموسيقى.

وقد رحل رياض السنباطي عن الدنيا في التاسع من سبتمبر (أيلول) 1981 لتغلق تلك المدرسة الفنية الكبيرة أبوابها، وتنطوي أروع صفحة من صفحات الموسيقى العربية، ولينتهي عصراً فريداً لا نظير له أبدا، ولن يشهد تاريخ الموسيقى العربية مثيلاً له على الإطلاق، ولكن سيبقى فنه ما بقيت موسيقاه وألحانه في سمع الناس.. لذلك يحسب لمهرجان الموسيقى العربية تكريم هذا الموسيقار العظيم في دورة هذا العام، بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده و25 عاما على رحيله.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22/08/2007, 06h03
الصورة الرمزية reza_neikrav
reza_neikrav reza_neikrav غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:59077
 
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: ايرانية
الإقامة: ايران
العمر: 44
المشاركات: 80
افتراضي

أود في بادئ الأمر ان أصيغ عن الموسيقار الشرقي الأصيل رياض السنباطي بعض الكلمات واللذي سطع نجمه في سماء موسيقانا الشرقية والعربية بالتحديد منذ أوائل القرن الفائت . ولعل ما دفعني لكتابة هذا الجزء شيئان أولها أن هذا الإنسان لم ينل من الشهرة الواسعة ما ناله زملاؤه أمثال عبد الوهاب وغيره وذلك نظرا لتقديسه للموسيقى واعتبار أن الأضواء والشهرة تطفي حرارة وروح اللحن . والسبب الثاني أعزائي هو حبي الخاص لهذا الموسيقار العظيم .
وأنا بإذن الله سوف أقوم بسرد قصة حياته الموسيقية والفنية وعلاقاته بالمطربين وبالغناء في مجموعة مكونة من عدة أجزاء. أبدأها بالجزء الأول الآن
الجــــــزء الأول
اللقاء بين ام كلثوم والسنباطي:
غنت ألحان رياض السنباطي اصوات متعددة اما الصوت الذي اعطى هذه الالحان بريقا ذهبيا وقيمة فنية كبيرة كان بلا شك صوت ام كلثوم.
في لقاء مع إحدى الصحف روى رياض لقاءه الثاني مع ام كلثوم فقال " كنت أقيم في شقة لوحدي وطلبت تليفون كي يسهل علي اعمالي واتصالاتي وفي اليوم الاول الذي دخل فيه التليفون الى الشقة سمعت اغنية لام كلثوم من الراديو فتذكرت تعارفنا في محطة الدلتا . وكنت قد عرفت رقم تليفونها من الإذاعة فاتصلت بها وعندها ذكرت لها اسمي تذكرت بإن والدها الشيخ ابراهيم كان يغني مع والدي في الأفراح ودار بيننا حديث قصير قالت لي في نهايته " ابقي خلينا نشوفك يا استاذ رياض مادام انت في مصر وانا في مصر"
وفي حديث صحفي آخر قال رياض:
بعد سبعة عشر اما من لقائنا الاول في درين التقيت بالفتاة ام كلثوم مرة اخرى كان صيتها قد ملأ الافاق في القاهرة حين بدأت عملي كمدرس للعود بمعهد الموسيقى وكنت اتابع الحانها. واحسد اللذين يلحنون لها وكانت تتحرك في اعماقي ملكة التلحين تعبيرا عن عواطف جياشة يعيشها الشاب في مثل سني.
كنت قد تقدمت بإنتاجي لشركة اوديون فعهدت لي بمطربين ومطربات جدد وكنت على موعد مع القدر لان الفنانة ام كلثوم استمعت الى بعض هذه الالحان فطلبت ان الحن لها. وهكذا بدأت اصنع صفحات عمري ..تعاونت مع مطربة العرب الأولى على مدى اربعين عاما".
وكانت بداية اللقاء الفني عام 1936 حين لحن لها رياض "النوم يداعب عيون حبيبي" كلمات احمد رامي. اعجبت ام كلثوم بهذا اللحن وقدمته في حفلها الشهري على مسرح قاعة ايوارت التذكارية بالجامعة الامريكية بالقاهرة. وقفت أم كلثوم وفرقتها لتقدم ملحنها الجديد في مونولوج النوم يداعب عيون حبيبي وكان حفلا مذاعا ويعتبر هذا اللحن تحولا في حياة ام كلثوم والسنباطي معا.
وبعد نجاح هذه الأغنية تمسكت ام كلثوم بهذا الملحن العظيم وانضم رياض لملحني ام كلثوم القصبجي وزكريا.
وظل رياض يمد ام كلثوم بألحانه وروائعه حيث وجد رياض في صوت ام كلثوم ضالته المنشودة فبقدراتها الصوتية غير المحدودة وبإعجازها غنت الحانه فأطربت وأبدعت . قدم رياض الحانه لأم كلثوم فترة تقترب من الاربعين سنة تخللها خصام دام عامين لم تغن خلالها غير حب ايه و هو صحيح الهوى غلاب.
وفي عام 1935 اشترك رياض بالحانه في فيلم وداد حيث قدم الحان المجموعات وبعض المقطوعات الموسيقية وطقطوقة على بلد المحبوب لصوت المطرب عبده السروجي ولما نالت هذه الاغنية نجاحا كبيرا طلبت ام كلثوم تسجيلها على اسطوانة بعد استئذان صاحبها.
ومن الملاحظ في الحان رياض الاولى لام كلثوم انه كان شديد التأثر بأسلوب القصبجي ناسجا على منواله ثم بدأت شخصيته الفنية تستقل وجاءت الحانه بطريقته الخاصة المميزة. ولا شك ان غناء ام كلثوم لالحان السنباطي ساعد في شهرته كما فتحت له ابوابا يظهر فيها امكاناته اللحنية. فام كلثوم غنت له الاشكال المتنوعة من الاغاني منها التقليدي ومنها والمعاصر.
ومن أشهر القوالب الغنائية التي اشتهر بها رياض هي القصائد ففيها استطاع ان ينفرد بأسلوب مميز متطور.
خص رياض حبه وفنه للقصيدة قائلا " الشعر ارقى انواع الادب فيجب والحالة هكذا ان تكرس له أرقى انواع التلحين لانه الوسيلة الوحيدة للإرتفاع بالمستوى الثقافي والفني للجماهير. وهذا لن يتم إلا عن طريق أقرب وسيلة للتعبير عند الجماهير - الغناء الذي يعتبر ألصق الفنون واقربها الى نفوس الجماهير"
ومن أشهر ما لحن رياض من قصائد لام كلثوم :
عيد الدهر أحمد شوقي
أتعجل العمر أحمد شوقي
قالوا احب القيس سلامة احمد باكثير
كيف مرت على هواك القلوب احمد رامي
أصون كرامتي رامي
نهج البرده شوقي
سلوا قلبي شوقي
سلوا كؤوس الطلا شوقي
السودان شوقي
ولد الهدى شوقي
النيل شوقي
رباعيات الخيام رامي (مترجمة عن الفارسية لرباعيام الخيام)
مصر تتحدث عن نفسها حافظ ابراهيم
أغار من نسمة الجنوب رامي
بأبي وروحي شوقي
عرفت الهوى طاهر ابو فاشا
يا صحبة الراح طاهر ابو فاشا
الفجر الجديد محمد الماحي
قصة الأمس أحمد فتحي
قصة السد عزيز اباظة
ثورة الشك الأمير عبد الله الفيصل
توبة عبد الفتاح مصطفى
أرض الجدود أحمد العدواني (الكويت)
إلى عرفات الله شوقي
يا ربا الفيحاء محمود حسن اسماعيل
الأطلال د.إبراهيم ناجي
حديث الروح محمد اقبال
أقبل الليل رامي
من أجل عينيك الأمير عبد الله الفيصل
الثلاثة المقدسة صالح جودت
مصر د.ابراهيم ناجي
تأثر السنباطي في بداية تلحينه للقصيدة بالمدرسة التقليدية كما تأثر بأسلوب زكريا أحمد .وأخذ رياض عن عبد الوهاب الطريقة الحديثة التي ادخلها على المقدمة الموسيقية حيث استبدل بالمقدمة القصيرة اخرى طويلة. ومن القصائد التقليدية التي لحنها رياض لام كلثوم قصيدة "أراك عصي الدمع"لأبي فراس الحمداني وأضاف عليها الأبيات:
وفيت وفي بعض الوفاء مذلة لفاتنة في الحي شيمتها الغدر
تسائلني من أنت وهي عليمة وهل لشج مثلي على حاله نكر
فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى قتيلك قالت أيهم فهم كثر
ثم اتجه في تلحينه للقصيدة الى اسلوب وسط بين القديم والحديث فظهر له عدد من القصائد لشعراء معاصرين مثل "اذكريني" لرامي غنتها ام كلثوم 5 يناير ولم تسجل على اسطوانة.
ثم أوجد رياض بعد تجارب عديدة قالبا جديدا للقصيدة الحديثة ومن أولى تجاربه قصيدة "سلوا قلبي" لشوقي 1946 واغار من نسمة الجنوب 1954
غنت ام كلثوم سلوا قلبي عام 1946 اختارت منها 20 بيتا واختار السنباطي مقام الراست لتلحين هذه القصيدة .وقد غنت ام كلثوم هذه القصيدة عشرات المرات.
روى رياض السنباطي موقفا مشرفا لأم كلثوم قائلا
" وقفنا بمسرح معهد الموسيقى العربية قبل الثورة كنا نسجل قصيدة ولد الهدى في مدح الرسول وأثناء التسجيل فؤجئنا بشخصية هامة تصعد الى المسرح وتطلب التحدث الى ام كلثوم .توقف التسجيل برهة.وبعد لحظات لاحظت انفعال ام كلثوم وغضبها فحاولت أن اتبين الأمر فعرفت ان القادم موفد من القصر الملكي جاء يطلب حذف البيت :
الإشتراكيون أنت امامهم لولا دعاوى القوم والغلواء
قلت لها يا ام كلثوم : لماذا يتدخل القصر في عملنا الفني بهذه الصورة؟ ان هذا البيت يا ست في تصوري كملحن اهم بيت في القصيدة وهنا اعلنت ام كلثوم تمسكها بالبيت وتحديها لمطالب القصر بل هددت بإلغاء التسجيل في حالة إذا ما أصر القصر على التدخل توقف التسجيل حوالي ساعة. اجرت ام كلثوم اتصالاتها بالقصر وأعلنت اصرارها على غناء البيت فما كان من القصر الا ان رضخ لرأي ام كلثوم واعيد التسجيل كما هو دون حذف"
الخلاف بين أم كلثوم ورياض:
في عام 1955 وبعد اداء ام كلثوم لرائعة السنباطي ذكريات نشب خلاف بينهما واعطى رياض عامدا متعمدا شهرزاد لحنه الكبير "يا ناسيني" وشارك رياض بالعزف على العود في تسجيل هذه الأغنية.
أدت شهرزاد هذه الأغنية في عيد شم النسيم في العام نفسه وكان الحفل مذاعا على الهواء من الاذاعة المصرية ونجح اللحن واستعاده الجمهور عدة مرات وكان اللحن جميلا والاداء بديعا
استمعت ام كلثومالى الراديو وبعد انتهاء الغانية امسكت التليفون واتصلت برياض السنباطي وسألته دون مقدمات: عملت الأغنية دي امتى؟ أجاب رياض: الشهر ده. قالت: ومن امتى بتغزف عود في مقدمة أغانيك ؟؟ انت عمرك ما عملتها معايا؟ فأجاب: اللحن عاوز كده
وبعد هذه المحاثة عادت المياه الى مجاريها وفهمت ام كلثوم انها فقدت الكثير بابتعادها عن ألحان رياض وكان السنباطي يهدف من وراء هذا اللحن ان يلقن ام كلثوم درسا ويفهمها انها يستطيع ان يتعامل مع أصوات غيرها.

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 14/05/2009 الساعة 20h48
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
طرق مشاهدة الموضوع

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى


جميع الأوقات بتوقيت GMT. الساعة الآن 11h04.


 
Powered by vBulletin - Copyright © 2000 - 2010, Jelsoft Enterprises Ltd